يحدث سرطان الرحم نتيجة تعرّض خلايا أنسجة الرحم إلى طفرةٍ جينيّة، تتسبّب بتحوّل الخلايا الطبيعيّة والسّليمة إلى خلايا غير طبيعيّة، تنقسم وتتكاثر بشكلٍ غير طبيعي وغير مُسيطر عليه، بالتالي ينتج عن ذلك تكوُّن الأورام السّرطانيّة.[١]

أسباب سرطان الرحم

لا توجد أيّ أسباب معروفة ومؤكّدة حول الإصابة بسرطان الرّحم، لكن قد تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بسرطان الرّحم،[٢] ونذكر هذه العوامل على النحو الآتي:


أسباب عامّة

  • التقدّم في العمر: فكلّما تقدّمت المرأة في السن ارتفع خطر إصابتها بسرطان الرحم، خاصّةً بعد بلوغها سن اليأس، إذ تحدث معظم الحالات لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40 - 74 عامًا.[٢]
  • طول سنوات الحيض: إذ يزداد خطر الإصابة بسرطان الرحم لدى النساء اللواتي يشهدنّ نزول دم الحيض في سن مبكّر، أيّ قبل سنّ 12 عامًا، أو اللواتي يصلنّ إلى سن اليأس أو مرحلة انقطاع الطمث في سنٍ متأخر، وذلك لزيادة عدد سنوات تعرّض الجسم إلى هرمون الإستروجين.[٣]
  • الحمل والإنجاب: تزداد احتمالية الإصابة بمرض سرطان الرّحم عند النساء اللاتي لم يحملن مقارنةً مع النساء اللاتي قد حملن من قبل، إذ يُفرِز المبيض هرمونيّ الإستروجين والبروجسترون أثناء الحمل، وقد يؤدي حدوث خللٍ أو اضطرابٍ في مستوى هذه الهرمونات إلى إحداث تغيير في نموّ خلايا الرحم في جسم المرأة، مما يُساهم في الإصابة بسرطان الرحم، كما يجدر بالذكر أن هناك صلةٌ مُحتملَة بين العمر الذي تلد فيه المرأة لأول مرة والإصابة بسرطان الرحم.[٤]
  • تناول الأطعمة الغنيّة بالدهون: يمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي غنيّ بالدهون إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الرحم، إذ إن الأطعمة الدّهنية غنية أيضًا بالسّعرات الحرارية، مما قد يؤدي إلى السمنة والوزن الزائد وهو عامل خطرٍ للإصابة بسرطان الرحم.[٥]


الحالات والأمراض الطّبية

  • السّمنة والوزن الزّائد: لدى النّساء ذوات الوزن الزّائد خطرًا أعلى بثلاث مرّات للإصابة بسرطان الرّحم مقارنةً بالنّساء اللّواتي يمتلكن وزنًا صحيًّا، ويُعزَى السبب في ذلك إلى أنّ الوزن الزائد أو السّمنة تزيد إفراز هرمون الإستروجين (Estrogen) في الجسم، والذي ترفع زيادته خطر الإصابة بسرطان الرّحم.[٢]
  • متلازمة الأيض: هي مجموعة من المشاكل الصّحية التي تحدث معًا، وتتضمن تلك المشاكل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع السكر في الدم، وزيادة دهون الجسم في منطقة الخصر، وانخفاض مستوى الكوليسترول الحميد في الدم.[٣]
  • متلازمة تكيّس المبايض: (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome)؛ والتي يُشار إليها أيضًا باسم تكيّس المبايض، تؤدّي هذه المتلازمة إلى مواجهة المرأة للعديد من الأعراض المختلفة؛ منها: زيادة نموّ الشعر، ومشاكل في الحمل، وعدم انتظام الدّورة الشهريّة، وحبّ الشباب، فضلاً عن ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الرّحم.[٢]
  • قصور الغدة الدرقية: يؤدي قصور الغدّة الدرقية إلى تراجع إنتاج الهرمونات الضّرورية للجسم، والذي قد يسبب الإصابة بسرطان بطانة الرحم، فقد لُوحِظ أن مريضات سرطان بطانة الرحم لديهن معدلٌ مرتفعٌ من قصور الغدة الدرقية، فضلاً عن ارتباط سرطان بطانة الرحم بتشخيص سابق لمشاكل الغدة الدرقية.[٣]
  • الإصابة بسرطانات أخرى: إذ إنّ إصابة المرأة سابقًا بأحد أنواع السرطان؛ كسرطان المبيض، أو سرطان الثّدي، أو القولون يُعدّ من عوامل الخطر المُحتملَة للإصابة بسرطان الرحم أيضًا.[٦]
  • متلازمة سرطان القولون الوراثيّ: التي تُعرَف أيضًا بمتلازمة لينش (بالإنجليزية: Lynch syndrome)، وهو نوعٌ من أنواع المتلازمات النّاتجة عن حدوث طفرة جينيّة تنتقل من الآباء إلى الأبناء، إذ تُعدّ هذه المتلازمة أحد الأمراض الوراثية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون، وسرطان الرحم، وغيرها من أنواع السرطان.[٤]
  • فرط تنسّج بطانة الرّحم: في هذه الحالة تصبح بطانة الرحم أثر سمكًا، ويحدث زيادة في كثافة بطانة الرّحم، مما يزيد خطر الإصابة بسرطان الرحم.[٧]
  • الإصابة بالسّكري: إذ إنّ النساء المصابات بداء السكري أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الرحم ضعف النساء غير المُصابات بمرض السكري، إذ يتسبب مرض السكري في زيادة كمية الأنسولين في الدم، والذي بدوره يرفع مستوى هرمون الإستروجين، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرحم.[٧]


