في الواقع تعتمد إمكانية علاج السرطان على نوع ومرحلة السرطان، ونوع العلاج الذي يمكن الحصول عليه، وعوامل أخرى، ومن المرجح أن يتم علاج بعض أنواع السرطان أكثر من غيرها، ولكن يحتاج كل نوع من أنواع السرطان إلى العلاج بشكلٍ مختلف؛ إذ لا يوجد علاج واحد للسرطان، كما أنه يمكن التعافي من السرطان، وهناك العديد من الحالات التي شفيت منه.[١]

هل سرطان الحنجرة قاتل؟

لا يُمكننا القول أنّ سرطان الحُنجرة قاتل، بل يعتمد معدل البقاء على قيد الحياة للأشخاص المصابين بسرطان الحنجرة (بالإنجليزية: Laryngeal cancer) على العديد من العوامل؛ أيّ لا أحد يستطيع أن يُحدد بالضبط كم من الوقت سيعيش المُصاب بالمرض، ولكن يمكن للطبيب أن يُعطي المزيد من المعلومات حول نظرته الخاصة وتنبؤه وتكهنه بالحالة،[٢] وفيما يلي توضيحًا للعوامل التي يعتمد عليها معدل البقاء على قيد الحياة للمصابين بسرطان الحنجرة:

  • مرحلة السرطان عندما تم تشخيصه؛ بمعنى حجم الورم، وما إذا كان قد انتشر إلى أماكن أخرى في الجسم.[٢]
  • درجة الخلايا السرطانية، والتي تعني كيف تبدو الخلايا غير طبيعية تحت المجهر.[٢]
  • موقع السرطان في الحنجرة.[٢]
  • الصحة العامة للمصاب ولياقته البدنية؛ فإذا واصل المصاب التدخين بعد إصابته بالسرطان، فسيؤثر ذلك في احتمالية بقائه على قيد الحياة، وهناك خطر أكبر من أن يُصاب بسرطانٍ ثانٍ.[٢]


كُلّما اكتُشف سرطان الحنجرة مُبكّرًا، كُلما كان معدل الشفاء أفضل مقارنةً بالسرطان المتقدم الذي ينتشر في مناطق أخرى، ومع ذلك فإن سرطان الحنجرة المتقدم يمكن علاجه أيضًا، وإذا عاد فإنه يحدث عادةً خلال أول سنتين أو ثلاث سنوات بعد العلاج، وبعد خمس سنوات يُصبح خطر عودة السرطان مُجددًا منخفض جدًا.[٣]


التنبؤ بسير مرض سرطان الحنجرة

وِفقًا للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (American Society of Clinical Oncology - ASCO) لوحِظ بأنّ بعض مُصابي سرطان الحُنجرة قد يصل معدل البقاء على قيد الحياة لديهم لمدة 5 سنوات، وهذا قد يمتلك نسبة مئويّة تصل لـِ 61%، ولكن أكثر من نصف المصابين أي ما نسبته 53% يتم تشخيصهم وعلاجهم قبل انتشار السرطان خارج الحنجرة، وفي هذه الحالات يكون معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات 78%، أما إذا انتشر السرطان إلى الأنسجة أو الأعضاء المحيطة أو العقد الليمفاوية الإقليمية، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات هو 45%، وإذا انتشر السرطان إلى جزء بعيد من الجسم فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات هو 34%، ومع ذلك فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات يعتمد أيضًا على موقع السرطان سواء أكان في المزمار، أو فوق المزمار، أو تحت المزمار،[٤] وفيما يلي توضيحًا لذلك:[٥]

  • السرطان الموضعي: تشير هذه المرحلة إلى عدم وجود ما يشير إلى انتشار السرطان خارج منطقة الحلق حيث بدأ.
  • السرطان الإقليمي: تشير هذه المرحلة إلى أن السرطان قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة، أو نما خارج النسيج الأصلي إلى الأنسجة أو الهياكل الأخرى المجاورة.
  • السرطان البعيد: تشير هذه المرحلة إلى انتشار السرطان إلى مناطق بعيدة عن الحنجرة كالكبد.


