من المُمكن أن يعود السرطان مرةً أخرى بعد العلاج، ويمكن أن يحدث ذلك بعد أسابيع، أو شهور، أو سنوات من علاج السرطان الأوليّ، وقد يعود السرطان إلى المكان الذي بدأ فيه لأول مرة، أو إلى مكان آخر في الجسم.[١][٢]

لماذا يعود السرطان مرةً أخرى؟

للأسف لا تتطلب عودة السرطان مرةً أخرى سوى عدد قليل من الخلايا السرطانية المتبقية بعد العلاج الأوليّ، علمًا أن تشكّل الورم السرطاني يتطلب ملايين عديدة من الخلايا السرطانية المجتمعة، ويمكن اكتشافه باستخدام تقنيات التصوير الأكثر تقدمًا، وتُعد فكرة عودة السرطان مُجددًا أمرًا مقلقًا، ومن الأسباب المحتملة لعودته هي أن العلاج الأوليّ للسرطان لم يتمكن من القضاء على جميع الخلايا السرطانية، مما تسبب في نموها إلى ورم جديد، أو أن بعض الخلايا السرطانية قد انتشرت في أماكن أخرى من الجسم وبدأت في النمو لتشكّل ورمًا،[٣][٤] وهناك عدد قليل من النظريات التي تم اقتراحها لتفسير قدرة الخلية السرطانية على "الاختباء" لفترة طويلة من الزمن وعدم اكتشافها سريعًا، وفيما يلي توضيحًا لأهمها:[٣]

  • النظرية الأولى: ترتبط النظرية الأولى بالخلايا الجذعية السرطانية (بالإنجليزية: Cancer stem cells)؛ وهي مجموعة فرعية من الخلايا السرطانية التي تنقسم بشكل أبطأ من الخلايا السرطانية العادية، مما يجعلها أكثر مقاومة للعلاجات كالعلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy)، وفي حين أن علاجات السرطان قد تقتل العديد من الخلايا العادية، إلا أن الخلايا الجذعية يمكن أن تبقى على قيد الحياة وجاهزة للنمو مرةً أخرى.
  • النظرية الثانية: يُطلق على هذه النظرية اسم السكون (بالإنجليزية: Dormancy)؛ ففي بعض الأحيان يمكن أن تكون الخلايا السرطانية كامنة أو ساكنة كما هو حال النبات خلال فصل الشتاء، ثم تنمو مُجددًا في ظروف مناسبة، وقد تبقى هذه الخلايا السرطانية الكامنة والتي قد تكون خلايا جذعية غير نشطة لفترات طويلة من الزمن قبل أن تدخل مرحلة النمو السريع.


أين يعود السرطان مرةً أخرى؟

ينقسم تكرار الإصابة بالسرطان وعودته مُجددًا إلى ثلاث فئات، هي:[٥]

  • السرطان يعاود الظهور في نفس المكان الذي تم اكتشافه فيه لأول مرة أو بالقرب منه.
  • السرطان ينمو في الغدد الليمفاوية والأنسجة الموجودة بالقرب من السرطان الأولي.
  • السرطان قد انتشر إلى مناطق أبعد من المكان الذي اكتُشف فيه لأول مرة.


أعراض تُشير لعودة السرطان؟

من الأعراض التي تُشير إلى احتمالية عودة السرطان مرةً أخرى ما يلي:[٦]

  • عودة أعراض السرطان السّابقة؛ كظهور نتوء أو نمو جديد في المكان الذي بدأ فيه السرطان لأول مرة أو بالقرب منه.
  • ألم مستمر جديد أو غير طبيعي لا علاقة له بالتعرّض لإصابةٍ ما.
  • فقدان الوزن غير المُبرر.
  • نزيف سهل أو كدمات غير مبررة.
  • طفح جلدي أو رد فعل تحسسي؛ كالتورّم، أو الحكة الشديدة، أو الصفير.
  • قشعريرة أو حمى.
  • صداع متكرر.
  • ضيق في التنفس.
  • دم في البراز، أو دم في البول.
  • ظهور كتل، أو نتوءات، أو انتفاخات جديدة بدون سبب معروف.
  • الغثيان.
  • القيء.
  • الإسهال.
  • فقدان الشهية.
  • صعوبة البلع.
  • سعال لا يزول.


تشخيص عودة السرطان

اعتمادًا على نوع السرطان، قد يحتاج المصاب إلى تحاليل دم أو اختبارات تصويرية، ولكن في معظم الأحيان سيكون الفحص الدقيق والتحدّث عن الأعراض هما الإجراء المناسب والوحيد لمتابعة الحالة ومراقبتها؛ إذ قد يخبر الطبيب المصاب بضرورة مراقبة العلامات أو الأعراض المحددة لتكرار الإصابة.[١]


عوامل خطورة عودة السرطان

من العوامل التي تزيد فرصة عودة السرطان مرةً أخرى ما يأتي:[٧]

