آثار الإشعاع لمرضى السرطان

يستخدم العلاج الإشعاعي للقضاء على السرطانات أو تقليص حجمها، وقد يتم استخدامه قبل الجراحة أو بعدها، ويعد العلاج الإشعاعي كغيره من العلاجات، إذ قد يترتب عليه بعض الأعراض الجانبية، والتي غالباً ما تكون مؤقتة وتزول بعد فترة قصيرة من توقف العلاج، وسيدور الحديث في هذا المقال حول أبرز الأعراض الجانبية للعلاج الإشعاعي.^[١]

ما هي الأعراض الجانية الناتجة عن تلقي العلاج الإشعاعي؟

تختلف الأعراض الجانبية الناتجة عن تلقي العلاج الكيميائي باختلاف عوامل عدة؛ ومنها: صحة المريض بشكل عام، ونوع السرطان، ونوع وكمية الإشعاع، ونذكر من هذه الأعراض ما يأتي:^[٢]

التعب العام

يشعر المريض بالتعب العام والإرهاق أثناء تلقي العلاج الإشعاعي وبعده، وقد يستمر هذا التعب والإرهاق لفترات زمنية طويلة حتى بعد توقف العلاج الإشعاعي، كما يتميز الشعور بالتعب الناتج عن العلاج الإشعاعي بأنه شعور مؤقت ومن الممكن أن يكون مستمراً، ويصف مرضى العلاج الإشعاعي هذا التعب بعدم امتلاكهم الطاقة الكافية للقيام بأعمالهم اليومية، ولا تتحسن هذه الأعراض مع الراحة،^[٣] ومن النصائح التي يمكن للمريض اتباعها للتغلب على التعب والإرهاق ما يأتي:^[٢]

• الاستجابة إلى نداء الجسم عند التعب وأخذ قسط من الراحة.
• طلب المساعدة من الأشخاص المقربين: مثل: الأهل والأصدقاء؛ للمساعدة على قضاء الأعمال: مثل التسوق وغيرها من الأنشطة اليومية.
• ممارسة بعض الأنشطة والتمارين الرياضية البسيطة.

مشاكل الجلد والبشرة

نتيجة التعرض المستمر واليومي للعلاج الإشعاعي؛ يصبح الجلد غير قادر على التعافي من أضرار العلاج الإشعاعي بسبب عدم وجود الوقت الكافي بين الجلسات، ومن المشاكل الجلدية الناتجة عن العلاج الإشعاعي: الحروق من الدرجة الأولى والتي ينتج عنها احمرار، وحكة، وجفاف في الجلد، وتقرحات، وانتفاخ في الجلد، كما يمكن لهذه المشاكل أن تترك أثر مثل كدمة غامقة على الجسم، وقد تتحسن هذه الحالات بعد إيقاف العلاج الإشعاعي بأسابيع قليلة،^[٤] ومن النصائح المتبعة للتغلب على المشاكل التي تصيب الجلد ما يأتي:^[٢]

• البدء باستخدام العلاج الموصوف من الطبيب لمشاكل الجلد والبشرة حتى قبل بدء ظهور الأعراض.
• تجنب استخدام مجفف الشعر، والكمادات الباردة والساخنة على الجلد، وتجنب الاستحمام بماء شديد البرودة أو الحرارة.
• ارتداء الملابس الواسعة والقطنية المريحة، وتجنب الخروج من المنزل، أو التعرض للحرارة والهواء دون تغطية الجلد.

تساقط الشعر

يحدث تساقط الشعر نتيجة العلاج الإشعاعي في أجزاء الجسم المعرضة للإشعاع فقط؛ فالعلاج الإشعاعي يختلف عن العلاج الكيميائي الذي ينتج عنه تساقط شعر الجسم بالكامل، ويبدأ تساقط الشعر في مرحلة العلاج الإشعاعي بعد ثاني أسبوع تقريباً من تلقي العلاج الإشعاعي، ثم يعود الشعر للظهور بعد أشهر قليلة من توقف العلاج الإشعاعي، وقد تكون كمية الأشعة التي تعرض لها الجسم عالية جداً فتمنع ظهور الشعر من جديد في المنطقة،^[٤] وللتغلب على مشكلة تساقط الشعر والمشاكل الناتجة عنها خصوصاً شعر الرأس؛ يمكن ارتداء الباروكة، أو القبعة في فترة العلاج، وينصح باختيار الباروكة قبل البدء بالعلاج؛ للتمكن من اختيار باروكة تناسب لون الشعر الأصلي وبنفس النمط.^[٢]

