يُساعد اتّباع المريض بسرطان الكبد لنظامٍ غذائيٍ متوازنٍ على تعزيز شفائه من المرض، ودعم صحته العامة، وللحصول على الاحتياجات الغذائية اللازمة قد يوصي الطبيب بإحداث تغييرات في النظام الغذائي أو العادات الغذائية، ويمكن في بعض الأحيان إحالة المريض إلى أخصائي تغذية لتلقي الدعم الإضافي.[١]
تغذية مرضى سرطان الكبد
يشيع بين الكثير من الناس أن اتّباع الأنظمة الغذائية الخاصة سيساعد على علاج السرطان أو يمنعه من العودة مرةً أخرى، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة أقوال مفادها أن على المُصاب بالسرطان اتّباع نظام غذائي نباتي أو نظام غذائي نيء،[٢] ولكن ينبغي القول بأنّه غالبًا ما يحتاج الأشخاص المصابون بسرطان الكبد إلى إجراء تعديلات على نظامهم الغذائي، وبالنسبة لمعظم الأشخاص يُعدّ نظام داش الغذائي (DASH Diet) نظامًا غذائيًا صحيًا، والذي يتضمن تناول الكثير من الفواكه، والخضروات، والخبز الأسمر، والحبوب، وكمياتٍ بسيطةٍ ومتواضعةٍ من اللحوم ومنتجات الألبان، بالإضافة لكمياتٍ قليلةٍ من الدهون والسكر والملح، ولكن هذا لا يعني حرمان النّفس من تناوُل الطّعام، إذ ينبغي أن يُحافِظ المُصاب على تغذيته للحفاظ على قوته البدنية، والتعامل مع الآثار الجانبية لعلاج السرطان وإدارتها،[٣] ويوصي الأطباء جميع المصابين بالسرطان بمراجعتهم قبل إجراء أي تغييرات كبيرة في أنظمتهم الغذائية.[٢]
أطعمة ومشروبات يوصى بها
كقاعدةٍ عامة، يجب على المُصاب بسرطان الكبد تناول الخيارات الغذائية التالية:
- الأطعمة الغنيّة بالبروتينات الخالية من الدهون: تشمل كلًا من الدجاج، والديك الرومي، والأسماك، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، والمكسرات، والبيض، وفول الصويا، والتي يمكن أن تعزز جميعها جهاز المناعة، الأمر الذي يدعم الشفاء من المرض.[٤]
- الحبوب الكاملة والأطعمة المصنوعة منها: تتضمن خيارات الحبوب الكاملة المتاحة والموصى بها للمصابين بسرطان الكبد كلًا من دقيق الشوفان، وخبز القمح الكامل، والأرز البني، والمعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة، وتُعدّ جميعها مصادر جيدة للكربوهيدرات والألياف، والتي يمكن أن تزيد من مستوى الطاقة لدى المُصابين.[٤]
- الأطعمة الغنية بالألياف: الأطعمة الغنية بالألياف خيارًا غذائيًا مفيدًا لمحاربة السرطان؛ ويعود السبب في ذلك إلى قدرة الألياف على دعم الكبد ومساعدته على العمل بشكلٍ أفضل.[٥]
- الأطعمة الغنيّة بالدهون الصحية: تتواجد الدهون الصحية في زيوت الأسماك، والأفوكادو، والمكسرات، والبذور، وتُساعد جميعها الجسم على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية.[٣]
- الفواكه والخضروات الملونة: تتميز الفواكه والخضروات الملونة بكونها مصادر جيدة وغنية بمضادات الأكسدة (Antioxidants)، والتي يمكن أن تساعد الجسم على محاربة السرطان.[٤]
