سرطان الغدد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphoma) يُصيب الجهاز الليمفاوي (بالإنجليزية: Lymphatic System)؛ وهو جزء من شبكة مكافحة مسببات الأمراض في الجسم، ويشمل الجهاز الليمفاوي كلًا من العقد أو الغدد الليمفاوية، والطحال، والغدة الصعترية، ونخاع العظام، ويمكن أن يؤثر سرطان الغدد الليمفاوية في هذه المناطق كاملةً، إضافةً إلى الأعضاء الأخرى في جميع أنحاء الجسم،[١] ولكن ماذا عن عِلاجه؟

عِلاجات سرطان الغدد الليمفاوية

عادةً ما يعتمد علاج سرطان الغدد الليمفاوية على نوع السرطان، ومرحلته أو مدى انتشاره، إلا أن هنالك العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تكون مهمة أيضًا في اختيار العلاج الأفضل، وقد يوصي الأطباء بعلاج مختلف عن العلاج الأكثر شيوعًا بناءً على حالة المصاب الفردية،[٢][٣] وفيما يلي توضيحًا لطرق علاج سرطان الغدد الليمفاوية الأكثر شيوعًا:


العلاج الكيميائي

يعد العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) بمثابة السم لخلايا الغدد الليمفاوية السرطانية، وغالبًا ما يستخدم لعلاج سرطان الغدد الليمفاوية لأنه يقتل معظم خلاياه السرطانية بسهولة، ويتكون نظام العلاج الكيميائي أو جدوله في العادة من عدد محدد من دورات العلاج التي تُعطى على مدار عدد محدد من الأسابيع أو الأشهر،[٣][٤] ويعمل العلاج بإحدى الطريقتين التاليتين أو كليهما:[٣]

  • وقف خلايا الليمفوما من الانقسام إلى أن تموت.
  • تحفيز خلايا الليمفوما على الموت.


العلاج المناعي

العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) هو أحد العلاجات التي تستفيد من الجهاز المناعي للمصاب للمساعدة على قتل الخلايا السرطانية والتخلص منها، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء "FDA" على استخدام 10 خيارات للعلاج المناعي لعلاج سرطان الغدد الليمفاوية، وترتبط هذه الأدوية بخلايا سرطان الغدد الليمفاوية؛ مما يمكّن الجهاز المناعي من العثور عليها وتدميرها، كما تمنع أدوية العلاج المناعي الأخرى خلايا الليمفوما من قمع جهاز المناعة وتثبيطه، وبالتالي استعادة قدرته على تدميرها،[٥][٦] ومن هذه الأدوية:

  • العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة: (بالإنجليزية: Monoclonal Antibody Therapy)، هي إحدى بروتينات الجهاز المناعي التي صممها الإنسان لمحاكاة الأجسام المضادة الطبيعية، وتستخدم لمساعدة الجهاز المناعي على مهاجمة وقتل الخلايا السرطانية.[٧]
  • العلاج بالخلايا التائية بمستقبل المستضد الخيمري: (بالإنجليزية: Chimeric Antigen Receptor T Cell Therapy) واختصارًا "CAR T Cells"، يوفر هذا العلاج جزيئات هندسية تسمى مستقبلات المستضدات الخيميرية التي تتعرف على المستضدات الموجودة على سطح خلايا الليمفوما وتدمرها، ويتم إزالة الخلايا التائية من المصابين وتعديلها وراثيًا لإنتاج هذه المستقبلات، وتُزرع الخلايا المعدلة وراثيًا في المختبر إلى أن تصل إلى مليارات الخلايا، ثم يُعاد ضخها في جسم المصاب.[٨]


العلاج الإشعاعي

يستخدم الإشعاع عالي الطاقة لتقليص حجم الأورام وقتل الخلايا السرطانية، وقد يُستخدم بمفرده أو جنبًا إلى جنب مع العلاج الكيميائي، ويوجه العلاج بالأشعة الخارجية (بالإنجليزية: External Beam Therapy) حزمة من الأشعة السينية عالية الطاقة مباشرةً إلى الورم، ويمكن لهذه الأشعة تدمير الخلايا السرطانية مع الحفاظ على الأنسجة السليمة، علمًا أن هذا العلاج لا يترك مصادر مشعة داخل الجسم.[٩]


زراعة الخلايا الجذعية

تُعرف الخلية الجذعية (بالإنجليزية: Stem Cell) بأنها خلية غير ناضجة في نخاع العظام يمكن أن تتطور إلى خلايا دم ناضجة، وتحافظ هذه الخلايا على خلايا دم الشخص من خلال تزويده بخلايا جديدة عوضًا عن الخلايا القديمة أو التالفة، ويمكن أن تسبب الجرعات العالية من العلاج الكيميائي ضررًا كبيرًا للخلايا الجذعية في نخاع العظام؛ مما يضر بقدرة الشخص على تجديد خلايا الدم، ويساعد زراعة الخلايا الجذعية على محاربة سرطان الغدد الليمفاوية، والسماح لنخاع العظام بالتعافي، وتكوين جميع خلايا الدم الجديدة التي يحتاجها الجسم.[١٠][١١]


التجارب السريرية

قد تكون المشاركة في تجربة سريرية أفضل علاج لبعض الأشخاص المصابين بالليمفوما اللاهودجكينية (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ولا تزال التجارب السريرية مستمرة لتطوير علاجات تزيد من معدل الشفاء من المرض أو إطالة فترة سكونه، وتُصمم التجارب السريرية وتُراجَع بعناية من قبل الأطباء والباحثين الخبراء لضمان السلامة والدقة العلمية.[١٢]


