قد تُعاني العديد من النساء من نزيف مهبلي غير طبيعي، ويتبين لهنَّ بعد مراجعة الطبيب للاستفسار عن السبب؛ وجود تضخم في بطانة الرحم، والذي قد يُشكل مؤشراً على مراحل أولية تسبق الإصابة بسرطان الرحم، فما هي أسباب هذه الحالة؟ وما هي العوامل التي قد تزيد من خطورة الإصابة بها؟ وما طرق العلاج المناسبة؟ وما هي المدة التي يمكن أن تتحول بعدها بطانة الرّحم المتضخمة إلى سرطان؟[١]
ما هي مرحلة ما قبل سرطان الرحم؟
يُشار علمياً لمرحلة ما قبل سرطان الرحم بحالة تضّخم بطانة الرّحم، أو زيادة سماكة بطانة الرّحم (بالإنجليزية: Endometrial hyperplasia)؛ وفيها تنمو خلايا بطانة الرّحم بكثافة عالية، الأمر الذي يجعل بطانة الرّحم سميكة، وهي حالة من الحالات المرضية التي يمكن أن تُصيب الجهاز التناسلي عند الأنثى، وبالرّغم من أنه ليس سرطان رحم، إلّا أنّ وجود هذا الاضطراب أو هذا السمك غير الاعتيادي لبطانة الرّحم، قد يشكّل عاملاً خطراً للإصابة بسرطان الرحم لدى بعض النساء لاحقاً.[٢]
ما مدى انتشار مرحلة ما قبل سرطان الرحم؟
مشكلة سماكة بطانة الرّحم، لا تعد أمراً شائع الحدوث، فمن بين 100,000 امرأة يصيب حوالي 133 امرأة وذلك وفقاً لموقع (Cleveland Clinic).[٢]
ما هي أنواع أو أنماط مرحلة ما قبل سرطان الرحم؟
يمكن تقسيم حالة تضّخم بطانة الرّحم إلى نمطين رئيسيين، وهما:[٢]
تضخم بطانة الرّحم البسيط
قد يتحسن هذا النوع وحده تلقائيّاً دون أي تدخل علاجي، ويتمثل بوجود خلايا مشابهة لخلايا بطانة الرّحم الطبيعيّة، وهذا ما يقلّل من احتمالية تحوّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيّة.[٢]
تضخم بطانة الرّحم المعقّد
يتمثل هذا النوع بوجود نمو زائد لخلايا غير طبيعيّة، وإنّ النمو المفرط لهذه الخلايا يجعل بطانة الرحم في وضع مرحلة ما قبل السرطان؛ فتكون هذه الخلايا مهيأة للتحوّل لخلايا سرطانيّة في أي وقت، بحيث إنّ التأخر في علاج هذه الحالة، قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرّحم أو سرطان الرّحم.[٢]
أسباب مرحلة ما قبل سرطان الرحم
يُعزى حدوث مرحلة ما قبل سرطان الرحم إلى اختلال أو اضطراب في التوازن الهرموني بين هرموني الإستروجين (بالإنجليزيّة: Estrogen) والبروجسترون (بالإنجليزيّة: Progesterone)، حيث يُفرز هذين الهرمونين خلال الدورة الشهرية، ولكل منهما دور معيّن يقوم به في كل مرحلة من مراحل الدورة الشهريّة، فالإستروجين دائماً ما يكون مسؤول عن نمو خلايا بطانة الرحم وتكاثرها، أمّا البروجسترون فهو غالباً مسؤول عن التخلص من هذه الخلايا الجديدة التي نمت، وعادةً ما تنتج زيادة سماكة بطانة الرّحم عن وجود مستوى عالٍ من هرمون الإستروجين، أو وجود نقص في مستوى هرمون البروجسترون.[٣]
عوامل خطر مرحلة ما قبل سرطان الرحم
هناك نساء معرّضات أكثر من غيرهن للإصابة بتضخم بطانة الرّحم، نظراً لامتلاكهنّ عوامل خطر معينة تجعلهنّ أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، وتتلّخص هذه العوامل فيما يلي:[٤]
- تجاوز عمر 35 سنة فأكثر.
- عدم الإنجاب مسبقاً.
- وصول مرحلة سن اليأس في وقتٍ متأخر عن الطبيعي.
- البلوغ المبكّر.
- السمنة أو البدانة.
- وجود تاريخ مرضي شخصي للإصابة بإحدى الأمراض التالية: السكري، أو متلازمة تكيّس المبايض، أو أمراض الغدة الدرقيّة، أو أمراض المرارة.
- التدخين.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بإحدى السرطانات التالية: سرطان المبيض، أو القولون، أو الرحم.
أعراض مرحلة ما قبل سرطان الرحم
تتلخّص الأعراض بوجود نزف دموي غير طبيعي وغير مسبوق، وذلك على النحو الآتي:[٥]
- زيادة في كثافة أو غزارة النزف خلال الدورة الشهرية بشكلٍ غير معهود مسبقاً.
