يُعتبر سرطان المهبل من السرطانات النادرة التي تُصيب السيدات، وفي هذا المقال سيتم التطرق لأسباب سرطان المهبل، وأعراضه، والفحوصات اللازمة، وطرق الوقاية منه.[١]

سرطان المهبل

يُعرف سرطان المهبل بأنّه نمو سرطاني غير طبيعي لخلايا المهبل، ويُصيب هذا السرطان القناة التي تمتد من عنق الرحم إلى خارج الجسم، وهي ذاتها القناة التي يخرج منها الجنين من الرحم

أثناء الولادة مروراً بالمهبل، ومن الجدير ذكره أن سرطان المهبل قد يكون ناتج عن انتشار سرطان عنق الرحم.[٢][٣]


أنواع سرطان المهبل

يُقسم سرطان المهبل إلى أنواع محددة بناءً على شكل الخلايا وأنواعها، ومن هذه الأنواع ما يلي:[٤]


سرطان الخلايا الحرشفية

يُعد سرطان الخلايا الحرشفية (بالإنجليزية: Squamous cell carcinoma) من أكثر أنواع سرطانات المهبل شيوعاً، ويتطور هذا السرطان ببطء شديد داخل الخلايا المهبلية وقد يسبق هذا النوع من السرطانات ما يسمى بالأورام داخل الظهارة المهبلية (VAIN)؛ وهي حالة تظهر عند أغلب السيدات اللواتي خضعن لاستئصال الرحم، أو المُصابات بسرطان عنق الرحم، أو حالات ما قبل الإصابة بسرطان عنق الرحم.[٤]


الورم الغدّي

يظهر الورم الغديّ (بالإنجليزية: Adenocarcinoma) في الغدد المكونة لخلايا المهبل، وعادةً ما يصيب هذا النوع من السرطان السيدات اللواتي تجاوزن سن الخمسين، ويمكن أن يظهر الورم الغدي في الخلايا الصافية (بالإنجليزية: Clear-cell adenocarcinoma)؛ وهو أحد الأنواع الفرعية للورم الغديّ، والذي قد يظهر لدى السيدات الأقل عمراً في حال تعرضن للعلاج بأحد أشكال هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen).[٤]


الورم الميلانيني

يُعتبر الورم الميلانيني (بالإنجليزية: Melanoma) أحد أنواع سرطانات المهبل النادرة والتي تتطور في خلايا المهبل المسؤولة عن التصبغات، وعادةً ما يُصيب هذا النوع من السرطانات الجزء السفلي والخارجي من المهبل، عوضاً عن الهيكل الداخلي للمهبل.[٤]


ورم الساركوما

يُعد ورم الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma) من أنواع سرطانات المهبل النادرة جداً، والتي تتشكل في الأنسجة الضامة لجدار المهبل.[٤]


أسباب سرطان المهبل وعوامل الخطر

هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بسرطان المهبل لدى السيدات، ومنها ما يلي:[٥]

  • الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو من أشهر أسباب الأمراض المنتقلة جنسياً، ففي حال الإصابة بالفيروس الحليمي البشري، واستمرار الأعراض؛ تُصبح السيدة أكثر عرضة للإصابة بسرطان المهبل وعنق الرحم.
  • تجاوز سن الستين.
  • التعرُّض للعلاج الهرموني بالإستروجين.
  • تعاطي الكحول.
  • الإصابة بسرطان عنق الرحم.
  • الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري (HIV)، أو ما يعرف بالإيدز.
  • التدخين.
  • وجود خلايا غير طبيعية في المهبل مثل: أورام الظهارة المهبلية.


أعراض سرطان المهبل

قد لا تظهر أي من الأعراض والعلامات التي تدل على الإصابة بسرطان المهبل في المراحل المبكرة، ولكنها تظهر في المراحل المتقدمة من المرض، ومن هذه الأعراض ما يأتي:[٦]

  • وجود نزيف مهبلي غير طبيعي، خاصة بعد ممارسة العلاقة الزوجية، أو بعد الدخول في سن اليأس.
  • خروج إفرازات مهبلية مائية.
  • وجود كتلة في المهبل.
  • ألم أثناء التبول.
  • زيادة عدم مرات التبول بما يتجاوز الحد الطبيعي.
  • ألم في منطقة الحوض.
  • الإمساك المزمن.


