ما هو سرطان الساركوما؟

يتميز سرطان الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)، بأنه يظهر في خلايا النسيج الضام الذي يدعم أنسجة وأعضاء الجسم الأخرى، إذ يظهر في العظام، أو العضلات، أو الأوتار، أو الغضاريف، أو الأعصاب، أو الأوعية الدموية، أو الأنسجة الدهنية، كما يُمكن أن يحدث في أماكن أخرى من الجسم.[١][٢]


ما هي نسبة انتشار سرطان الساركوما؟

يعد سرطان الساركوما من أنواع السرطانات نادرة الحدوث عند البالغين، وفقًا لما نشرته الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري "ASCO"، يُشكل سرطان الساركوما ما يُقارب 1% من جميع حالات السرطان التي تُصيب البالغين، ولكنه يحدث بنسبة أكبر لدى الأطفال، إذ يُشكل 15% من جميع حالات سرطانات الأطفال.[٣]


ما هي أنواع سرطان الساركوما؟

بالرغم من وجود العديد من الأنواع لسرطان الساركوما، والتي يمكن أن تصل إلى 100 نوع، إلّا أنه يقسم إلى نوعين رئيسيين،[١][٤] وهم:[٤]

  • ساركوما العظام: (بالإنجليزية: Bone Sarcoma - Osteosarcoma)، والتي تُشكل حالة واحدة من كل 9 حالات مصابة بالساركوما.
  • ساركوما الأنسجة الرخوة: (بالإنجليزية: Soft Tissue Sarcoma)، وهي من أكثر أنواع الساركوما شيوعًا، إذ تُشكل 88% من أنواع سرطان الساركوما.


ما هي أعراض سرطان الساركوما؟

يُصاب الأطفال والشباب الأصغر سنًا بسرطان الساركوما بنسبة أكبر من الشباب الأكبر سنًا، ولأنه عادةً تكون هذه الفئات العمرية أكثر نشاطًا وحيوية، لذا يعانون في معظم الأوقات من الألم أو التورمات في الأرجل والذراع، وفي الكثير من الحالات يمكن أن يخطئ التشخيص بين ألم ساركوما العظام وبين آلام نمو العظام، أو ألم التعرض للإصابات الرياضية، لذا من المهم جدًا مراجعة الطبيب في حال عدم تحسن الأعراض أو ازديادها سوءًا في الليل، أو وجود الأعراض في ذراع أو ساق واحدة فقط عوضا عن كليهما،[١] ومن أهم علامات وأعراض الإصابة بسرطان الساركوما ما يأتي:[٢]

  • وجود كتلة يمكن الشعور بها تحت الجلد وفي العادة يمكن أن تكون مؤلمة أو غير مؤلمة أبدًا.
  • آلام في العظام.
  • وجع في البطن.
  • فقدان الوزن.
  • حدوث كسور في العظام بشكل غير متوقع، نتيجة لإصابة طفيفة في العظام لا تسبب عادةً أي كسور، أو في بعض الحالات حدوث كسر مع عدم وجود أي إصابة.


ما هي أسباب سرطان الساركوما؟

ما زال السبب الكامن والحقيقي وراء الإصابة بسرطان الساركوما غير معروفٍ حتى وقنا الحاضر، ولكن يُعتقد أنها كغيرها من أنواع السرطانات الأخرى، فإنها تحدث نتيجة لوجود طفرة جينية في الحمض النووي "DNA".[٥]


العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الساركوما

يمكن أن يؤدي وجود بعض العوامل إلى الزيادة من خطر الإصابة بسرطان الساركوما، ولكن من الجدير بالذكر أن وجود هذه العوامل لا يعني أن الشخص سيصاب حتمًا بالمرض،[٦] ومن أهم هذه العوامل ما يلي:

