لا بدّ أنّ سماع خبر تشخيص الإصابة بالسّرطان أمرٌ مقلق، وقد يكون مفزعًا للبعض، لكن مع تقدّم العلم، أصبح هنالك عددٌ من العلاجات التي تزيد احتمالية الشّفاء من السّرطان، وتحسّن الصّحة العامّة، وترفع احتمالية الشفاء، فما هي طرق علاج السّرطان؟ إليك أهم المعلومات التي عليك فهمها عند حصولك على تشخيص بمرض السرطان.
مراحل السرطان
يُحدّد الطبيب بعد تأكيده لتشخيص الإصابة بالسّرطان، مقدار انتشاره وخطورته على أجزاءٍ أخرى من الجسم، عن طريق الفحوصات التّصويرية؛ مثل تصوير العظام أو الأشعّة السّينية، وهذا ما يُشار إليه بتحديد درجة أو مرحلة السّرطان، والتي يُعتمَد عليها أثناء وضع خطّة العلاج المناسبة، وتوقّع نجاح العلاج وفرص الشّفاء من السّرطان، ويتمّ تمثيل مرحلة السّرطان عادةً بالأرقام من 0-4، والتي تُكتَب أحيانًا على صورة أرقام رومانية من 0 - IV، أو حتى الحروف والكلمات، تُشير فيها الأرقام الأكبر إلى المرحلة الأكثر فتكًا وتقدّمًا من السّرطان،[١] ويمكن تمثيل هذه المراحل بشيء من التّفصيل كما في الجدول التالي:[٢]
مرحلة السرطان | ماذا تعني هذه المرحلة؟ |
المرحلة 0 | سرطان موضعي؛ ويُطلَق في حالة وجود خلايا غير طبيعية غير مُنتشِرَة إلى الأنسجة القريبة من مكان نشوء السّرطان، وفي بعض الحالات تكون الخلايا غير سرطانية، لكنها ستتحوّل فيما بعد إلى خلايا سرطانية. |
المرحلة I, II, III | وجود خلايا سرطانية، كلّما ازداد عددها، ازداد حجم الورم السّرطاني ومقدار انتشاره إلى الأنسجة المجاورة لمكان نشوء السّرطان. |
المرحلة IV | انتشار السرطان إلى أعضاء بعيدة عن مكان نشوء السّرطان في الجسم. |
تبين الصورة أدناه مثال على تقدم مراحل أحد أنواع السرطان (سرطان الثدي)
طرق علاج السّرطان
يعتمد اختيار طريقة علاج مرض السّرطان على نوع السرطان، وتبعاً لذك طبيعة العلاج الذي يستجيب له، والمرحلة التي وصل إليها المرض، ومدى تقدّمه، فقد يُعالَج معظم المُصابين بالسّرطان بطريقةٍ علاجية واحدة فقط، بينما يُعالَج آخرين بمجموعةٍ من العلاجات، والتي تتلخّص في العلاج الكيمياوي، أو الإشعاعي، أو المناعي، أو الجراحي،[٣] والتي نوضّح كلاً منها بالتّفصيل على النحو التالي:
العلاج الجراحي
يخضع ما نسبته 60% من مرضى السّرطان إلى التدخّل الجراحي، والذي يتمّ دمجه مع العلاج الكيماوي أو الإشعاعي كجزءٍ من خطّة علاج السرطان، وتتنوّع العمليات الجراحية التي تُجرَى لعلاج السّرطان، وهي ما نوضّحه بالتّفصيل على النحو التالي:[٤]
- الجراحة العلاجية: تشتمل هذه الجراحة على إزالة الورم السّرطاني والتخلّص منه، والتي تُجرَى في حالات السّرطان الموضعي لتكون نتائجها أفضل ما يمكن إذا لم ينتشر السّرطان خارج مكان تكوّنه بعد، ويتمّ إلحاق العملية الجراحية بجلساتٍ من العلاج الكيماوي أو الإشعاعي، للتأكدّ من زوال جميع الخلايا السّرطانية.