- القهوة: يُشير الصندوق العالمي لبُحوث السرطان (WCRF) إلى أنه من بين جميع التدخلات الغذائية التي تم البحث عنها للوقاية من سرطان الكبد، تُعدّ القهوة الخيار الأكثر إيجابية؛ إذ إن ارتفاع استهلاك القهوة ربما يحمي من سرطان الكبد، ووفقًا لما ورد عن جمعية السرطان الأمريكية (American Cancer Society) قد تعمل المركبات الموجودة في القهوة بعدة طرق مختلفة لتقليل خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان بما في ذلك سرطان الكبد.[٥]
- الماء: إذ إنّ شُرب الماء بكميّات وافِرة يدعم الكبد ويُحسِّن أدائه بشكلٍ عام.[٥]
- شاي الزنجبيل: غالبًا ما يعاني المصابون بسرطان الكبد والذين يتلقون علاجًا لمكافحته من الغثيان، لذا يُعدّ الزنجبيل (Ginger) خيارًا علاجيًا جيدًا يمكن استخدامه لتخفيف الغثيان وإدارته.[٦]
- الشاي الأخضر: شرب الشاي الأخضر أفضل للصحة من تناول مستخلص الشاي الأخضر؛ وذلك لأن الجرعات المرتفعة من المستخلصات قد تُلحق الضرر بالكبد بدلاً من شفائه.[٧]
- حلوى النعناع الصلبة: تُساعد هذه الحلوى على إدارة جفاف الفم والغثيان.[٣]
- شاي البابونج: يُنصَح بشُرب شاي البابونج لتعزيز الرّاحة أثناء النّوم، وعِلاج تقرّحات الفم النّاجمة عن العِلاجات.[٣]
- الكُركم: إذ يُعتبر الكُركمين العُنصر النّشط بالكُركم، ويُساعِد استهلاك الكُركم كنوع من التّوابل مع الطّعام على تعزيز عمليّة الهضم، وتحسين وظائف الكبد.[٣]
ضع باعتبارك أن رحلة وعلاج سرطان الكبد مختلفة عن غيرها، وأن المُصاب به قد لا يتمكن من اتّباع بعض النصائح والاقتراحات المذكورة أعلاه لأسبابٍ مختلفة، لذا من الجيد مناقشة الأمور المتعلقة بالتغذية مع طبيب الأورام الخاص بك، والذي يمكنه تقديم المشورة والتوجيه الفردي اللازم.
أطعمة ومشروبات يوصى بتجنبها
يوصي الأطباء مرضى سرطان الكبد بتجنّب عددًا من الأطعمة والأشربة التي قد تتسبب في تفاقم الحالة سوءًا، منها:
- الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الملح: تؤدي هذه الأطعمة إلى تفاقم أعراض سرطان الكبد، لذا يوصى بتقليل استهلاك ملح الطعام، والامتناع عن تناول الأطعمة المُصنّعة والمليئة بالملح.[٨]
- الأطعمة السكرية: فالحلويات على اختلاف أنواعها تحتوي على قدرٍ ضئيلٍ من العناصر الغذائية الصحية، إلى جانب الكثير من السكر، لذا يُنصح بتجنّبها.[٨]
- الكحول: يؤثر استهلاك الكحول سلبًا في صحة الكبد.[٩]
- الأطعمة الدهنية: تشمل الأطعمة المقلية والوجبات السريعة، وقد تكون الوجبات الخفيفة والرقائق المعبأة أيضًا غنية جدًا بالدهون.[٧]
- الأطعمة النشوية: تشمل الأطعمة قليلة المحتوى بالألياف، والخبز المُعالج بكثرة، والمعكرونة، والكعك، والمخبوزات.[٧]
- أطعمة ومشروبات أُخرى: مثل:[١]
- اللحوم الحمراء.
- الحليب كامل الدسم.
- المعجنات.
هل تُؤثّر عِلاجات السرطان في الشهيّة؟
نعم، فهي تُضعِف الشّهيّة، وتُسبّب تغيُّرات في حاسّة التّذوق والشّم، إذ على الرّغم من أنّ علاجات السرطان قد صُممت لقتل الخلايا السرطانية والتخلص منها، إلّا أنّها يُمكن أن تُلحق الضرر بالخلايا السليمة وتسبب آثارًا جانبية متعددة، وتتضمن بعض هذه الآثار:[٣][١٠]
- الإمساك أو الإسهال.
