العلاج المناعي للسرطان

يُعرف العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) بأنّه أحد العلاجات المستخدمة للسرطان، والذي يهدف إلى مساعدة جهاز المناعة على محاربة المرض، ومن الجدير بالذكر أن وظيفة جهاز المناعة تتمثل بمساعدة الجسم على محاربة العدوى والأمراض الأخرى، ويتكون جهاز المناعة من خلايا الدم البيضاء وأعضاء وأنسجة الجهاز الليمفاوي، ويُعد العلاج المناعي نوعًا من العلاج البيولوجي (بالإنجليزية: Biological Therapy)؛ وهو نوع من العلاج الذي يعتمِد على استخدام مواد من الكائنات الحية لعلاج السرطان.[١]



أنواع العلاج المناعي للسرطان

يتضمن العلاج المناعي للسرطان أنواعًا متعددة تختلف عن بعضها البعض في آلية عملها، وإنّ بعض هذه العلاجات المناعية تساعد جهاز المناعة على إيقاف أو إبطاء نمو الخلايا السرطانية، بينما يساعد بعضها الآخر جهاز المناعة على تدمير الخلايا السرطانية، أو منع السرطان من الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويمكن استخدام العلاج المناعي بمفرده أو جنبًا إلى جنب مع علاجات السرطان التقليدية الأخرى،[٢] وفيما يلي توضيحًا مُفصلًا لأنواع العلاج المناعي المتعددة المستخدمة في محاربة السرطان:


الأجسام المضادة وحيدة النسيلة

تُعرّف الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (بالإنجليزية: Monoclonal antibodies) على أنّها جزيئات منتجة في المختبر، ومصممة لتعمل بديلةً للأجسام المضادة الطبيعية التي يُنتجها الجسم؛ إذ يمكنها استعادة أو تعزيز أو تقليد هجوم جهاز المناعة على الخلايا السرطانية، كما أنّها مصممة للارتباط بالمستضدات التي تكون عادةً أكثر عددًا على سطح الخلايا السرطانية من الخلايا السليمة.[٢]


العلاج بالفيروسات الحالّة للأورام

يستخدم العلاج بالفيروسات الحالّة للأورام (بالإنجليزية: Oncolytic virus therapy) الفيروسات التي تم تغييرها والتّعديل عليها مِخبريًّا لتدمير الخلايا السرطانية؛ إذ يدخل الفيروس المُعدّل إلى الخلايا السرطانية ويُصنّع نسخة منه، ويترتب عليه انفجار الخلايا السرطانية وموتها، وعندما تموت الخلايا السرطانية فإنها تُطلق البروتينات التي تحفز جهاز المناعة لاستهداف أي خلايا سرطانية أخرى في الجسم تحتوي على بروتينات الخلايا السرطانية الميتة ذاتها.[٣]


العلاج بالخلايا التائية

تُعرّف الخلايا التائية (بالإنجليزية: T-cells) على أنّها نوع من خلايا الدم البيضاء التي تحقق من وجود مواد غريبة كالفيروسات أو البكتيريا، وتحتوي هذه المواد الغريبة على مستقبلات على أسطحها تُسمى المستضدات (بالإنجليزية: Antigens)، والتي تقوم الخلايا التائية بالارتباط بها وتُدمّر المواد الغريبة، وعلى الرغم من احتواء الخلايا السرطانية أيضًا على مستضدات، إلا أنه نادرًا ما تمتلك الخلايا التائية المستقبل الصحيح للارتباط بها، ويُعد العلاج بالخلايا التائية ذات مستقبل المستضد الخيمري (بالإنجليزية: CAR T Cell Therapy - Chimeric Antigen Receptor T Cell Therapy)، طريقةً لتدريب جهاز المناعة على التعرّف على الخلايا السرطانية وقتلها.[٤]


لقاحات السرطان

يُستخدَم مُصطلح "لقاحات السرطان" لوصف العِلاج الذي يعمل على تحفيز جهاز المناعة ودفعه إلى مهاجمة الخلايا السرطانية في الجسم، بدلاً من الوقاية من الأمراض كما هو الحال في اللقاحات الطبيعية، وتهدف لقاحات السرطان إلى جعل جهاز المناعة يهاجم مرضًا موجودًا بالفعل، وتتسبب لقاحات السرطان هذه في قيام جهاز المناعة بمهاجمة الخلايا بواحد أو أكثر من المستضدات النوعية؛ ونظرًا لأن جهاز المناعة يحتوي على خلايا خاصة للذاكرة، فإنه يتوقع أن يستمر اللقاح في العمل لفترة طويلة بعد إعطائه للمصاب.[٥]


