كيف تدعم مريض السرطان نفسيًا؟

قد يشعر الأشخاص المصابون بالسرطان بالعديد من المشاعر كالتوتر، والإرهاق، والقلق، والخوف، والغضب، والاكتئاب، وهو أمرٌ طبيعي وشائع للغاية، كما يمكن أن تسبب علاجات السرطان المستخدمة كذلك صعوبة في التركيز أو تذكر الأشياء، وهذه المشاعر والمشاكل جميعها يمكن أن تجعل من الصعب على المصابين بالمرض العمل أو القيام بالأنشطة اليومية، لذا إذا كنت ترعى شخصًا مصابًا بالسرطان فلديك دور مهم في مساعدته أو مساعدتها على التأقلم والتكيّف عقليًا وعاطفيًا.^[١]

كيفية دعم شخص مصاب بالسرطان

خذ وقتك لتهيئة نفسك

قبل أن تبدأ بدعم قريبك أو صديقك المصاب بالسرطان، عليك أن تتعامل مع مشاعرك الخاصة أولًا، لذا خذ وقتًا كافيًا للاعتراف بمشاعرك المتعلقة بالتشخيص والتعامل معها قبل رؤية المصاب، وبهذه الطريقة يمكنك التركيز عليه أكثر، وللقيام بذلك تعرّف على تشخيص حالته جيدًا قبل رؤيته، فقد لا يرغب المصاب بالسرطان في التحدث عن تفاصيل حالته الصحية لأسباب عديدة، وقد يكون تكرار نفس المعلومات لأشخاص مختلفين متعبًا جسديًا وعاطفيًا له، وإذا كان ذلك ممكنًا فقد يتمكن أقرباء أو أصدقاء المصاب المشتركين من تزويدك بالمعلومات التي تحتاجها، ويتطلب الأمر منك أيضًا التفكير من منظور قريبك أو صديقك المصاب، وبدء زيارتك بقول "من الجيد رؤيتك بخير" بدلاً من التعليق على أي تغييرات جسدية قد يُلحقها المرض به.^[٢]

ماذا يجب أن تقول؟

تذكر دائمًا أن المصابين بالسرطان قد لا يرغبون في التحدث أو التفكير في مرضهم طوال الوقت، وقد يكون إجراء محادثة عادية حول الأشياء اليومية ومشاركة نكتة في بعض الأحيان موضع ترحيب كبير، لذا حاول ألّا تأخذ الأمر على محمل شخصي إذا كانوا لا يريدون التحدث عن مرض السرطان، واحترم حاجتهم للخصوصية، أو قضاء بعض الوقت الهادئ بعيدًا عن القلق والتوتر،^[٣] وفيما يلي بعض العبارات التي يمكنك قولها للمساعدة على إظهار رعايتك ودعمك للمصاب بالسرطان:^[٢]

• إذا شعرت يومًا بالرغبة في التحدث فأنا هنا للاستماع إليك.
• ماذا تفكر في القيام به، وكيف يمكنني تقديم المساعدة؟
• أنا أهتمّ لأمرك.
• أنا أُفكّر بك.

من جهةٍ أخرى عليك تجنّب بعض العبارات التي من شأنها أن تتعب المصاب بالمرض وتزيد من حالته سوءًا، وتشمل:^[٢]

• أنا أعرف شعورك جيدًا.
• أنا أعرف فقط ما يجب عليك فعله.
• أنا متأكد من أنك ستكون بخير.
• لا تقلق.
• كم تبقّى لديك من الوقت؟

قدّم الدعم العاطفي

كما أُسلف الذكر يحتاج المصاب بالسرطان إلى الدعم العاطفي لتقليل المشاعر السيئة التي يشعر بها، وفيما يلي بعض النصائح التي قد تساعدك على ذلك:

