سرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية

سرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية (Nasal and Paranasal Sinus Cancer) هو نوع من سرطانات الرأس والرقبة، ويُعد هذا الورم خبيثًا، إلّا أنه من السرطانات النادرة والتي تشيع عادةً بين الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، ويُصيب كلًا من التجويف الأنفي (Nasal Cavity) وهي المساحة التي تقع خلف الأنف، والجيوب الأنفية (Sinuses) وهي تجاويف صغيرة مملوءة بالهواء تقع داخل الأنف وعظام الوجنتين والجبهة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن سرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية يختلف كُليًا عن سرطان البلعوم الأنفي (Nasopharyngeal Cancer)، والذي يُصيب المنطقة التي تصل ما بين الأنف والحنجرة.[١][٢]


أنواع سرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية

يُذكر من أنواع سرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية ما يأتي:[٣]

  • سرطان الخلايا الحرشفية: (Squamous Cell Carcinoma)، وهو النوع الأكثر شيوعًا من أنواع سرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية، ويتكون من خلايا رقيقة ومسطحة تُبطّن التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية من الداخل.
  • سرطان الخلايا الصّبغية: (Melanoma)، وهو النوع الذي يبدأ في الخلايا الصّبغية المسؤولة عن إعطاء الجلد لونه الطبيعي.
  • الساركوما: (Sarcoma)، وهو النوع الذي يبدأ في العضلات أو النسيج الضام.
  • الورم الحليمي المعكوس: (Inverting Papillomas)، وهي أورام حميدة تتشكل داخل الأنف، وعدد قليل منها يُمكن أن يتحول إلى أورامٍ سرطانية.
  • الورم الحُبيبي الناصف: (Midline Granulomas)، وهو الورم الذي ينشأ في الجزء الأوسط من الوجه.


أسباب الإصابة

ينشأ سرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية نتيجةً لحدوث طفرة جينية في الخلايا السليمة، الأمر الذي يُحوّلها إلى خلايا غير طبيعية تتكاثر بشكل لا يُمكن للجسم السيطرة عليه، كما أن هذه الخلايا لا تموت على عكس الخلايا الطبيعية التي تتميز بدورة حياة منتظمة، وتتراكم الخلايا غير الطبيعية لتُشكّل ورمًا سرطانيًا يُمكنه أن يغزو الأنسجة القريبة بعد انفصاله عن الورم الأصلي، كما وينتشر لأجزاء أخرى من الجسم.[٤]


العوامل التي تزيد من خطر الإصابة

يمكن أن تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بسرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية، ويُذكر منها ما يأتي:

  • التدخين.[٥]
  • التعرض لبعض المواد في أماكن العمل كغبار الخشب، أو مركبات النيكل، أو الراديوم 226 أو 228، وغيرها.[٥]
  • العمر؛ فكلما زاد العمر عن 40 عامًا، زادت احتمالية الإصابة بالسرطان.[٦]
  • الجنس؛ فالذكور أكثر عرضة للإصابة بالورم من الإناث.[٦]
  • التعرض للعلاج الإشعاعي في وقت سابق لعلاج ورم أرومة الشبكية الوراثي (Hereditary Retinoblastoma)، أو سرطان البلعوم الأنفي.[٥]
  • الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (Human Papillomavirus).[٦]


العلامات والأعراض

في المراحل المبكرة من سرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية، لا يعاني المصاب من أي علامات أو أعراض تُذكر، ولكن مع تطور المرض وزيادة حجم الورم السرطاني تبدأ الأعراض بالظهور،[٧] ويُذكر من أهم علامات وأعراض سرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية ما يأتي:[٨]

  • احتقان الأنف أو انسداده، والذي لا يتحسن مع مرور الوقت، وفي بعض الأوقات يزداد سوءًا.
  • ألم فوق العينين أو تحتهما.
  • انسداد أحد جانبي الأنف.
  • التنقيط الأنفي الخلفي (Post-nasal Drip)، وهو نزول الإفرازات الأنفية في مؤخرة الأنف والحلق.
  • نزيف من الأنف.
  • نزول القيح من الأنف.
  • اضطرابات في حاسة الشم.
  • خدران أو ألم في أجزاء من الوجه.
  • تنميل الأسنان أو تخلخلها.
  • ظهور كتلة على الوجه، أو الحنك، أو داخل الأنف.
  • جحوظ عين واحدة.
  • عيون دامعة باستمرار.
  • ألم أو الشعور بضغطٍ في إحدى الأذنين.
  • الصداع.
  • صعوبة في فتح الفم.
  • تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة، والذي يُمكن رؤيتها أو الشعور بها تحت جلد الرقبة.




في حال كان الشخص يُعاني من أيٍ من الأعراض التي أسلفنا ذكرها، والتي لم تختفِ مع مرور الوقت، فيتوجب عليه مراجعة الطبيب في أقرب وقت للحصول على تشخيصٍ دقيقٍ للحالة.




