تعرف الهرمونات بأنها عبارة عن بروتينات أو مواد يصنعها الجسم وتساعد على التحكم في كيفية عمل أنواع معينة من الخلايا، وفي الواقع تعتمد بعض أنواع السرطان على نمو الهرمونات، لذا يمكن اللجوء للعلاجات التي تتحكم في مستويات الهرمونات لعلاج بعض أنواع السرطان، ويُعرف هذا العلاج بالعلاج الهرموني للسرطان.[١]

ما هو العلاج الهرموني للسرطان؟

تقوم العديد من الغدد بصناعة مواد كيميائية تعرف بالهرمونات، ويُمكن أن تساعد الهرمونات في بعض الأحيان على نمو بعض أنواع الخلايا السرطانية، وبالمقابل يمكن استخدام الهرمونات أيضاً لعلاج بعض أنواع السرطانات، حيثُ تكمن فائدتها بإبطاء نمو الخلايا السرطانية أو منعها من النمو، وذلك عن طريق تناول بعض أنواع الأدوية التي تمنع نشاط الهرمون، أو توقف الجسم عن إنتاجه، أو تغير من عمل الهرمون بحيث لا يعمل بالشكل المطلوب.[٢]


كيف يعمل العلاج الهرموني؟

تختلف الطرق التي يمكن أن تعمل بها الهرمونات في العلاج الهرموني، إذ ينتقل العلاج إلى جميع أنحاء الجسم للعثور على الهرمونات المطلوبة واستهدافها، ونذكر فيما يأتي بعض من هذه الطرق:[١]

  • منع الهرمون من الالتصاق بالخلايا السرطانية.
  • منع الجسم من صنع الهرمون.
  • تعديل الهرمون بحيث لا يعمل بالشكل الصحيح.
  • إيقاف أو إبطاء نمو الخلايا السرطانية.
  • تخفيف الأعراض التي تظهر عند الإصابة بنوع معين من السرطانات.


أنواع العلاج الهرموني

يمكن تصنيف أنواع العلاج الهرموني المختلفة بناءً على وظيفتها أو نوع الهرمون المتأثر، ونذكر فيما يأتي بعض أنواع العلاجات بالهرمونات:[٣]

  • الإستروجين: يعد هذا الهرمون أحد الهرمونات الأنثوية التي تُساعد على علاج سرطان البروستات، وذلك عن طريق التنافس على مواقع مستقبلات الأندروجين، مما يقلل من تأثير هرمونات الأندروجين؛ مثل: التستوستيرون والأندروستيرون.
  • مضادات الإستروجين: ترتبط مضادات الإستروجين بموقع مستقبلات هرمون الإستروجين الموجودة على الخلايا السرطانية، وبالتالي تمنع هرمون الإستروجين من الدخول إلى الخلية السرطانية، مما يتعارض مع نمو الخلايا، ويسبب في النهاية موت الخلايا السرطانية.
  • الأندروجينات: وهي أحد الهرمونات المسؤولة عن الصفات الذكوريّة، ويمكن تحويل هذه الهرمونات إلى هرمون الإستروجين عند النساء، وبالتالي يُمكن أن تستخدم في علاج السرطان عن طريق مقاومة نشاط الإستروجين، مما يُساهم في إبطاء نمو الخلايا السرطانية.
  • العوامل الكيميائية الواقية: وهي عبارة عن أدوية يُمكن استخدامها جنباً إلى جنب مع بعض برامج العلاج الكيميائي لتخفيف الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي على الجسم، ومن الأمثلة على هذه الأدوية: الميسنا (بالإنجليزية: Mesna) والأميفوستين (بالإنجليزية: Amifostine).
  • مثبطات الستيرويد الكظرية: تتداخل مثبطات الستيرويد الكظرية مع الهرمونات التي تفرزها الغدة الكظرية، فمن المعروف أن الغدد الكظرية تقع فوق الكلى، وتنتج قشرة الغدة الكظرية هرمونات تسمى الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids)، لذا فإنّ استخدام مثبطات الستيرويد الكظرية يمنع تصنيع الكورتيكوستيرويدات، بحيث تصبح غير قادرة على إرسال إشارات للجسم لإنتاج هرمونات أخرى؛ مثل: هرمون الإستروجين، والأندروجين، والكورتيكوستيرويدات، وغيرها، ويسبب الانخفاض الناتج في مستويات هذه الهرمونات بإبطاء نمو الخلايا السرطانية التي تتأثر بها هذه الهرمونات.
  • منبهات الهرمون المطلق للهرمون اللوتيني: والتي تعمل على إيقاف إنتاج الهرمون اللوتيني (LH)، فمن المعروف أنّ الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary gland) الموجودة في الدماغ تفرز الهرمون المطلق للهرمون اللوتيني (LHRH)، والذي يسبب بدوره تحفيز الخصيتين عند الرجال على إفراز هرمون التستوستيرون، وتحفيز المبايض عند النساء على إفراز هرمون الإستروجين، وعند استخدام منبهات الهرمون المطلق للهرمون اللوتيني فإنّ ذلك يؤثر في نمو الخلايا السرطانية المعتمدة على هرمون التستوستيرون أو الإستروجين في الخصيتين أو المبايض.