• إذا كنت تشعر بالحرج فأخبر المصاب بذلك؛ فهذا يُعد بمثابة اعتراف بأنك مدرك للموقف ولا تتظاهر بأنه لا يعني لك شيئًا.^[٣]
• امنح المصاب عناقًا أو ضغطًا ودودًا بيدك، فهذا يمكن أن يعبر عن دعمك له بطريقة مباشرة وسريعة.^[٣]
• اتصل به، وأرسل بطاقة أو ملاحظة أو دعمًا لتخبره أنك تفكر به.^[٣]
• أخبره أنه إذا أراد التحدث فستكون متواجدًا للاستماع، ومتاحًا له في جميع الأوقات.^[٣]
• قدِّم الدعم طوال فترة التشخيص، وأثناء تلقي العلاج وبعده.^[٣]
• مازِحهُ أو اضحك معه إذا كان ذلك مناسبًا.^[٣]
• حافظ على علاقتك طبيعية ومتوازنة قدر الإمكان.^[٣]
• استمع له إذا أراد التحدث؛ إذ إنه غالبًا ما يكون هذا تحديًا عندما يواجه أي شخص تشخيصًا يهدد حياته، ومن المحتمل أن تكون قدرتك على الجلوس مع من تحب لأنهم يشاركونك تلك المشاعر من أهم المساهمات التي يمكنك تقديمها لدعمهم ومساندتهم.^[٤]
• أعط النصيحة فقط عندما يُطلب منك ذلك؛ فمن غير المفيد أن تقول مثلًا "يجب أن تجرب هذا"، أو "يجب أن تفعل ذلك"، وبدلاً من ذلك اجعل من تحب يعرف أنك أجريت بحثًا متعلقًا بمرضه.^[٤]
• قدّم الدعم للمصاب من خلال القيام ببعض المهام الضرورية؛ مثل اصطحابه لتلقي العلاج، وترتيب المواعيد الطبية، وتوفير الرعاية اللازمة والدعم العاطفي، وفي كثير من الحالات يقوم مُقدم الرعاية للمصاب بالسرطان أيضًا بالعديد من المهام التي كان يؤديها المصاب بنفسه سابقًا قبل تشخيصه بالمرض.^[٤]
• احترم خصوصية الشخص المصاب بالسرطان؛ فإذا أخبرك أحدهم أنه مصاب بالسرطان فلا يجب أن تخبر أي شخص آخر إلا إذا سمح لك بذلك.^[٥]
• قدّم للمصاب بالسرطان الهدايا والأُمور التي يُحبّها لإسعاده، وابحث عن الأشياء الصغيرة والعملية التي قد يحتاجها أو يستمتع بها فقط، وفكر في شكل يومه العادي وما الذي قد يجعله أفضل قليلاً، ومن الجيد دائمًا أن تضحك وتبتسم في وجهه أيضًا، لذا ابحث عن الأشياء الممتعة التي تحقق هذا الغرض.^[٦]
• ساعد المصاب على القيام بواجباته المنزلية، ويشمل ذلك طهي الطعام، وتنظيف المنزل، وغسل الملابس والأطباق، والتأكد من دفع الفواتير، وغيرها من الأمور التي يفعلها الشخص عادةً خلال حياته اليومية.^[٧]
• يمكن أن يساعد العزف على آلة موسيقية أو تشغيل الموسيقى التي يحبها المصاب أمرًا مفيدًا؛ إذ عادةً ما تساعده الموسيقى على الاسترخاء، وتُشتت ذهنه عن التفكير بالمرض.^[٧]
• ابحث عن طرق لتحفيزه على فعل ما يمكن أن يُحسن من حالته النفسية، بما في ذلك القيام بتمارين لإعادة التأهيل، أو تناول الأدوية، أو تناول المزيد من الطعام.^[٧]
• اعتني بأطفاله من خلال اصطحابهم إلى المدرسة، أو ممارسة الرياضة، أو مساعدتهم على أداء واجباتهم المدرسية؛ إذ يمكن أن يساعد ذلك على إبعاد عقول الأطفال عن التفكير بمرض السرطان، وتخفيف توتر المصاب نفسه وقلقه على أطفاله.^[٧]

ماذا لو رفض الشخص علاج السرطان أو توقف عنه؟

في مرحلة ما خلال رحلة السرطان، قد يرفض المصاب تلقي علاج السرطان أو يقرر إيقافه، وقد يشعر أيضًا بالهزيمة والاستسلام، وهو أمر مزعج أو محبط، وفي بعض الأحيان لا يوافق أصدقاء أو أقرباء المصاب على قراراته هذه، ومع ذلك يتوجب دائمًا دعمه ومنحه مساحة لاتخاذ القرار الذي يشعر بأنه الأفضل لصحته، ورفاهيته، ونوعية حياته، وحتى بعد أن يرفض المصاب علاج السرطان أو يقرر التوقف عنه، فمن المهم التأكد من الفهم الكامل لخياراته، وقد ترغب كمقدم الرعاية للمصاب بالسرطان أن تقترح عليه التحدث مع فريق رعاية خاص بالأشخاص المصابين بالسرطان حول قراره، علمًا أن بعض المصابين يوافقون على ذلك وبعضهم الآخر يمتنع، وبعد التحدث إلى فريق الرعاية لا تتفاجأ إذا ما قرر المصاب التوقف عن العلاج أو رفضه، بل عليك الاستمرار في دعمه مهما كان قراره.^[٥]