المُعدِّلات المناعية

تُعرّف المُعدِّلات المناعية (بالإنجليزية: Immunomodulators) بأنّها مجموعة من الأدوية التي تستهدف بشكل أساسي المسارات التي تعالج المايلوما المتعددة وبعض أنواع السرطان الأخرى، وتتميز بأن لديها العديد من الطرق للعمل بما في ذلك العمل على جهاز المناعة مباشرةً عن طريق رفض بعض البروتينات وتحويل أو تغيير بعضها الآخر.[٦]


أنواع السرطان التي قد تستجيب للعلاج المناعي

يمكن أن تستجيب بعض السرطانات للعلاج المناعي بدرجة أفضل من غيرها، وفيما يلي أنواع السرطان التي قد يُفيد العلاج المناعي في علاجها:[٧]

  • سرطان المثانة (بالإنجليزية: Bladder Cancer).
  • سرطان الدماغ (بالإنجليزية: Brain Cancer).
  • سرطان الثدي (بالإنجليزية: Breast Cancer).
  • سرطان عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical Cancer).
  • سرطان المبيض (بالإنجليزية: Ovarian Cancer).
  • سرطان القولون والمستقيم (بالإنجليزية: Colorectal Cancer).
  • سرطان الرأس والعنق (بالإنجليزية: Head and Neck Cancer).
  • سرطان الكلى (بالإنجليزية: Kidney Cancer).
  • سرطان الكبد (بالإنجليزية: Liver Cancer).
  • سرطان الرئة (بالإنجليزية: Lung Cancer).
  • سرطان الدم (بالإنجليزية: Leukemia).
  • سرطان البروستات (بالإنجليزية: Prostate Cancer).
  • سرطان الجلد (بالإنجليزية: Skin Cancer).
  • سرطان الغدد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphoma).


كيف يُعطى العلاج المناعي للسرطان؟

يمكن إعطاء أدوية العلاج المناعي في الوريد (بالإنجليزية: Intravenously)، أو عن طريق الفم (بالإنجليزية: Orally)، أو عن طريق الحقن تحت الجلد (بالإنجليزية: Subcutaneous)، أو في العضل (بالإنجليزية: Intramuscular)، كما يمكن إعطاء العلاجات مباشرةً في تجويف الجسم لعلاج موقع معين.[٨]


الأعراض الجانبية للعلاج المناعي

تتسبب العلاجات المناعية على اختلاف أنواعها في ظهور عدد من الآثار الجانبية، والتي تتفاوت من نوعٍ لآخر وفقًا لنوع العلاج، وموقع ونوع السرطان، بالإضافة إلى الصحة العامة للمصاب، وقبل تلّقي العلاج يجب على المصابين استشارة طبيب الأورام وفريق الرعاية الطبي الخاص بهم للحصول على معلومات أفضل وأوضح للآثار الجانبية والمخاطر المحتملة المرتبطة بعلاجات مناعية معينة،[٩] وفيما يلي ذكرًا للأعراض الشائعة والنادرة المحتملة للعلاج المناعي للسرطان:


الأعراض الشائعة

قد تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للعلاجات المناعية الحالية المعتمدة من قِبل إدارة الغذاء والدواء "FDA" ما يلي:[٩]

  • التهاب المفاصل.
  • القشعريرة.
  • الإمساك.
  • السعال.
  • فقدان الشهية.
  • الإسهال.
  • الإعياء.
  • الحمى وأعراض تشبه الإنفلونزا.
  • صداع الرأس.
  • قصور الغدة النخامية (بالإنجليزية: Hypopituitarism).
  • قصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism).
  • ألم في موقع الحقن.
  • الحكة والطفح الجلدي.
  • آلام العضلات.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.


الأعراض النادرة

على الرغم من أن الآثار الجانبية الشديدة للعلاجات المناعية غير شائعة الحدوث، إلا أنها قد تكون مهددة للحياة عند حدوثها، وتتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا، وترتبط معظم هذه الآثار الجانبية الشديدة بالالتهاب، وقد تشمل كلًا مما يلي:[٩]

  • التهاب القولون.
  • التهاب الكبد.
  • التهاب الرئة.
  • الفشل الكلوي.
  • التهاب عضلة القلب، أو التهاب القلب.
  • اعتلال الأعصاب، أو الشلل، أو التهاب السحايا، أو التهاب الدماغ.
  • التهاب البنكرياس.
  • التهابات شديدة.
  • ردود فعل جلدية شديدة.
  • مرض السكر النوع الأول.


