قد تنتشر الخلايا السرطانية لدى بعض مرضى السرطان إلى العظم، على الرغم من أنّ هذه الخلايا تكون قد نشأت بدايةً في مكان آخر من الجسم،[١] فما هي أعراض انتشار السرطان إلى العظم؟ وكيف يمكن علاجه؟

انتشار السرطان إلى العظم: ماذا يعني ذلك لك؟

انتشار السرطان إلى العظم هو انتقال خلايا السرطان من موقعها الأصلي في الجسم إلى العظام،[٢] وفي حالة انتشار السرطان إلى العظم تكون الخلايا المنتشرة مشابهة للورم السرطاني الذي نشأت عنه، فلا تشبه الخلايا العظمية، فمثلاً سرطان الرئة عند انتشاره إلى العظام تكون الخلايا المنتشرة الموجودة في العظام خلايا سرطانية شبيهة بالخلايا السرطانية الموجودة في الرئة حيث نشأ الورم أولًا، وهذا يختلف طبياً عن ما يعرف "بسرطان العظم" وهو نوع من أنواع السرطان تكون فيه الخلايا السرطانية نشأت بدايةً في العظام، وليست منتشرة من ورم سرطاني آخر.[٣][٤]


ما هي أكثر العظام التي ينتشر إليها السرطان؟

تنتقل الخلايا السرطانية إلى أيّ مكان، وقد تنتشر إلى أي من العظام الموجودة في الجسم، ولكنها في العادة تنتشر إلى العظام ذات التروية الدموية الأعلى،[٥] ونذكر أكثر العظام التي قد تنتقل لها الخلايا السرطانية في الجسم كالآتي:[٦]

  • عظام العمود الفقري: وتعدّ من الأماكن الأكثر شيوعاً.
  • عظام الحوض.
  • عظام الفخذ.
  • عظام الجزء العلوي في الذراعين (عظام العضد).
  • الأضلاع.
  • عظام الجمجمة.


ما هي أكثر أنواع السرطانات انتشاراً إلى العظام؟

معظم حالات انتشار السرطان إلى العظام تنتج أساسًا من سرطان العظام أو سرطان البروستات،[٥] لكن في الحقيقة قد ينتقل أي نوع من أنواع السرطانات إلى العظام،[٢] ويمكن بيان أنواع السرطانات الأخرى التي قد تنتقل إلى العظام غير سرطان الثدي أو البروستات كالآتي:[٥]

  • سرطان الرئة.
  • سرطان الكلى.
  • سرطان الغدة الدرقية.
  • سرطان الغدد الليمفاوية.[٢]
  • السرطان النقوي المتعدد.[٢]


أعراض انتشار السرطان إلى العظام

قد لا يسبب الانتشار السرطانيّ إلى العظام ظهور أية أعراض على المُصاب، لكن قد يصاحبه في أحيان أخرى بعض الأعراض،[٢] سنوضح هذه الأعراض فيما يلي:[٦]

  • ألم العظام: وهو أول الأعراض ظهورًا في الغالب، وعادةً تزداد حدة الآلام ليلاً، وتقل مع الحركة، لكن مع تقدم الوقت قد يصبح الشعور بالألم مستمرًا طوال الوقت.
  • ضعف العظام وتكسرها: قد يؤدي انتقال الخلايا السرطانية إلى العظام إلى إضعافها، وزيادة قابليتها للتكسُّر.




إن انتشار السرطان إلى العظام يعرضها إلى الكسور بسهولة وبشكل متكرر، وحتى دون التعرض إلى صدمات أو سقوط.



[٣]


  • ضعف الأطراف والشعور بالخدران: وذلك نتيجة الضغط على مجرى الأعصاب في العمود الفقري، وهذا أحيانًا قد يؤدي إلى شلل في الساقين، أو الذراعين.[٦]
  • الغثيان والتقيؤ: وذلك نتيجة ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم، حيث إنّ انتشار الخلايا السرطانية إلى العظام، قد يؤدي إلى تحلُّلها وتكسرها، ممّا يُسبِّب خروج الكالسيوم من العظم المتحلل إلى الدم، وارتفاع مستوياته فيه.[٥]
  • زيادة الشعور بالعطش.[٦]
  • الشعور بالنعاس والارتباك.[٦]
  • الإمساك وكثرة التبوّل.[٦]
  • ضعف العضلات والشعور بألم في العضلات والمفاصل.[٦]




الأعراض الأربعة السابقة تحدث أيضًا نتيجة ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم.



[٦]


  • سلس البول وعدم التحكم في البراز:[٢] وقد ينتج هذا عن المشاكل العصبية الناتجة عن الضغط على الأعصاب في العمود الفقري.[٦]


لماذا ينتشر السرطان إلى العظام؟

ينتشر السرطان حينما تبدأ الخلايا السرطانية بالتكسر والانفصال عن الورم الأولي، وتُحمل بعدها عن طريق الدم أو الجهاز الليمفاوي إلى جزء آخر من الجسم لتكوّن ورم جديد،[٧] وكما ذُكرَ سابقًا قد تنتقل الخلايا السرطانية إلى أي مكان في الجسم، إلا أنّ للنسيج العظمي بعض الخصائص التي تجعل الخلايا السرطانية تنتقل له دون غيره من أنسجة الجسم، ونذكر هذه الخصائص كالآتي:[٥]

  • نمو الخلايا وتكاثرها بشكل مستمر داخل العظم، ممّا قد يسمح بتكاثر الخلايا السرطانية.
  • إفراز الخلايا العظمية لبعض المواد التي تسرع نمو الأورام.
  • التصاق الخلايا السرطانية بالعظم بشكل أكبر من الأنسجة الأخرى، وذلك لسبب غير معروف بدقة حتى الآن.




