يمكن أن تُصاب الرئتان كغيرهما من أعضاء وأنسجة الجسم الأخرى بأمراضٍ واضطراباتٍ تُعيق قدرتهما على أداء وظيفتهما في إيصال الأكسجين لخلايا الجسم، وتخليصها من ثاني أكسيد الكربون، ومن هذه الأمراض سرطان الرئة (بالإنجليزية: Lung cancer) الذي قدّ يصيب أي جزءٍ من الرئة تقريبًا، وغالبًا ما تحدث معظم حالاته بسبب التدخين.[١]

ما هو سرطان الرئة؟

سرطان الرئة أو السرطانة قَصبيّة المنشأ (بالإنجليزية: Bronchogenic carcinoma)، هو سرطان يتشكّل وينمو في أنسجة الرئة، وعادةً ما يظهر في الخلايا التي تُبطّن ممرات الهواء، ويُصنّف هذا النوع من السرطان على أنه السّبب الرئيسي للوفاة بالسرطان لدى كل من الرجال والنساء، ويُقسم سرطان الرئة إلى نوعين رئيسيين اعتمادًا على حجم الخلايا السرطانية، وهما:[٢]

  • سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة: (بالإنجليزية: Small cell lung cancer).
  • سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة: (بالإنجليزية: Non-small cell lung cancer).




معلومة: ينمو كل من النوعين السابقين لسرطان الرئة بشكلٍ مختلفٍ عن الآخر، وكذلك تختلف طريقة التعامل معهما بشكلٍ واضح، ويُصنّف سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة على أنه النوع الأكثر شيوعًا.





ما هي أعراض وعلامات سرطان الرئة؟

عادةً لا توجد أعراض أو علامات واضحة يعاني منها المصابون بسرطان الرئة في مراحله المبكرة؛ إذ يبدأ معظمها بالظهور والتطوّر مع تقدم الحالة الصحية، وفيما يلي سنتحدث عن الأعراض والعلامات الرئيسية وتلك الأقل شيوعًا لسرطان الرئة كلًا على حدة.[٣]


الأعراض والعلامات الرئيسية لسرطان الرئة

يندرج تحت الأعراض والعلامات الرئيسية لسرطان الرئة ما يأتي:[٣]

  • سعال لا يزول بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من الإصابة به.
  • سعال طويل الأمد يزداد سوءًا مع مرور الوقت.
  • التهابات الصدر التي تذهب وتعود باستمرار.
  • خُروج الدّم مع السّعال.
  • ألم في الصّدر عادةً ما يظهر بوضوح عند التنفس أو السعال.
  • ضيق التنفس المستمر.
  • التعب المستمر، أو انخفاض في الطاقة البدنية.
  • فقدان الشهية، أو فقدان الوزن غير المبرر.




تحذير: إذا كان لديك أي من الأعراض والعلامات السابقة لسرطان الرئة، فعليك التوجه فورًا إلى طبيبٍ عام.




الأعراض والعلامات الأقل شيوعًا لسرطان الرئة

أما الأعراض والعلامات الأقل شيوعًا لسرطان الرئة فتشمل كلًا مما يلي:[٣]

  • تغيّرات في مظهر الأصابع، مثل أن تُصبح أكثر انحناءً، أو أن تُصبح نهاياتها أكبر، ويُطلق على هذه الحالة طبيًا اسم تعجّر الأصابع (بالإنجليزية: Finger clubbing).
  • صعوبة في البلع، أو كما يُعرف طبيًا بعُسر البلع (بالإنجليزية: Dysphagia)، ويُصاحبه كذلك ألم أثناء البلع.
  • صوت صفير يخرج من الرئتين.
  • صوت أجشّ.
  • انتفاخ في الوجه أو الرقبة.
  • ألم مستمر في الصدر أو الكتف.