كيفيّة تشخيص المرض

يُذكر من الاختبارات التشخيصية لسرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية ما يأتي:[٩]

  • الخزعة: وهي أولى الاختبارات التي يطلب الطبيب إجراؤها في حال الاشتباه بسرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية، ويقوم الطبيب خلالها بسحب عينة صغيرة من الورم ليتم فحصها مخبريًا، وتحديد نوع ومرحلة الورم الذي يعاني منه المصاب.
  • الاختبارات التصويرية: ويُذكر منها ما يأتي:
  • الأشعة السينية (X-rays).
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT scan).
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET/CT Scans).




تمنح كلًا من الخزعة والاختبارات التصويرية الطبيب معلوماتٍ مُفصلة حول مرحلة السرطان، ومدى انتشاره، وتقدمه، والتي تُساعده على تحديد العلاج المناسب للمرض.




مراحل المرَض

فيما يأتي توضيحًا لمراحل سرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية:[١٠]

  • المرحلة 0: (Stage 0)، والتي تُسمى أيضًا بالسرطان الموضعي (Carcinoma In Situ)، وفيها يقتصر وجود الورم على المكان الذي بدأ منه، وغالبًا ما يكون السرطان في هذه المرحلة قابلًا للشفاء.
  • المرحلة 1: (Stage 1)، وفيها ينتشر السرطان إلى جميع أنحاء الغشاء المخاطي، أو الطبقة الخارجية من تجويف الأنف أو الجيوب الأنفية، ولكن لا يصل إلى العظام.
  • المرحلة 2: (Stage 2)، وفيها ينتشر السرطان إلى العظام، ولكن لا ينتشر إلى الغدد الليمفاوية أو أجزاء بعيدة من الجسم.
  • المرحلة 3: (Stage 3)، وفيها ينتشر السرطان إلى العظام، والعقد الليمفاوية، وهياكل أخرى.
  • المرحلة 4: (Stage 4)، وفيها ينتقل الورم إلى نطاقٍ واسعٍ في الهياكل المحيطة والغدد الليمفاوية.


الخيارات العِلاجيّة

يُمكن علاج سرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية من خلال ما يأتي:

  • الجراحة: وهو العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية، وغالبًا ما يكون العلاج الوحيد للأورام غير السرطانية، أو الأورام الخبيثة في مراحها المبكرة، ولكن في حال تقدم المرض يستخدم الطبيب علاجات أخرى قبل الجراحة لتقليل حجم الورم، وتسهيل إزالته بعد ذلك جراحيًا.[٩]
  • العلاج الكيميائي: (Chemotherapy)، تُساعد الأدوية المضادة للسرطان على تقليص حجم الخلايا السرطانية أو قتلها، بالإضافة لتقليل انتشارها إلى أجزاء الجسم الأخرى.[١١]
  • العلاج الإشعاعي: (Radiation Therapy)، والذي يستخدم فيه الطبيب إشعاعًا عالي الطاقة؛ لقتل أو تقليص حجم الورم السرطاني.[١١]


سُبل الوِقاية

يُمكن الوقاية من سرطان التجويف الأنفي والجيوب الأنفية الجانبية من خلال تغيير بعض السلوكيات وأنماط الحياة، منها:[٦]

  • التوقف عن التدخين بكافة أشكاله.
  • التوقف عن استهلاك المشروبات الكحولية.
  • اتّباع إجراءات السلامة العامة في العمل.
  • تلقي مطعوم ضد فيروس الورم الحليمي البشري.
  • تجنّب التعرض للمواد الكيميائية كالنيكل، والطلاء، وحمص الكبريتيك، والأسبستوس.


المراجع

  1. "Nasal Cavity and Paranasal Sinus Cancer: Introduction", cancer, 1/2020, Retrieved 7/8/2021. Edited.
  2. "Nasal and sinus cancer", nhs, 28/9/2018, Retrieved 7/8/2021. Edited.
  3. "Paranasal Sinus and Nasal Cavity Cancer Treatment (Adult) (PDQ®)–Patient Version", cancer, 6/11/2019, Retrieved 7/8/2021. Edited.
  4. "Nasal and paranasal tumors", mayoclinic, 30/7/2020, Retrieved 7/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Nasal and paranasal sinus cancer - Risks and causes", cancerresearchuk, 19/10/2020, Retrieved 7/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث Diana Stanley, Care/Adult Cancers/Head and Neck Cancers/Nasal Cavity and Paranasal Sinus Cancer/Prevention and Risk Factors "What are the risk factors for Nasal Cavity and Paranasal Sinus cancer?", cancer.baptisthealth, Retrieved 7/8/2021. Edited.
  7. "Sinus and Nasal Cavity Cancer: What to Know", webmd, 12/10/2019, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  8. "Signs and Symptoms of Nasal and Paranasal Sinus Cancers", cancer, 19/4/2021, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Nasal Cavity and Sinus Cancers", mskcc, Retrieved 8/8/2021.
  10. Naveed Saleh (6/1/2020), "Understanding Nasal Cavity and Paranasal Sinus Cancers", verywellhealth, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Treatment for Paranasal Sinus and Nasal Cancer", stanfordhealthcare, Retrieved 8/8/2021. Edited.