يعتبر سرطان الرئة المنتشر أو النقيلي (بالإنجليزيّة: Metastatic lung cancer)، أحد أكثر مراحل سرطان الرئة تقدمًا، حيث إنه ينتشر إلى الأعضاء البعيدة عن الرئة، وعادةً ما يصنف ضمن المرحلة الرابعة من مرض السرطان والتي يُرمز لها بالمرحلة (IV).[١]

أعراض سرطان الرئة المنتشر

غالباً لا تتسبب معظم سرطانات الرئة بظهور أيّة أعراض على المُصاب قبل انتشارها، إلًا أنّه هناك بعض الأشخاص المصابين قد تظهر لديهم أعراض في وقتٍ مبكر من المرض، وهذا قد يُساعد في الكشف المبكر عن سرطان الرئة، وبالتالي يكون العلاج أكثر فعالية، وفيما يلي بيان لبعض الأعراض التي قد تظهر على المريض في حال انتشار سرطان الرئة إلى أعضاء أخرى:[٢]

  • انتشار السرطان إلى العظم: قد يؤدي ذلك إلى الشعور بألم في العظم، مثل: الشعور بألم في الظهر، أو منطقة الوركين.
  • انتشار سرطان الرئة إلى الدماغ: يؤدي ذلك إلى حدوث أعراض عصبية؛ مثل: الصداع، أو الضعف، أو التنميل في الذراع أو الساق، أو الدوخة، أو مشاكل في التوازن، أو النوبات التشنجية.
  • انتشار سرطان الرئة إلى الكبد: قد يتسبب ذلك باليرقان؛ وهو عبارة عن اصفرار الجلد والعينين.
  • انتشار سرطان الرئة إلى العقد الليمفاوية: قد يتسبب ذلك بانتفاخ الغدد الليمفاوية الموجودة في الرقبة أو فوق الترقوة.


أماكن انتشار سرطان الرئة في جسم الإنسان

يمكن لسرطان الرئة الانتشار إلى أي جزء من أجزاء الجسم الأخرى، حيث تقوم الخلايا السرطانية بإيجاد طريق للعبور إلى الأجزاء الأخرى، ومن ثم تستمر بالتمايز وإنتاج الخلايا السرطانية في المنطقة التي ينتشر إليها السرطان لتشكل ما يعرف بالسرطان الثانوي، والذي ينتج عن سرطان الرئة المعروف بالسرطان الأولي، وتتضمن أكثر الأعضاء شيوعاً لانتشار سرطان الرئة ما يلي:[٣]

  • الكبد.
  • الدماغ.
  • العظام.
  • الغدد الكظرية.


سرعة انتشار سرطان الرئة

تختلف سرعة انتشار سرطان الرئة من شخصٍ إلى آخر، وبشكلٍ عام ينمو سرطان الرئة بشكلٍ سريع وينتشر إلى الأعضاء المجاورة بشكلٍ أسرع، ويستخدم الأطباء أجهزة وأدوات متعددة لتشخيص سرطان الرئة وتحديد مدى انتشاره.[٣]


تشخيص انتشار سرطان الرئة

تتضمن أبرز الفحوصات اللازمة لتشخيص مدى انتشار سرطان الرئة ما يلي:[٤]

  • تحاليل الدم.
  • فحص العظام.
  • التصوير بالأشعة السينية (بالإنجليزية: X-Ray).
  • التصوير الطبقيّ المحوريّ (CT scan).
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound scans).


علاج انتشار سرطان الرئة

يهدف علاج انتشار سرطان الرئة إلى الحد من انتشار المرض، إلى جانب إعطاء المريض فرصة للعيش سنواتٍ أطول مع المرض، ويمكن للعلاج أيضاً أن يساهم في التخفيف من الأعراض التي نتجت عن انتشار سرطان الرئة؛ مثل الألم، والسعال، والغثيان، حيث يقوم الطبيب بتحديد الخطة العلاجية الأنسب للسيطرة على سرطان الرئة المنتشر اعتماداً على عوامل عدة؛ من أبرزها الصحة العامة للمريض، وبشكلٍ عام لا يتم علاج السرطان في المراحل المتقدمة باستخدام الجراحة واستئصال الأورام، لأنها تكون قد وصلت إلى مرحلة الانتشار إلى باقي أجزاء الجسم ولا يوجد جدوى من الجراحة، ولكن في هذه الحالات يتم اللجوء إلى استخدام كل من العلاج الإشعاعي، والعلاج الكيماوي، والعلاجات الموجهة التي تُمثل أدوية تُهاجم أجزاءً معينة من الخلايا السرطانية.[٥]


