يعتبر الكبد عضواً مهماً في جسم الإنسان، فهو يساعد على التخلّص من الفضلات والسموم، ويُنتج العصارة الصفراء (Bile)، مما يساعد الجسم على هضم الطعام ومعالجة الدهون، وفي الواقع قد يؤدي تلف الكبد نتيجة الإصابة بمرض ما إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد، فما هو سرطان الكبد؟ وما هي أنواعه؟ وما هي طرق العلاج المتاحة؟[١]


ما هو سرطان الكبد؟

سرطان الكبد هو حالة أو مرض يحدث عندما تتحول الخلايا الطبيعية في الكبد إلى خلايا غير طبيعية من ناحية المظهر والسلوك، ويمكن أن تدمر الخلايا السرطانية للكبد الأنسجة الطبيعية المجاورة، كما يمكن أن تنتشر إلى مناطق أخرى من الكبد وإلى أعضاء الجسم الأخرى خارج الكبد.[٢]


أنواع سرطان الكبد

يسمى السرطان الذي يبدأ وينشأ في الكبد بسرطان الكبد الأولي، ويوجد عدة أنواع من سرطان الكبد الأولي أشهرها:[٣]

  • سرطان الخلايا الكبدية: وهو الشكل الأكثر شيوعًا من سرطان الكبد لدى البالغين، ويمكن أن يكون لسرطانات الخلايا الكبدية أنماط نمو مختلفة كما يلي:
  • النوع الأول: يبدأ بورم واحد ثم ينمو بشكل أكبر، وينتشر إلى أجزاء أخرى من الكبد فقط في المراحل المتقدمة من المرض.
  • النوع الثاني: يبدأ بظهور عدة عقد سرطانية صغيرة في جميع أنحاء الكبد، وليس مجرد ورم واحد، ويظهر هذا النوع غالبًا عند الأشخاص المصابين بتليف الكبد.
  • سرطان القنوات الصفراوية.



سرطان الكبد الثانوي: هو عبارة عن سرطان يبدأ في عضو آخر ويصل إلى الكبد بعد انتشاره في الجسم.




أعراض سرطان الكبد

تتمثل أعراض سرطان الكبد في ما يلي:[٤]

  • تحول لون البشرة أو بياض العينين إلى اللون الأصفر وهو ما يعرف باليرقان، وقد يعاني الشخص من حكة في الجلد، وبول داكن اللون، وبراز ذو لون شاحب على غير العادة.
  • فقدان في الشهية أو فقدان في الوزن دون أي مجهود.
  • التعب المزمن.
  • شعور بالتوعك والضعف العام، أو ظهور أعراض مثل أعراض الأنفلونزا.
  • وجود نتوء في الجانب الأيمن من البطن.
  • يمكن أن تؤثر أعراض سرطان الكبد على عملية الهضم، وتتمثل فيما يلي:[٤]
  • الشعور بالغثيان.
  • وجود ألم في الجانب الأيمن العلوي من البطن أو في الكتف الأيمن.
  • أعراض عسر الهضم: مثل الشعور بالشبع سريعاً عند تناول الطعام.
  • وجود انتفاخ شديد في منطقة البطن غير مرتبط بتناول الطعام.


أسباب سرطان الكبد

يحدث سرطان الكبد عند حصول تغيرات وطفرات في الحمض النووي لخلايا الكبد، وقد ينتج عن هذه التغيرات نمو خلايا وتكاثرها خارج نطاق السيطرة، لتشكّل في النهاية ورماً وكتلة من الخلايا السرطانية، وفي بعض الأحيان يكون سبب الإصابة بسرطان الكبد معروفًا؛ كما هو الحال في حالات التهاب الكبد المزمن، ولكن في أحيان أخرى يمكن أن يصاب أشخاص بسرطان الكبد وهم لا يعانون من أيّة أمراض، ولا يوجد سبب واضح يُفسّر ذلك.[٥]


عوامل تزيد خطر الإصابة بسرطان الكبد

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، ومنها ما يلي:[٦]

  • العمر؛ إذ أنّ سرطان الكبد يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص فوق سن 50 عاماً.
  • الإصابة بعدوى التهاب الكبد من نوع ب أو ج لفترة طويلة، الأمر الذي من شأنه أن يُلحق ضرر بالغ في الكبد.
  • تناول المشروبات الكحولية.
  • الإصابة بتليف الكبد؛ وهو حدوث تندبات في نسيج الكبد، مما يؤثر في قدرة الكبد على أداء وظائفه بالشكل الصحيح.
  • التعرض للأفلاتوكسين؛ وهي مادة سامة تنتجها أحد أنواع فطريات العفن ويمكن أن تنمو على الفول السوداني، والحبوب، والذرة.
  • الإصابة بمرض السكري أو السمنة.
  • الإصابة بأمراض وراثية محددة في الكبد، وتشمل مرض الصباغ الدموي (Hemochromatosis) ومرض ويلسون.[٥]
  • الجنس؛ حيث يعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان الخلايا الكبدية مُقارنةً مع النساء.[٧]
  • استخدام المنشطات الستيرويديّة؛ حيث يمكن للهرمونات الذكرية التي يُسيء الرياضيون استخدامها بهدف زيادة كتلة العضلات أن تعمل على زيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد بشكل طفيف إذا تم استخدامها لفترة طويلة.[٧]


