نظرًا لكَونِ السرطان وعلاجه قد يُسبّبان أعراضًا جسديةً وآثارًا جانبيةً متعددةً، قد يلجأ الأطباء إلى تقديم العلاج اللازم لتخفيف هذه الآثار عن المصابين بالمرض، والذي يُطلق عليه اسم الرعاية الداعمة (بالإنجليزية: Supportive Care)، أو الرعاية التلطيفية (بالإنجليزية: Palliative Care)؛ ويمكن تعريف الرعاية التلطيفية بأنها جزء مهم من الرعاية التي يتم تضمينها مع العلاجات الأخرى المستخدمة في إبطاء نمو السرطان أو إيقافه أو علاجه، وتساعد هذه الرعاية على تحسين نوعية حياة المصابين بالسرطان، ومساعدتهم على الشعور بالرضا من العلاج الذي يخضعون له، ويمكن البدء في تلقي الرعاية التلطيفية بعد وقت قصير من تشخيص الإصابة بالسرطان، والاستمرار في ذلك أثناء العلاج والتعافي منه، كما يمكن أن يتلقى الناجون من السرطان الذين يعانون من أعراض أو آثار جانبية مستمرة أو جديدة الرعاية التلطيفية بعد اكتمال العلاج.[١]

فعالية وأهمية العلاج التلطيفي

تكمن أهمية العلاج التلطيفي في تقديم الدعم اللازم للمصابين وعائلاتهم، ومنحهم الرفاهية والرضا الذي يحتاجونه لتجاوز أزمتهم، وقد أُشير في موقع جمعية السرطان الأمريكية (American Cancer Society) إلى أن المصابين الذين تلقوا الرعاية التلطيفية أثناء وجودهم في المستشفى يقضون وقتًا أقل في وحدات العناية المركزة، ويقل احتمال زيارتهم لغرفة الطوارئ، أو إعادة إدخالهم إلى المستشفى بعد عودتهم إلى المنزل، كما أظهرت دراسات أخرى أن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة كالسرطان، والذين يتلقون رعاية تلطيفية يعانون من أعراض وعلامات أقل حدة، ولديهم نوعية حياة وصحة عاطفية أفضل، إضافةً إلى أن تلقي هذا العلاج بعد وقت قصير من تشخيص الإصابة بالسرطان قد يؤدي أيضًا إلى إطالة فترة البقاء على قيد الحياة، ويقدم فريق الرعاية التلطيفية مساعداته من خلال:[٢]

  • السيطرة على الأعراض الجسدية والآثار الجانبية.
  • إدارة العواطف التي تصاحب تشخيص السرطان وعلاجه.
  • تقديم النصائح لأسرة المصاب فيما يتعلق بكيفية التأقلم مع التغييرات الحياتية والأسرية.
  • فهم أي مخاوف يُعاني منها المُصاب.
  • المساعدة على إدارة الأمور المالية والعمل.


أعراض يمكن أن تعالجها الرعاية التلطيفية

يمكن أن تعالج الرعاية التلطيفية أعراضًا متعددة، من أبرزها:[٣]

  • الألم.
  • ضيق التنفس.
  • الضعف والتعب.
  • الإعاقات والصّعوبات الجسدية.
  • القيء والغثيان.
  • الاكتئاب، والقلق، والحزن.
  • الخلافات الأسرية التي يسببها السرطان.
  • المشاكل الروحية كالتشكيك في معنى الحياة، والغضب من التعايش مع السرطان.


