يعدّ سرطان العظام نوعًا نادرًا من السرطان، حيث يشكّل حدوثه أقل من 1% من كافة أنواع السّرطانات المنتشرة في العالم، ويمكن أن ينشأ السرطان في أيّ منطقة من عظام الجسم، إلا أنه يؤثّر بشكلٍ شائع في عظام الحوض أو العظام الطويلة، مثل عظام الذراعين أو السّاقين،[١] وفي هذا المقال سنتناول أهم المعلومات المتعلقة بكيفية الكشف عن سرطان العظم، والأساليب المستخدمة في تشخيصه.

كيفية تشخيص سرطان العظام

يبدأ الطبيب بتشخيص حالة سرطان العظم بتقييم التاريخ المرضي للشخص الذي يعاني من الأعراض، إضافةً للتاريخ المرضي لعائلته، وإجراء العديد من الفحوصات الجسديّة والتشخيصية، نذكر أبرزها في ما يلي: [٢]


الفحص البدني

يقوم الطبيب خلال الفحص البدني بالبحث عن أيّ تورّم أو كتل غير طبيعية ظاهرة على الجسم، ويسأل الشخص عمّا إذا كان يواجه أي مشكلة في تحريك المنطقة التي يشك في إصابتها بالورم، وعن طبيعة الألم الذي يشعر به، سواء أكان الألم مستمرًا أم متقطعًا، كما يحاول معرفة وجود أي عوامل يمكن أن تزيد من شدة الألم، بالإضافة إلى تقييم التاريخ الطبي للمريض.[٣][٤]


تحاليل الدم

يبدأ الطبيب بإجراء اختبارات عديدة للدم، وذلك لتحديد مستويات بعض الإنزيمات الموجودة في الدم، مثل: إنزيم الفوسفاتيز القلوي (بالإنجليزية: Alkaline phosphatase)، وإنزيم اللاكتات ديهيدروجيناز (بالإنجليزية: Lactate dehydrogenase)، حيث ترتفع نسبة هذه الإنزيمات في دم الأشخاص المصابين بسرطان العظم أو المصابين بالورم الغرنيّ العظميّ، ولا يدل ارتفاع هذه الإنزيمات بالضرورة على وجود ورم سرطاني في جسد الشخص، إذ تكون مرتفعةً أيضًا في بعض الحالات الصحية التي تكون فيها الخلايا المكوّنة للنسيج العظمي نشطة للغاية، كما هو الحال عندما يتعافى كسر العظام، أو في حالات نموّ عظام الأطفال.[٥][٢]


تصوير العظام

يعتمد اختيار نوع الاختبارات التصوير على العلامات والأعراض التي يعاني منها الشخص، وتكمن أهميّتها في المساعدة على تحديد صفات أورام العظام بدقة، مثل،: موقع الورم، وحجمه، وما إذا كان قد انتشر إلى مناطق أخرى من الجسم،[١] وفيما يأتي نذكر أهم أنواع فحوصات التصوير التي قد يطلب الطبيب إجراؤها أثناء تشخيص حالات الإصابة بسرطان العظم:[٢]

  • الأشعّة السينيّة: تُظهر الأشعّة السينيّة موقع، وحجم، وشكل ورم العظام، فإذا أشارت نتائج التصوير بالأشعة السينيّة إلى وجود منطقة غير طبيعيّة، فقد يلجأ الأطباء إلى إجراء اختبارات تصوير أخرى أكثر دقة للحصول على تفاصيل أكثر وضوحًا.
  • تصوير العظام: يساهم تصوير العظام في إعطاء معلومات أكثر دقة عن العظام من الداخل مقارنةً بالأشعّة السينيّة، إذ يتم حقن كميّة صغيرة من المواد المشعّة في الأوردة أثناء الفحص، ومن ثم تتبّعها في الجسم.[٤]
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: ويمكن إجراء هذا التصوير من خلال حقن كميّة صغيرة من محلول الجلوكوز المُشع، للمساعدة على البحث عن أي مناطق سرطانيّة في الفحص.[٣]
  • التصوير المقطعي المحوسب: إذ تُستخدم الأشعّة المقطعيّة في المساعدة على التشخيص الأوّلي لسرطان العظم، بالإضافة إلى معرفة انتشار السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم.[٦]
  • التصوير بالرّنين المغناطيسي: يُستخدم فحص التصوير بالرّنين المغناطيسي للبحث عن مناطق غير طبيعيّة في العظام، بالإضافة إلى تصوير صور مفصّلة لمناطق الجسم.[٧]

