يُلجأ عادةً إلى إجراء فحوصات التصوير بالأشعة لتقييم العديد من الأمراض والمشاكل الصّحيّة،[١] ولكن قد يتساءل البعض عمّا إذا كان استخدام التصوير بالأشعة قد يُولّد أخطارًا مُرتبطة بالإصابة بمرض السّرطان، فهل هذا الأمر حقيقةً أم خُرافة؟

هل التصوير بالأشعة يُسبب السرطان؟

في الواقع، قد يُلحِق التعرّض للإشعاع المؤين (بالإنجليزية: Ionising radiation) الضّرر في خلايا الجسم، فعلى الرغم من كونه في العادة إشعاعًا طفيفًا جدًا ولا يُسبب أي ضرر خطير، إلا أنّ الجرعات الكبيرة منه قد تتسبب في تحويل الخلايا الطّبيعيّة لخلايا سرطانية، كما أن التعرّض لجرعة منخفضة جدًا من الأشعة السينية خلال إجراء تصوير الصدر بالأشعة السينية (بالإنجليزية: Chest x-ray) قد ينطوي على مخاطر ضئيلة، بينما فحوصات التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT scan) والتي تستخدم جرعات أعلى من الأشعة السينية، فإنها تنطوي على مخاطر أكبر على الرغم من أنها لا تزال تُشكّل خطرًا ضئيلًا للغاية إلى هذه اللّحظة.[٢]


كم نسبة خطر الإصابة بالسرطان بسبب التصوير الإشعاعي؟

تُقدّر كمية الإشعاع المُستخدمة أثناء التصوير المقطعي المحوسب للجسم بـ 10 مللي سيفرت (mSv)، وهي تقريبًا نفس كمية الإشعاع التي نحصل عليها كل عامين من مصادره الأساسية، ويبلغ الخطر المُفترض للإصابة بسرطان قاتل من هذه الكمية من الإشعاع حوالي 1 من 2000، وللتوضيح أكثر فإن نسبة خطر موت شخص مُصاب بسرطان الرئة لم يُدخن أبدًا هو 1 من 714.[٣]


كم عدد صور الأشعة الآمنة التي يمكن إجراؤها خلال عام؟

على الرغم من عدم وجود رقم مُحدد لعدد صور الأشعة السينية الآمنة في كل عام، إلا أن الكلية الأمريكية للأشعة (American College of Radiology) توصي بالحدّ من التعرّض للإشعاع التشخيصي مدى الحياة إلى 100 مللي سيفرت، وهو ما يُعادل حوالي 10000 صورة أشعّة للصدر، و25 فحصًا بالأشعة المقطعية على الصدر فقط، ونظرًا لأن إجراءات الأشعة السينية المختلفة تنبعث منها كميات مختلفة من الإشعاع، فإن الأمر لا يتعلق بعدد فحوصات التصوير بقدر ما هو متعلق بنوع الفحص الذي يتم إجراؤه وكمية الإشعاع التي يُطلقها، فإذا كنتَ تخضع لمزيد من الإجراءات التي تستخدم الإشعاع فيجب عليك التحدث مع طبيبك أو أخصائي الأشعة حول المخاطر المرتبطة بإجراءات الأشعة السينية الشائعة.[٤]


هل التصوير بالأشعة آمن للأطفال؟

لكل إجراء طبي يستخدم الأشعة السينية مخاطر مرتبطة به تختلف عن الآخر، ويعتمد ذلك على نوع الأشعة السينية، وجزء الجسم الذي يتم تصويره، ومن المهم ملاحظة أن حقائق السلامة العامة المتعلقة بالتصوير بالأشعة تنطبق على البالغين فقط؛ إذ قد تُضاعف فحوصات التصوير المقطعي المحوسب لدى الأطفال خطر الإصابة بسرطان الدماغ وسرطان الدم بمقدار ثلاثة أضعاف، خاصةً إذا كانت للبطن والصدر بجرعات معينة، ومع ذلك لا تزال تُستخدم هذه الأشعة السينية للتصوير مع ضرورة إجراؤها فقط بعد مناقشة المخاطر والفوائد مع أسرة الطفل المُصاب.[٥]


