من المُمكن أن ينتشر سرطان العظام من العِظام إلى جُزء آخر في الجسم، ولكن ما مدى سُرعة هذا الانتشار؟



انتشار سرطان العظام في الجسم

يُعرف سرطان العظام النقيلي (بالإنجليزية: Metastatic bone cancer) بأنه السرطان الذي قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الرئتين، والدماغ، والعظام الأخرى، والغدد الليمفاوية القريبة، ويمكن أن تكون درجة هذا السرطان منخفضة أو عالية،[١] وفيما يلي توضيحًا للفرق بين كلتا الدرجتين:[٢]

  • الأورام منخفضة الدرجة: "Low-grade tumours"، تبدو الخلايا السرطانية كخلايا طبيعية، وعادةً ما تكون بطيئة النمو، وأقل عُرضة للانتشار.
  • الأورام عالية الدرجة: "High-grade tumours"، تبدو الخلايا غير طبيعية للغاية، ومن المحتمل أن تنمو بسرعة أكبر، كما أنه من المرجح أن تنتشر إلى أجزاء الجسم الأخرى، وتُعد معظم أورام الساركوما العظمية (بالإنجليزية: Osteosarcomas)، وسرطان الخلايا المغزليّة (بالإنجليزية: Spindle cell tumours) عالية الدرجة.




ملاحظة: أكثر من %80 من المصابين بالساركوما العظمية النقيلية مصابون بسرطان انتشر إلى الرئة، والموقع الثاني الأكثر شيوعًا للانتشار هو عظم آخر.




أعراض وعلامات سرطان العظام النقيلي

تختلف أعراض وعلامات سرطان العظام النقيلي بحسب المنطقة التي انتشر فيها السرطان، على سبيل المثال إذا انتشر السرطان إلى الرئتين فإنه يمكن أن يتسبب في صعوبات في التنفس، وتشمل الأعراض والعلامات الشائعة الأخرى لسرطان العظام النقيلي ما يلي:[٣]

  • ألم أو تورم غير مبرر.
  • الخمول أو التعب.
  • فقدان الشهية.
  • الغثيان.
  • القيء.
  • فقدان الوزن غير المبرر.


تشخيص سرطان العظام النقيلي

يُعد وصف الأعراض والعلامات المصاحبة لسرطان العظام النقيلي، والتاريخ الطبي جزءًا مهمًا من تشخيص المرض؛ إذ يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي يركز على المناطق المؤلمة، ويمكن أن يساعد عدد من الفحوصات أيضًا في الحصول على التشخيص السليم، وبناءً على حالة المصاب يقرر الطبيب أيًا منها سيُجري،[٤] وفيما يلي توضيحًا لأهم هذه الفحوصات:

  • الأشعة السينية: (بالإنجليزية: X-ray)، اختبار تشخيصي يستخدم حزم الطاقة الكهرومغناطيسية غير المرئية لإنشاء صور للأنسجة الداخلية والعظام والأعضاء الأخرى.[٥]
  • الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب: (بالإنجليزية: Computed tomography scan)، اختبار تصوير يستخدم الأشعة السينية وجهاز كمبيوتر لإنشاء صور مفصلة للعظام والعضلات والدهون والأعضاء الأخرى.[٥]
  • فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: (بالإنجليزية: PET-CT scan)، إجراء يجمع بين التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني "PET" والتصوير المقطعي المحوسب "CT"، والهدف منه إنشاء صورة أكثر تفصيلاً مما قد يصنعه أي من الاختبارين بمفرده، ويُعد فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني إجراءً مهمًا يساعد في العثور على الخلايا السرطانية الخبيثة في الجسم؛ وذلك من خلال حقن كمية صغيرة من الجلوكوز المشع في الوريد، والذي يُظهر الخلايا السرطانية الخبيثة أكثر إشراقًا ووضوحًا في الصورة.[٦]
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging)، واختصارًا "MRI"، إجراء يستخدم مزيجًا من المغناطيسات الكبيرة والترددات الراديوية وجهاز كمبيوتر لإنشاء صور مفصلة للأعضاء والهياكل داخل الجسم.[٥]
  • فحص العظام: (بالإنجليزية: Bone scan)، إجراء يُستخدم للتحقق مما إذا كان هنالك خلايا سرطانية تنقسم بسرعة في العظام أم لا، ويتم خلاله حقن كمية صغيرة جدًا من المواد المشعة في الوريد، والتي بدورها تنتقل عبر مجرى الدم وتتجمع في العظام المصابة بالسرطان، وباستخدام الماسح الضوئي يتم الكشف عنها.[٦]


علاج سرطان العظام النقيلي

يُركز علاج سرطان العظام النقيلي على تخفيف الأعراض والعلامات التي يُسببها، وغالبًا لا يهدف إلى استئصال السرطان أو علاجه، وتعتمد خيارات العلاج على موقع ومدى انتشار النقائل السرطانية، وتشمل ما يلي:[٤]

  • أدوية بناء العظام: (بالإنجليزية: Bone-building drugs)، يمكن أن تساعد أدوية بناء العظام على تقوية العظام وتقليل الألم.
  • العلاج الكيميائي: (بالإنجليزية: Chemotherapy)، يمكن أن يُدمّر العلاج الكيميائي الخلايا السرطانية في العظام.
  • العلاج الهرموني: (بالإنجليزية: Hormonal therapy)، يمكن استخدام العلاج الهرموني إذا كان السرطان الأوليّ هو سرطان الثدي أو البروستاتا، والذين يُعدان من أنواع السرطانات الحساسة للهرمونات.
  • أدوية تخفيف الألم: تساعد هذه الأدوية على تخفيف الألم الناجم عن نقائل العظام.
  • العلاج الإشعاعي: (بالإنجليزية: Radiation therapy)، يمكن أن يقتل العلاج الإشعاعي الخلايا السرطانية في العظام والأنسجة الأخرى.
  • الجراحة: تهدف الجراحة في حالات سرطان العظام النقيلي إلى تثبيت هشاشة العظام، أو إعادة إصلاح كسر العظام.