  • العمر: يمكن أن يُصاب الشخص بسرطان الساركوما في أي مرحلة عمرية من حياته، ولكن كباقي أنواع السرطانات الأخرى، تزداد احتمالية حدوثه مع التقدم في العمر، إذ إن 40% من الحالات التي تُشخّص بسرطان الساركوما، تكون أعمارها 65 عامًا أو أكثر، وما يُقارب 10% من الحالات تُشخّص لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم هن 30 عامًا.[٦]
  • التعرض للعلاج الإشعاعي: يمكن أن يصاب 1% من الأشخاص الذين خضعوا للعلاج الإِشعاعي (بالإنجليزية: Radiotheraby)، من قبل لعلاج أنواع أخرى من السرطانات، بسرطان الساركوما بعد عدة سنوات في نفس المنطقة التي تعرضت للعلاج الإشعاعي، وذلك لأن الإشعاع يُمكن أن يؤثر على الأنسجة السليمة في المنطقة المعالجة، ويعتمد خطر الإصابة بالساركوما نتيجة للعلاج الإشعاعي على مجموعة من العوامل، ومن أهمها ما يأتي:[٦]
  • عمر الشخص.
  • موقع السرطان.
  • جرعة المستخدمة في العلاج الإشعاعي.
  • التعرض للمواد الكيميائية: تُشير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان "International Agency for Research on Cancer"، إلى أن التعرض لبعض المواد الكيميائية يُؤدي إلى الإصابة بسرطان الساركوما، بالرغم من محدودية الدراسات التي تؤكد ذلك، ومن هذه المواد ما يأتي:[٦]
  • اليود المشع، بما في ذلك اليود - 131.
  • الكلوروفينول المتعدد (بالإنجليزية: Polychlorophenols).
  • 2،3،7،8- رباعي كلورو ثنائي بنزو الديوكسين (بالإنجليزية: 2,3,7,8-tetrachlorodibenzo-para-dioxin).
  • العوامل الوراثية والجينية: يُعد الأشخاص المصابون بأمراض وراثية معينة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الساركوما، ومن هذه الأمراض:[٧]
  • الورم الليفي العصبي النوع الأول (بالإنجليزية: Neurofibromatosis Type 1)، أو ما يُسمى بمرض فون ريكلنغهاوزن (بالإنجليزية: Von Recklinghausen’s Disease).
  • داء السلائل أو داء البوليبات العائلي (بالإنجليزية: Familial Adenomatous Polyposis)، أو ما يُسمى بمتلازمة غاردنر (بالإنجليزية: Gardner Syndrome).
  • متلازمة ويرنر (بالإنجليزية: Werner Syndrome).
  • التصلب الحدبي المعقد (بالإنجليزية: Tuberous Sclerosis Complex).
  • متلازمة سرطانة الخلية القاعدية الوحمانية (بالإنجليزية: Nevoid Basal Cell Carcinoma Syndrome).
  • متلازمة لي- فراوميني (بالإنجليزية: Li-Fraumeni Syndrome).
  • الوَرَمَ الأَرومِيَّ الشَّبَكِيَّ (بالإنجليزية: Retinoblastoma).


كيف يُمكن تشخيص سرطان الساركوما؟

تستخدم مجموعة من الفحوصات المخبرية والتصويرية للمساعدة في تشخيص سرطان الساركوما، وتحديد مرحلته، ومن أهم الفحوصات ما يأتي:[٨]

  • الفحص السريري: إذ يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري للمصاب، للتعرف على الأعراض بشكل أفضل، والبحث عن أي أدلة أخرى تُساعد في تشخيص المرض.
  • الاختبارات التصويرية: يلجأ الطبيب عادةً لإجراء الاختبارات التصويرية لتشخيص سرطان الساركوما، إذ يختلف نوع التصوير الذي يطلبه الطبيب اعتمادًا على الحالة المرضية، ومن أهم الاختبارات التصويرية ما يأتي:
  • الأشعة السينية (بالإنجليزية: X-rays)، وهي الأفضل للكشف عن وجود أي مشاكل في العظام.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging - MRI)، وتعد الأفضل للكشف عن وجود مشاكل في النسيج الضام.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound).
  • التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Computerised Tomography Scan).
  • تصوير العظام (بالإنجليزية: Bone Scans).
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron Emission Tomography - PET).
  • الخزعة: (بالإنجليزية: Biopsy)، إذ يلجأ الطبيب لأخذ عينة من الأنسجة المشتبه بإصابتها بالساركوما، من أجل فحصها مخبريا تحت المجهر، ويكشف عن وجود الخلايا السرطانية، ونوع الورم السرطاني.


