بالرغم من فعالية العلاج الكيماوي في القضاء على الأنواع المختلفة من السرطانات إلا إنه قد يؤدي إلى حدوث أعراض جانبية متعددة تختلف باختلاف عمر المريض، وحالته الصحية، ونوع العلاج الكيماوي المستخدم، مع العلم أنّه ليس بالضرورة ظهورها على جميع المرضى مع العلم أنّه ليس بالضرورة ظهورها جميعاً على كل المرضى.[١]
ما هي آثار الكيماوي؟
الألم
يمكن للعلاج الكيماوي أن يتسبب بآلام مختلفة؛ مثل: ألم العضلات، وألم المفاصل، وألم المعدة، وتكون طبيعة هذا الألم شبيهة بحرقة، أو وخز، أو تنميل، أو ألم اليدين والأقدام ناتج عن إصابة الأعصاب الطرفية، ومن الجدير ذكره أن الألم قد يحدث نتيجة السرطان نفسه أو العلاج الكيماوي، ويمكن لهذا الألم أن يستمر لفترة طويلة بعد تلقي العلاج، كما يمكن أن يشعر به الشخص في أماكن حقن الإبر.[٢][٣]
يتم تخفيف الألم عن طريق أخذ مسكنات الألم وفقاً لما يُوصي به الطبيب، كما يجدر بالشخص الحصول على قسط كافي من النوم والراحة.
التعب والإرهاق الجسدي
يعتبر التعب من أهم الأعراض الجانبية التي يسببها العلاج الكيماوي خاصة بعد تلقي الجرعات، وقد يعاني البعض من التعب مباشرةً بعد أي مجهود يبذل مهما كان صغيراً أو كبيراً.[٤]
يمكن التعامل مع الشعور بالتعب عن طريق أخذ قسط من الراحة، وتجنب القيام بالمهام أو الأنشطة التي قد ترهق الشخص، وممارسة تمارين خفيفة كاليوغا والمشي، إضافة إلى طلب المساعدة من المقربين.
تساقط الشعر
يعتبر تساقط الشعر من الأعراض الجانبية الشائعة عن تلقي العلاج الكيماوي، وليس بالضرورة أن يحدث تساقط الشعر لدى جميع الأشخاص، ويبدأ تساقط الشعر بالظهور في الأسابيع الأولى القليلة بعد تلقي أول جرعة، حيث يتساقط بشكلٍ كبير خلال شهر أو شهرين من بدء العلاج، ويؤثر في جميع مناطق الجسم ولا يقتصر على شعر الرأس والوجه فحسب، بل يمكن أن يتساقط شعر الأيدي والأقدام كذلك، ولحسن الحظ أنَّ تساقط الشعر يعد عرضاً جانبياً مؤقتاً؛ حيث يبدأ الشعر بالظهور بعد التوقف عن العلاج، ولكن قد تختلف طبيعة الشعر الجديد عن القديم من حيث اللون، وطبيعة الملمس؛ فيصبح أكثر تجعداً وخشونة.[٤][٣]
للتعامل مع تساقط الشعر ينصح بارتداء باروكة، وغسل الشعر بعناية ولطف، وارتداء قبعة مع استخدام واقي شمس لحماية الشعر والرأس من أشعة الشمس، وتجنب صبغات الشعر أو أي منتجات قد تؤذي الشعر.
الإسهال أو الإمساك
يحدث الإسهال بعد جلسة العلاج الكيماوي مباشرة، ويمكن أن يستمر إلى أسابيع بعد توقف العلاج، في حين يبدأ الإمساك بعد يوم أو يومين من جلسة العلاج الكيماوي.[٢][٥]
للتعامل مع الإسهال يُوصي الأطباء بالحصول على قسط كافٍ من الماء جانب تقليل تناول الأطعمة الغنية بالألياف؛ كالخضروات، وقد يقوم الأطباء بإعطاء الأملاح والأدوية، أما الإمساك فيتم التعامل معه عن طريق تقليل تناول الألياف وممارسة الأنشطة البدنية، أو وصف الملينات.