تشخيص الإصابة بسرطان الكبد

يساعد الحصول على التشخيص المبكر لسرطان الكبد على تحسين فرص البقاء على قيد الحياة بشكلٍ كبير، وتتضمن الفحوصات التي يطلبها الطبيب لتشخيص الحالة المرضية ما يلي:[٨]

  • فحوصات الدم: وتتضمن اختبار تخثر الدم، بالإضافة إلى نسب خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية.
  • فحوصات التهاب الكبد الفيروسي: للتحقق من التهاب الكبد من نوعي ب و ج.
  • فحوصات التصوير: تشمل كلاً من الرنين المغناطيسي أو التصوير الطبقي؛ حيث تعطي كلاهما صورة واضحة لحجم السرطان ودرجة انتشاره.
  • الخزعة: يأخذ الجراح عينة صغيرة من أنسجة الورم بهدف تحليلها، ويمكن أن تكشف النتائج إذا كان الورم سرطانيًا أم حميداً.
  • تنظير البطن: وهو إجراء جراحي يتم تحت تأثير التخدير الكلي أو الموضعي، حيث يحدث الجراح ثقباً في البطن لإدخال أنبوب طويل ومرن ومتصل بكاميرا، وتسمح الكاميرا للطبيب برؤية الكبد والمنطقة المحيطة به.


علاج سرطان الكبد

يعتمد علاج سرطان الكبد على العديد من العوامل، ومنها نوع الخلايا السرطانية، ومرحلة السرطان، وحجمه، ومدى انتشاره في الجسم، بالإضافة إلى عمر المريض وصحته العامة، وتفضيله لإحدى الخيارات العلاجية،[٩] وهناك عدة أنواع من العلاجات الشائعة التي تستخدم في علاج سرطان الكبد، ومنها:

  • المراقبة الحثيثة: والذي يتمثّل بمراقبة الكتل التي يقل حجمها عن 1 سم، والتي تم العثور عليها أثناء إجراء الفحوصات الدورية، وعادةً ما تتم المتابعة كل 3 أشهر.[١٠]
  • الجراحة: وتشمل ما يلي:[٩]
  • إجراء عملية جراحية لإزالة جزء من الكبد الذي يوجد فيه السرطان وبعض الأنسجة المحيطة.
  • زراعة الكبد، حيث يتم استئصال كبد المريض بالكامل واستبداله بكبد سليم من الشخص المتبرع، ويجدر بالذكر أنّ هذا الخيار الجراحي يُستخدم غالباً في الحالات المتقدمة من سرطان الكبد.
  • العلاج الكيماوي: والذي يتضمن استخدام الأدوية لقتل الخلايا السرطانية، إذ عادةً ما يتم إعطاء الدواء في الأوعية الدموية المغذية للسرطان، والهدف من ذلك هو وقف نمو السرطان، وتُعرف هذه العملية بالانصمام الكيميائي.[١١]
  • العلاج الإشعاعي: حيث يتم استخدام أشعة ذات قوة عالية موجهة تعمل على قتل الخلايا السرطانية وتصغير حجم الورم في الكبد، ويمكن اللجوء إلى هذا العلاج في حال تعذر استخدام العلاجات الأخرى للمريض أو في الحالات المتقدمة من المرض بهدف التخفيف من الأعراض.[٩]
  • الاستئصال الحراري: ينطوي هذا العلاج على إزالة أو تدمير الأنسجة المصابة في الكبد بواسطة التيار الكهربائي أو الموجات الدقيقة، وقد يتم اللجوء إلى هذا العلاج في حال عدم القدرة على إجراء الجراحة للمريض بسبب وضعه الصحيّ، أو في حال عدم القدرة على استئصال السرطان عن طريق الجراحة.[١١]
  • العلاج الموجه: وهو علاج يقوم على استخدام أدوية أو مواد أخرى تقوم بالتعرف على الخلايا السرطانية المحددة في الكبد، ومن ثم مهاجمتها دون إصابة الخلايا الطبيعية بالضرر.[١٠]
  • العلاج المناعي: يعمل على تحفيز جهاز المناعة للمريض من أجل مقاومة الخلايا السرطانية، وعادة ما يلجأ الأطباء إلى هذا النوع من العلاج في الحالات المتقدمة من سرطان الكبد.[٩]


هل يعتبر سرطان الكبد قابل للشفاء؟

الجواب هو نعم، ولكن يصعب علاج سرطان الكبد؛ حيث يتم اكتشافه في المراحل المتقدمة في أغلب الأحيان، وعند علاج سرطان الكبد بنجاح، فإنه قد لا يختفي تماماً، ولذلك فإن المتابعة مع الطبيب المختص تعتبر مهمة جداً.[١٢]

المراجع

  1. "Liver cancer", cancercenter, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  2. "Liver Cancer (Hepatocellular Carcinoma)", medicinenet, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  3. "What Is Liver Cancer?", cancer, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Liver cancer", nhs, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Liver cancer", mayoclinic, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  6. "Liver Cancer", healthline, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Understanding Liver Cancer -- the Basics", webmd, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  8. "What to know about liver cancer", medicalnewstoday, Retrieved 3/8/2021.
  9. ^ أ ب ت ث "Liver cancer", mayoclinic, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Adult Primary Liver Cancer Treatment (PDQ®)–Patient Version", cancer, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Liver cancer", nhs, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  12. "Liver Cancer (Hepatocellular Carcinoma)", medicinenet, Retrieved 14/9/2021. Edited.