العلاجات السّابقة

  • الخضوع للعلاج الإشعاعي الموجّه في منطقة الحوض: يمكن أن يؤدي العلاج الإشعاعي الموجّه لعلاج أنواع السرطان الأخرى، إلى إتلاف الحمض النووي للخلايا السّليمة المُحيطة، مما قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان.[٥]
  • استعمال دواء التاموكسيفين: يعدّ دواء التاموكسيفين (Tamoxifen) أحد الأدوية الهرمونيّة المُستخدَمة في علاج سرطان الثدي أو الوقاية منه، لكن قد يؤدي تناوله دون الالتزام بتوجيهات الطبيب إلى زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الرحم.[٦]
  • العلاج بهرمون الإستروجين: إذ إنّ معاناة المرأة من خلل في مستويات الإستروجين، أو تعرّضها الزّائد لهذا الهرمون يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرّحم؛ لأنّ هرمون الإستروجين يحفّز خلايا بطانة الرّحم على الانقسام، بالتالي يرفع خطر الإصابة بسرطان الرحم.[٨]
  • استخدام جهاز داخل الرحم: يبدو أن النساء اللواتي يستخدمن جهازًا داخل الرحم مثل اللولب هرموني (IUD) بهدف منع الحمل وتنظيم الإنجاب، يكون لديهن خطر أقلّ للإصابة بسرطان بطانة الرحم.[٨]
  • استخدام حبوب منع الحمل: يمكن أن يقلل تناول حبوب منع الحمل من خطر إصابة المرأة بسرطان الجهاز التناسلي، فضلاً عن تقليله بشكلٍ كبير من خطر الإصابة بسرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم.[٩]


العوامل الوراثية والعِرْق

  • عوامل وراثية: إنّ وجود تاريخٍ طبي لواحد أو أكثر من المقرّبين الذين تمّ تشخيص إصابتهم بسرطان الرحم، أو المبيض، أو الأمعاء، يرفع احتمالية الإصابة بسرطان الرحم.[١٠]
  • العِرْق: تعدّ النساء اللواتي يمتلكن بشرة بيضاء أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الرحم مقارنةً بالنساء من الأعراق الأخرى، كما أنّ النساء اللواتي يمتلكن بشرة سمراء داكنة لديهن فرصة أكبر للإصابة بسرطان الرحم.[٦]


الوقاية من سرطان بطانة الرحم

كما ذكرنا سابقًا، لم يجرِ حتى الآن معرفة السبب الرّئيس للإصابة بسرطان الرحم، وعلى الرّغم من ذلك لا بدّ من تجنّب عوامل خطر الإصابة بمرض سرطان الرحم ما أمكن، وذلك بواسطة:[١١]

  • استخدام موانع الحمل الفموية.
  • السيطرة على السمنة، والمحافظة على وزن جسمٍ سليم.
  • التحكّم في مستوى سكر الدم ومرض السكري، التي هي أفضل الطرق لتقليل خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.


أنواع سرطان الرحم

قد تنمو خلايا غير طبيعيّة في أنسجة الرّحم أحيانًا، متسببةً الإصابة بسرطان الرّحم، والذي يُقسَم إلى نوعين رئيسين؛ هما:[١٢]

  • ساركوما الرحم: في هذه الحالة يبدأ السّرطان في العضلات المحيطة بالرّحم، وهو نوعٌ نادر.
  • سرطان بطانة الرّحم: يحدث السّرطان في الخلايا المُبطّنة للرّحم، وهو النّوع المُمثّل لما يُقارِب 95% من أنواع سرطانات الرّحم المنتشرة.

المراجع

  1. "Cancer of the Uterus", patient, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Womb (uterus) cancer", nhs, Retrieved 11/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Risk factors for uterine cancer", cancercenter, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "What Is Uterine Cancer?", verywellhealth, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Uterine Cancer", clevelandclinic, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Uterine Cancer: Risk Factors and Prevention", cancer, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Womb (uterus) cancer", nhsinform, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Endometrial Cancer Risk Factors", cancer, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  9. "Birth Control and Cancer Risk: 6 Things You Should Know", mskcc, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  10. "Cancer of the uterus", cancervic, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  11. "Endometrial Cancer", hopkinsmedicine, Retrieved 12/7/2021. Edited.
  12. "uterine cancer", cancer, Retrieved 11/7/2021. Edited.