- الجراحة الوقائية: تُجرَى في الحالات التي تكون الخلايا غير الطّبيعية قابلةً للتحوّل إلى خلايا سرطانية، كحالة إزالة السلائل والأورام الحميدة قبل أن تتحوّل إلى خلايا سرطانية من الثدي، لدى النساء المعرّضات لاحتمالية الإصابة بسرطان الثدي الذي يكون سببه طفراتٌ جينية أو تاريخٌ عائلي.
- الجراحة التّرميمة: يُشار إليها أيضًا بالجراحة الإصلاحية، والتي تعيد للجسم والعضو مظهره وشكله ووظيفته الطّبيعية أو شبه الطّبيعية، ويُجرَى هذا النوع من الجراحة بكثرة بعد حالات استئصال الثدي، أو استئصال سرطان الوجه، أو سرطان الخصية.
- الجراحة بالتّدريج: تساعد هذه الجراحة على تحديد مرحلة السّرطان، والتي تُجرَى بدون الحاجة إلى شقّ أو قطعٍ جراحي في الجسم، وبدلاً من ذلك يتمّ استخدام منظارٍ داخلي لعرض الأنسجة الدّاخلية والتحقق مما إذا كانت الخلايا فيها سرطانيةً أم لا، وينتشر استخدام هذه الجراحة في حالات أورام البطن.
- الجراحة الدّاعمة للعلاج: تتطلّب بعض أنواع العلاجات كالعلاج الكيماوي إدخال جهاز تحت الجلد لتوصيل الدواء إلى الخلايا السّرطانية.
- الجراحة البسيطة أو طفيفة التوغّل: يتمّ خلالها استئصال الورم السّرطاني عبر شقوقٍ صغيرة، وبواسطة جهاز روبوت يُسيطر عليه الجرّاح.
العلاج الكيماوي
يعتمد العلاج الكيماوي على استخدام مجموعةٍ من الأدوية المضادّة للسرطان، والتي تدمر الخلايا السّرطانية وتقتلها مثل سيسبلاتين (Cisplatin)، أو إيفوسفامايد (Ifosfamide)،[٥] ويتمّ إعطاء العلاج الكيماوي بعدّة طرقٍ هي:[٦]
- عن طريق الفم: تكون الأدوية في هذه الحالة على شكل حبوب، أو أقراص يتم ابتلاعها، أو سائل يتم شربه.
- عن طريق الوريد: يتمّ توصيل وريد الذراع بأنبوبٍ لتنقيط الدواء فيه بشكلٍ مباشر، وتستغرق هذه العملية عدّة ساعات في المركز أو المشفى المخصص للعلاج.
- عن طريق الإبر: بحيث يتمّ حقن الإبر حسب نوعها إمّا في الوريد، أو في العضل، أو تحت الجلد.
- عن طريق الجلد: يتمّ دهن الكريم بشكلٍ موضعي على الجلد.
- إعطاء داخل القراب: (بالإنجليزية: Intrathecal administration)؛ يتمّ حقن الدواء في العمود الفقري بشكلٍ مباشر.
- إعطاء داخل الصّفاق: (بالإنجليزية: Intraperitoneal administration)؛ يتمّ حقن الدواء في التجويف البطني.
لتعرف أكثر عن كيفية التعامل مع أعراض العلاج الكيماوي اقرأ المقال التالي: أهم النصائح لتخفيف آثار العلاج الكيماوي
العلاج الإشعاعي
هو أحد أشكال علاج السّرطان، الذي يُستخدَم فيه نوعٌ من الأشعّة السّينية عالية الطاقة، فتدمّر أو توقف انتشار السرطان، إلى جانب تقليل احتمالية تضرّر الخلايا السّليمة المحيطة بمكان السّرطان،[٧] ويتمّ إعطاء العلاج الإشعاعي بعدّة طرق على النحو التالي:[٥]
- العلاج الإشعاعي الدّاخلي: ويتمثّل بشرب سائل يحتوي على جزيئاتٍ مشعّة، أو بتركيب غرساتٍ مُشعّة داخل الجسم.
