الساركوما العظمية

تُعرّف الساركوما العظمية (بالإنجليزية: Osteosarcoma) على أنّها نوع من السرطان الذي يبدأ في الخلايا التي تُكوّن العِظام،[١] وتُنتِج السّاركوما عظامًا غير ناضجة، ويصنّف هذا النّوع من السّرطان بأنّه أكثر أنواع السرطانات التي تظهر في العظام شيوعًا، إذ عادةً ما يحدُث في نهاية العظام الطويلة، وغالبًا حول الركبة، وتتراوح درجة الساركوما العظمية بين الأورام منخفضة الدرجة التي لا تتطلب علاجًا سوى الجراحة إلى الأورام عالية الدرجة التي تتطلب نظامًا علاجيًا قويًا.[٢]


الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة

تميل معظم حالات الساركوما العظمية إلى الحدوث عند المراهقين والشباب، ولكنها قد تحدث أيضًا عند الأطفال الأصغر سنًا وكبار السن كذلك، ومن الجدير بالذكر أن معظم الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالساركوما العظمية تقل أعمارهم عن 25 عامًا، ويُعتقد أنها تشيع في كثير من الأحيان بين الذكور أكثر من الإناث.[١][٢]


الأسباب وعوامل الخطورة

في الحقيقة، لا يزال السبب الدقيق للإصابة بالساركوما العظمية غير معروف إلى الآن، ولكن يُعتقد أنه ناتج عن خلل أو طفرات الحمض النووي داخل الخلايا العظمية، والتي قد تكون موروثة أو مكتسبة بعد الولادة،[٣] وتتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بساركوما العظام ما يلي:[٤]

  • العمر: تشيع الساركوما العظمية في الأشخاص الذي تتراوح أعمارهم بين 10 - 30 عامًا، والذين تزيد أعمارهم عن الـ 60 عامًا أيضًا.
  • الجنس: فالذكور معرضون لخطر الإصابة بالساركوما العظمية أكثر من الإناث.
  • الإصابة باضطرابات عظام معينة: تشمل هذه الاضطرابات:
  • مرض باجيت الذي يصيب العظام (بالإنجليزية: Paget's Disease of Bone).
  • خلل التنسج الليفي (بالإنجليزية: Fibrous Dysplasia).
  • بعض متلازمات السرطان الموروثة، منها:
  • الورم الأرومي الشبكي العائلي (بالإنجليزية: Familial Retinoblastoma).
  • متلازمة لي فراوميني (بالإنجليزية: Li-Fraumeni Syndrome).
  • احتشاء العظام: (بالإنجليزية: Bone Infarct)، هي حالة طبية يعاني خلالها المصاب من موت الخلايا نتيجةً لانقطاع إمداد الدم إلى جزء من العظام.
  • تلقي العلاج الإشعاعي سابقًا.


الأعراض والعلامات التّحذيريّة

من الأعراض والعلامات التحذيرية الدالة على الإصابة بالساركوما العظمية ما يلي:[٥]

  • ألم في العظام أو المفاصل، وقد يأتي هذا الألم ويختفي لعدة أشهر.
  • سُهولة تكسُّر العِظام بدون سبب واضح.
  • الشّعور بألم شديد في العِظام في اللّيل أو بعد التمرين.
  • العرَج أثناء المشي.


من أين تبدأ الساركوما العظمية عادةً؟

عادةً ما تبدأ الساركوما العظمية عند الأطفال والمراهقين والشباب في المناطق التي ينمو فيها العظم بسرعة، كتلك القريبة من نهايات عظام الساق أو الذراع، وتتطور معظم الأورام في العظام حول الركبة إما في الجزء السفلي من العظام وهو عظم الفخذ، أو الجزء العلوي من عظم الظنبوب وهو عظم الساق الأكبر.[٦]


تشخيص الساركوما العظمية

يلجأ الأطباء إلى عدد من الاختبارات التشخيصية لتأكيد الإصابة بالساركوما العظمية أو نفيها، إلى جانب الفحص البدني الذي يتحقق مما إذا كان الشخص يعاني من الأعراض الدالة على المرض، وفيما يلي أهمها:[٧]

  • الأشعة السينية: (بالإنجليزية: X-rays)، إجراء يستخدم خلاله كمية صغيرة من الإشعاع لإنشاء صورة للهياكل داخل الجسم.
  • التصوير المقطعي المحوسب: (بالإنجليزية: CT Scan)، إجراء يستخدم لالتقاط صور ثلاثة الأبعاد لداخل الجسم باستخدام الأشعة السينية من زوايا مختلفة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: (بالإنجليزية: MRI)، إجراء يستخدم المجالات المغناطيسية بدلًا من الأشعة السينية لإنشاء صور مفصلة للجسم.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: (بالإنجليزية: PET Scan)، إجراء يستخدم لإنشاء صور للأعضاء والأنسجة داخل الجسم؛ بحيث يُحقن الشخص بكمية صغيرة من مادة السكر المشعة في الوريد، والتي تُمتص من قبل الخلايا التي تستهلك أكبر قدر من الطاقة كالخلايا السرطانية، ويكتشف الماسح الضوئي هذه المادة لإنتاج صور لداخل الجسم.
  • فحص العظام: اختبار يُستخدم خلاله متتبعًا إشعاعيًا للنظر إلى داخل العظام؛ بحيث يُحقن الشخص بهذه المادة الكاشفة في وريده، والتي سرعان ما تتجمع في مناطق العظام، ويتم اكتشافها بواسطة كاميرا خاصة.
  • الخزعة: (بالإنجليزية: Biopsy)، إجراء يُزيل خلاله الطبيب عينة من الأنسجة المشبوهة لفحصها مخبريًا.