ما هو سبب الإصابة بسرطان الرئة؟

لكل مرض أو اضطراب أسبابه المختلفة، ويُعد التدخين السبب الرئيسي للإصابة بغالبية سرطانات الرئة بغض النظر عمّا إذا كان المُصاب مُدخنًا أو يتعرّض للتدخين السلبي،؛ إذ يمكن أن يحدث سرطان الرئة أيضًا لدى الأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقًا والذين لم يتعرّضوا أبدًا للتدخين السلبي، وفي هذه الحالات قد لا يكون هناك سبب واضح يمكن أن يُحدد للإصابة بسرطان الرئة.[٤]



ما هي عوامل خطر الإصابة بسرطان الرئة؟

كما أوضحنا سابقًا فإن الإصابة بسرطان الرئة لا تقتصر على شخصٍ دون آخر، فيمكن أن يُصاب بها المُدخنون وغير المدخنين، وأولئك المُعرّضون للتدخين السلبي، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، وهي:[٢]

  • التعرض للمواد الكيميائية والمعادن الثقيلة في مكان العمل: ومن الأمثلة عليها:
  • الأسبستوس (بالإنجليزية: Asbestos).
  • الزرنيخ (بالإنجليزية: Arsenic).
  • الكروم (بالإنجليزية: Chromium).
  • البريليوم (بالإنجليزية: Beryllium).
  • النيكل (بالإنجليزية: Nickel).
  • السُّخام (بالإنجليزية: Soot)
  • القطران (بالإنجليزية: Tar).
  • التعرّض للإشعاع: وتضمن عددًا من الإجراءات منها:
  • العلاج الإشعاعي للثدي أو الصدر.
  • الرادون في المنزل أو مكان العمل.
  • بعض اختبارات التصوير، مثل التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT scan).
  • عدوى فيروس نقص المناعة البشرية: (بالإنجليزية: HIV infection).
  • تلوث الهواء.



كيف يمكن تشخيص سرطان الرئة؟

لتشخيص الإصابة بسرطان الرئة يستعين الطبيب بعدد من الفحوصات المخبرية والتصويرية، وفيما يلي توضيحًا لكلٍ منها على حدة.[٥]


اختبارات التصوير

قد تكشف الأشعة السينية (X-ray)، أو التصوير المقطعي المحوسب (CT)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) عن مناطق من أنسجة الرئة مصابة بالسرطان، وإذا انتشر السرطان إلى أماكن أخرى من الجسم، فإنه يمكن أن تكشف اختبارات التصوير أيضًا عن تغيّرات في العظام والأعضاء الأخرى التي انتقل إليها، وكذلك يمكن أن تساعد عمليات الفحص في تتبع ومراقبة تقدم العلاج وفعاليته.


خزعة الأنسجة

قد يرغب الطبيب أحيانًا بأخذ خزعة من الأنسجة المصابة للتحقق من الخلايا السرطانية، وعادةً ما يُجرى هذا الفحص باستخدام إبرة رفيعة أو منظار القصبات؛ فخلال منظار القصبات والذي يُعرف بأنه منظار رفيع ومضاء بكاميرا في نهايته، يُدخل هذا المنظار إلى الرئتين من خلال الفم أو الأنف، ويُتيح للطبيب آنذاك البحث عن الآفات وأخذ العينات المطلوبة لفحصها مجهريًا، وفيما يتعلق بالآفات التي يصعب الوصول إليها عبرها الإجراء، قد يلجأ الطبيب عوضًا عنه إلى إجراء جراحي أكثر توغلًا مثل تنظير الصدر، أو جراحة الصدر بمساعدة الفيديو لإزالة أنسجة الرئة وفحصها مجهريًا.




معلومة: إضافةً إلى أخذ عينات من أنسجة الرئة، قد يطلب الطبيب إجراء مجموعة من الفحوصات المخبرية على عينات أُخرى للكشف عمّا إذا كان السرطان موجودًا أم لا، وإذا كان موجودًا فستُحدد نوعه ومرحلته، وهذه العينات هي:

  • السائل الذي يتجمع حول الرئتين.
  • اللعاب.
  • الدم.