أخذ خزعة من العظم

على الرّغم من أنّ اختبارات التصوير قد تشير إلى تشخيص الإصابة بسرطان العظام، إلا أنه قد يلجأ الأطباء إلى أخذ خزعة من الجسم، وذلك لتأكيد التشخيص، ومحاولة معرفة نوع السرطان بالتحديد،[٥] ويمكن إجراء الخزعة بإحدى الطريقتين التالي ذكرهما:[٦]

  • الخزعة الجراحيّة: حيث يتم هذا الإجراء تحت تأثير التخدير العام، إذ يزي الطبيب عيّنة من النسيج أو يزيل الورم بأكمله.
  • خزعة الإبرة: يخدّر الطبيب المنطقة المستهدفة بمخدّر موضعي قبل إدخال الإبرة، ويستعين بالإبرة المخصصة للحصول على عيّنة من خلايا الورم.


هل يوجد فحص للكشف المبكر عن سرطان العظام؟

في الحقيقة، لا توجد اختبارات خاصّة متاحة لاكتشاف سرطانات العظام مبكرًا قبل أن تتسبّب بالأعراض، بعكس بعض أنواع السّرطان الأخرى، مثل: سرطان الجلد، وسرطان الثدي، وسرطان عنق الرّحم، وسرطان القولون والمستقيم، إلا أن زيارة الطبيب المختص فور ظهور العلامات والأعراض المتعلقة بسرطان العظم تساعد على اكتشافه مبكرًا، ما يحسن من فرصة علاجه بشكلٍ تام.[٨]


الأعراض التي تدل على الإصابة سرطان العظام

على الرغم من احتمال عدم ارتباط الأعراض الظاهرة بسرطان العظم، إلا أنه من المهم مراجعة الطبيب فورًا عند ملاحظة أي أعراض قد تدل على الإصابة به، وذلك للتحقق من سببها،[٤] ومن أبرز هذه الأعراض نذكر ما يلي:[٣]

  • الألم الشديد والمستمر في العظم أو المِفصل.
  • عدم تحسّن الحالة عند استخدام مسكّنات الألم الخفيفة مثل البنادول.
  • زيادة الألم أثناء اللّيل أو أثناء ممارسة الأنشطة.
  • الشعور بالتعب الشديد.
  • فقدان الإحساس في الطرف المصاب.
  • الشعور بتصلّب في العظام.
  • عدم القدرة على تحريك العظام بطريقة سليمة، مثل: العرج أثناء المشي.
  • تكسر العظام بدون مبرر.
  • تورّم في الجزء المصاب من العظم.
  • فقدان الوزن غير المبرّر.


عوامل خطر الإصابة بسرطان العظام

من الممكن أن تساهم بعض العوامل في زيادة نسبة تعرض الشخص للإصابة بسرطان العظام، ونذكر فيما يأتي بعضاً من هذه العوامل:[٩]

  • العوامل الوراثية: يمكن لبعض الأمراض التي تنتقل من خلال الجينات الوراثية أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بسرطان العظام.
  • الإصابة بمرض باجيت: وهو مرض يصيب العظام، ويزيد من احتمال تحول الأورام الحميدة الموجودة فيها إلى سرطان العظام.
  • علاج أنواع أخرى من السّرطان: قد تصيب أورام العظام بعض الأشخاص الذين خضعوا للعلاج الكيميائي لأنواع السّرطان الأخرى، أو بسبب تعرّضهم للإشعاع، أو زراعة الخلايا الجذعيّة.


