سرطان القناة الصفراوية
سرطان القناة الصفراوية (Bile Duct Cancer - Cholangiocarcinoma) من السّرطانات النّادرة التي تنمو فيها الخلايا الخبيثة السرطانية داخل القنوات الصفراوية، وتُعرَف القنوات الصفراوية بأنّها الأنابيب التي تنقل العصارة الصفراوية من الكبد إلى الأمعاء الدقيقة، وهناك قناتان صفراويتان تأتي أحدهما من الكبد والأخرى من المرارة، ثم تلتقيا معًا لتُشكلا القناة الصفراوية المشتركة، والتي تتصل بالأمعاء الدقيقة حيث تلتقي بقناة البنكرياس، وتلعب العصارة الصفراوية دورًا مهمًا في هضم الطعام وتحديدًا تكسير الدهون.[١][٢]
أنواع سرطان القناة الصفراوية
لسرطان القناة الصفراوية أنوعًا متعددة، وفيما يلي توضيحًا لها:[١]
- سرطان القناة الصفراوية داخل الكبد: (Intrahepatic Bile Duct Cancer)، يتكون هذا النوع من السرطان في القنوات الصفراوية داخل الكبد.
- سرطان القناة الصفراوية خارج الكبد: (Extrahepatic Bile Duct Cancer)، يتكون هذا النوع من السرطان في القنوات الصفراوية خارج الكبد.
- سرطان القناة الصفراوية المحيطية: (Perihilar Bile Duct Cancer)، يحدث هذا النوع من السرطان في منطقة النقير (Hilum)؛ وهي المنطقة التي تخرج فيها القنوات الصفراوية اليمنى واليسرى من الكبد وتنضم لتكوين القناة الكبدية المشتركة.
- سرطان القناة الصفراوية البعيدة: (Distal Bile Duct Cancer)، يوجد هذا النوع من السرطان في المنطقة البعيدة المكونة من القناة الصفراوية المشتركة، والتي تمر عبر البنكرياس وتنتهي في الأمعاء الدقيقة.
أسباب سرطان القناة الصفراوية
يحدث سرطان القنوات الصفراوية نتيجةً لحدوث تغيّرات أو طفرات في الحمض النووي لخلايا القنوات الصفراوية، ويُعرف الحمض النووي "DNA" بأنه المادة التي توفر تعليمات لكل عملية كيميائية في الجسم، وتتسبب طفرات الحمض النووي في حدوث تغيّرات في هذه التعليمات، وإحدى النتائج المترتبة على هذه الطفرات هي أن الخلايا قد تبدأ في النمو خارج نطاق السيطرة وتشكل في النهاية ورمًا أو كتلة من الخلايا السرطانية.[٣]
أسباب الطفرات الجينية التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان القناة الصفراوية لا تزال غير واضحة.
عوامل خطورة سرطان القناة الصفراوية
تزيد عدد من العوامل من فرصة الإصابة بسرطان القناة الصفراوية، وتُعرف هذه العوامل باسم عوامل الخطورة، وفيما يلي أبرزها:
- التقدم في العمر: تزداد فرصة الإصابة بسرطان القناة الصفراوية مع التقدم في العمر؛ فمعظم الأشخاص المصابين بهذا النوع من السرطان تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.[٤]
- التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي: (Primary Sclerosing Cholangitis - PSC)، هو نوع نادر من أمراض الكبد يسبب التهابًا مزمنًا - بمعنى طويل الأمد - في الكبد.[٤]
- تشوهات القناة الصفراوية: يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من أكياس مملوءة بالسوائل في القناة الصفراوية، وعادةً ما تكون هذه الأكياس خلقية بمعنى أنها موجودة منذ الولادة، وأكثر الأنواع شيوعًا هي الأكياس الصفراوية، ومرض كارولي (Caroli disease)، ولكن كلا الحالتين نادرتان جدًا.[٤]
- حصوات القنوات الصفراوية: تتشابه هذه الحصوات مع حصوات المرارة، إلا أنها تتشكل داخل الكبد وليس داخل المرارة.[٤]
- التعرّض لسموم كيميائية معينة: يزيد التعرّض لسموم بعض المواد الكيميائية من خطر الإصابة بسرطان القناة الصفراوية.[٤]
- طفيليات الكبد: يشيع في مناطق جنوب شرق آسيا عدوى طفيلية تُسببها الدُّودَة المثقوبَة الكبدية (Liver Fluke Infection)، والتي ترتبط بخطر الإصابة بسرطان القنوات الصفراوية، ويمكن أن تحدث هذه العدوى نتيجة تناول الأسماك النيئة أو غير المطبوخة جيدًا.[٣]
- عوامل أخرى: تشمل هذه العوامل:[٤]
- التهاب الكبد "بي" و"سي".