المشاكل التي تُضمَّن في الرعاية التلطيفية

تختلف الآثار الجسدية والعاطفية للسرطان وعلاجه اختلافًا كبيرًا من شخصٍ لآخر، لذا فإن الرعاية التلطيفية التي تقدم للمصابين تركز على علاج مجموعة من المشاكل، ودمج احتياجات الفرد الخاصة في الرعاية،[٤] ومن الأمور التي يأخذها مقدم الرعاية التلطيفية بعين الاعتبار لكل مصاب ما يلي:

  • المشاكل البدنية: تشمل كلًا من الألم، والإرهاق، وفقدان الشهية، والغثيان، والقيء، وضيق التنفس، والأرق، وتعالج الأدوية وغيرها من الاستراتيجيات كالتغذية أو التنفس العميق تلك الأعراض، كما أن العلاج الكيميائي الملطف يمكنه تقليص الورم الذي يسبب الألم.[٤][٥]
  • المشاكل العاطفية والتكيف مع المرض: يمكن لمقدمي الرعاية التلطيفية توفير الموارد اللازمة لمساعدة المصابين وعائلاتهم على التعامل مع المشاعر التي ترافق تشخيص السرطان وعلاجه، وتشمل هذه المشاعر الاكتئاب، والقلق، والخوف.[٤]
  • المشاكل الروحية: غالبًا ما تكون المشاكل الروحية أول ما يحدث عند تشخيص مرض السرطان؛ إذ يشكك المصاب بأشياء كأن يقول "لماذا يحدث هذا لي؟"، أو "ماذا يحدث بعد أن نموت؟"، ويأتي دور الرعاية التلطيفية في الاستماع لهذه الأسئلة، ومحاولة الإجابة عنها في ضوء ثقافة المصاب وتقاليده لمساعدته على تقبّل ما حصل.[٥]
  • احتياجات عملية: لا تقتصر مخاوف المصابون بالسرطان وعائلاتهم على المرض فحسب، بل تسبب الضغوطات المالية، والمشاكل القانونية، والمشاكل المتعلقة بالتوظيف والنقل والإسكان الخوف أيضًا، كما قد يكون فهم لغة النماذج الطبية وتفاصيلها أمرًا شاقًا، لذا يمكن لمقدم الرعاية التلطيفية الإجابة على الأسئلة، وتقديم اقتراحات عملية مفيدة.[٥]


متى وأين تُقدم الرعاية التلطيفية؟

يُفضل البدء بتلقي الرعاية التلطيفية بمجرد تشخيص الإصابة بالمرض، ويمكن الحصول عليه خلال جميع مراحل المرض والعلاج، واعتمادًا على نوع الدعم المُقدم يمكن للمصاب الحصول عليه في عيادة الطبيب، أو المستشفى، أو مركز السرطان، أو المنزل، أو أي مكان آخر مناسب.[٦]


الفرق بين العلاج التلطيفي ورعاية المحتضرين

على الرغم من اشتراك الرعاية التلطيفية ورعاية المحتضرين أو الحالات النّهائيّة (بالإنجليزية: Hospice Care) بعدد من الأهداف، إلا أن هنالك فرقاً واضحاً بينهما؛ إذ يمكن استخدام الرعاية التلطيفية مع الأشخاص المصابين بالسرطان والذين يعانون من سرطانات مبكرة وقابلة للشفاء للغاية، بينما تعد رعاية المحتضرين أحد أنواع الرعاية التلطيفية التي يتم استخدامها في الأشهر الأخيرة من الحياة، ولا تعد الرعاية التلطيفية "استسلامًا للمرض"، فقد أوضحت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تلقوا رعاية تلطيفية لسرطان الرئة المتقدم عاشوا مدةً أطول من أولئك الذين لم يتلقوا هذه الرعاية.[٣]


المراجع

  1. "What is Palliative Care?", cancer, 1/2/2019, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  2. "Who Should Get Palliative Care and Why?", cancer, 10/5/2019, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Lynne Eldridge (24/1/2020), "Palliative Therapy for Cancer Patients", verywellhealth, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Palliative Care in Cancer", cancer, 20/10/2017, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "How Can Palliative Care Help Cancer Patients?", vitas, Retrieved 3/8/2021. Edited.
  6. Michael W. Smith (11/1/2021), "Palliative Care During Treatment", webmd, Retrieved 3/8/2021. Edited.