- حدوث نزف مهبلي خارج أيام الدورة الشهرية.
- حدوث نزف مهبلي خلال فترة ما بعد انقطاع الطمث.
بمجرد ظهور أي تغيّرات غير طبيعية مرتبطة بالنزيف المهبلي، يجب التواصل مع الطبيب المختّص بأسرع ما يمكن، ليتم تقييم الوضع وطلب فحوصات إضافية إذا لزم الأمر، ووضع خطة علاجيّة ملائمة للحالة.
تشخيص مرحلة ما قبل سرطان الرحم
إذا كانت هناك شكوك لدى الطبيب بوجود أعراض مرتبطة بزيادة سماكة بطانة الرّحم، خصوصاً حالات تضخم بطانة الرّحم المعقدّ، سيقوم بإجراء فحوصات معيّنة لمساعدته على تشخيص الحالة، ومنها ما يلي:[٦]
- أخذ خزعة من بطانة الرّحم: وذلك بإزالة جزء صغير من الأنسجة المبطنّة للرّحم، وبعد ذلك يتم فحص العيّنة بدّقة تحت المجهر، وعادةً ما يتم إجراء هذه الخطوة التشخيصية في عيادة الطبيب ولا تستلزم مستشفى.
- توسيع وكحت الرّحم: (بالإنجليزيّة: Dilation and curettage)، وهو إجراء طبي تشخيصي، يتضمن تمديد أو توسيع عنق الرّحم، للحصول على عيّنة من الأنسجة المبطّنة للرّحم، بواسطة إدخال المكحت عبر الرّحم؛ وهي عبارة عن أداة تٌشبه الملعقة ولها حواف حادة، فيتم من خلالها إزالة أي زوائد، أو أنسجة ضمن بطانة الرّحم الداخليّة.
ما هي المدة التي يمكن أن تستغرقها مرحلة ما قبل سرطان الرحم لتتحول إلى سرطان؟
كما ذكر سابقاً، بأنّ فرط تنسّج بطانة الرّحم المعقّد هو النوع الأكثر احتماليّة للتحوّل إلى سرطان رحم، وأشارت بعض الدراسات أنّ المدة التي يمكن أن تتحول بعدها بطانة الرحم المتضخمة من النوع المعقّد إلى سرطان رحم، هي بعد مرور 20 سنة تقريباً من وقت التشخيص الطبي.[١]
ما هي العلاجات المتاحة لمرحلة ما قبل سرطان الرحم؟
هناك العديد من الخيارات العلاجية لمشكلة زيادة سماكة بطانة الرّحم، ومن أهمها:[٤]
- إعطاء هرمون البروجيستين: (بالإنجليزية: Progestin) على شكل حبوب فموية، أو حُقن، أو لولب رحمي هرموني، أو كريمات مهبليّة، أمّا بالنسبة للجرعة ومدة العلاج، فيتحدد ذلك اعتماداً على عوامل عدة؛ منها: عمر المريضة، ونوع سماكة بطانة الرّحم، وقد تلاحظ المريضة التي يُصرف لها البروجيستين، ظهور بعض الأعراض الجانبية؛ وأهمها: حدوث نزف مهبلي؛ يشبه النزف الذي يحدث خلال فترة الدورة الشهريّة.
- استئصال الرّحم: إذا كانت المريضة لا تريد الإنجاب مرة أخرى، فيمكن التشاور مع الطبيب حول هذا الخيار، ومدى فعاليته.
الوقاية من مرحلة ما قبل سرطان الرحم
يمكن اتباع الإجراءات الوقائية التالية، لتقليل احتماليّة حدوث زيادة في سماكة بطانة الرّحم:[٧]
- الحرص على عدم استخدام العلاج الهرموني البديل إلّا بعد استشارة الطبيب المختص.
- اتباع نمط حياة صحي؛ للتخلّص من أي وزن زائد، وللحفاظ على الوزن المثالي.
- السيطرة على مرض السكري أو أي أمراض أخرى تعاني منها المرأة.
- متابعة مواعيد الدورة الشهرية بشكلٍ مستمر، والحرص على عدم أن تكون مواعيد الدورة الشهرية منتظمة، واستشارة الطبيب في حال عدم انتظامها.
المراجع
- ^ أ ب "Endometrial Hyperplasia", patient.info, Retrieved 31/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Endometrial Hyperplasia", clevelandclinic, Retrieved 12/8/2021. Edited.
- ↑ "Endometrial Hyperplasia", familydoctor, Retrieved 31/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "Endometrial Hyperplasia", acog, Retrieved 31/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "Risk Factors for Endometrial Hyperplasia", verywellhealth, Retrieved 31/7/2021. Edited.
- ↑ "Uterine cancer", cancer.ca, Retrieved 31/7/2021. Edited.
- ↑ "Endometrial Hyperplasia", healthgrades, Retrieved 31/7/2021. Edited.