الفرق بين الورم الدهني والورم السرطاني

يعتقد البعض أن الورم الدهني ورماً سرطانياً، ولكن في الحقيقة هناك فروقات بينهما، فما هي الفروقات؟^[١]

الفرق بين الورم الدهني والورم السرطاني

الفرق من حيث التعريف

• الورم الدهني: (Lipoma)، هو عبارة عن ورم أو كتلة دائريّة أو بيضوية الشكل، وتنشأ وتنمو مباشرةً تحت الجلد، وقوامها أو بنيتها الأساسيّة هي الدهون، وعادةً ما تكون ليّنة ويمكن تحريكها بسهولة تحت الجلد، وغالباً ما تكون غير مؤلمة.^[٢]
• الورم السرطاني: (Malignant tumors)، والذي يتكوّن بشكل أساسي من خلايا تنمو بشكلٍ غير مسيطر عليه، ولديها قابليّة للانتشار والتوّسع سواء أكان ذلك في مواقع قريبة من مكان نشوءها أو مواقع بعيدة عنها، وأهم ما يميّز الأورام السرطانيّة هي قدرتها على التوّغل أو غزو مناطق أخرى من الجسم، إمّا عن طريق مجرى الدّم أو عن طريق الجهاز الّليمفاوي.^[١]

الفرق من حيث الأعراض

الورم الدهني

نذكر من أعراضه وخصائصه ما يأتي:^[٣]

• تشكّله في أي مكان بالجسم؛ تحت الجلد مباشرة، ومن أكثر الأماكن التي يمكن أن تنشأ فيها: الرقبة، والكتفين، والظهر، والبطن، والذّراعين، والفخذين.
• لا تسبب الألم في الغالب، ولكن في بعض الأحيان فإنها قد تكون مؤلمة نتيجة تسببها بالضغط على الأعصاب المحيطة بها، أو إذا كانت تحتوي عدد كبير من الأوعية الدمويّة.
• ذات ملمس طري أو لين، بحيث يمكن تحريكها عند الضغط عليها بالإصبع بشكل خفيف.
• ذات حجم صغير إجمالاً، ففي معظم الحالات يكون قطرها أقل من 5 سنتيمترات، إلّا أنّها قابلة للنمو وزيادة الحجم.

الورم السّرطاني

تختلف أعراض الورم السرطاني باختلاف نوعه، ولكن الأورام السرطانية التي تُشابه الورم الدهني قد تكون أعراضها كما يلي:^[٤]

• سرطان الجلد: غالباً ما ينشأ سرطان الجلد في الأماكن التي تكون معرّضة أو مكشوفة للشمس أكثر من غيرها، وقد يظهر بالأشكال التالية:^[٤]
• نتوءات أو بروزات شفّافة قليلاً، ذات لون زهر غامق ولامع.
• نتوءات حمراء متقشرة.
• بقع مسطّحة غير بارزة أي أنها ضمن مستوى سطح الجلد، وغالباً ما تكون ذات سطح أو ملمس خشن أو متقشر أو ذو لون أحمر أو بنّي.
• الساركوما الشحمية (Liposarcoma): والتي قد تنشأ في بعض الحالات على شكل كتل أو أورام مرئيّة أو ظاهرة تحت الجلد ويمكن تمييزها بسهولة، وغالباً ما تكون غير مؤلمة عند بداية ظهورها أو تشكلها، وفي معظم الحالات لا تكون هذه الكتلة مرتبطة بأيّة علامات أو أعراض، ومن الأمور التي قد تكون مرتبطة بوجود الساركوما الشحميّة ما يأتي:^[٥]
• نشوء كتلة جديدة في أي مكان من الجسم، أو زيادة في حجم كتلة موجودة سابقاً واستمرارها بالنمّو.
• استفراغ مصحوب بالدم.
• دم في البراز بشكلٍ واضح وصريح، أو أن يكون لون البراز غامقًا.
• آلام وتشنّجات البطن.
• انتفاخ مؤلم ومحيط بالكتلة أو الورم، أو شعور المريض بتنميل وخدران في المنطقة المحيطة أو القريبة من الكتلة.

الفرق من حيث الأسباب وعوامل الخطر

الورم الدّهني

إنّ سبب نشوء الأورام الدهنيّة هو أمر مُبهم وغير مفهوم لغاية هذه الّلحظة، ولكن هناك مجموعة من عوامل الخطر التي قد يزيد وجودها من احتماليّة أو نشوء الورم الشّحمي، لعلّ أهمها:^[٦]

• الجنس الذكري.
• التقدم في العمر، تحديداً الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً، أو الأشخاص في منتصف العمر.
• وجود تاريخ عائلي للإصابة بالأورام الدهنية.
• الإصابة ببعض الحالات الصحية؛ مثل: متلازمة جاردنر (Gardner syndrome)، أو الورم الشحمي المتعدد العائلي (Familial multiple lipomatosis)، أو مرض الشّحامة المؤلمة (Adiposis dolorosa)، أو مرض مادلونغ (Madelung disease).

