توصي منظمات السرطان العالمية بإجراء فحوصات روتينية للكشف المبكر عن سرطان القولون لجميع الأفراد بدءًا من عمر 45 عامًا، وذلك عمومًا من 1 - 5 سنوات، وحقيقةً فإن فحوصات الكشف المبكر عن سرطان القولون، لا تتضمن أياً من فحوصات الدم بل تقتصر على اختيار واحد من بين 5 فحوصات، وهي فحوصات البراز وعددها 3، وفحوصات تنظير وتصوير للقولون وعددها 2، وبغض النّظر عن نوع الفحص، الأهمّ هو الخُضوع لهذا الفحص،[١] ولكن ماذا عن فحوصات الدم مثل: تحاليل CEA، CRP، ESR هل هناك أي تحاليل جديدة قيد الدّراسة؟

ما هو تحديدًا دور تحاليل الدم بالإصابة بسرطان القولون؟

في الواقع ليس بالإمكان تحديد الإصابة بسرطان القولون عن طريق فحوصات الدم، ولكن هناك تحليلي دم قد يستخدمان في متابعة علاج سرطان القولون لدى شخص مُشخَّص بالفعل بالمرض ويخضع للعلاج، أو للتحقق من عودة سرطان القولون بعد الشفاء وهما تحليل "CEA" وتحليل "CA19-9" إذ يُعدّان من دلالات الأورام الشائعة التي تدُل على الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والتي تستخدم سريريًا في الوقت الحالي، ويعتبر المعدل الإيجابي لتحليل (CEA) هو 40 - 60%، أما المعدل الإيجابي لتحليل (CA19-9) هو 30 - 50%، ومن فوائد الاستخدام المتزامن لهذه التّحاليل أنها ستُساعد على تقييم فعالية العلاج، كما تُساهم في مراقبة تكرار الإصابة بسرطان القولون المتقدم، وبشكل عام، فإن إجراء هذه التحاليل قد يساعد على الكشف المبكر عن نمو السرطان أو الكشف عن انتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم.[٢]




يوجد بروتين المستضد السرطاني المضغي (CEA) بمُستويات مُنخفضة في جسم الشخص البالغ الذي يمتاز بصحة جيدة، ولكن في حال ارتفاع مستوياته، فإنها تُعد دلالة على الإصابة ببعض أنواع السرطان.







يُشير المستضد الكربوهيدراتي (CA19-9)، إلى نوع خاص من البروتينات التي تُوجد على سطح الخلايا السرطانية، والتي تظهر في الدم عند إفرازها من قبل هذه الخلايا، ولكن لا يقتصر وُجود هذا المُستضد بمُستويات عالية على الإصابة بحالات سرطانيّة فحسب، وإنّما قد يُشير لوُجود حالات صحيّة غير سرطانيّة.





تحليل دم واعد قيد الدراسة للكشف المبكر عن سرطان القولون

تُشير النتائج المستخلصة من دراسة جديدة حول الفحص الجديد الذي يكشف عن الخلايا السرطانية المنتشرة (بالإنجليزية: CTCs - Circulating tumor cell)، وهو اختبار الحمض النووي المستند إلى الدم (بالإنجليزية: Blood-based DNA test)، أو ما يسمى بالخزعة السائلة (بالإنجليزية: Liquid biopsy)، بأن لديه القدرة على الكشف عن المرض في مراحله الأولية، وذلك مثل أي فحص يُجرى للكشف عن سرطان القولون والمستقيم، كما بإمكانه الكشف عن وجود الاضطرابات السرطانية قبل حدوثها،[٣] ويُعطي هذا الفحص نسبة دقّة مقدارها ما بين 84 - 88% والتي قد تفوق دقة فحص السرطان للقولون والمستقيم القياسي، والذي يسمى باختبار الدم الخفي في البراز (بالإنجليزية: FOBT - Fecal occult blood test).[٤]




يُجرى هذا التّحليل مخبريًّا بعد أن يقوم أخصائي المُختبر بجمع عينة روتينية من الدم، ليتم تحليلها فيما بعد عن طريق فحص الدم الذي يسمى (CMx)، للكشف عن وجود خلايا سرطانية منتشرة (CTCs).




