مرض هودجكين: الأعراض، الأسباب والعلاج

مرض هودجكين

مرض هودجكين (Hodgkin Disease) هو نوع فِرعيّ من سرطان الغدد الليمفاوية (Lymphoma)، ويُعرّف سرطان الغدد الليمفاوية على أنّه سرطان يُصيب جزء من الجهاز المناعي يُسمى الجهاز الليمفاوي، وغالبًا ما يكون تضخم العقدة الليمفاوية العلامة الأولى الدالة على مرض هودجكين، كما يمكن أن ينتشر المرض إلى الغدد الليمفاوية القريبة، وقد ينتشر لاحقًا إلى الرئتين، أو الكبد، أو نخاع العظام،^[١] وتبدأ الأورام السرطانية الليمفاوية بالنمو في خلايا الدم البيضاء التي تُسمى الخلايا الليمفاوية، ولسرطان الغدد الليمفاوية نوعان رئيسيان هما:^[٢]

• ليمفوما هودجكين (Hodgkin Lymphoma -HL).
• ليمفوما اللاهودجكين (Non-Hodgkin Lymphoma -NHL)

ما الذي يسبب مرض هودجكين؟

يبدأ سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين عندما يحدث خلل أو تغيير غير طبيعي في الحمض النووي لخلية الدم البيضاء التي تُسمى الخلايا الليمفاوية، ويتسبب ذلك في جعلها خلايا سرطانية، وفي حال تُركت دون علاج، فإن ذلك يؤدي إلى النمو غير المنضبط والذي لا يمكن السيطرة عليه للخلايا الليمفاوية السرطانية،^[٣] وللأسف فإن أسباب سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين غير معروفة إلى حدٍ كبير، ولكن عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة به متعددة، وفيما يلي أهمها:

• فيروسات معينة: تزيد الإصابة ببعض الفيروسات كالعدوى بفيروس إبشتاين بار (Epstein-Barr virus)، وهو الفيروس الذي يسبب الحمى الغدية أو كثرة الوحيدات الخمجية، أو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) من خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين.^[٤]
• ضعف الجهاز المناعي: يمكن أن يحدث ضعف في الجهاز المناعي إذا كان الشخص مُصابًا بأحد أمراض المناعة الذاتية، كالتهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض الدّاء البطني المعروف بالسيلياك، وغيرها من الحالات.^[٤]
• العمر: إذ وِفقًا لما ذُكر بمايوكلينيك (Mayo Clinic)، غالبًا ما يتم تشخيص سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15- 30 عامًا، والذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا.^[٥]
• الجنس: إذ إنّ الذكور أكثر عرضة للإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين من الإناث.^[٥]
• تاريخ العائلة الطبي: إذ إن إصابة قريباً من الدرجة الأولى كأحد الوالدين، أو الأخ، أو الأخت بسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين يزيد بشكل طفيف من خطر إصابة الشخص به، ومع ذلك فإن عامل الخطر هذا لا يُعدّ شائعًا.^[٤]

علامات وأعراض مرض هودجكين

قد لا يعاني بعض الأشخاص المصابين بسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين من أي علامات أو أعراض، بينما قد يكون لدى الآخرين واحد أو أكثر من العلامات والأعراض التالية:^[٦]

• تورم الغدد الليمفاوية الواقعة في الرقبة، أو تحت الإبط، أو في الفخذ.
• سعال غير مبرر، وضيق في التنفس إذا كان السرطان يشمل الغدد الليمفاوية في الصدر.
• التعب والإعياء.
• فقدان الشهية.
• الطفح الجلدي والحكة.
• التعرق الليلي.
• فقدان الوزن.

تشخيص مرض هودجكين

لتشخيص سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين يتحقق الطبيب مما إذا كان الشخص يعاني من أي من العلامات والأعراض المذكورة سلفًا، ثم يفحص الغدد الليمفاوية في الرقبة وتحت الإبطين والفخذ، ويتحسس البطن للتحقق مما إذا كان هناك أي أعضاء منتفخة، وإذا اشتبه الطبيب في سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين، فإنه سيجري مزيدًا من الاختبارات، منها:^[٧]

• الخزعة: يستخدم هذا الإجراء لتأكيد سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين، ويُجرى عن طريق اختبار عينة من الأنسجة الليمفاوية المصابة مخبريًا.
• اختبارات إضافية: إذا أكّدت نتائج الخزعة أن الشخص مُصاب بسرطان الغدد الليمفاوية هودجكين، سيجري الطبيب سلسلة من الاختبارات الإضافية للتحقق مما إذا كان السرطان قد انتشر إلى أماكن أخرى في الجسم، وتشمل هذه الاختبارات:
• فحوصات الدم.
• التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound Imaging).
• التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan).
• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI Scan).

علاج مرض هودجكين

يُعدّ سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين سرطانًا عدوانيًا نسبيًا، ويمكن أن ينتشر بسرعة في جميع أنحاء الجسم، وعلى الرغم من ذلك فإنه يُعدّ أيضًا أحد أكثر أنواع السرطان التي يمكن علاجها بسهولة،^[٨] ومن العلاجات الرئيسية المستخدمة لعلاج سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين ما يلي:

• العلاج الكيميائي لوحده، أو جنبًا إلى جنب مع العلاج الإشعاعي، بحيث يتلقى المصاب أولًا العلاج الإشعاعي يليه العلاج الكيميائي، علمًا أن الجراحة لا تستخدم عمومًا كعلاج لهذه الحالة.^[٨]
• زراعة نخاع العظم، وتُعرف أيضًا بزراعة الخلايا الجذعية، وهو علاج يقوم على استبدال نخاع العظم المصاب بالخلايا الجذعية السليمة التي تساعد على نمو نخاع عظمي جديد، وقد تكون زراعة نخاع العظم خيارًا إذا عاد سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين مُجددًا على الرغم من العلاج.^[٩]
• الرعاية التلطيفية، في بعض حالات سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين، قد يلجأ الأطباء إلى الرعاية التلطيفية التي تهدف إلى تحسين نوعية حياة المصاب من خلال التخفيف من أعراض السرطان دون السعي إلى علاجه، وبالإضافة إلى إبطاء انتشار السرطان يمكن للعلاج التلطيفي أن يخفف الألم، ويساعد على إدارة الأعراض الأخرى.^[١٠]
• العلاج المُوجّه (Targeted Therapy)، وهو العلاج الذي يستخدم أدوية موجهة تركز على نقاط الضعف المحددة في الخلايا السرطانية، وإذا لم تساعد العلاجات الأخرى أو إذا عاد المرض مُجددًا، فقد يتم تحليل الخلايا السرطانية في المختبر للبحث عن الطفرات الجينية، وقد يوصي الطبيب بالعلاج بدواء يستهدف الطفرات المعينة الموجودة في هذه الخلايا.^[٩]
• العلاج المناعي، وهو العلاج الذي يعمل على تنشيط جهاز المناعة لقتل الخلايا الليمفاوية السرطانية.^[٩]

الفرق بين سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين واللاهودجكين

يكمن الفرق الأساسي بين هاتين الفئتين من السرطان الليمفاوي باختلاف نوع الخلايا الليمفاوية المصابة؛ إذ يتميز سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين بوجود خلايا ريد-ستيرنبرغ (Reed-Sternberg Cells)، والتي يمكن للطبيب التعرف عليها باستخدام المجهر، أما في سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكين فلا توجد هذه الخلايا، بالإضافة إلى ذلك، فيما يأتي شرح مُفصّل أكثر:^[١١]