أمان إجراء التصوير بالأشعة أثناء الحمل أو الرضاعة

تُعد المخاطر والآثار الجانبية للتصوير بالأشعة السينية أثناء الحمل ضئيلة للغاية، ولكن من المهم دائمًا حماية الجنين النامي من الأذى، والجدير بالذكر أن فحوصات الأشعة السينية لمناطق الجسم بما في ذلك السّاقين، والذراعين، والصدر، والرأس، والأسنان لا تُعرّض الأعضاء التناسلية للأّم ولا تُعرّض الطّفل كذلك إلى أشعة سينية مباشرة، بينما يمكن أن تُعرّض الأشعة السينية للبطن، أو المعدة، أو الكلى، أو أسفل الظهر، أو الحوض الطفل الذي لم يولد بعد لشعاع الأشعة السينية المباشر، واعتمادًا على الحالة الصحية والمنطقة التي تحتاج إلى الأشعة السينية قد يقوم الطبيب بإلغاء أو تأجيل فحص الأشعة السينية في حالات الحمل، ويمكن أيضًا تعديل فحص الأشعة السينية لتقليل الإشعاع، أما فيما يتعلق بأمان إجراء التصوير بالأشعة السينية أثناء الرضاعة فإنه يُعدّ آمنًا؛ إذ لا يؤثر الإشعاع في حليب الأم ولا في الطفل، وبالتالي فإن الرضاعة الطبيعية آمنة بعد التعرّض للأشعة السينية المنتظمة.[٦]


فوائد التصوير بالأشعة السينية

يمكن استخدام الأشعة السينية لفحص معظم مناطق الجسم؛ إذ تُستخدم بشكل أساسي للنظر في العظام والمفاصل، إلى جانب استخدامها أحيانًا لاكتشاف المشكلات التي تؤثر في الأنسجة الرخوة كالأعضاء الداخلية، ومن المشكلات الطّبية التي يمكن اكتشافها أثناء التصوير بالأشعة السينية ما يلي:[٧]

  • كسور العظام.
  • مشاكل الأسنان.
  • الجنف (بالإنجليزية: Scoliosis)، ويعني انحناء غير طبيعي للعمود الفقري.
  • أورام العظام السرطانية وغير السرطانية.
  • أمراض الرئة كالالتهاب الرئوي، وسرطان الرئة.
  • عسر البلع (بالإنجليزية: Dysphagia).
  • مشاكل القلب بما في ذلك قصور القلب (بالإنجليزية: Heart failure).
  • سرطان الثدي.




يمكن استخدام الأشعة السينية أيضًا لتوجيه الأطباء أو الجرّاحين أثناء إجراءات طبية معينة مثل رأب الأوعية التاجية (بالإنجليزية: Coronary Angioplasty)، وهو إجراء يُستخدم لتوسيع الشرايين الضيقة الواقعة بالقرب من القلب، ويمكن استخدام الأشعة السينية للمساعدة على توجيه أنبوب طويل ورفيع ومرن يُعرف بالقسطرة على طول أحد الشرايين.




المراجع

  1. "Medical X-ray Imaging", fda, 28/9/2020, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  2. "Information for Consumers - Radiation Risks of X-Rays and Scans", Government of Western Australia, 1/7/2019, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  3. "Risks of Radiation", The Regents of the University of California, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  4. "HOW MANY X-RAYS ARE SAFE IN A YEAR?", Rosetta, 27/5/2021, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  5. Tim Newman (9/1/2018), "Are X-rays really safe?", medicalnewstoday, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  6. John P. Cunha (25/6/2020), "X-Rays", MedicineNet, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  7. "X-ray", nhs, 13/7/2018, Retrieved 23/6/2021. Edited.