- تليف الكبد نتيجةً لشرب كميات كبيرة من الكحول.
- فيروس نقص المناعة البشرية "HIV".
- مرض السكري.
- التدخين.
- السمنة.
أعراض وعلامات سرطان القناة الصفراوية
في الحقيقة، قد لا يُسبب سرطان القناة الصفراوية أي أعراض أو علامات دالة عليه، مما يجعل من اكتشافه أمرًا صعبًا نوعًا ما، وفي حال ظهور الأعراض فيمكن أن تشمل ما يلي:[٥]
- تحوّل لون البشرة أو بياض العينين إلى اللون الأصفر، ويُعرف هذه الحالة طبيًا باسم اليرقان (Jaundice)، وقد يعاني المصاب أيضًا من حكة في الجلد، وبول غامق، وبراز شاحب أكثر من المعتاد.
- فقدان الشهية أو فقدان الوزن.
- الشعور بتوعك بشكل عام.
- الشعور بالتعب أو انعدام الطاقة.
- ارتفاع في درجة الحرارة، أو الشعور بالحر أو الارتجاف.
غالبًا ما يتم تشخيص سرطان القناة الصفراوية بمجرد تقدمه؛ وذلك لأن الأعراض تميل إلى الظهور في المراحل المتأخرة من المرض فقط.
تشخيص سرطان القناة الصفراوية
لتشخيص سرطان القناة الصفراوية يجري الطبيب عددًا من الفحوصات المخبرية والتصويرية، إلى جانب الفحص البدني ومراقبة الأعراض التي يشكو منها المصاب، وفيما يلي توضيحًا لذلك:[٦]
- مجموعة من فُحوصات الدّم: تجرى هذه الفحوصات للتحقق من الصحة العامة للمصاب ووظائف الكبد، وقد يخضع أيضًا لفحص دم للتحقق من وجود مادة كيميائية مرتفعة في بعض الأحيان لدى الأشخاص المصابين بسرطان القناة الصفراوية تُسمى علامة أو واسِمة الورم (Tumor Marker).
- تصوير القناة الصفراوية والبنكرياس بالمنظار: (Endoscopic Retrograde Cholangio-Pancreatography - ERCP)، يمكن أن يساعد هذا التّصوير على اكتشاف أي انسداد في القناة الصفراوية وقناة البنكرياس، ولإجرائه يُمرر الطبيب أنبوب طويل ومرن ينتهي بكاميرا وضوء يسمى المنظار الداخلي أسفل الحلق لإنشاء صورة بالأشعة السينية للبنكرياس والمرارة.
- تصوير الأقنية الصفراوية عبر الكبد: (Percutaneous Transhepatic Cholangiography - PTC)، يساعد هذا التّصوير أيضًا على التحقق من سلامة القناة الصفراوية، ولإجرائه يُعطى المصاب دواء مُهدّئ، ويُحقن بصبغة في بطنه، ثم يقوم الطبيب بأخذ صورة باستخدام الأشعة السينية لمعرفة ما إذا كان هناك أي انسداد.
- اختبارات أخرى: تشمل هذه الاختبارات:
- الخزعة.
- فحص العظام، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير بالأشعة المقطعية؛ للتحقق مما إذا كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
مراحل سرطان القناة الصفراوية
بعد الانتهاء من إجراء الاختبارات التشخيصية، يُحدد الطبيب مرحلة سرطان القناة الصفراوية باستخدام نظام التدريج الرقمي، وتُقسم هذه المراحل إلى:[٧]
- المرحلة الأولى أ: يتواجد السرطان في هذه المرحلة داخل القناة الصفراوية فقط.
- المرحلة الأولى ب: يبدأ السرطان بالانتشار خارج جدران القناة الصفراوية، ولكنه لم ينتشر بعد في الأنسجة المحيطة أو الغدد الليمفاوية.
