ماذا بعد الشفاء من السرطان

يعتبر مرض السّرطان رحلةً صعبة، ولكلّ مريض تجربته الخاصة في التعامل معها، ولا ينتهي هذا المرض بزواله من الجسم، فعلى المريض المرور بمرحلة ما بعد الشفاء من السرطان، وفيها يتم التركيز على الحفاظ على استعادة الصّحة وعيش المرحلة الجديدة بطريقةٍ طبيعية، وهو ما سنتطرّق إليه في المقال.^[١]

ماذا بعد الشفاء من السرطان؟

هنالك العديد من الأمور التي يمكن للشخص القيام بها للحفاظ على صحّة أفضل بعد تعافيه من مرض السرطان مثل: الحفاظ على نفسيةٍ جيّدة، والسعي للوصول إلى الوزن الصحي للجسم، واتباع نظام غذائي مناسب، والإقلاع عن التّدخين، كذلك الابتعاد عن أشعة الشمس، وغيرها من الأمور التي نستعرضها بصورةٍ تفصيليّة على النحو التالي:^[٢]

المحافظة على المشاعر الإيجابية

من المهم جدًّا للشخص بعد تعافيه من مرض السرطان أن يتقبّل الأمر ويبقى إيجابيًا قدر المستطاع وأن يحاول تعلّم ثقته بنفسه من جديد؛ لأنّ ذلك سيجعله أكثر راحةٍ وحيوية، لكن هذا لا يعني أنّ عليه البقاء إيجابيًا في جميع الأوقات، فقد يشعر أحيانًا بالحزن والقلق والتعب وهو أمرٌ طبيعي الحدوث، لذلك يجب التعامل مع هذه الأحداث بعيدًا عن تأنيب الضمير وجلد النفس والتّساهل فيها، ويُفضّل أن يعبّر الشخص عما يشعر به للأشخاص المقرّبين منه أو للطبيب المسؤول عنه حتى لا تتراكم الأفكار السّلبية في جوفه، ويسيطر الحزن والاكتئاب عليه.^[٣]

ممارسة التمارين الرياضيّة

ما يحتاج له الشخص بعد تعافيه من السرطان هو استعادة قوّة الجسد وصحّته، ومن المعروف أنّ ممارسة التمارين الرياضيّة تجعل الشخص أكثر صحّة وحيويةً وذلك من خلال ما يلي:^[٤]

• التخفيف من مشاعر القلق والتعب العام.
• زيادة الثقة بالنفس والرضا عنها.
• توليد المشاعر الإيجابية التي يحتاجها مريض السّرطان.
• تحسين صحّة القلب والأوعية الدمويّة وصحّة الجسم بشكل عام.
• المحافظة على الوزن الصحّي.

كيف أبدأ بممارسة التمارين الرياضية؟

في حال لم يكن الشخص رياضيًا في المراحل السابقة من حياته، يمكنه اتباع مجموعة من النصائح للبدء بممارسة التمارين الرياضيّة دون أن يشعر بالتّعب والضغط، هذه النصائح تشمل:^[٤]

• ممارسة رياضة المشي لمدة 10 دقائق يوميًا، وزيادة هذه المدة تدريجيًا.
• إضافة بعض التمارين الخفيفة التي يمكن ممارستها أثناء العمل، مثل: صعود الدرج بدلًا من استخدام المصعد والذهاب للعمل سيرًا على الأقدام بدلاً من ركوب السيارة.
• ممارسة التمارين التي لا تحتاج إلى الحركة أثناء مشاهدة التلفاز مثلًا.
• ممارسة التمارين مع مجموعة من الأشخاص؛ فذلك يوفّر دعم وتشجيع الأشخاص لبعضهم البعض.
• ممارسة التّمارين عندما يملك الشخص الطّاقة الكافية لإتمامها.

اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن

يلعب النظام الغذائي المتوازن للأشخاص الذين تمّ علاجهم من مرض السرطان دورًا مهمًّا في الوصول إلى مرحلة التعافي التام، إذ يحتوي النظام الغذائي المتوازن على جميع المجموعات الغذائية التي يحتاجها الجسم بكمياتٍ مناسبة، وبناءً على توصيات جمعية السرطان الأمريكية فعلى الشخص المتعافي من السرطان التركيز على النظام الغذائي التالي:^[٥][٦]

• تناول طبقان من الفاكهة والخضروات خلال اليوم.
• تناول أنواع الدهون الصّحية التي تحتوي على أوميغا 3، والتي تتواجد في الأسماك والجوز.
• تناول كميات كافية من البروتينات التي لا تحتوي على الدّهون المشبعة مثل: الأسماك، واللحوم الخالية من الدهون، البيض، والمكسرات.
• تناول الحبوب الكاملة، كالبقوليات والأطعمة الغنيّة بالكربوهيدرات.
• التّقليل من تناول اللحوم الحمراء، إذ يُوصَى بتناول ما لا يزيد عن (300 - 500) غرام منها في الأسبوع، وذلك للوقاية من خطر الإصابة بسرطان القولون.
• تجنّب أكل اللحوم المصنعة، ومنها اللحوم المدخنة.
• التقليل من تناول المشروبات الغنيّة بالسكريات.
• شرب كمياتٍ كافية من الماء.