الغثيان والتقيؤ
تسبب العديد من أدوية الكيماوي اضطرابًا في الجهاز الهضمي، وينتج عنها مجموعة من الأعراض: مثل: الغثيان والتقيؤ، وقد تختلف الأعراض الجانبية من شخصٍ إلى آخر بحيث تكون استجابة المرضى للعلاج والتفاعلات الدوائية مختلفة.[٦][٣]
لتخفيف الغثيان يقوم الطبيب بوصف الأدوية المضادة للغثيان، وينصح بتناول وجبات طعام صغيرة الحجم بشكلٍ متكرر خلال النهار، ومصّ النعناع أو الحلوى الخالية من السكر.
ضعف الجهاز المناعي
يتسبب العلاج الكيماوي بانخفاض أعداد كريات الدم البيضاء في الجسم، والتي تعمل كخط دفاع ضد الأجسام الغريبة؛ فيؤدي تثبيطها إلى تثبيط مناعة الجسم؛ فيصبح الجسم أكثر عرضة للالتهابات والعدوى خلال أسبوع إلى أسبوعين من جلسة العلاج الكيماوي، حيث تصبح حينها كريات الدم البيضاء أقل ما يمكن، ويختلف مدى تثبيط مناعة الجسم باختلاف نوع العلاج الكيماوي المستخدم في العلاج.[٧][٣]
لتخفيف احتمالية حدوث العدوى يُنصح بغسل اليدين بالماء والصابون، وتنظيف الجروح والاعتناء بها، وتجنب التعامل مع المرضى أو الخوض في مناطق الزحام، وتجنب تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، وتلقي اللقاحات التي يوصي بها الطبيب.
فقر الدم
يؤثر العلاج الكيماوي في نخاع العظم المسؤول عن إنتاج مكونات الدم في الجسم، مما يتسبب بفقر دم حاد، ويعتبر ذلك عَرَضًا مؤقتًا؛ فغالباً ما تعود القيم لمعدلاتها الطبيعية بعد التوقف عن العلاج.[٨][٣]
للتعامل مع فقر الدم، ينصح بنوم 8 ساعات على الأقل كل ليلة، وتنظيم الأولويات فيما يتعلق بالأنشطة والواجبات اللازم القيام بها، وطلب المساعدة من الأصدقاء والعائلة، إلى جانب اتباع نظام غذائي متوازن غني بالسعرات الحرارية والبروتينات التي يحتاجها الجسم.
سهولة ظهور الكدمات
يتسبب العلاج الكيماوي بانخفاض أعداد الصفائح الدموية التي تعمل على تخثر الدم ووقف النزيف، فيصبح الجسم أكثر عرضة للنزيف وتشكل كدمات الدم، حيث يمكن ملاحظة وجود كدمات باللون الأحمر والبنفسجي على الجسم خلال فترة تلقي العلاج الكيماوي.[٩]
لتقليل ظهور الكدمات قد يوصي الطبيب بتجنب تناول بعض الأدوية التي تزيد من احتمالية حدوث ذلك كالآسبرين، كما يوصي باستخدام فرشاة أسنان ناعمة جداً برفق، وتجنب الاصطدام بالأشياء، وكذلك تطبيق كمادات الثلج على منطقة الكدمة.
تقرحات الحلق والفم
يتسبب العلاج الكيماوي بتقرحات مؤلمة في الفم والحلق نتيجة لتدمير خلايا الحلق والفم، وتبدأ التقرحات بالظهور بعد 4-14 يوماً من تلقي العلاج الكيماوي، ومن الممكن تعرض هذه التقرحات إلى العدوى والالتهاب.[١٠][٣]
للتعامل مع تقرحات الفم والحلق ينصح بشرب الماء بشكل متكرر خلال النهار حفاظاً على رطوبة الفم، مع تنظيف الاسنان بفرشاة ناعمة بعد كل وجبة وقبل النوم، وتناول الطعام بلقم صغيرة أو التوجه نحو الأطعمة الطرية، ومص الثلج.