نسبة نجاح العلاج المناعي للسرطان

كما أسلفنا الذكر فإن بعض أنواع السرطانات تستجيب للعلاج المناعي بدرجة أفضل من غيرها، وعلى الرغم من أن العلاج المناعي للبعض يُعد بمثابة معجزة، إلا أنه لا يعمل مع جميع المصابين بالدرجة ذاتها، وتبلغ معدلات الاستجابة الإجمالية للعلاج المناعي حوالي 15% - 20%.[١٠]


المدة التي يتلقى فيها المصاب العلاج المناعي

قد يتلقى المصاب العلاج المناعي يوميًا، أو أسبوعيًا، أو شهريًا، أو على شكل دورات مُنتظمة، ومع العلاج المناعي الدوري يأخذ المصاب فترة راحة بعد العلاج، والتي تمنح الجسم وقتًا كافيًا لإنتاج خلايا صحية، ويعتمد طول العلاج على نوع ومرحلة السرطان، ونوع دواء العلاج المناعي المستخدم، واستجابة الجسم للعلاج.[٧]


الفرق بين العلاج المناعي والعلاج الكيميائي

يُعد العلاج المناعي والعلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) من العلاجات التقليدية الشائعة للسرطان، والجدول المدرج أدناه يُبين لك أبرز الفروقات بين كلا العلاجين:[١١]


من حيث
العلاج المناعي
العلاج الكيميائي
آلية العمل
يعالج السرطان من خلال تعزيز الاستجابة المناعية في الجسم، وتعليم جهاز المناعة كيفية التعرّف على الخلايا السرطانية وتدميرها.
يستهدف العلاج الكيميائي الأورام السرطانية مباشرةً.
أسباب ظهور الآثار الجانبية
عادةً ما تنتج الآثار الجانبية المحتملة للعلاج المناعي عن استجابة مناعية مفرطة أو خاطئة، ويمكن أن تتراوح من خفيفة إلى متوسطة أو شديدة، كما يمكن أن تصبح مهددة للحياة في ظروف معينة.
تحدث الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي نتيجةً لمهاجمة الخلايا سريعة الانقسام داخل الجسم، والتي قد تشمل الخلايا السرطانية وغير السرطانية كبصيلات الشعر وبطانة الأمعاء، وقد يُسبب ذلك بعض الآثار الجانبية كتساقط الشعر والغثيان.
الوقت الذي يستغرقه كل علاج للعمل
قد يستغرق الأمر وقتًا أطول لرؤية آثار العلاج؛ نظرًا لتهيئة جهاز المناعة لمهاجمة الأورام، ففي بعض الأحيان قد يبدو أن الأورام تنمو في البداية، ولكن في الواقع قد يكون الزيادة في الحجم بسبب تسلل الخلايا المناعية إلى الأورام.
قد تبدأ الأورام السرطانية المستهدفة في الانكماش فورًا.
مدى فعالية كل علاج
يمكن أن يوفر العلاج المناعي حماية طويلة الأمد ضد السرطان؛ نظرًا لقدرة جهاز المناعة على التعرّف على السرطان وتذكره.
تستمر آثار العلاج الكيميائي فقط ما دامت الأدوية في الجسم.


المراجع

  1. "Immunotherapy to Treat Cancer", National Cancer Institute, 24/9/2019, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Monoclonal antibody drugs for cancer: How they work", mayoclinic, 20/9/2019, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  3. "Understanding Immunotherapy", American Society of Clinical Oncology, 1/5/2020, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  4. Amanda Barrell (23/3/2021), "Everything to know about CAR T cell therapy", medicalnewstoday, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  5. "Cancer Vaccines and Their Side Effects", American Cancer Society, 8/1/2020, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  6. "Immunomodulators and Their Side Effects", American Cancer Society, 27/12/2019, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Immunotherapy", clevelandclinic, 1/10/2020, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  8. "All About Immunotherapy", oncolink, 29/9/2020, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت Jeffrey S. Weber (1/11/2019), "Immunotherapy Side Effects", cancerresearch, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  10. "Immunotherapy: Precision Medicine in Action", hopkinsmedicine, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  11. Katherine McCluskey (2/6/2016), "Immunotherapy vs. Chemotherapy: What’s the Difference?", cancerresearch, Retrieved 25/7/2021. Edited.