يُعد العلاج بالأشعة أو العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiotherapy أو Radiation therapy) أحد العلاجات المستخدمة لعلاج السرطان ومن ضمنها سرطان الثدي،[١] فقد تتطلب بعض حالات سرطان الثدي لدى بعض النساء العلاج الإشعاعي بالإضافة للعلاجات الأخرى، إذ يتم استخدام إشعاع عالي الطاقة لقتل الخلايا السرطانية وتقليص حجم الأورام.[٢]

العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي

يعتمد العلاج الإشعاعي على استخدام أشعة سينية (X-rays) عالية الطاقة، أو بروتونات، أو جزيئات أخرى بهدف قتل الخلايا السرطانية؛ حيث يستهدف العلاج الخلايا سريعة النمو؛ كالخلايا السرطانية،[٣] وقد تم تطوير وتصميم العلاج الإشعاعي بشكلٍ يضمن حصول المريض على أكبر قدر من الفائدة وأقل قدر ممكن من الآثار الجانبية.[٤]


الحالات التي يتم فيها استخدام العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي

يتم اللجوء للعلاج الإشعاعي تقريبًا في جميع مراحل سرطان الثدي،[٣] ومن أبرز الحالات التي يتم فيها استخدام العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي ما يلي:[٥]

  • ما بعد إجراء جراحة الثدي المحافظة (بالإنجليزية: Breast-conserving surgery)؛ وذلك للمساعدة على تقليل فرص الإصابة مجددًا بسرطان الثدي في نفس الموقع أو في الغدد الليمفاوية المجاورة لمكان سرطان الثدي القديم.
  • ما بعد عملية استئصال الثدي (بالإنجليزية: Mastectomy)؛ خاصة عندما يزيد حجم السرطان عن 5 سم، إذ قد يتواجد في العقد الليمفاوية القريبة، ويستخدم أيضاً لقتل الخلايا السرطانية التي قد تتواجد في الجلد أو العضلات القريبة من مكان عملية استئصال الثدي.
  • حالات انتشار السرطان لأجزاء مختلفة من الجسم؛ كالدماغ، والعظام، وغيرها.


الطرق التي يتم فيها استخدام العلاج الإشعاعي

عادةً يتم علاج سرطان الثدي بالعلاج الإشعاعي من خلال طريقتين رئيسيتين، وهما كما يلي:[٣]

  • الإشعاع الخارجي: (بالإنجليزية: External radiation)، ويعد من أكثر الطرق شيوعاً في العلاج الإشعاعي المستخدم للسيطرة على سرطان الثدي، حيث يتم بواسطة آلة تقوم بإطلاق الإشعاع من خارج الجسم إلى الثدي تحت إشراف الطبيب.
  • الإشعاع الداخلي: (بالإنجليزية: Internal radiation)، والمعروف أيضًا بالمعالجة القريبة (بالإنجليزية: Brachytherapy)، حيث يقوم الطبيب بوضع جهاز في الثدي لتوصيل الإشعاع للمنطقة التي أُصيبت بالسرطان بعد إجراء عملية جراحية لإزالة السرطان.


التحضير للعلاج الإشعاعي

عادةً ما يقوم الطبيب أو الفريق الطبي بكافة التحضيرات اللازمة للقيام بالعلاج الإشعاعي، بالإضافة إلى قيامهم بإخبار المريض بجميع الأمور التي يتوجب عليه فعلها أو تجنبها للحصول على أكبر قدر من النتائج الجيدة للعلاج الإشعاعي، وقد يخضع المريض للفحص بالأشعة المقطعية (CT) للمنطقة المُراد علاجها بالإشعاع قبل البدء بالعلاج الإشعاعي، وبشكلٍ عام يُطلب من المريض الاستلقاء بوضعية تسمح بإجراء جلسة العلاج الإشعاعي بشكلٍ صحيح؛ كما أنّ هذا الفحص يُمكن الفريق الطبي من الحصول على معلومات تساعد على زيادة فعالية العلاج الإشعاعي كالآتي:[٦]

  • تحديد الجرعة التي سيتم استخدامها أثناء العلاج الإشعاعي.
  • تحديد المناطق التي سيتم إخضاعها للعلاج الإشعاعي.


قد يقوم الفريق الطبي بوضع علامات صغيرة دائمة بحجم نقطة في أماكن محددة على الجلد؛ وذلك لمساعدة الشخص الذي يقوم بالعلاج الإشعاعي على التأكد من وجود المريض بالوضعية الصحية أثناء جلسات العلاج الإشعاعي.[٦]


الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي

كما ذكر سابقًا بأنَّه تم تصميم العلاج الإشعاعي ليكون ذو أكبر قدر من الفائدة، ومع ذلك قد يتسبب بظهور بعض الآثار الجانبية، وبشكلٍ عام يعتمد ظهور الآثار الجانبية على نوع العلاج الإشعاعي المستخدم، وقد يزداد فرص ظهورها وتفاقمها مع استمرارية الخضوع للعلاج الإشعاعي، لذلك قد تكون الآثار الجانبية في نهاية العلاج أكثر إزعاجًا على المريض، ومن أبرز الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي ما يأتي:[٧]