فقدان الشهية
يسبب العلاج الكيماوي فقداناً للشهية نظراً لأسباب مختلفة يعتبر الغثيان أشهرها؛ حيث يمتنع الشخص عن الأكل بسبب شعور الغثيان الذي يرافقه طوال فترة تلقي العلاج، وتعتبر التقرحات التي يُسببها العلاج الكيماوي سبباً في فقدان الشهية؛ نتيجة الألم الذي يتعرض له الشخص أثناء تناول الطعام، وقد تسبب بعض الأدوية فقدان حاسة التذوق؛ مما يؤدي إلى فقدان الشهية، وقد يستمر فقدان الشهية من أيام إلى أشهر بعد تلقي العلاج.[١١]
يمكن التغلب على مشاكل الشهية من خلال تناول عدة وجبات صغيرة أو خفيفة كل يوم غنية بالسعرات الحرارية والبروتينات، وبذل بعض الجهد قبل وجبة الطعام؛ كالمشي، وقد يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى وصف الفيتامينات أو المكملات الغذائية.
تغيرات في الجلد والأظافر
يتسبب العلاج الكيماوي بتغيرات على طبيعة الجلد والبشرة؛ فيصبح الجلد أكثر جفافًا من العادة، أكثر حساسية تجاه أشعة الشمس والمحيط الخارجي، كما تظهر عليه تصبغات، كما يؤدي إلى بطء نمو الأظافر أو تكسرها، ومن الممكن ملاحظة خطوط عليها، وإنّ جميع هذه الأعراض مؤقتة تختفي بعد التوقف عن تلقي العلاج الكيماوي.[١٢][١٣]
للتعامل مع مشاكل الجلد والأظافر يُنصح باتباع المنتجات وطريقة الاستخدام الموصى بها من قبل الطبيب، إضافة إلى ترطيب البشرة بشكل مستمر، واستخدام واقي الشمس، وقد يصف الطبيب في بعض الحالات الكورتيزون لتخفيف تهيج البشرة.
مشاكل في الذاكرة والتركيز
يتسبب العلاج الكيماوي بمشاكل بالذاكرة، والتفكير، والتركيز، وتبدأ المشاكل المعرفية بالظهور أثناء تلقي العلاج الكيماوي، أو بعد التوقف عن العلاج.[١٤]
للتغلب على مشاكل الذاكرة والتركيز ينصح بممارسة التمارين الجسدية والذهنية؛ كالتأمل أو لعب الألغاز، واصطحاب مفكرة لتدوين كل الأمور المهمة للشخص، وكتابة خطة يومية للأمور التي يود الشخص القيام بها.
مشاكل العلاقة الزوجية والخصوبة
قد يسبب العلاج الكيماوي مشاكل الخصوبة لدى كلا الجنسين، حيث يؤثر في الخلايا التي تُنتج الحيوانات المنوية عند الرجال، وقد تعود الأمور إلى طبيعتها بعد التوقف عن العلاج اعتمادًا على مدى تأثّر الخلايا،[١٥] أمّا عند النساء يعمل العلاج الكيماوي على تقليل إنتاج الهرمونات التي يفرزها الجسم للسيطرة على عملية الإباضة؛ فقد تلاحظ المصابة عدم انتظام في الدورة الشهرية أو انقطاعها في بعض الأحيان خلال فترة تلقي العلاج الكيماوي، وقد تعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها بعد التوقف عن العلاج، ويعتمد ذلك على مدى تأثّر المبيضين.[١٦][١٧]
قد يصف الطبيب الأدوية لعلاج مشاكل الخصوبة لدى الرجال والنساء، أو قد يوصي بتجميد البويضات أو الحيوانات المنوية، أو التلقيح الاصطناعي، أو تقنية إنضاج البويضة خارج الرحم، وغيرها من الطرق الأخرى.