الورم السّرطاني

يمكن بيان الأسباب وعوامل خطر الأورام السرطانية التي تُشابه الورم الدهني تبعاً للنوع على النحو التالي:

• سرطان الجلد: يعد التعرّض بشكل كبير للأشعة فوق البنفسجية (UV) من الشّمس هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بهذه الحالة، والذي قد يحدث عند التعرّض للشمس بهدف التسمير أو تغميق لون البشرة، وهناك مجموعة من عوامل الخطر التي يزيد وجودها من احتماليّة الإصابة بسرطان الجلد، ومنها ما يأتي:^[٧]
• أصحاب البشرة فاتحة الّلون.
• الجنس الذكوري.
• الإصابة ببعض الأمراض الوراثيّة.
• التعرّض للعلاج الإشعاعي سابقاً.
• التعرّض للمواد الكيمائيّة الضارّة.
• انخفاض مستوى مناعة الجسم أو ضعف المناعة.
• المُصابين بالتقران السّعفي (Actinic keratosis)، أو مرض بوين (Bowen’s disease).
• الساركوما الشحميّة: إنّ الأسباب الحقيقيّة للإصابة بالساركومة الشحميّة غير معروفة لغاية الآن، ولكن هناك مجموعة من العوامل التي غالباً ما يرتبط وجودها بزيادة احتماليّة الإصابة بالساركومة الشحميّة، ومنها:^[٨]
• بعض الأمراض الوراثيّة أو الجينيّة نادرة الحدوث.
• التعرّض للعلاج الإشعاعي.
• وجود تاريخ عائلي للإصابة بالساركوما الشحميّة أو سرطانات الأنسجة الرخوة الأخرى.

الفرق من حيث التشخيص

عند ظهور الأعراض وتوجه المريض إلى الطبيب فإنه سيقوم بأخذ السيرة المرضيّة للمريض، وإجراء بعض الفحوصات السريريّة لتقييم الحالة، ولكن في بعض الحالات يجب استبعاد أو استثناء أمور معيّنة قد ترد في بال الطبيب، إضافةً إلى تأكيد تشخيص الحالة الأساسية التي يشكو منها المريض، ولذلك قد يلجأ الطبيب لإجراء أو طلب الفحوصات أو الاختبارات التاليّة:^[٩]

• التصوير بالأشعة السينيّة (X-rays).
• التصوير المقطعي المحوسب (CT-Scan)
• السونار أو التصوير بالموجات فوق الصوتيّة (Ultrasounds).
• أخذ خزعات (Biopsies) من الأنسجة وإخضاعها للفحص المخبري.

الفرق من حيث العلاج

الورم الدّهني

إن غالبيّة حالات الأورام الدهنيّة ليست بحاجة للعلاج، ولكن قد لا يكون الشخص متصالحاً مع وجودها، وفي هذه الحالة يمكن التخلّص منها جراحيّاً، ولا داعي للقلق من فكرة استئصال الورم الدّهني لأنّه إجراء آمن وفعّال، حيث يمكن للشخص مغادرة المستشفى في نفس يوم الإجراء الطبي، قد لا تكون فكرة الجراحة مناسبة للجميع، فالبعض قد يخاف من خوض هذه التجربة، وفي هذه الحالة قد يلجأ الأطباء لاستعمال إبرة طويلة ورفيعة لسحب وشفط الدهون أو الأنسجة الدّهنيّة من هذا التكتّل الدّهني.^[٢]

الورم السّرطاني

من الخيارات المتاحة لعلاج الورم السّرطاني، ما يلي:^[١٠]

• الجراحة.
• العلاجات الموضعيّة.
• العلاج الكيماوي.
• العلاج الإشعاعي.
• العلاج الموّجه.
• العلاج المناعي.

هل يمكن أن يصبح الورم الدهني ورمًا سرطانيًّا؟

الإجابة نعم بالرغم من ندرة حدوث ذلك، ففي حال نشوء أو تكوّن ورم دهني يجب على المريض مراقبته ومتابعته بشكلٍ دائم، ويجب رصد أي تغيّرات قد تطرأ على هذا الورم الشحمي، ويجب الحرص على إخبار الطبيب بهذه التغيرات التي قد تطرأ على الورم الشّحمي أو في حالة نشوء ورم شحمي جديد، وبناءً على التغيرات التي تحدث يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة.^[١١]