  • الشعور بتعب عام في الجسم.[٨]
  • الشعور ببعض الآلام متفاوتة الشدة أثناء جلسة العلاج الإشعاعي.[٨]
  • تساقط الشعر.[٨]
  • تهيج الجلد حيث يصبح مشابهًا لحروق الشمس،[٩] وقد يختلف ذلك حسب لون البشرة، وذلك كالآتي:[١٠]
  • الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة يكون الضرر شبيهًا بحروق حمراء على الجلد.
  • الأشخاص ذوي البشرة الداكنة يزداد اسوداد الجلد لديهم.
  • انتفاخ الثدي وشعور المريض بثقل فيه.[٩]
  • ظهور قشور على الجلد.[١٠]
  • جفاف وحكة في الجلد.[١٠]


نصائح للتخفيف من الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي

قد يساعد اتباع بعض النصائح المريض الخاضع للعلاج الإشعاعي على التخفيف من الآثار الجانبية للعلاج، ومن أهم هذه النصائح الجيدة التي قد تساعد على ذلك ما يأتي:[١١]

  • ارتداء الملابس القطنية والفضفاضة، لذلك يُفضل تجنب ارتداء حمالات الصدر والملابس الضيقة لأنَّ ذلك قد يزيد من الحكة والألم.
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة وتناول الأطعمة الصحية وجعلهما من أساسيات الروتين اليومي.
  • البقاء بنشاطٍ قدر الإمكان؛ إلا إذا تسبب ذلك بشعور المريض بآلام أو مشاكل أخرى، حيث تم إثبات أنَّ التمارين الروتينية تساعد على تقليل الإرهاق الذي يعاني منه المريض نتيجة العلاج الإشعاعي.


متى يتم البدء باستخدام العلاج الإشعاعي؟

يعتمد موعد البدء بالعلاج الكيميائي على حالة المريض، حيث يتم البدء بالعلاج الإشعاعي خلال 8 أسابيع بعد خضوع المريض للجراحة، وبعد 3-4 أسابيع من انتهاء المريض من العلاج الكيماوي (بالإنجليزية: Chemotherapy)، وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر البدء بالعلاج الإشعاعي قبل المُباشرة بالجراحة وبعد الخضوع للمعالجة الكيميائية الداعمة القبلية (بالإنجليزية: Neoadjuvant chemotherapy).[٨]


كم يستمر العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي؟

تختلف مدة الخضوع للعلاج الإشعاعي لسرطان الثدي من شخصٍ لآخر بسبب اختلاف الوضع الصحي لكل مريض؛ إذ إن الخطة العلاجية للسرطان قد تختلف بالكامل من مريض إلى آخر،[١٢] وعادةً ما يتم إخضاع المريض للعلاج الإشعاعي لخمسة أيام في الأسبوع لتخفيف الآثار الجانبية،[١٣] وقد يتم توزيع جلسات العلاج من خلال إخضاعه للعلاج بشكلٍ يومي خلال الأسبوع مع إعطائه استراحة في عطلة نهاية الأسبوع، ويستمر الأمر على هذا النهج لمدة 3-6 أسابيع، وقد تتطلب بعض الحالات إخضاع المريض لجلسات أكثر خلال اليوم، أو خلال أيام العطل.[١٤][٨]


هل العلاج الإشعاعي للثدي مؤلم؟

عادةَ لا يتسبب العلاج الإشعاعي للثدي بالألم لدى معظم المرضى، ولكنَّه مع مرور الوقت قد يتسبب بآثار جانبية مزعجة على الجلد.[١٥]


ما هي درجة فعالية العلاج الإشعاعي؟

تعتمد فعالية العلاج الإشعاعي على مرحلة سرطان الثدي، ووفقاً لإحصائيات موقع (Cleveland clinic)؛ فقد تصل نسبة عدم عودة سرطان الثدي إلى 50% بعد استئصال الكتلة السرطانية خلال المراحل المبكرة التي لم ينتشر فيها السرطان بعد، وإنَّ نسبة عودة سرطان الثدي لمن خضعوا لاستئصال الكتلة السرطانية فهي تتراوح بين 20-40% خلال 10-20 سنة، وعند الخضوع للعلاج الإشعاعي بعد الجراحة فإنّ نسبة عودة سرطان الثدي تقل لتتراوح بين 5-10%، ومع ذلك يوجد فئة من المرضى يحصلون على فائدة أقل من العلاج الإشعاعي بما في ذلك المرضى الذين تجاوزوا 65 عامًا، والمرضى المصابين بسرطانات ذات حجمٍ صغير.[١٠]


المراجع

  1. "Radiation Therapy", breastcancer, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  2. "Radiation for Breast Cancer", American cancer society, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Radiation therapy for breast cancer", mayoclinic, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Radiotherapy for breast cancer", macmillan, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Radiation therapy for breast cancer", cancercouncil, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Radiation Therapy for Breast Cancer", mskcc, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Radiation Therapy for Breast Cancer", clevelandclinic, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  8. "Radiation Therapy", nationalbreastcancer, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  9. "What to Expect When Having Radiation Therapy", cancer, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  10. "Frequently Asked Questions (FAQs) - Radiation Therapy and Cancer", uclahealth, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  11. "What happens -Radiotherapy", nhs, Retrieved 10/6/2021. Edited.