  • نوع السرطان: إذ قد يؤثر نوع السرطان الأولي في فُرص عودة السّرطان، وذلك لأن بعض أنواع السرطان تتطلب علاجًا بالإشعاع أو بجرعات عالية من أنواع معينة من العلاج الكيميائي.
  • العمر الذي خضع فيه المصاب للعلاج: يتعرض الأطفال والشباب لخطر الإصابة بالسرطان الجديد المرتبط بالعلاج بالإشعاع أو العلاج الكيميائي أكثر من البالغين الأكبر سنًا.
  • نوع العلاج الكيميائي: يُمكن أن يكون لجُرعات العِلاج الكيميائي تأثيرًا في فُرص عودة السرطان.
  • نوع الإشعاع: إذ إنه كلما زادت جرعة الإشعاع المتلقاة أثناء العلاج، زاد خطر الإصابة بسرطان ثانٍ.
  • زراعة نخاع العظام: أوضحت نتائج المتابعة الطويلة للأعداد المتزايدة من الناجين بعد زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم، أنه قد يكون هناك خطر متزايد للإصابة بالسرطان الثاني لهذه الفئة دون غيرها.
  • تاريخ العائلة: فعندما ينتشر السرطان في العائلة يكون لدى الناجين فرصة أكبر للإصابة بسرطان ثانٍ من أولئك الذين ليس لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان.
  • نمط الحياة: تساهم بعض العادات والسلوكات الحياتية غير الصحية كالتدخين، والإفراط في شرب الكحول، وعدم ممارسة الرياضة، واتّباع نظام غذائي سيئ في زيادة خطر الإصابة بالسرطان الثاني.


هل يمكن أن يُعالَج السّرطان بعد عودته؟

في كثير من الحالات يمكن علاج السرطان المتكرر المحلي والإقليمي، أما في الحالات الأخرى التي لا يكون فيها العلاج ممكنًا، فإن تطبيقه قد يؤدي إلى تقليص حجم السرطان وبالتالي إبطاء نموه، وهذا بدوره يمكن أن يخفف الألم والأعراض الأخرى، ويساعد المصاب على العيش لفترة أطول، ومن الجدير بالذكر أن علاج السرطان المتكرر يعتمد على نوع التكرار، ومقدار الوقت المنقضي بعد انتهاء العلاج الأولي، وموقع الورم الجديد، وصحة المصاب العامة.[٣][٥]


أنواع السرطانات المختلفة ومعدلات تكرارها

تختلف نسبة تكرار الإصابة بالسرطان بناءً على نوعه، والجدول التالي يوضح أنواع السرطانات المختلفة ومعدلات تكرارها:[٨]


نوع السرطان
معدل تكراره
سرطان المثانة
50% بعد استئصال المثانة
سرطان الثدي
30% بشكلٍ عام
5% - 9% مع استخدام الليتروزول أو دواء بديل خلال مدة متوسطها ​​10.6 سنوات
سرطان القولون المستقيم
17% بعد الاستئصال الجراحي العلاجي
الروم الأرومي الدبقي
100% تقريبًا
سرطانات الرأس والرقبة- المرحلة الرابعة
بعد العلاج الإشعاعي الكيميائي المكثف متعدد العوامل والمقسَّم بشكل مكثف:
17% محلي
22% بعيد
سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين
10% - 13% بعد العلاج الأولي
20% - 50% بعد العلاج الثاني
سرطان الكلى
13% بشكلٍ عام
49% بعد الاستجابة الكاملة للعلاج بمثبطات التيروزين كينيز
سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة
26% بعد الجراحة العلاجية
27% بعد العلاج الكيميائي للأمراض المتقدمة موضعياً
الساركوما العظمية
11% - 12% تكرار محلي
5% - 45% ورم منتشر
سرطان المبيض
85%
الميلانوما
15% - 41% بحسب المرحلة
87% ورم منتشر
سرطان البنكرياس
36% خلال سنة واحدة بعد الجراحة العلاجية
38% تكرار موضعي بعد العلاج الكيميائي المساعد
46% ورم منتشر بعيدًا بعد العلاج الكيميائي المساعد


المراجع

  1. ^ أ ب "Dealing With Cancer Recurrence", American Society of Clinical Oncology , 1/1/2019, Retrieved 22/7/2021. Edited.
  2. "When Cancer Comes Back", American Cancer Society , Retrieved 22/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Lynne Eldridge (24/6/2021), "Why Does Cancer Come Back?", verywellhealth, Retrieved 23/7/2021. Edited.
  4. "Why some cancers come back", cancerresearchuk, 6/7/2020, Retrieved 23/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "When cancer returns: How to cope with cancer recurrence", mayoclinic, 8/11/2019, Retrieved 23/7/2021. Edited.
  6. "Can I Do Anything to Prevent Cancer Recurrence?", American Cancer Society, 9/6/2020, Retrieved 23/7/2021. Edited.
  7. "Second Cancers", livestrong, Retrieved 23/7/2021. Edited.
  8. Andrea S. Blevins Primeau (30/11/2018), "Cancer Recurrence Statistics", Haymarket Media, Retrieved 23/7/2021. Edited.