الحصول على قسط كافي من الراحة

لتحقيق ذلك على الشخص تحسين عادات النوم لديه والالتزام بتلك التحسينات، وللوصول إلى ذلك ينصح باتباع ما يلي:^[٧][٥]

• تفادي شرب المشروبات الغنية بالكافيين (الشاي والقهوة والمشروبات الغازية) قبل 8 ساعات من النوم على الأقلّ.
• تحديد موعد ثابت للخلود إلى النوم، ومحاولة الالتزام به.
• ممارسة التمارين الرياضية قبل 2-3 ساعات من النوم.
• عدم استخدام أي أجهزة إلكترونية قبل النوم أو محاولة التقليل من ذلك.
• النوم في غرفةٍ هادئة ومريحة، بعيدًا عن الضجيج والإزعاج.

الحفاظ على وزن صحي

الوزن الصحي له فوائد كثيرة خاصًة لمريض السرطان، وللحفاظ على وزن صحي مثالي ومناسب يُمكن اتباع ما يلي:^[٨]

• التقليل من تناول السعرات الحرارية خلال اليوم.
• تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون العالية والمشبعة مثل: اللحوم الحمراء.
• تجنب المشروبات الغنية بالسكريات والمشروبات المحلاة صناعيًا.
• زيادة ممارسة التمارين والأنشطة الرياضية خلال اليوم الواحد.

الإقلاع عن التدخين

عادة التدخين غير آمنة لمرضى السرطان حتى بعد شفاؤهم منه، فالاستمرار بالتدخين قد يؤدي إلى الإصابة مرة أخرى بنوعٍ جديد من أنواع السرطان، لذلك فإن جميع التّوصيات المبنيّة على الدّراسات والأبحاث تنصح وبشدّة بالإقلاع عن التدخين بصورةٍ نهائية، لعيش مستوى حياة أفضل بعيدًا عن فرص الإصابة مرة أخرى بمرض السّرطان.^[٩]

ترتيب جدول المهام اليومي

إنّ بناء جدول للمهام اليوميّة يتضمّن النّشاطات جميعها، كالعمل والتواصل مع الأصدقاء وتخصيص وقتٍ للاهتمام بالنفس يساعد في إبقاء الفرد منشغلًا عن التفكير بالأمور السلبية والمخيفة، كما يساعده على العودة إلى النّمط الطبيعي للحياة والمرجو الوصول إليه في مرحلة ما بعد الشفاء من مرض السرطان.^[٣][٤]

كم مرة يلزم القيام بالفحوصات الطبية المتعلّقة بالسرطان بعد الشفاء؟

يعتمد تكرار الفحوصات الطبية التي تُجرَى بشكل دوري بعد التعافي من مرض السرطان بصورةٍ رئيسية على نوع السرطان الذي أصيب به المريض وعلى نوع العلاج الذي تم استخدامه بالإضافة إلى الوضع الصحي العام للمريض، فبالنسبة للبعض تجرى هذه الفحوصات كل 3-6 شهور خلال السنوات الأولى ما بعد العلاج، ثمّ يقلّ عددها بمرور السنوات، إذ تُجرَى هذه الفحوصات عادًة لمتابعة حالة المريض ومراقبة وضعه الصّحي لكن من الضروري مراجعة الطبيب على الفور في حال ملاحظة أيّة أعراضٍ جديدة أو غريبة دون الالتزام بالمواعيد الدورية.^[١٠][١٠]

أهمية مرحلة ما بعد الشفاء من السرطان

تعدّ جميع الأمور السّابقة ضرورية لعودة المريض إلى ممارسة حياته الطّبيعية بعد شفائه، كما أنها ضرورية أيضًا لحمايته من التعرّض للإصابة بالسرطان أو غيره من الأمراض التي تزداد خطورةً الإصابة بها بعد الشفاء من السرطان، وتشمل الأمراض التالية:^[٤]

• الزيادة في الوزن أو السمنة.
• حدوث مشاكل في القلب مثل: قصور القلب الاحتقاني.
• هشاشة العظام وتعرّضها للكسور.
• ارتفاعٌ ضغط الدم.
• السكري.
• ارتفاع مستوى كوليسترول الدم.