المراقبة النشطة

نظرًا لكَون بعض أشكال سرطان الغدد الليمفاوية بطيئة النمو للغاية، فقد يُقرر المصاب والطبيب انتظار علاج الليمفوما إلى أن تتسبب في ظهور علامات وأعراض تتداخل مع أنشطة المصاب اليومية، وحتى ذلك الحين قد يخضع المصاب لاختبارات دورية لمراقبة حالته الصحية باستمرار.[١٣]


علاجات الرعاية الداعمة

وهي العلاجات التي تُساهم في التخفيف من الأعراض والعلامات التي يُسببها المرض.[١٤]


علاجات أخرى

إلى جانب علاجات السرطان السابقة يمكن اللجوء إلى علاجات أخرى، وفيما يلي بعضها:

  • الستيرويدات: (بالإنجليزية: Steroids) أدوية يمكنها أن تجعل بعض علاجات العلاج الكيميائي أكثر فعالية، وتساعد على الشعور بالإعياء والمرض بدرجةٍ أقل أثناء العلاج.[١٥]
  • العلاج البيولوجي: (بالإنجليزية: Biological Therapy)، هو علاج دوائي يُحفز جهاز المناعة على مهاجمة السرطان، ويحدث ذلك عن طريق إدخال الكائنات الحية الدقيقة في الجسم.[١٦]
  • العلاج المناعي الإشعاعي: (بالإنجليزية: Radioimmunotherapy)، يوجه هذا العلاج جرعات إشعاعية عالية الطاقة مباشرةً إلى الخلايا البائية والتائية السرطانية لتدميرها.[١٦]
  • الجراحة: قد يزيل الجراح الطحال أو الأعضاء الأخرى بعد انتشار الليمفوما، ومع ذلك يطلب أخصائي السرطان أو الأورام بشكل شائع إجراء عملية جراحية للحصول على خزعة واختبارها.[١٦]


كيفيّة اختيار العلاج الأفضل

تعتمد علاجات سرطان الغدد الليمفاوية المناسبة على نوع ومرحلة السرطان، وصحة المصاب العامة وتفضيلاته، ويهدف العلاج السرطاني إلى تدمير أكبر عدد ممكن من الخلايا السرطانية وإيصال المرض إلى حالة السكون،[١٣] كما يهدف الفريق الطبي إلى تقديم العلاج الذي يتمتع بأفضل فرصة لعلاج سرطان الغدد الليمفاوية بنجاح بأقل عدد ممكن من الآثار الجانبية أو الآثار طويلة المدى على الصحة، ويأخذ الفريق الطبي بعين الاعتبار العوامل الخاصة بسرطان الغدد الليمفاوية، وفيما يلي أهمها:[٣]

  • نوع سرطان الغدد الليمفاوية الذي يعاني منه المصاب.
  • مرحلة السرطان.
  • مدى سرعة نمو السرطان.
  • حجم الكتل أو الأورام السرطانية.
  • أجزاء الجسم المصابة بسرطان الغدد الليمفاوية.
  • الأعراض والعلامات التي يُسببها المرض.
  • نتائج الاختبارات الجينية على سرطان الغدد الليمفاوية، والتي يمكن أن تخبر الطبيب ما إذا كان من المحتمل أن يستجيب المصاب لبعض العلاجات السرطانية المستخدمة دون غيرها.


إلى جانب العوامل السابقة يفكر الفريق الطبي بمجموعة من العوامل الفردية لاختيار العلاج السرطاني الأفضل، من أبرزها:[١٧]

  • عمر المصاب وصحته العامة.
  • ما إذا كان المصاب يعاني من أي حالات طبية أخرى.
  • ما إذا كان هناك حاجة لاستخدام أي أدوية أخرى.
  • أي عوامل أخرى مهمة.


المراجع

  1. "Lymphoma", mayoclinic, 18/5/2021, Retrieved 1/8/2021. Edited.
  2. "Treating B-Cell Non-Hodgkin Lymphoma", cancer, 8/3/2021, Retrieved 1/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Treatment for lymphoma", lymphoma-action, Retrieved 1/8/2021. Edited.
  4. "Lymphoma - Hodgkin: Types of Treatment", cancer, 1/7/2020, Retrieved 1/8/2021. Edited.
  5. Joshua D. Brody, "Immunotherapy for Lymphoma", cancerresearch, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  6. "Immunotherapy", lymphoma, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  7. "Hodgkin Lymphoma: Monoclonal Antibody Therapy", urmc, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  8. "CAR-T Cell Therapy", lymphoma, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  9. "Lymphoma Cancer Treatment", radiologyinfo, 19/1/2020, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  10. "Stem Cell Transplantation", lymphoma, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  11. "Stem cell transplants", lymphoma-action, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  12. "CLINICAL TRIALS", lls, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  13. ^ أ ب "Lymphoma", mayoclinic, 18/5/2021, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  14. "Treatments", lymphoma, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  15. "Lymphoma treatment", bloodcancer, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  16. ^ أ ب ت Adam Felman (22/8/2019), "What to know about lymphoma", medicalnewstoday, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  17. "Non-Hodgkin Lymphoma Risk Factors", cancer, 9/6/2020, Retrieved 2/8/2021. Edited.