مشاكل تناول الطعام

يؤدي تلقي العلاج الإشعاعي في منطقة الرقبة، أو الصدر، أو أي منطقة من مناطق الجهاز الهضمي إلى ظهور أعراض أخرى؛ مثل: عدم الرغبة في تناول الطعام، أو انعدام الشهية، ولكن تجب المواظبة على تناول الطعام الصحي للحفاظ على بنية الجسم قوية تجاه مواجهة المرض وتحمّل هذه الأشعة،^[٥] كما يمكن زيارة أخصائي داخل المستشفى التغذية لمعرفة الأطعمة الصحية المناسبة في هذه الحالة.^[٦]

الغثيان

قد يؤدي تلقي العلاج الإشعاعي في منطقة الرأس، والعنق، وأي منطقة تحتوي أعضاء الجهاز الهضمي، إلى الشعور بالغثيان والاستفراغ، فعند الشعور بهذه الأعراض يفضل إخبار الطبيب، وعادةً ما يتم صرف علاج مناسب للمريض للتخفيف من هذه الأعراض، كما يتم إعطاء بعض النصائح للمريض للتغلب على هذه المشكلة.^[٥]

الإسهال

يسبب العلاج الإشعاعي الإسهال بعد عدة أسابيع من تلقي العلاج، ولكن يعتبر الإسهال من الأعراض التي يمكن السيطرة عليها بواسطة الأدوية التي يصفها الطبيب المشرف على الحالة للمريض للتغلب على الإسهال أو للحد منه.^[٥]

الشعور بالمرض

ينتج عن تلقي العلاج الإشعاعي شعور بالمرض خلال فترة العلاج أو بعد تلقي العلاج الإشعاعي، وغالباً ما تزداد فرصة الشعور بالمرض عند الأشخاص الذين يتلقون العلاج في المناطق القريبة من المعدة والرأس.^[٧]

جفاف في الفم والحلق

ينتج عن تلقي العلاج الإشعاعي جفاف في الفم ومنطقة الحلق، ومن الممكن أيضاً أن يسبب العلاج الإشعاعي خشونة في الصوت؛ خاصة عند تلقي العلاج الكيميائي في منطقة الرأس، والعنق، ومن النصائح والإرشادات التي يمكن اتباعها للتقليل من هذه الأعراض بعد تلقي العلاج الإشعاعي:^[٨]

• محاولة بلع أو تناول مكعبات من الثلج.
• القيام بشرب كميات كبيرة من الماء: عن طريق حمل عبوة ماء بشكلٍ دائم.
• استشارة طبيب الأسنان الخاص بشأن اللعاب الصناعي.

مشاكل الخصوبة وممارسة العلاقة الزوجية

ينتج عن تلقي العلاج الإشعاعي مشاكل متعددة تتعلق بالخصوبة وممارسة العلاقة الزوجية لدى كِلا الجنسين، خاصة في حال تعرض المريض أو المريضة للعلاج الإشعاعي في منطقة الحوض، أو الجزء السفلي من الجسم.^[٧]

انخفاض في مستويات مكونات الدم

ينتج عن تلقي العلاج الإشعاعي انخفاض في مستويات مكونات الدم، حيث تعتبر مكونات الدم خط حيوي وفعال في الدفاع عن الجسم من الإصابة بالعدوى، ومنع حدوث نزيف في الجسم، وفي حال وجود انخفاض في قراءات قيم الدم فإنّ الطبيب يُوصي بالتوقف عن تلقي العلاج الإشعاعي إلى حين عودة القيم إلى معدلاتها الطبيعية، وتزداد فرصة انخفاض قيم الدم في حال تلقي العلاج الكيميائي أيضاً.^[٩]

أعراض جانبية على المدى البعيد من العلاج الإشعاعي

تحدث الأعراض الجانبية المتأخرة بعد أشهر أو سنوات من تلقي العلاج الإشعاعي، وقد لا يكون هناك مهرب من هذه الأعراض؛ حيث يتعرض جميع الأشخاص الذين تلقوا العلاج لهذه الأعراض، ومن الممكن أن ينجوا عدد قليل منهم من هذه الأعراض، ومنها ما يأتي:^[٥]

• إعاقة وضعف في عمل عضلة القلب والرئتين نتيجة الأنسجة الندبية التي تشكلت.
• تغيرات في المثانة البولية وعادات البول، وحركة الأمعاء، ومعدل الخصوبة، والقدرة على الإنجاب.
• احتمالية الإصابة بنوع آخر من السرطان، أو ما يعرف بالسرطان الثانوي نتيجة العلاج الإشعاعي.

كم تستمر الأعراض الجانبية الناتجة عن العلاج الإشعاعي؟

بشكلٍ عام تختفي هذه الأعراض بعد عدة أشهر من انتهاء العلاج الإشعاعي، وقد تستمر لفترات زمنية طويلة، أو من الممكن أيضاً أن تستمر للأبد، إذ كما ذُكِرَ سابقاً بأن الأعراض الجانبية الناتجة عن تلقي العلاج الإشعاعي تختلف باختلاف عوامل عديدة.^[٩]