الوقاية من انتشار سرطان الرئة

بطبيعة الحال لا يعتبر منع حدوث السرطان بشكلٍ عام أو منع انتشاره بشكل خاص شيء ضمن الممكن، إلَا أنّ تجنب الأمور التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة قد يساهم في ذلك أو يؤخره، ومن هذه الطرق: التوقف عن التدخين، إضافةً لذلك فإنّ علاج السرطان يساهم في الحد من انتشاره، وكما تمت الإشارة سابقاً فإنّ معظم أنواع السرطان التي تصيب الرئة لا ترافقها الأعراض إلا بعد الانتشار، لذلك يعتبر الوصول إلى تشخيص سرطان الرئة في مراحله المبكرة أمراً هاماً.[٤]


الفحص المبكر للكشف عن سرطان الرئة

يتم إجراء الفحص المبكر للكشف عن سرطان الرئة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، ومنهم:[٦]

  • الأشخاص المدخنين لما مقداره علبة واحدة أو أكثر يوميًا لمدة 20 سنة، أو بمقدار علبتين أو أكثر يومياً لمدة 10 سنوات.
  • الأشخاص المستمرين بالتدخين حالياً، واللذين توقفوا عن التدخين في غضون ال15 عاماً السابقة.
  • الأشخاص اللذين تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 80 عاماً.


متى يمكن التوقف عن إجراء الفحص المبكر للكشف عن سرطان الرئة؟

يمكن التوقف عن إجراء فحوصات الكشف المبكر لسرطان الرئة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض في الحالات التالية:

  • تجاوز الشخص عمر 81 عاماً.
  • توقف الشخص عن التدخين لفترة زمنية تزيد عن 15 عاماً.
  • تعرض الشخص لمشكلة صحية تحول بينه وبين إجراء العملية الجراحية لاستئصال الورم في حال تأكيد تشخيصه بسرطان الرئة.


كيفية التعايش مع سرطان الرئة

في النهاية لا بد من الإشارة إلى أنّ سرطان الرئة المنتشر لا يعني أن المريض وصل إلى نهاية المطاف، بل يمكن للشخص التعايش مع المرض خاصة إذا تلقى الدعم المناسب من الطاقم الطبي، والأصدقاء، والعائلة، والتزم بالتوجيهات التي أشار لها الطبيب والمتعلقة بإجراء تغييرات على أنماط الحياة، والتعامل مع الأعراض والآثار الجانبية للعلاج، وهذه مجموعة من النصائح والإرشادات التي قد تمكن من التعايش مع المرض:[٧]

  • تثقيف النفس حول المرض، حيثُ يُمكن القراءة عن المرض وأنواعه، ومراحل تطوره، ومراحل انتشاره، وطرق علاج المرض، حيث أثبتت الدراسات أنّ وجود معرفة كافية عن المرض تزيد من قدرة الشخص على المواجهة والتصدي للمرض والاستجابة للعلاج.
  • التواصل مع الطبيب المشرف على الحالة، حيثُ يُمكن إخبار الطبيب المشرف على العلاج بكل ما يجول في الخاطر من قلق حول المرض، ويمكن البوح بكل ما يشعر به المريض، إذ أثبتت العديد من الدراسات أنّ الدعم النفسي الذي يقدمه الطبيب المشرف على الحالة مهم لتعزيز الصحة الجسدية والنفسية للمريض.
  • قضاء الوقت خارج المستشفى، ولكن قد يتطلب علاج سرطان الرئة البقاء في المستشفى لفترات طويلة لتلقي العلاج وعمل الفحوصات اللازمة، وبالرغم من ذلك فمن الجيد لمريض السرطان التفكير بقضاء الوقت بعيداً عن هذه الظروف برفقة النشطات المحببة لديه، مثل: ممارسة القراءة، والذهاب لزيارة الأصدقاء، والأشخاص المقربين.
  • ممارسة كل ما يحبه المريض ويجعله سعيداً.


المراجع

  1. Helen Massy2\6\2021, "What Is Metastatic Lung Cancer?", verywell health, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  2. "Signs and Symptoms of Lung Cancer", CANCER, Retrieved 9\6\2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Where Does Metastatic Lung Cancer Spread To?", moffit, Retrieved 9\6\2021. Edited.
  4. ^ أ ب Jayne Leonard (3\3\2020), "What to know about metastatic lung cancer", medicalnewstoday, Retrieved 8\6\2021. Edited.
  5. Gabriela Pichardo (27\6\2020), "Metastatic Lung Cancer: What to Expect", webmed, Retrieved 9\6\2021. Edited.
  6. "Who Should Be Screened for Lung Cancer?", cdc, Retrieved 14/7/2021.