طرق إعطاء العلاج الهرموني

يمكن تلقي العلاج الهرموني بطرق مختلفة، ويمكن أخذه في المنزل، أو في عيادة الطبيب، وقد تحتاج بعض أنواعه إلى الدخول إلى المستشفى، ومن أكثر الطرق شيوعًا للحصول عليه ما يأتي:[٤]

  • تناول أقراص، أو كبسولات، أو على شكل شراب.
  • أخذ العلاج على شكل غرسة تتم زراعتها في أجزاء معينة من الجسم.
  • تلقي العلاج على شكل جرعة واحدة يتم حقنها في الذراع، أو البطن، أو الساق، أو الورك.
  • إجراء عملية جراحية، من أجل استئصال الأعضاء التي تفرز الهرمونات، مثل المبايض أو الخصيتين.


أنواع السرطانات التي يمكن علاجها بالهرمونات

لا يمكن علاج جميع أنواع السرطان بالعلاج الهرموني، إذ يشترط أن تكون هذه الأنواع من السرطانات حساسة للهرمونات، ونذكر من الأنواع التي تستجيب للعلاج الهرموني ما يأتي:[٥]

  • سرطان البروستات.
  • سرطان الثدي.
  • سرطان المبايض.
  • سرطان الرحم أو بطانة الرحم.


متى يتم إعطاء العلاج الهرموني أثناء علاج السرطان؟

يختلف توقيت إعطاء العلاج الهرموني بناءً على العديد من العوامل؛ مثل: الورم نفسه، ومرحلته، وموقعه من الجسم، إذ غالباً ما يُعطى العلاج الهرموني بالتزامن مع العلاجات الأخرى، وفيما يأتي توضيح لذلك:[٦]

  • العلاج الهرموني المساعد المبدأي: (بالإنجليزية: Neoadjuvant hormonal therapy)، إذ يتم إعطاء العلاج الهرموني قبل الجراحة أو العلاج الإشعاعي.
  • العلاج الهرموني المساعد: (بالإنجليزية: Adjuvant hormonal therapy)، يتم إعطاء العلاج الهرموني بعد خضوع المريض للجراحة، أو العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيماوي.


كيف يمكن التحقق من استجابة الورم للعلاج الهرموني؟

تختلف استجابة الورم للعلاج الهرموني بناءً على نوع السرطان الذي يتم علاجه، إذ يقوم الطبيب بمقارنة وضع الخلايا السرطانية قبل وبعد تلقي العلاج الهرموني، ففي بعض الحلات يمكن تقييم الاستجابة عن طريق تراجع ظهور بعض الأعراض التي كان يعاني منها المريض، وقد يعتمد الطبيب في بعض أنواع السرطانات على مؤشرات الأورام (بالإنجليزية: Tumor marker)، وذلك عن طريق قياس مستوى هذه المؤشرات في الدم، فإذا كان العلاج فعّال، فمن المتوقع أن ينخفض ​​مستوى مؤشر الورم، وقد يخضع العديد من المرضى للتصوير الإشعاعي؛ كالتصوير بالأشعة المقطعية (CT)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، وذلك بهدف معرفة كيفية استجابة الورم من خلال مقارنة الصور، ومعرفة وضع الورم إذا كان منكمش، أو ما زال ينمو أو لم يتغير.[٧]


ما الآثار الجانبية للعلاج الهرموني؟

تختلف الآثار الجانبية من شخصٍ إلى آخر، كما قد تختلف بناءً على نوع العلاج الهرموني، إذ يعاني الرجال الذين يتلقون العلاج الهرموني لسرطان البروستات من بعض الآثار الجانبية، ومن هذه الآثار المحتملة نذكر ما يأتي:[١]

  • انخفاض الكتلة العضلية، وزيادة الوزن خاصة في منطقة البطن.
  • الشعور بالهبات الساخنة.
  • قلة الرغبة الجنسية.
  • زيادة خطر حدوث مشاكل صحية أخرى.
  • انخفاض كتلة العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور.
  • المعاناة من الإعياء، والتعب العام.
  • حدوث مشاكل في الذاكرة.
  • ضعف الانتصاب.


قد تعاني النساء اللاتي يتلقين العلاج الهرموني لسرطان الثدي أو سرطان بطانة الرحم من بعض الآثار الجانبية، ويمكن أن يعاني الرجال المصابون بسرطان الثدي الذين يتلقون العلاج الهرموني أيضًا من العديد من هذه الآثار الجانبية، إلى جانب ضعف الانتصاب:[١]

  • زيادة خطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطانات.
  • زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، والجلطات الدموية، وإعتام عدسة العين، وأمراض القلب.
  • حدوث تهيج في المهبل أو زيادة الإفرازات المهبلية، أو جفاف المهبل.
  • المعاناة من ألم في العضلات والمفاصل.
  • الغثيان.
  • فقدان العظام، وزيادة خطر الإصابة بالكسور.
  • الهبات الساخنة.
  • قلة الرغبة الجنسية.
  • الإعياء، والتعب العام.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Hormone Therapy", cancer, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  2. "Hormone Therapy for Cancer Treatment", urmc.rochester, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  3. "Hormone Therapy To Treat Cancer", my.clevelandclinic, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  4. "Hormone Therapy for Cancer", webmd, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  5. "Hormone therapy for cancer", cancerresearchuk, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  6. "Hormonal Therapy for Cancer", yalemedicine, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  7. "Hormone Therapy: The Basics", oncolink, Retrieved 30/7/2021. Edited.