هل من الممكن الكشف عن سرطان المهبل في مراحل مبكرة؟

الجواب نعم، يمكن الكشف عن سرطان المهبل في مراحل مبكرة قبل انتشاره وزيادة نموه، ويكون هذا النوع من السرطان مرافقاً لأعراض وعلامات تدفع السيدة لطلب الاستشارة الطبية لمعرفة السبب، ولكن غالباً في حالة سرطان المهبل؛ لا تظهر أية أعراض قبل انتشار السرطان، وتعمقه، ووصوله إلى مراحل متقدمة، ولكن يبقى الفحص الروتيني للكشف عن سرطان عنق الرحم ذو دور في الكشف المبكر عن النمو غير الطبيعي للخلايا في منطقة عنق الرحم والمهبل.[٧]


تشخيص سرطان المهبل

عندما يشك الطبيب بوجود سرطان المهبل، يقوم بطلب بعض الفحوصات والصور الإشعاعية للوصول إلى النتيجة الحتمية، ومن هذه الفحوصات والإجراءات ما يأتي:[٨]

  • التاريخ المرضي والفحص السريري للمريضة: في البداية يلجأ الطبيب إلى أخذ كافة المعلومات التي تتعلق بالمرأة والشكوى التي تعاني منها، وبناءً على ذلك يلجأ إلى الفحص السريري.[٨]
  • فحص منطقة الحوض: يقوم الطبيب بفحص الأعضاء التي تقع في منطقة الحوض؛ مثل: المهبل، وفتحة البول، وفتحة الشرج، وملاحظة أي نوع من التغيرات الموجودة في المنطقة.[٩]
  • فحص لطاخة عنق الرحم: (بالإنجليزية: Pap test)، ويقوم به الطبيب أثناء الفحص السريري لمنطقة الحوض، حيث يعمل على كشط منطقة المهبل وعنق الرحم من أجل أخذ عينة وإرسالها إلى المختبر.[٩]
  • تنظير المهبل: يقوم الطبيب باتباع التنظير المهبلي بما يساهم في الكشف عن منطقة المهبل وعنق الرحم للكشف عن أية تغييرات غير طبيعية في المنطقة، وعادةً ما يتم التنظير بعد ظهور نتائج الفحوصات التي تُشير إلى تغيرات غير طبيعية، أو لدى تأكيد الإصابة بالفيروس الحليمي البشري.[٩]
  • الخزعة: تتم من خلال أخذ عينة من الخلايا المبطنة للمهبل، من أجل التثبت والتأكد من طبيعة الخلايا الموجودة، وقد تشير جميع الدلائل والمؤشرات إلى وجود سرطان في المهبل، ولكن لا بد من أخذ الخزعة لحسم النتيجة.[٩]
  • الصور الإشعاعية: قد يتم اللجوء إلى استخدام التصوير بالأشعة، أو التصوير المجال المغناطيسي، أو التصوير بالموجات الصوتية بعد تشخيص سرطان المهبل؛ وذلك للكشف عن أماكن تواجد وتمركز السرطان بشكلٍ عميق.[٨]
  • التنظير الداخلي: عادةً لا يستخدم التنظير المهبلي الداخلي مع السيدات المصابات بسرطان المهبل، ولكن قد يتم اللجوء إليه في حالات معينة واستثنائية.[٨]


مراحل تطور سرطان لمهبل

يتم تصنيف تطور سرطان المهبل على مراحل مختلفة بناءً على استراتيجيات مختلفة للمساعدة على التشخيص والعلاج، وهذه المراحل هي كالآتي:[١٠]

