هل يمكن حقاً تجويع الخلايا السرطانية؟

يبحث الأطباء دائما حول المغذيات التي تغذي الخلايا السرطانية، وكيفية تأثير ما يتناوله الشخص في نمو السرطانات، وما إذا كانت هناك طرق محتملة لتجويع الخلايا السرطانية دون التسبب في ترك الشخص بحالة من الجوع أو نقص التغذية.^[١][٢]

هل يمكن أن تجويع الخلايا السرطانية؟

نعم، إذ يعد العلاج الكيميائي التبايني المعتمد على التجويع (starvation-dependent differential chemotherapy) أحد أنواع العلاجات لمرض السرطان، وتُظهر البيانات بأن هذا العلاج، آمن وفعال، إلا أن الآثار الجانبية المحتملة له قد تحد من فعاليته، ومع ذلك، قد يقود إجراء المزيد من الدراسات والتجارب السريرية إلى تطبيقه في علاج السرطان.^[٣]

رأي العلم حول تجويع الخلايا السرطانية

فيما يأتي نستعرض رأي العلم حول تجويع الخلايا السرطانية:

النظريات والآراء المؤيدة

عملت التجارب الحديثة على تغيير ما يتناوله الأفراد وتتبع مسارات عمليات الأيض من خلال أساليب مختلفة، والتي تعدّ نتائجها واعدة، بحيث تضمنت الآتي:^[١]

• عملت بعض الأبحاث على تقليل تناول السكر، ولوحظ بأن بعض الخلايا السرطانية عملت على أيض الجلوكوز عند مستويات أعلى من الحدّ الطبيعي لدعم عملية تحلّل السكر الهوائي، ولوحظ بأن تقليل وصول السكر إلى الخلايا السرطانية بهذا الشكل، قد يؤدي إلى إبطاء نموّها.^[١]
• تبيّن أنه يمكن أن يؤدي تجويع الخلايا السرطانية إلى حرمانها بشكل انتقائي من الأكسجين والعناصر الغذائية، وذلك إما من خلال تعطيل الأوعية الدموية للورم، أو تثبيط تكوين الأوعية الدموية، أو قطع إمدادات الجلوكوز والأكسجين عنها، وغيرها من العمليات، وذلك من خلال تجربة تجويع الخلايا باستخدام تقنيات النانو (Nanotherapeutics).^[٤]
• ركزت العديد من الأبحاث على البروتين الغذائي، تحديداً على الأحماض الأمينية التي يتكون منها هذا البروتين لدى الفرد، وبينت أنّ حصر كميات أحماض أمينية معينة مثل سيرين (Serine) وغليسرين (Glycine)، وغيرها، يمكن أن يحسّن من النتائج، ومن ناحية أخرى، قد يفيد أيضاً في تقليل الحاجة إلى العلاجات الكيميائية التقليدية.^[١][٥]

النظريات والآراء المعارضة

هناك العديد من الخصائص المتعلقة بهذا النمط العلاجي التي تجعله غير مرغوب فيه وتحدّ من تطبيقه في المستقبل؛ مثل انخفاض فعاليتها، والآثار الجانبية على أجهزة الجسم، والزيادة من مقاومة الجسم للأدوية، وزيادة مخاطر الورم الخبيث، ونقص الأكسجة المرتفع في الورم، وتستند هذه النظريات على الآتي:^[٤]

• إزالة السكر لا تؤثر في كل أنواع الخلايا السرطانية، وحتى بالنسبة للخلايا التي تتأثر بإزالته، فإن نقص السكر يؤدي فقط إلى إبطاء معدل تطور السرطان، كما أن الطرق التي يؤثر فيها إنقاص السكر على الخلايا السرطانية لا تزال غير مفهومة بشكل جيد.^[٦]
• وصول إحدى التجارب إلى قدرة الخلايا السرطانية على القيام بالبلعمة الذاتية (Autophagy) لمقاومة العلاجات، والظروف التي تتعرض لها وتهدّد بقاءها؛ مثل التجويع والحرمان الشديد من التغذية والطاقة، فتزيد مستويات البلعمة الذاتية؛ بحيث تتغذى على مكونات خلاياها، لتوفر طرقًا أخرى تدعم عمليات الأيض فيها لاستعادة توازنها.^[٧]

هل تجويع الخلايا السرطانية يجعلها أكثر حساسية للعلاج الكيميائي؟

من النتائج التي استُنتجت حول حساسية الخلايا السرطانية للعلاج الكيميائي، تبيّن ما يأتي:^[٣][٨]

• النجاح في زيادة حساسية الخلايا السرطانية للعلاج الكيميائي بعد منع السكر عنها.
• إمكانية تجويع الخلايا السرطانية على التقليل بشكل كبير من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، وبأن العلاج الكيميائي التبايني القائم على التجويع آمنًا وفعالًا في علاج السرطان، لكن هناك حاجة كبيرة لإجراء المزيد من الدراسات والتجارب السريرية حتى يمكن استخدام هذا العلاج.

هل يمكن استخدام تجويع الخلايا كعلاج للسرطان؟

هناك محدودية في الدراسات التي تناولت التأثيرات المحتملة في علاج السرطان بالتجويع أو بتقييد عدد السعرات الحرارية، وحول إمكانية تقليل الآثار الجانبية، لذلك يجب على مرضى السرطان استشارة طبيبهم المختص أولاً، فقد لا يناسب هذا النمط العلاجي جميع المرضى؛ تحديداً الفئات التالية:^[٩]

• المرضى الذين يعانون من سوء التغذية.
• المصابون بأمراض مزمنة.
• المرضى الذين يعانون من فقدان كتلة العضلات والهيكل العظمي، خلال مراحل متقدمة من المرض.

هل هناك أنواع من الأطعمة التي يجب تناولها عند الإصابة بالسرطان؟

قد يؤدي السرطان ونوع العلاج الذي يتلقاه المريض إلى إضعاف جهاز المناعة، لذلك قد يساعد اختيار الأطعمة الآمنة على تقويته، والحماية من الأمراض المنقولة بالغذاء، ويفضل تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات، والحبوب، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، واللحوم الخالية من الدهون، والأسماك، وغيرها.^[١٠]