- العلاج الإشعاعي الخارجي: يتمّ بتوجيه حزمٍ من الأشعّة عالية الطّاقة إلى أماكن انتشار السرطان، لتدمي الخلايا السّرطانية.
لتعرف أكثر عن آثار العلاج الإشعاعي للسرطان وكيفية التعامل معها اقرأ المقال الآتي: آثار العلاج الإشعاعي وكيفية التخفيف منها
العلاج المناعي
يُشار إليه أيضًا باسم العلاج البيولوجي، أو العلاج المُعدِّل للاستجابة البيولوجية، أو العلاج المعزّز للاستجابة المناعية في الجسم تجاه مكافحة الخلايا السّرطانية، والذي يتمّ من خلاله حقن الجسم بالخلايا والأجسام المضادّة، لحماية الجسم والدفاع عنه ضدّ البكتيريا، أو الفيروسات، والقضاء على الخلايا السّرطانية.[٨]
العلاج الموجّه
يُشار إليه بالعلاج المُستهدِف أيضًا، وهو عبارة عن دواءٍ يستهدف علاماتٍ مميزة للخلايا السّرطانية، فيتعرّف عليها الدواء، ويقضي عليها، أو يُوقِف انتشار السّرطان بآليةٍ محددة، وتعمل هذه الأدوية بتركيزٍ واستهدافٍ أكبر للخلايا السّرطانية، وذات تسبب أقلّ للآثار الجانبية مقارنةً بالعلاج الكيماوي،[٩] وهنالك نوعين من العلاج الموجّه، هما:[١٠]
- أدوية الأجسام المضادّة وحيدة النسيلة (mAbs): التي يتمّ تصنيعها في المختبر، بحيث يُحاكي عملها تأثير الأجسام المضادة وحيدة النسيلة الطّبيعية الموجودة في الجسم، وذلك لمهاجمة الخلايا السّرطانية أو المواد المسببة للالتهابات في الجسم، ومن الأمثلة عليها؛ بيفاسيزوماب (Bevacizumab)، أو تراستوزوماب (Trastuzumab)، أو ريتوكسيماب (Rituximab).
- مثبّطات الجزيئات الصّغيرة: تستطيع جزيئات هذه الأدوية الدخول إلى الخلايا السّرطانية، ومنع عمل البروتينات المسؤولة عن انقسام الخلايا السّرطانية، ومن الأمثلة عليها؛ إيفروليموس (Everolimus)، أو إيماتينيب (Imatinib)، أو أولاباريب (Olaparib).
زراعة نخاع العظم (زراعة الخلايا الجذعية)
زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية هي عملية استبدال نخاع العظم للمريض بنخاع عظم جديد يتم أخذه من متبرع، أو من المريض نفسه، وتُستخدم وهي لعلاج المتبّعة لأنواعٍ محددة من السّرطانات، أو في الحالات التي يُدمّر العلاج الكيماوي أو الإشعاعي المُستخدَم في علاج السّرطان نخاع العظم، الذي ينتج عنه خلايا الدم الحمراء البيضاء والصّفائح الدموية الضرورية للجسم، وبعد إجراء عملية زرع نخاع عظمٍ جديد يتمكّن الأطباء في بعض الأحيان من استخدام جرعاتٍ مرتفعة من العلاج الكيماوي لقتل جميع الخلايا السّرطانية، مما يسمح بتكاثر خلايا دم صحية خالية من السّرطان.[١١]
كيف يتم إجراء زراعة نخاع العظم؟
تجرى هذه العملية بطريقتين، من المريض نفسه أو من متبرع حسب رأي الطبيب، كما يلي:
- زراعة نخاع العظم من متبرع: تؤخذ عينة من نخاع العظم من داخل عظام الحوض عادة باستخدام إبرة متوسطة الحجم، يسحب خلال هذا الإجراء 0.25-0.5 لتر من نخاع العظم وهي مادة سائلة تشبه الدم، يستغرق هذا الإجراء ساعة واحدة أو أقل.