أعراض جانبية أخرى
قد يتسبب العلاج الكيماوي بأعراض أخرى؛ مثل: مشاكل في القلب، وتلف في الأعصاب،[١٨] بالإضافة إلى مشاكل في الرؤية والسمع، والأرق.[٢]
يوصي الطبيب بالإجراء المناسب للتغلب على الأعراض الجانبية وفقاً للمشكلة التي يعاني منها المريض الخاضع للعلاج الكيماوي.
هل تظهر آثار جانبية للعلاج الكيماوي بعد التوقف عن أخذ العلاج؟
الإجابة نعم، فبالرغم من أنّ معظم الآثار الجانبية تزول بعد التوقف عن العلاج، إلا أنّ بعضها قد يستمر أو يعاود الظهور لاحقًا، وقد يتضمن ذلك أيًا من الأعراض الجانبية سابقة الذكر.[١٩]
دواعي زيارة الطبيب
هناك بعض الحالات المرتبطة بالآثار الجانبية للعلاج الكيماوي والتي تستلزم زيارة الطبيب، ومنها ما يأتي:[٢٠]
- استمرار ظهور أي من الأعراض الجانبية سابقة الذكر بالرغم من اتخاذ التدابير والعلاجات التي أوصى بها الطبيب.
- زيادة شدة أي من الأعراض الجانبية سابقة الذكر.
- ألم شديد موضع حقن العلاج الكيميائي أو موقع القسطرة.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم بما يتجاوز 38 درجة مئوية.
- القشعريرة الشديدة.
- ظهور دم في البراز أو البول.
- ظهور أعراض ردود فعل تحسسي؛ كانتفاخ الفم أو الحلق، والحكة شديدة ، وصعوبة البلع.
المراجع
- ↑ Ann Pietrangelo, "The Effects of Chemotherapy on Your Body", healthline, Retrieved 23/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Side effects of chemotherapy", cancer.ca, Retrieved 1/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "5 Side Effects of Chemotherapy and How to Deal with Them", trihealth, Retrieved 2/12/2021. Edited.
- ^ أ ب "Chemotherapy", nhs, Retrieved 1/9/2021. Edited.
- ↑ "Diarrhoea, constipation and cancer drugs", cancerresearchuk, Retrieved 2/12/2021. Edited.
- ↑ "Chemotherapy side effects: digestion", royalmarsden.nhs, Retrieved 27/9/2021. Edited.
- ↑ "Infection", .macmillan, Retrieved 1/9/2021. Edited.
- ↑ "Anemia", cancer.net, Retrieved 24/9/2021. Edited.
- ↑ "side-effects/bleeding-bruising", national cancer institute, Retrieved 24/9/2021. Edited.
- ↑
- ↑ "-chemotherapy", ohcare, Retrieved 2/9/2021. Edited.
- ↑ "Side effects of chemotherapy", macmillan, Retrieved 2/12/2021. Edited.
- ↑ "Skin and Nail Changes during Cancer Treatment", cancer.gov, Retrieved 1/12/2021. Edited.
- ↑ "Memory or Concentration Problems and Cancer Treatment", cancer.gov, Retrieved 1/12/2021. Edited.
- ↑ "How Cancer And Cancer Treatment Can Affect Fertility in Males", american cancer socity, Retrieved 2/9/2021. Edited.
- ↑ "Sexuality and fertility", cancercouncil, Retrieved 2/9/2021. Edited.
- ↑ "Fertility problems", cancer.ca, Retrieved 1/12/2021. Edited.
- ↑ "side-effects-chemotherapy", .cancer.net, Retrieved 9/2/2021. Edited.
- ↑
- ↑ "Chemotherapy Side Effects", cancer.org, Retrieved 1/12/2021. Edited.