أنواع الساركوما العظمية

تُصنّف الساركوما العظمية لأنواع متعددة بناءً على موقعها ومظهرها، وفيما يلي توضيحًا لذلك:[٨]

  • الساركوما العظمية داخل النخاع: النوع الأكثر شيوعًا من الساركوما العظمية، ويمثل ما يقرب من 80% من جميع الحالات، وتتطور هذه الساركوما العظمية في التجويف النخاعي للعظم الطويل كعظم الفخذ، وهناك عدد من الأنواع الفرعية من الساركوما العظمية داخل النخاع، والتي تعتمد على نوع الخلايا التي يتكون منها الورم، وتشمل هذه الأنواع:
  • الخلايا البانية للعظم (بالإنجليزية: Osteoblastic).
  • الأرومة الغضروفية (بالإنجليزية: Chondroblastic).
  • الأرومة الليفية (بالإنجليزية: Fibroblastic).
  • الخلايا الصغيرة.
  • الخلايا الشبيهة بالظهارية (بالإنجليزية: Epithelioid Cells).
  • الساركوما العظمية القشرية المجاورة: النوع الثاني الأكثر شيوعًا من الساركوما العظمية، ويمثل ما بين 10% - 15% من جميع الحالات، وتتطور هذه الساركوما العظمية على السطح الخارجي للعظام أو السمحاق (بالإنجليزيّة: Periosteum)؛ وهي الطبقة الكثيفة من النسيج الضام الذي يغطي العظام.
  • الساركوما العظمية خارج الهيكل: يُعد هذا النوع نادر الحدوث؛ بحيث يمثل أقل من 5% من جميع الحالات، وتنشأ هذه الأورام في الأنسجة الرخوة ولا ترتبط بالعظام، وغالبًا ما تظهر في موقع العلاج الإشعاعي السابق.


مضاعفات الساركوما العظمية

تشمل مضاعفات الساركوما العظمية وعلاجها ما يلي:[١]

  • السرطان النقيلي: ويعني انتشار السرطان من المكان الأولي الذي بدأ فيه إلى أماكن أخرى في الجسم، ويترتب عليه صعوبة العلاج والشفاء من المرض، وقد تنتشر الساركوما العظمية في أغلب الأحيان إلى الرئتين والعظام الأخرى.
  • بتر الأطراف: تُستخدم عادةً الجراحة لإزالة الورم فقط وتجنّب بتر الطرف كلما أمكن ذلك، ولكن في بعض الأحيان يكون من الضروري إزالة جزء من الطرف المصاب لإزالة السرطان بأكمله، ويحتاج المصاب في هذه الحالة تعلم استخدام الطرف الاصطناعي الذي يتطلب وقتًا وممارسة وصبرًا.
  • الآثار الجانبية للعلاج طويل الأمد: يمكن أن يسبب العلاج الكيميائي القوي اللازم للسيطرة على الساركوما العظمية آثارًا جانبية كبيرة على المدى القصير والطويل، ويمكن أن يساعد الطبيب على إدارة الآثار الجانبية التي يُسببها العلاج، وتوضيح الآثار الجانبية التي يجب مراقبتها في السنوات التي تلي العلاج.


علاج الساركوما العظمية

حقيقةً يعتمد علاج الساركوما العظمية على عدد من العوامل منها عمر المصاب، وصحته العامة، وما إذا كان يعاني من حالات طبية أخرى، وموقع الورم، وما إذا كان السرطان قد انتشر، والنوع الفرعي المحدد من الساركوما العظمية، وعند علاج الساركوما العظمية يضع الطبيب خطة العلاج الممكنة مع المصاب وعائلته، وعلى الرغم من أن العلاج فردي إلا أنه يتم التعامل مع العديد من الساركوما العظمية بشكل مشابه بمزيج من العلاج الكيميائي والجراحة، وغالبًا ما تُعالج الساركوما العظمية بمجموعة من العلاجات التي يمكن أن تشمل الجراحة، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، ويتلقى معظم المصابين بأورام عالية الدرجة حوالي ثلاثة أشهر من العلاج الكيميائي والذي يُعرف بالعلاج المساعد الجديد قبل الجراحة، ويُزيل الجراح بعد ذلك الورم إلى جانب الجزء الخارجي من الأنسجة السليمة حول الورم بهدف ترك المنطقة خالية من جميع الأمراض.[٢][٤]


هل يمكن التعافي من الساركوما العظمية؟

في الواقع، يمكن علاج حوالي 3 من كل 4 أشخاص مصابين بالساركوما العظمية إذا لم ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويحتاج العديد من الأشخاص المصابين بالساركوما العظمية إلى العلاج الطبيعي لعدة أشهر بعد خُضوعهم للعلاج الجراحي.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Osteosarcoma"، mayoclinic، 6/12/2019، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Shelly Slater Ryan and Mary Sorens (1/10/2012), is a type of,often in males than females. "Osteosarcoma: An Introduction", Liddy Shriver Sarcoma Initiative, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  3. "Osteosarcoma", hopkinsmedicine, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Osteosarcoma", American Academy of Orthopaedic Surgeons, 1/6/2017, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  5. Susan Bernstein and Teresa Dumain (2/7/2020), "Osteosarcoma", webmd, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  6. "What Is Osteosarcoma?", American Cancer Society, 8/10/2020, Retrieved 1/8/2021. Edited.
  7. bone scan is a,can make a definitive diagnosis. "Osteosarcoma - Childhood and Adolescence: Diagnosis", American Society of Clinical Oncology, 1/8/2019, Retrieved 1/8/2021. Edited.
  8. "Types of Osteosarcoma", Moffitt Cancer Center, Retrieved 1/8/2021. Edited.
  9. Kyle Bradford Jones (1/10/2020), "Osteosarcoma", familydoctor, Retrieved 1/8/2021. Edited.