  • المرحلة الأولى: تظهر الخلايا السرطانية في هذه المرحلة على الخلايا السطحية للمهبل، ولا تنتقل للأعضاء المجاورة للمهبل، ولن تنتقل أيضاً إلى العقد الليمفاوية المحيطة بالمنطقة.[١٠]
  • المرحلة الثانية: ينتشر السرطان في هذه المرحلة في الخلايا الضامة المكونة للمهبل، ولكن يبقى النمو السرطاني للخلايا ضمن جدار المهبل ولا ينتشر إلى الأعضاء المجاورة، ولا العقد الليمفاوية المحيطة بالمهبل.[١٠]
  • المرحلة الثالثة: قد ينتشر هذا النوع في المناطق المجاورة لجدار الحوض أو إلى العقد الليمفاوية المجاورة أيضاً، ولكن في الوقت ذاته لا ينتشر إلى مناطق بعيدة.[١٠]
  • المرحلة الرابعة: تتضمن المرحلة الرابعة مرحلتين مختلفتين؛ المرحلة الرابعة من النوع (أ) والتي تتضمن انتشاراً للخلايا السرطانية في المهبل والأعضاء المجاورة دون الانتشار إلى العقد الليمفاوية المجاورة، والمرحلة الرابعة من النوع (ب) والتي تتضمن انتشاراً واسعاً للخلايا السرطانية وقد تصل إلى الرئتين.[١٠]


علاج سرطان المهبل

يعتمد علاج سرطان المهبل على عوامل عدة؛ منها: مرحلة السرطان ومدى انتشاره بين الأعضاء المجاورة والبعيدة، ومن الطرق المستخدمة في العلاج ما يأتي:[٢]

  • العلاج الإشعاعي: والذي يتم من خلال تسليط أشعة نحو المهبل من أجل التخفيف أو القضاء على نمو الخلايا السرطانية في المنطقة.[٢]
  • الجراحة: قد تتطلب الجراحة إزالة أجزاء صغيرة من المهبل، أو إزالة المهبل بصورة كاملة، أو إزالة الأعضاء المجاورة؛ مثل عنق الرحم والرحم.[٢]
  • العلاج الكيميائي: يتم اللجوء للعلاج الكيميائي لتخفيف الأعراض الناتجة عن الإصابة بسرطان المهبل، ومن أجل تقليل أو منع نمو الخلايا السرطانية في مناطق الجسم الأخرى.[٢]
  • العلاج المناعي وأجهزة التحسس الإشعاعي: وهما من العلاجات المستخدمة حديثاً للسيطرة على سرطان المهبل، ولكن ما زالت نتائجها تحت الدراسة.[٦]


الوقاية من سرطان المهبل

لا يوجد هناك فحص محدد للكشف المبكر عن سرطان المهبل، ولكن هناك مجموعة من النصائح والإرشادات التي من شأنها أن تحد أو تقلل من فرصة الإصابة بسرطان المهبل، ومن هذه النصائح ما يأتي:[١١]

  • فحص الحوض السنوي: تعتبر هذه الطريقة من أفضل الطرق في مراقبة التغيرات التي تطرأ على الأعضاء التناسلية لدى السيدات.[١١]
  • لقاح فيروس الورم الحليمي البشري: إنّ تلقي اللقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري من شأنه منع الإصابة بالفيروس، والتقليل من احتمالية الإصابة بسرطان المهبل وغيرها من السرطانات، مثل: سرطان الرأس والعنق، وسرطان الجزء الخارجي من فتحة الشرج.[١١]
  • تجنب العلاقات الجنسية غير الشرعية: وذلك للحد من الإصابة بالأمراض التي تنتقل جنسياً.[١١]
  • التوقف عن التدخين: وذلك لتقليل خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات بما في ذلك سرطان المهبل.[١١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Vaginal cancer", nhs, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  2. "Vaginal Cancer Treatment", cancer, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Types of Vaginal Cancer", moffitt, Retrieved 10/8/2021. Edited.
  4. "Vaginal Cancer", webmd, Retrieved 10/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Vaginal cancer", mayo clinic, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  6. "Can Vaginal Cancer Be Found Early?", cancer, Retrieved 10/8/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Tests for Vaginal Cancer", cancer, Retrieved 10/8/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "Vaginal Cancer: Diagnosis", cancer, Retrieved 10/8/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج "VAGINAL CANCER STAGES", sgoo, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج "Vaginal Cancer Risks and Prevention", pennmedicine, Retrieved 10/8/2021. Edited.