يمكن أن ينتشر سرطان الثدي (بالإنجليزية: Breast cancer) إلى أعضاء أُخرى في الجسم كالرئتين، أو المسافة الفاصلة بين الرئة وجدار الصدر،[١] ولكن هل لهذا الانتشار أعراض مُختلفة؟ وما مدى خُطورته؟
انتشار سرطان الثدي إلى الرئة
مع الأسف يمكن للخلايا السرطانية أن تتنقل من مكان نموها إلى أجزاء الجسم المختلفة كما يحلو لها؛ فعند انتشارها تتمدد هذه الخلايا السرطانية مباشرةً إلى الرئتين مثل السرطانات التي تبدأ في المريء أو جدار الصدر، ولكن يُمكن القول أنّ معظم الخلايا السرطانية قد تنتقل بشكلٍ غير مباشر من خلال 3 طرق، وهي:[٢]
- مجرى الدم: إذ قد تتسرب الخلايا السرطانية إلى الأوعية الدموية الصغيرة بالقرب من الأورام، ثم تنتقل إلى الرئتين عبر الشرايين الرئوية.
- الأوعية الليمفاوية: كما هو الحال في مجرى الدم قد تتسرب الخلايا السرطانية إلى الأوعية الليمفاوية الصغيرة، ثم تنتقل على طول المسارات الليمفاوية بما في ذلك العقد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymph nodes).
- الانتشار الجنبي: يُشير الغشاء الجنبي إلى الأغشية المحيطة بالرئة، وغالبًا ما يقتصر هذا النوع من الانتشار على أورام الرئة وهو أقل شيوعًا.
أعراض وعلامات انتشار سرطان الثدي إلى الرئة
عندما ينتقل سرطان الثدي إلى الرئة فإنه في كثيرٍ من الأحيان لا يسبب أعراضًا، وقد يتم اكتشاف الورم لأول مرة في اختبارات التصوير التي تُجرى كجزء من متابعة العلاج مثل التصوير المقطعي المحوسب للصدر (بالإنجليزية: Chest Computed Tomography Scan)، وإذا تسبب ورم خبيث في الرئة في ظهور أعراض فقد تشمل كلًا مما يلي:[٣]
- ألم أو إزعاج في الرئة.
- ضيق في التنفس.
- أزيز.
- السعال المستمر.
- السعال المصحوب الدم والمخاط.
تحذير: قد يكون من الصعب معرفة الفرق بين أعراض الورم الخبيث في الرئة وأعراض نزلات البرد أو أمراض الجهاز التنفسي العلوي، خاصةً إذا كان موسم البرد والإنفلونزا، أو إذا كان هُناك تاريخ من مشاكل الجهاز التنفسي، لذا يوصي العديد من الأطباء بفحص أي أعراض غير عادية تستمر لأكثر من أسبوع أو أسبوعين للحصول على التشخيص الصحيح.
تشخيص انتشار سرطان الثدي إلى الرئة
إذا ظهرت لديكِ أي أعراض أو علامات تشير إلى إصابتكِ بسرطان الثدي النقيليّ في الرئة، فسيقوم طبيبك بإجراء فحص بدني كإجراء تشخيصي، وقد يطلب اختبارات أُخرى لتحديد ما إذا كان سرطان الثدي قد انتشر في إحدى رئتيكِ أو كلتيهما، ويمكن أن يكون طبيبك قادرًا على اكتشاف الانصباب الجنبي (بالإنجليزية: Pleural effusion)، أو التهاب الأوعية الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphangitis) أثناء الفحص، وتعتمد الاختبارات التي قد تُجرى على الأعراض والعلامات الظاهرة، وتشمل ما يلي:[٤]
- تصوير الصدر بالأشعة السينية: (بالإنجليزية: Chest X-ray imaging) يُعدّ هذا الاختبار أول ما يطلبه الطبيب في العادة، ويمكن أن يُظهر الانصباب الجنبي الذي يعني تراكم السوائل في غشاء الجنب.
- التصوير بالأشعة المقطعية: (بالإنجليزية: CT scan)، تستخدم في هذا الإجراء الأشعة السينية لإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد للرئتين.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: (بالإنجليزية: PET scan)، يستخدم هذا التصوير أشعة جاما أو الموجات المُشعّة لإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد للجسم، ويمكن أن يكون فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني مفيد في تحديد ما إذا كانت التشوهات التي تظهر في التصوير المقطعي المحوسب هي سرطان أم لا.
- الخزعة: (بالإنجليزية: Biopsy) قد تكون هناك حاجة لإجراء الخزعة إذا كان هناك شكوك بشأن التشخيص، ومن المفيد أيضًا أن يقوم طبيبك بإعادة فحص المستقبلات "ER" و "PR" و "HER2"، حيث يمكن أن تكون مختلفة عن سرطان الثدي الأساسي، وهي مهمة في تحديد أفضل العلاجات وأكثرها فعالية.