كيف يمكن علاج سرطان الرئة؟

لعلاج سرطان الرئة يستخدم الطبيب عددًا من الإجراءات المختلفة، ويعتمد ذلك على نوع سرطان الرئة ومدى انتشاره،[٦] وفيما يلي توضيح بشكلٍ مُبسّط لأهم طرق العلاج المُستخدمة لسرطان الرئة:

  • الجراحة: عملية يقوم خلالها الأطباء باستئصال الجزء المصاب إذا كان ممكنا وغالبا ما تكون في المراحل الأولى للمرض.[٦]
  • العلاج الكيميائي: يستخدم هذا العلاج أدوية خاصة لتقليص حجم السرطان أو قتله، وقد تكون الأدوية عبارة عن حبوب تؤخذ عن طريق الفم، أو أدوية تُعطى في الوريد، أو في بعض الأحيان كليهما.[٧]
  • العلاج الإشعاعي: خلال هذا العلاج يستخدم الطبيب أشعة عالية الطاقة - مُشابهة نوعًا ما للأشعة السينية - لقتل السرطان.[٦]
  • العلاج الموجّه: يستخدم هذا العلاج الأدوية لمنع نمو الخلايا السرطانية وانتشارها، وقد تكون الأدوية عبارة عن حبوب تؤخذ عن طريق الفم، أو أدوية يتم إعطاؤها في الوريد.[٧]
  • الطب التكميلي: يشمل هذا الطب الأدوية والممارسات الصحية التي لا تُعدّ علاجات قياسية للسرطان؛ إذ يُستخدم الطب التكميلي بالإضافة إلى العلاجات القياسية، ومن الأمثلة عليه:[٦]
  • الوخز بالإبر.
  • المكملات الغذائية.
  • العلاج بالتدليك.
  • التنويم المغناطيسي.
  • ممارسة تمارين التأمل.
  • الطب البديل: يُستخدم الطب البديل عوضًا عن العلاجات القياسية، ومن الأمثلة عليه:[٦]
  • الأنظمة الغذائية الخاصة.
  • الفيتامينات الضخمة.
  • المستحضرات العشبية.
  • أنواع الشاي الخاصة.
  • العلاج بالمغناطيس.




معلومة: كما أُسلف الذّكر، يُحدّد الطّبيب نوع العِلاج وِفقًا لمرحلة المرض، كما قد يُلجأ لإجراء بعض الطُّرق العلاجيّة معًا.




كيف يمكن الوقاية من سرطان الرئة؟

في الواقع لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من سرطان الرئة، ولكن يمكن للإجراءات التالية أن تُجدي نفعًا في تقليل المخاطر المُحتملة له:[٤]

  • تجنّب التدخين: إذا لم تدخن أبدًا فلا تبدأ.
  • أقلع عن التدخين: توقف عن التدخين الآن؛ إذ يُقلل الإقلاع عن التدخين من خطر الإصابة بسرطان الرئة حتى إذا كنت مدخنًا من سنوات طويلة.
  • تجنّب التدخين السلبي: إذا كنت تعيش أو تعمل مع مدخن فحثّه على الإقلاع عن التدخين.
  • اختبر منزلك لغاز الرادون: افحص مستويات الرادون في منزلك، خاصةً إذا كنت تعيش في منطقة يُعرف أن الرادون يمثل مشكلة فيها، ويمكن معالجة مستويات الرادون العالية لجعل منزلك أكثر أمانًا.
  • تجنّب المواد المسرطنة في العمل.
  • تناول حمية غنية بالفواكه والخضراوات.
  • مارس الرياضة معظم أيام الأسبوع.

المراجع

  1. Matthew Hoffman (23/5/2019), "Picture of the Lungs", WebMD, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Lung Cancer", MedlinePlus, 6/5/2021, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Lung cancer/ Symptoms", NHS, 15/8/2019, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Lung cancer", Mayo Clinic, 23/3/2021, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  5. Rachel Nall (4/2/2021), "What to know about lung cancer", Medical News Today, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "How Is Lung Cancer Diagnosed and Treated?", Centers for Disease Control and Prevention, 22/9/2020, Retrieved 7/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Lung Cancer Treatment"، hopkinsmedicine، اطّلع عليه بتاريخ 8/7/2021. Edited.