يعد العظم ثالث أكثر الأعضاء من بين أعضاء الجسم التي تنتشر لها الخلايا السرطانية، وذلك بعد الرئة والكبد.



[٥]


كيف يتم تشخيص انتشار السرطان إلى العظام؟

بعد النظر في التاريخ المرضي للمريض يقوم الأطباء بالفحص السريري بحثاً عن أي انتفاخات أو مصادر للآلام، ومن الفحوصات التي قد يوصي بها الطبيب لتشخيص سرطان العظام الآتي:[٣]

  • فحوصات الدم، وذلك لفحص وظائف نخاع العظم، ومستوى الكالسيوم في الدم.
  • التصوير بالأشعة السينية (X-ray).
  • التصوير الطبقي المحوري (CT scan).
  • المسح النووي للعظام.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI scan).
  • خزعة العظم ودراستها مجهرياً.[٢]


علاج انتشار السرطان إلى العظام

يختلف علاج السرطان من حالة إلى أخرى، ولكنها غالبًا ما تتضمن الأدوية، والعلاج الإشعاعي، والجراحة،[٢] وغالبًا ما يكون العلاج قائمًا على علاج الورم الأصلي الذي بدأت منه الخلايا السرطانية بالانتشار، كالعلاج الكيماوي والهرموني للورم الأصلي،[٥] أما علاجات انتشار الخلايا السرطانية إلى العظم فيمكن تفصيلها كالآتي:[٤]

  • أدوية بايوفسفونيت: (بالإنجليزيّة: Bisphosphonates) تُعطى هذه الأدوية على شكل حبوب فموية أو حقن وريدية كل 3-4 أسابيع، وتساعد على تقوية العظام والتقليل من الضرر الذي يحدث فيها نتيجة انتشار الخلايا السرطانية إليها، ممّا يساعد على تخفيف الألم، والتقليل من خطر الإصابة بالكسور، ومن الأمثلة عليها دواء حمض الزوليدرونيك (Zoledronic acid)، ومن أسمائه التجارية: ®Zometa.
  • دواء دينوسوماب: (Denosumab) يساعد هذا الدواء على التقليل من خطر الإصابة بالكسور، ويُؤخَذ على شكل حقن كل 4 أسابيع في حال توقفت الأدوية السابقة عن العمل.
  • المعالجة بالإشعاع: حيث تقوم الأشعة السينية بتحطيم الخلايا السرطانية، مخففةً بذلك حجم الأورام في العظم ومقدار الآلام الناجمة عنها.
  • المعالجة بالمواد المشعة عن طريق الوريد: يتم من خلالها إعطاء المريض نوع من الأدوية المشعة من خلال الوريد، فتستهدف هذه المواد الخلايا السرطانية في العظام، وتعمل على التخلص منها.
  • العمليات الجراحية: حيث يتم استئصال الأورام أو جزء منها، أو تثبيت العظام لمعالجة الكسور أو الوقاية من الإصابة بالكسور.
  • تدمير الخلايا السرطانية عن طريق تسخين أو تبريد الخلايا السرطانية، أو استخدام التيار الكهربائي.
  • الإسمنت العظمي: هي مادة لاصقة توضع بواسطة إبرة داخل العظام للمساعدة على تقويتها وتثبيتها.
  • العلاج الفيزيائي: لزيادة القوة وتحسين القدرة على الحركة.
  • أدوية مسكنات الألم.


ما هي فاعلية العلاج وسير المرض؟

قد لا تُستأصل الخلايا السرطانية بالكامل بالرغم من كل العلاجات السابقة، لكن الكثيرين ممن عايشوا هذا النوع من السرطان تمت معالجتهم ويعيشون حياة جيدة، وفي الحقيقة تختلف إجابة هذا السؤال من حالة إلى أخرى، ويعتمد ذلك على عدة عوامل منها: نوع سرطان الذي بدأت منه الخلايا السرطانية بالانتشار، ومكان العظم الذي انتشرت إليه، فضلاً عن مدى الاستجابة لأنواع العلاجات المختلفة، وما زال الأطباء يواصلون عن كثب دراسة العلاجات والخيارات الطبية المحتملة أملاً في حياة أفضل لهؤلاء المرضى، لكن يبقى الهدف الأساس من العلاج حاليًا هو التخفيف من الألم والأعراض المصاحبة لانتشار السرطان إلى العظم.[٧]

المراجع

  1. "Bone Metastasis", .rogelcancercenter, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "bone metastasis", mayoclinic, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What is bone metastasis, and what are the treatment options?", medicalnewstoday, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Bone Metastases: When Cancer Spreads to the Bones"، urmc، اطّلع عليه بتاريخ 16/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Common Cancers That Metastasize to the Bones", webmd, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "bone metastases", CANCER, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Bone Metastasis"، bci، اطّلع عليه بتاريخ 16/6/2021. Edited.