- زراعة نخاع العظم من المريض نفسه: يوصل المريض بجهاز كبير يشبه جهاز غسل الكلى، يمر فيها دم المريض، فتسحب منه الخلايا الجذعية (والتي تكون موجودة بنسبة قليلة في دم الإنسان)، وتعيد الدم للمريض بعد سحب الخلايا الجذعية منه.
العلاج بالهرمونات
يتوفر على شكل حبوب أو حقن، ويُستخدَم كعلاج مساعد مع العلاجات الأخرى لأنواع محددة من السرطان، فهو نوعٌ من الهرمونات المُصنّعة في المخبر التي تنقسم إلى نوعين، والتي يحاكي تأثيرها عمل الهرمونات الطّبيعية في الجسم، ودون أن يتداخل معها، بحيث أنها تقوم بعمل ما يلي:[١٢]
- تُبطّئ انتشار مرض السّرطان، أو قد توقفه: فضلاً عن أنها تقلل من احتمالية تكرار الإصابة بالسرطان.
- تخفيف أعراض السرطان: إذ يساعد استخدام العلاج الهرموني في بعض أنواع السرطان على الحدّ من الأعراض أو علاجها، مثل حالة سرطان البروستاتا عند الرجال غير القادرين على الخضوع للجراحة، أو جلسات العلاج الإشعاعي.
وعادةً ما يتمّ إعطاء العلاج الهرموني بإحدى الطّرق الآتية:[١٢]
- عن طريق الفم: على شكل أقراصٍ يتمّ ابتلاعها.
- عن طريق الإبر: يتمّ حقن الإبرة إمّا في عضلة الفخذ، أو الورك، أو يتمّ حقنها تحت الجلد في دهون الذراع أو السّاق أو البطن.
الرّعاية التّلطيفية
يُشار إلى الرّعاية التّلطيفية (بالإنجليزية: Palliative Care) بأنها إحدى الإجراءات التي تركّز على توفير الرّاحة من الألم وأعراض المرض التي يعانيها مُصاب السّرطان أو أيّ مرضٍ خطير وما يُصاحبه من قلقٍ وتوتر، باختلاف عمره ومرحلة المرض لديه، والتي تُسهِم في تحسين طبيعة حياة المريض وأسرته، إذ يقوم بها فريقٌ متخصص من الأطباء والممرضين كجزءٍ من خطّة علاج السّرطان، وذلك بحسب احتياجات المريض.[١٣]
المراجع
- ↑ "Cancer", www.mayoclinic.org, Retrieved 2/8/2021. Edited.
- ↑ "Cancer Staging", www.cancer.gov, Retrieved 2/8/2021. Edited.
- ↑ "Types of Cancer Treatment", www.cancer.gov, Retrieved 2/8/2021. Edited.
- ↑ "Surgery", www.mdanderson.org, Retrieved 2/8/2021. Edited.
- ^ أ ب "Chemotherapy", www.cancerresearchuk.org, Retrieved 2/8/2021. Edited.
- ↑ "What is Chemotherapy?", www.cancercenter.com, Retrieved 2/8/2021. Edited.
- ↑ "Radiation Therapy: About this Treatment", stanfordhealthcare.org, Retrieved 2/8/2021. Edited.
- ↑ "Cancer Treatment", stanfordhealthcare.org, Retrieved 2/8/2021. Edited.
- ↑ "What is targeted therapy?", www.cancercouncil.com.au, Retrieved 2/8/2021. Edited.
- ↑ "Types of targeted therapy", www.cancercouncil.com.au, Retrieved 2/8/2021. Edited.
- ↑ "How Stem Cell and Bone Marrow Transplants Are Used to Treat Cancer", www.cancer.org, Retrieved 2/8/2021. Edited.
- ^ أ ب "Hormone Therapy to Treat Cancer", www.cancer.gov, Retrieved 2/8/2021. Edited.
- ↑ "palliative therapy", www.cancer.gov, Retrieved 2/8/2021. Edited.