والجدول التالي يُبين معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات لسرطان الحنجرة، وتستند هذه الأرقام إلى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الحنجرة بين عامي 2010 - 2016، وكما أسلفنا الذكر فإن معدلات البقاء على قيد الحياة للأشخاص المصابين بسرطان الحنجرة تختلف بناءً على جزء الحنجرة الذي بدأ فيه السرطان؛ هل هو فوق المزمار، أو في المزمار، أو تحت المزمار:[٦]


مرحلة السرطان
معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات
السرطان فوق المزمار
موضعي: 61%
إقليمي: 47%
بعيد: 31%
المراحل الثلاثة مجتمعةً: 46%
السرطان في المزمار
موضعي: 83%
إقليمي: 49%
بعيد: 43%
المراحل الثلاثة مجتمعةً: 76%
السرطان تحت المزمار
موضعي: 63%
إقليمي: 35%
بعيد: 43%
المراحل الثلاثة مجتمعةً: 52%




ضع في اعتبارك أن معدلات البقاء على قيد الحياة هي أرقام تقديرية، وتستند غالبًا إلى النتائج السابقة لأعداد كبيرة من الأشخاص المصابين بسرطان معين، ولكن لا يمكنهم التنبؤ بما سيحدث في حالة أي شخص معين.




التأقلم والتعايش مع سرطان الحنجرة

قد يرافق تشخيص الإصابة بسرطان الحنجرة آثار جانبية عاطفية وجسدية، ويمكن أن يعاني المصاب من مجموعة من المشاعر كالخوف، والغضب، والقلق، والحزن، كما يمكن أن يكون العثور على شخص ما للتحدث معه حول هذه المشاعر أمرًا مفيدًا، وقد لا يكون صديقًا أو شخصًا قريبًا، ولكن ربما يكون أخصائي اجتماعي، أو مستشار، أو مجموعة دعم،[٧] وفيما يلي بعض النصائح والإرشادات التي يمكنها أن تساعد على التأقلم والتعايش مع سرطان الحنجرة:[٨]

  • التعرّف على معلومات كافية عن سرطان الحنجرة لاتخاذ قرارات العلاج، وكتابة قائمة بالأسئلة لطرحها على الطبيب في الموعد القادم؛ إذ قد يساعد معرفة المزيد عن الحالة الصحية على الشعور براحة أكبر عند اتخاذ قرارات العلاج.
  • البحث عن شخص ما للتحدث معه، ومعرفة كيفية التعامل مع المشاعر التي يشعر بها، وقد يكون هذا الشخص صديقًا مقربًا، أو أحد أفراد الأسرة، أو المستشارين، كما يمكن أن يكون الانضمام إلى مجموعة دعم للأشخاص المصابين بالسرطان أمرًا مفيدًا أيضًا.
  • المحافظة على صحة الجسم أثناء العلاج، وتجنّب الضغط الزائد، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم كل ليلة، مع ضرورة المشي أو ممارسة الرياضة قدر المستطاع، وتخصيص وقت للاسترخاء كالاستماع إلى الموسيقى، أو قراءة كتاب.
  • الذهاب إلى جميع مواعيد المتابعة، وإجراء الفحوصات المطلوبة لمراقبة التعافي من المرض، والتحقق من عدم تكرار الإصابة.


المراجع

  1. "Can Cancer Be Cured?", American Cancer Society, 6/5/2021, Retrieved 19/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Survival", Cancer Research UK, 16/1/2020, Retrieved 19/7/2021. Edited.
  3. "Laryngeal Cancer", clevelandclinic, 3/1/2017, Retrieved 19/7/2021. Edited.
  4. "Laryngeal and Hypopharyngeal Cancer: Statistics", American Society of Clinical Oncology, 1/1/2021, Retrieved 19/7/2021. Edited.
  5. Scott Frothingham (25/3/2019), "What Is Life Expectancy with Stage 4 Throat Cancer?", healthline, Retrieved 19/7/2021. Edited.
  6. "Survival Rates for Laryngeal and Hypopharyngeal Cancers", American Cancer Society, 12/1/2021, Retrieved 19/7/2021. Edited.
  7. Julie Scott (4/5/2021), "What Is Laryngeal Cancer?", verywellhealth, Retrieved 19/7/2021. Edited.
  8. "Throat cancer", mayoclinic, 14/1/2021, Retrieved 19/7/2021. Edited.