- المرحلة الثانية: ينتشر السرطان في الأنسجة القريبة كالكبد، ولكنه لم ينتشر في العقد الليمفاوية.
- المرحلة الثالثة: ينتشر السرطان في الغدد الليمفاوية، والأوعية الدموية الرئيسية التي تغذي الكبد.
- المرحلة الرابعة: ينتشر السرطان إلى أعضاء بعيدة عن القناة الصفراوية كالرئتين.
علاج سرطان القناة الصفراوية
من الطرق الشائعة لعلاج سرطان القناة الصفراوية ما يلي:[٨]
- الصرف الصفراوي: يستخدم هذا العلاج إذا كان هناك انسداد في القناة الصفراوية، ويقوم الطبيب خلاله بإجراء مجازة (Bypass)، ويقطعها ويعيد توصيلها على الجانب الآخر من الانسداد.
- العلاج الضوئي: (Photodynamic Therapy)، يُحقن المصاب بشكل غير نشط من دواء معين في الوريد، ويميل هذا الدواء إلى التجمّع في الخلايا السرطانية أكثر منه في الخلايا السليمة، وبعد بضعة أيام يستخدم الطبيب منظارًا داخليًا لتوجيه ضوء خاص إلى الورم بهدف تنشيط الدواء وقتل الخلايا السرطانية.
- العلاج الإشعاعي: (Radiation Therapy)، يستخدم هذا العلاج أشعة أو جزيئات عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية.
- العلاج الكيميائي: (Chemotherapy)، غالبًا ما يستخدم الأطباء الأدوية لقتل الخلايا السرطانية قبل الجراحة أو بعدها، ويمكن أن يُعطى العلاج الكيميائي عن طريق الفم، أو من خلال حقنة في الوريد.
- الجراحة: اعتمادًا على انتشار السرطان قد يحتاج الطبيب إلى إزالة جزء أو كامل القناة الصفراوية، أو العقد الليمفاوية، أو الكبد، أو البنكرياس، أو الأمعاء الدقيقة.
في بعض الحالات، يُلجأ لزراعة الكبد (Liver Transplant).
الوقاية من سرطان القناة الصفراوية
للوقاية من خطر الإصابة بسرطان القناة الصفراوية، اتّبع التعليمات التالية:[٩]
- تجنّب ملامسة المواد الكيميائية الخطرة، فعلى سبيل المثال يرتبط ثاني أكسيد الثوريوم (Thorium dioxide) وهو مادة كيميائية كانت تستخدم في فحوصات الأشعة السينية بزيادة خطر الإصابة بسرطان القناة الصفراوية.
- تجنّب الكحول.
- الإكثار من شُرب الماء النقي، وتناول الأطعمة التي تم طهيها جيدًا فقط (في حال السّفر لمناطق انتشار عدوى الدّيدان).
المراجع
- ^ أ ب "Bile Duct Cancer (Cholangiocarcinoma) Treatment", National Cancer Institute, 1/10/2020, Retrieved 8/8/2021. Edited.
- ↑ "Bile duct cancer (cholangiocarcinoma)", Cancer Council Victoria, Retrieved 8/8/2021. Edited.
- ^ أ ب "Cholangiocarcinoma (bile duct cancer)", mayoclinic, 21/5/2019, Retrieved 8/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Bile duct cancer (cholangiocarcinoma)", nhsinform, 13/2/2020, Retrieved 8/8/2021. Edited.
- ↑ "Symptoms -Bile duct cancer (cholangiocarcinoma)", nhs, 5/5/2020, Retrieved 8/8/2021. Edited.
- ↑ "Bile duct cancer (cholangiocarcinoma)", Cancer Council Victoria, Retrieved 8/8/2021. Edited.
- ↑ "Bile duct cancer (cholangiocarcinoma)", nhsinform, 13/2/2020, Retrieved 8/8/2021. Edited.
- ↑ Laura J. Martin (9/2/2020), "Cholangiocarcinoma (Bile Duct Cancer)", webmd, Retrieved 8/8/2021. Edited.
- ↑ "Bile Duct Cancer (Cholangiocarcinoma): Risk Factors and Prevention", American Society of Clinical Oncology, 1/6/2020, Retrieved 8/8/2021. Edited.