ما هو علاج سرطان الساركوما؟

يعتمد علاج سرطان الساركوما على عدد من العوامل، كنوع الساركوما، ومكان وجودها في الجسم، وكيفية تطورها، وإذا كانت انتشرت إلى أجزاء أخرى من الجسم أم لا،[١] ومن أهم طرق علاج سرطان الساركوما ما يأتي:

  • الجراحة: وهو العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان الساركوما، إذ يقوم الطبيب بإزالة الورم السرطاني بالإضافة لإزالة جزء من الأنسجة الطبيعية السليمة المحيطة بالورم، وأخذ عينة من الأنسجة لفحصها مخبريًا ومعرفة النوع الدقيق للورم السرطاني.[٣]
  • العلاج الإشعاعي: يُمكن للعلاج الإشعاعي أن يُستخدم قبل إجراء العملية الجراحية من أجل التقليل من حجم الورم السرطاني لتسهيل إزالته، كما يُستخدم بعد إجراء العملية الجراحية، لضمان قتل جميع الخلايا السرطانية المتبقية، وفي حالات أخرى يمكن أن يكون العلاج الإشعاعي الخيار الأول والرئيسي في الحالات التي تكون فيها الجراحة أمرًا غير ممكنًا.[١]
  • العلاج الكيماوي: (بالإنجليزية: Chemotherapy)، يُعد العلاج الكيماوي الخيار الأول في الحالات التي انتشر فيها السرطان لأجزاء أخرى في الجسم، وفي العادة يُستخدم العلاج الكيماوي مع الإجراء الجراحي، أو كبديل عنه.[١]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted Therapy)، وهو من العلاجات الحديثة التي تستخدم أدوية تحتوي على الأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies)، والتي تهاجم الخلايا السرطانية وتمنع نموها، ولا تؤثر على الخلايا الطبيعية ول ينتج عنها آثار جانبية خطيرة.[١]


هل يُمكن الشفاء التام من سرطان الساركوما؟

نعم يمكن الشفاء من سرطان الساركوما، إذ أن معظم الأشخاص الذين يعانون من سرطان الساركوما في مراحل مبكرة، يُمكن أن يتعافوا تمامًا من المرض من خلال العلاج الجراحي فقط، ولكن عند انتشار المرض إلى أجزاء أخرى من الجسم، تُصبح الأورام أكثر عدوانية، ويصعب علاجها بشكل كامل.[١]


هل يُمكن لسرطان الساركوما أن يعود مرة أخرى بعد التعافي منه؟

يُعد سرطان الساركوما كغيره من أنواع السرطانات الأخرى، والتي يمكن أن تعود الإصابة به مرة أخرى بعد التعافي، إذ تكون فرصة عودته أعلى ما يمكن خلال أول سنتين إلى خمس سنوات بعد إجراء الجراحة، وفي العادةً يعود سرطان الساركوما بالنمو من جديد في نفس المكان أو نادرًا ينمو في موقع آخر جديد.[٩]


ما هي الأماكن التي ينتشر إليها سرطان الساركوما؟

من المعروف أنه كلما زادت حدة السرطان، أو ازداد حجم الورم، فإن احتمالية انتشاره إلى أماكن أخرى في الجسم تزداد أيضًا، ومن أكثر مناطق الجسم التي ينتشر إليها سرطان الساركوما بشكل شائع، هي الرئتين، كما يُمكن أن ينتشر إلى الكبد، والعقد الليمفاوية، والعظام.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Sarcoma", webmd, 28/10/2019, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Sarcoma", mayoclinic, 5/12/2020, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Markus MacGill (21/8/2019), "What you should know about sarcoma", medicalnewstoday, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Understanding sarcoma", sarcoma, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  5. "What Causes Sarcoma?", moffitt, Retrieved 26/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Risks and causes of soft tissue sarcoma", cancerresearchuk, 23/4/2021, Retrieved 26/7/2021. Edited.
  7. "Sarcomas, Soft Tissue: Introduction", cancer, 1/11/2020, Retrieved 26/7/2021. Edited.
  8. "Sarcoma", mayoclinic, 5/12/2020, Retrieved 26/7/2021. Edited.
  9. ^ أ ب Carol Diana Morris, "Sarcoma Treatment: Answers from Oncologist Carol Morris", hopkinsmedicine, Retrieved 26/7/2021. Edited.