- جفاف الفم.
- الغثيان والقيء.
- تقرّحات الفم.
- التهاب الحلق.
- صعوبة البلع.
- زيادة الوزن أو فقدانه.
- عدم تحمل اللاكتوز (Lactose Intolerance).
نصائح غذائية لمرضى سرطان الكبد
فيما يلي بعض الأمور والنصائح المفيدة التي يجب القيام بها قبل البدء بتلقي علاج السرطان:
- اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن قبل البدء بتلقي علاج السرطان؛ إذ يساعد ذلك على بقاء الجسم قويًا أثناء العلاج، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بالعدوى.[٣]
- التأكد من توافر الأطعمة الصحية في المنزل، بالإضافة إلى تضمين الأطعمة التي يمكن تناولها عند الشعور بالمرض والتعب.[٣]
- طهي بعض الأطعمة في وقتٍ مبكرٍ، وتقسيمها إلى أجزاء بحجم الوجبة وتجميدها.[٣]
- تناول 5 أو 6 وجبات صغيرة متباعدة يوميًا بفاصل ثلاث ساعات تقريبًا، وتساعد هذه الاستراتيجية على ضمان أن يتلقى الجسم تدفقًا كافيًا من العناصر الغذائية والبروتينات والسعرات الحرارية.[٤]
- تقييد استهلاك الصوديوم في النظام الغذائي إلى 2000 ملليغرام يوميًا؛ أي ما يُعادل ملعقة طعام صغيرة إذا كان المُصاب يعاني من تورم في ساقيه أو قدميه، أو إذا كان لديه تجمّع للسوائل في بطنه.[١١]
- اختيار الأطعمة العضوية بدلًا من المُصنّعة؛ وذلك لأن الكبد مسؤول عن إزالة السموم، وبالتالي يجب على المُصاب بسرطان الكبد تجنّب الأطعمة المُصنّعة والأطعمة التي تحتوي على الكثير من المواد الكيميائية لتقليل العبء عليه.[٦]
- تناول المكملات الغذائية التي تُعدّ طريقة رائعة لضمان القدرة على تلبية متطلبات السعرات الحرارية اللازمة للجسم.[٦]
- استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية قبل تناول مكملات الفيتامينات، أو المعادن، أو إجراء تغييرات أخرى على النظام الغذائي.[١٢]
- تناول الطعام عند الشعور بالجوع.[٢]
المراجع
- ^ أ ب Heather Grey (12/1/2021), "Liver Cancer Diet: Everything You Need to Know", Healthline, Retrieved 3/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Kumar Shital (19/11/2020), "How to Eat When You Have Cancer", webmd, Retrieved 3/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Liver Cancer PATIENT GUIDE", hepatitis, Retrieved 3/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Do You Have to Keep a Certain Diet With Liver Cancer?", Moffitt Cancer Center, Retrieved 3/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Wyatt Myers (18/12/2020), "The Role of Diet in Liver Cancer Risk and Management", livestrong, Retrieved 3/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Beth W. Orenstein (17/6/2009), "A Diet for Liver Cancer Patients", everydayhealth, Retrieved 3/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Jon Johnson (13/6/2021), "What foods protect the liver?", medicalnewstoday, Retrieved 3/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Diet for Liver Cancer Patients In India", indushealthplus, Retrieved 3/9/2021. Edited.
- ↑ Schutte K. ,Schulz C. ,Malfertheiner P (2015), "Nutrition and Hepatocellular Cancer", Gastrointestinal Tumors, Folder 2, Page 188-194. Edited.
- ↑ "CHEMOTHERAPY – RISKS AND SIDE EFFECTS", marshfieldclinic, Retrieved 6/10/2021. Edited.
- ↑ "A Patient’s Guide to Liver Cancer", University of Michigan Comprehensive Cancer Center , Retrieved 3/9/2021. Edited.
- ↑ "DIET & NUTRITION WITH LIVER CANCER", The Pancare Foundation, Retrieved 3/9/2021. Edited.