ما مدى سرعة انتشار سرطان العظام؟

تُقسم أورام العظام الأوليّة إلى أورام خبيثة سرطانية، أو حميدة غير سرطانية، وتكون الأورام حميدة عندما لا تتطور خارج موقع السرطان الأولي، بينما الأورام الخبيثة تكون أكثر عُرضة لخطر الانتشار والنمو بشكل أسرع، وبمجرد انتشار الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم يصبح علاج السرطان أكثر صعوبة، وتعتمد معرفة مدى سرعة انتشار سرطان العظام على نوع سرطان العظام نفسه، وفيما يلي توضيحًا لذلك:[٧]

  • أورام العظام الحميدة: (بالإنجليزية: Benign Bone Tumors)، تتكون هذه الأورام من خلايا طبيعية، وتتميز بعدم قدرتها على الانتقال والانتشار إلى الأعضاء والأنسجة المجاورة.
  • أورام العظام الخبيثة: (بالإنجليزية: Malignant Bone Tumors)، يمكن أن تنتشر أورام العظام الخبيثة في جميع أنحاء الجسم من خلال الجهاز الليمفاوي أو من خلال مجرى الدم، وعادةً ما تنمو أسرع من الأورام الحميدة، ومن أمثلة أورام العظام الخبيثة ما يلي:
  • الساركوما العظمية.
  • الساركوما الغضروفية (بالإنجليزية: Chondrosarcoma).
  • ساركوما يوينغ (بالإنجليزيّة: Ewing’s sarcoma).


تنبّؤات تتعلّق بالمرض

يعتمد التنبؤ أو التوقع بالبقاء على قيد الحياة للأشخاص المصابين بسرطان العظام على نوع سرطان العظام ومدى انتشاره، ويبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات لجميع سرطانات العظام لدى البالغين والأطفال حوالي p، بينما يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات للمصابين بالساركوما الغضروفية عند البالغين حوالي %80، أما معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات للمصابين بساركوما العظام الموضعية هو حوالي ` - %80، وإذا انتشر السرطان إلى ما بعد العظام فإن معدل البقاء على قيد الحياة يتراوح بين  - 0، فيما يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات للمصابين بساركوما يونيغ حوالي p عندما يتم العثور عليها في مرحلة موضعية، أما إذا انتشرت خارج العظم فإن معدل البقاء على قيد الحياة ينخفض ​​إلى ما بين  - 0،[٨] ويعتمد تشخيص الإصابة بسرطان العظام على عوامل متعددة منها:[٩]

  • التاريخ الصحي.
  • خصائص معينة للسرطان.
  • العلاجات المختارة.
  • كيفية استجابة السرطان للعلاج.


عوامل خطر سرطان العظام

على الرغم من أن معظم السرطانات لا ترتبط بأي عامل خطر معروف، إلا أن العوامل التالية قد تزيد من خطر إصابة الشخص بسرطان العظام:[١٠]

  • الاضطرابات الوراثية: فالأطفال المصابون بالورم الأرومي الشبكي العائلي، وهو نوع من سرطان العين لديهم خطر متزايد للإصابة بسرطان العظام، كما أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من سرطان العظام في عائلاتهم، والذي يظهر من خلال متلازمة لي- فراوميني (بالإنجليزية: Li-Fraumeni syndrome) معرضون أيضًا لخطر الإصابة بالساركوما العظمية.
  • العلاج الإشعاعي السابق: الأشخاص الذين خضعوا للعلاج الإشعاعي لحالات أخرى يكونون أكثر عُرضة للإصابة بسرطان العظام في موقع العلاج الإشعاعي.
  • العلاج الكيميائي لسرطان آخر: يمكن أن تزيد بعض الأدوية المستخدمة في علاج السرطان من خطر الإصابة بسرطان ثانوي، وعادةً ما يكون الساركوما العظمية.


المراجع

  1. "Stages of bone cancer", cancer, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  2. "Staging and grading of bone cancer", macmillan, 31/3/2019, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  3. Maurie Markman (2/4/2021), "Metastatic bone caner?", cancercenter, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Metastatic bone cancer", harvard, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Osteosarcoma", hopkinsmedicine, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Bone Cancer (Osteosarcoma)", dana-farber, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  7. Dr. Bautista (16/4/2020), "How Fast Does Bone Cancer Spread", immunitytherapycenter, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  8. Melissa Conrad Stoppler (8/7/2019), "Bone Cancer", medicinenet, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  9. "Prognosis and survival for bone cancer", cancer, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  10. "Bone Cancer (Sarcoma of Bone): Risk Factors", cancer, 1/4/2020, Retrieved 21/6/2021. Edited.