ما هي الفحوصات المعتمدة حاليًا للكشف المبكر عن سرطان القولون؟

يمكن تقسيم الفُحوصات المُعتمدة حاليًّا للكشف المبكر عن سرطان القولون إلى مجموعتين رئيسيتين، وهما:


تحاليل البُراز

يعتمد إجراء هذه التّحاليل على فحص عينة للبراز للتحقق من وجود علامات قد تشير إلى السرطان، ويعد هذا الفحص سهل الإجراء، وغالبًا ما يحتاج الشخص لتكرار إجرائه، ويشتمل هذا الفحص على ثلاثة أنواع، نذكرها كما يلي:[٥]

  • تحليل البراز الكيميائي المناعي: (FIT)، يُستخدم هذا الفحص للكشف عن وجود الكميّات الضّئيلة من الدم في البراز الذي قد يكون دلالة على وجود السرطان.
  • تحليل الغوياك لتحري الدم الخفي في البراز: (gFOBT)، يتم إجراؤه للبحث عن وجود دم مخفي في البراز (لا يُمكن رُؤيته بالعين المُجردة).
  • تحليل الحمض النووي في البراز: (بالإنجليزية: Stool DNA testing)، يبحث هذا التّحليل في التغيُّرات الحاصلة في الحمض النووي في الخلايا التي تُطرح في البراز من الأورام الحميدة أو الخلايا السرطانية.


الفحوصات البصرية

تستخدم مثل هذه الاختبارات في الكشف عن وجود نمو غير طبيعي في بنية خلايا القولون والمستقيم، ويتم إجراؤها إما بواسطة المنظار (وهو عبارة عن أداة شبيهة بالأنبوب، تتصل بنهايته كاميرا فيديو تمتاز بصغر حجمها وخفتها)، أو عن طريق اختبارات التصوير الخاصة مثل الأشعة السينية (بالإنجليزية: X-ray).[٦]

وقت إجراء فُحوصات الكشف عن سرطان القولون

توصي جمعية السرطان الأمريكية (ACS - American Cancer Society)، بإجراء فُحوصات الكشف عن سرطان القولون بانتظام لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم عند عمر 45، وذلك للكشف عن وجود العلامات الدالة على السرطان، كما يجب على الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة مواصلة الفحص المنتظم للكشف عن سرطان القولون والمستقيم حتى سن 75 عامًا، وبالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 76 - 85 عامًا، يجب أن يستند قرار الفحص إلى تفضيلات الشخص نفسه، وصحّته العامّة، وتاريخ الفحص السابق له، ويجب ألا يخضع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 85 عامًا لفحص سرطان القولون والمستقيم.[٧]


من هم الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بسرطان القولون؟

وِفقًا لمراكز السّيطرة على الأمراض والوِقاية منها CDC، قد يكون بعض الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة بسرطان القولون من غيرهم، وفيما يأتي توضيح لهؤلاء الأشخاص:[٨]

  • الشّخص الذي أُصيبَ هو أو أحد أقاربه بأورام القولون والمستقيم، أو سرطان القولون والمستقيم.
  • الشّخص الذي أُصيب بأمراض التهاب الأمعاء، مثل مرض كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease)، أو التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis).
  • الشّخص المُصاب بإحدى المُتلازمات الوِراثيّة مثل داء السلائل الورمي الغدي العائلي (FAP)، أو السرطان القولوني المستقيمي اللاسليلي الوراثي (بالإنجليزية: Hereditary non-polyposis colorectal cancer)، ويسمى أيضًا بمتلازمة لنيش (بالإنجليزية: Lynch syndrome).



المراجع

  1. "Colorectal Cancer Screening Tests", cancer, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  2. "[Tumor markers for colorectal cancer"], pubmed, Retrieved 11/6/2021. Edited.
  3. Roxanne Nelson (23/1/2018), "Novel CTC Assay Detects Early-Stage Colorectal Cancer", medscape, Retrieved 11/6/2021. Edited.
  4. "New Research Shows Blood Test Can Find Colorectal Cancer", cancer, Retrieved 11/6/2021. Edited.
  5. "Colorectal Cancer Screening: What Are My Options?", cancer, Retrieved 12/6/2021. Edited.
  6. "What is a colorectal cancer screening?", healthcoreclinic, Retrieved 12/6/2021. Edited.
  7. "American Cancer Society Guideline for Colorectal Cancer Screening", cancer, Retrieved 12/6/2021. Edited.
  8. "What Should I Know About Screening?", cdc, Retrieved 11/6/2021. Edited.