علاج انتشار سرطان الثدي إلى الرئة
يُركز علاج سرطان الثدي الثانوي في الرئة، والذي حدث نتيجةً لانتشار خلايا سرطان الثدي إلى الرئة على تخفيف الأعراض والعلامات المصاحبة للسرطان، وإبطاء نموه وتقدّمه،[٥] وفيما يلي توضيحًا للطرق الأكثر استخدامًا في علاج سرطان الثدي الثانوي في الرئة.
العلاج الكيميائي
العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) هو العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان الرئة النقيليّ، ويُستخدم للمساعدة على تقليص حجم الأورام السرطانية، والتحكم في نموها، وفي بعض الأحيان يُستخدم العلاج الكيميائي إلى جانب علاجات أُخرى للسرطان كالجراحة والعلاج الموجه، وتُعطى أدوية العلاج الكيميائي عن طريق الوريد، أو كحبوب تؤخذ عن طريق الفم، ثم تنتقل إلى جميع أنحاء الجسم لتدمير الخلايا السرطانية أينما كانت.[٦]
العلاج الهرموني
العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) هو علاج للسرطان يتحكم في نمو الخلايا السرطانية من خلال خفض مستويات بعض الهرمونات التي يحتاجها السرطان للنمو، وتستجيب سرطانات الثدي الإيجابية للمستقبلات الهرمونية لهذا العلاج بشكلٍ جيد.[٧]
العلاج الموجّه
تعمل أدوية العلاج الموجه (بالإنجليزية: Targeted therapy) على منع البروتينات أو المواد المُحددة الأُخرى الموجودة على سطح الخلايا السرطانية أو داخلها؛ بهدف إيقاف أو إبطاء نمو الخلايا السرطانية وانتشارها.[٦]
العلاج المناعي
يهدف العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) إلى تعزيز جهاز المناعة أو مساعدته على اكتشاف السرطان ومهاجمته.[٦]
الجراحة
على الرغم من أن الجراحة لا تعالج سرطان الثدي الثانوي في الرئة، إلا أنها قد تكون أحيانًا جزءًا من خطة العلاج، ومن المرجح أن تُجرى الجراحة إذا كانت منطقة سرطان الثدي الثانوي في الرئة صغيرة جدًا، ويمكن للجرّاح الوصول إليها بسهولة، كما لا يوجد سرطان ثدي ثانوي آخر في أي مكان آخر من الجسم.[٥]
العلاج الإشعاعي
لا يُستخدم العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) عادةً لعلاج سرطان الرئة النقيليّ، ولكن في بعض الحالات يمكن استخدام العلاج الإشعاعي الخارجي لتخفيف الأعراض مثل مشاكل التنفس والسعال والنزيف، كما يمكن استخدام نوع آخر من الإشعاع وهو العلاج الإشعاعي التجسيمي للجسم (بالإنجليزية: Stereotactic body radiation therapy)، والذي يوفّر جرعة عالية من الإشعاع المستهدف مع آثار جانبية أقل للإشعاع على الأنسجة السليمة.[٦]
ماذا يعني انتشار سؤطان الثدي في الرئة؟
عندما ينتشر سرطان الثدي إلى الرئة يمكن علاجه ولكن لا يمكن التعافي والشفاء التام منه، ويهدف العلاج إلى السيطرة على انتشار السرطان وإبطائه، وتخفيف الأعراض والعلامات التي يُسببها، ومنح المُصاب نوعية حياة أفضل لأطول فترة ممكنة، ومع تحسّن العلاجات السرطانية وتقدّمها أصبحت العديد من المُصابات يعيشن لفترة أطول بعد تشخيص إصابتهنّ بسرطان الثدي الثانوي، ومع ذلك يصعب التنبؤ بمتوسط العمر المتوقع بحيث تختلف حالة كل مُصابة عن الأُخرى،[٥] وتعتمد النظرة طويلة المدى للمصابات بسرطان الثدي النقيليّ في الرئة على العديد من المتغيرات، وتشمل ما يلي:[٧]
- العمر.
- الحالة الصحية العامة.
- كيفية استجابة الورم للعلاج.
- حجم الأورام الأولية والثانوية.
- ما إذا كان السرطان الأولي قد انتشر إلى مواقع متعددة داخل الجسم أم لا.
المراجع
- ↑ "Slideshow: Where Breast Cancer Spreads", WebMD, 23/10/2020, Retrieved 15/6/2021. Edited.
- ↑ Lynne Eldridge (11/8/2020), "How Metastatic Cancer to the Lungs Differs From Primary Lung Cancer", Very Well Health, Retrieved 15/6/2021. Edited.
- ↑ "Lung Metastasis: Symptoms and Diagnosis", Breastcancer, 20/6/2019, Retrieved 15/6/2021. Edited.
- ↑ "Metastatic breast cancer in the lung", Breast Cancer Network Australia (BCNA) , Retrieved 15/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Secondary breast cancer in the lung", Breast Cancer Now, 1/2/2020, Retrieved 15/6/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Lung metastases", Canadian Cancer Society , Retrieved 15/6/2021. Edited.
- ^ أ ب Jamie Eske (28/1/2019), "What happens when breast cancer metastasizes in the lungs?", Medical News Today, Retrieved 15/6/2021. Edited.