ماذا يحدث بعد تأكيد الإصابة بسرطان العظام؟

بداية سيحاول الأطبّاء معرفة ما إذا كان الورم قد انتشر إلى مناطق مختلفة من الجسم بعد تشخيص الإصابة بسرطان العظام، وهو ما يعرف بمرحلة تقسيم المرض وتصنيفه، إذ يقوم الطبيب في هذه المرحلة بتصنيف شدة السرطان ومقداره في الجسم، وذلك من خلال وصف مراحل سرطان العظام بأرقام رومانيّة تتراوح من 0 إلى IV، وتشير أقل المراحل إلى أنّ الورم لا يزال صغيرا وقليل التأثير، في حين تشير المرحلة الرابعة إلى أنّ السّرطان قد انتشر إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم، وتكمن أهمية تصنيف السرطان في المساعدة على تحديد مدى خطورة الحالة، ما من شأنه تحديد أفضل طريقة للعلاج،[١٠] ومن العوامل التي يجب مراعاتها في محاولة تصنيف السرطان نذكر ما يلي:[١]

  • حجم الورم.
  • مدى سرعة نموّ السّرطان.
  • عدد العظام المصابة بالورم، مثل: الفقرات المتجاورة في العمود الفقري.
  • انتشار السّرطان إلى أي أجزاء أخرى من الجسم.


المشكلات الشائعة في تشخيص سرطان العظم

قد تتشابه أعراض الإصابة بسرطان العظام مع العديد من الأعراض الأخرى الناجمة عن حالات صحية مختلفة، ما من الممكن أن يتسبب ببعض المشاكل في التشخيص، حيث من الممكن أن تظهر أعراض سرطان العظم من نوع الساركوما العظمية (بالإنجليزية: Osteosarcoma) على أنها أعراض إجهاد عضلي أو آلام ناجمة عن النمو، إضافةً إلى احتمال عدم ظهور أي نتائج غير طبيعية أو أورام واضحة في الاختبارات التصويرية السابق ذكرها، ويعود ذلك إلى صِغر حجم الورم حينها، ما يجعل من الصعب تمييزه، وعلى صعيدٍ آخر، أشارت بعض الدراسات إلى أن بعض جوانب سرطان العظام لا تزال غامضةً، ما قد يتسبب بصعوبة في تشخيصه أو فهم الأعراض المتعلقة به، ما يتسبب بتأخر التشخيص الصحيح للحالة، والذي قد ينجم عنه تفاقم في شدتها وصعوبة في علاجها، لذلك يجدر بالأشخاص الذين يعانون من أي أعراض يُشتبه بتعلقها بسرطان العظام إجراء الفحوصات بشكل متكرر ولعدة مرات، وعدم تجاهل أي أعراض تظهر عليهم.[١١]


علاج سرطان العظم

فيما يأتي سنبين أبرز الخيارات العلاجية المستخدمة في حالات الإصابة بسرطان العظم:[١٢]

  • الجراحة: حيث تعد الجراحة العلاج الأساسي لسرطان العظام في معظم الحالات.
  • العلاج الكيميائي: غالبًا ما يلجأ الأطباء لاستخدم العلاج الكيميائي لعلاج حالات سرطان العظام تزامنًا مع استخدام علاجات أخرى، حيث يمكن اللجوء لاستخدامه قبل إجراء الجراحة، وذلك لتقليص حجم الورم السرطاني.
  • العلاج الإشعاعي: حيث يمكن أن يلجأ لأطباء لاستخدام العلاج الإشعاعي لعلاج حالات الإصابة بسرطان العظم مع إجراء الجراحة أو بدلاً منها.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Bone cancer", mayoclinic, 10/3/2020, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Primary Bone Cancer", cancer, 20/11/2018, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Primary bone cancer", cancervic, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Bone cancer", nhs, 26/4/2018, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Bone Cancer (Sarcoma of Bone): Diagnosis", cancer, 4/2020, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب Maurie Markman, (3/5/2021), "Diagnosing bone cancer", cancercenter, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  7. "Diagnosing bone cancer", macmillan, 31/3/2019, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  8. "Can Bone Cancer Be Found Early?", cancer, 5/2/2018, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  9. " Bone Cancer ", webmd, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  10. "Bone Cancer Stages", cancer, 5/2/2018, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  11. " Bone Cancer Misdiagnosis: Why is it so Common?", blackwaterlaw, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  12. " Bone Cancer Treatment", mskcc, Retrieved 14/7/2021. Edited.