سرطان الحنجرة (بالإنجليزية: Throat cancer) هو نوع من أنواع الأورام الخبيثة التي تُصيب الحنجرة والأحبال الصوتية، ويتوفر العديد من العلاجات لسرطان الحنجرة تعتمد على عوامل عدة؛ من بينها: عمر المريض، وحالته الصحية، ومرحلة المرض، ويعد العلاج الإشعاعي أحد الخيارات المتاحة لعلاج هذا النوع من السرطانات، فما هي آثار العلاج الإشعاعي لسرطان الحنجرة؟[١]
آثار العلاج الإشعاعي لسرطان الحنجرة
يعد العلاج الإشعاعي علاجاً فعالاً في معظم الأحيان لحالات سرطان الحنجرة، إلا أنه كمثل أي علاج طبي آخر قد يتسبب ببعض الآثار الجانبية عند استخدامه، ومن هذه الآثار الجانبية ما يمكن منعه، ومنه ما يمكن معالجته، وبشكلٍ عام تنشأ بعض هذه الآثار الجانبية نتيجة تدمير العلاج الإشعاعي للخلايا السليمة إلى جانب الخلايا السرطانية، ولكن يجب التنبيه إلى أن هذه الآثار الجانبية تختلف من شخصٍ إلى آخر اعتماداً على عوامل عدة؛ من بينها جزء الجسم الذي سيتم تعريضه للإشعاع، بالإضافة إلى نوع الإشعاع المستخدم في العلاج، ومن أهم الآثار الجانبية التي تعد الأكثر شيوعاً ما يأتي:[٢]
آثار تظهر مباشرة
هناك مجموعة من الآثار الجانبية التي تظهر خلال المراحل الأولى من البدء بالعلاج الإشعاعي، ومنها ما يأتي:[٣]
- صعوبة البلع: اعتماداً على حجم الورم وموقعه وجرعة العلاج المستخدمة، قد يؤدي العلاج الإشعاعي إلى صعوبة تناول الطعام الصلب وشرب السوائل بشكلٍ طبيعي، خاصة إذا كانت الخطة العلاجية للمريض تتضمن العلاج الإشعاعي إلى جانب العلاج الكيميائي.[٤]
- تغيرات الفم: يجب التنويه إلى أن الإشعاع لا يقتل الخلايا السرطانية فقط بل قد يضر أيضاً بالخلايا السليمة مثل الغدد التي تفرز اللعاب وبطانة الفم الرطبة، وتشمل مشاكل الفم والحلق؛ ظهور تقرحات في الفم، وتسوس الأسنان، وجفاف الفم، ورائحة كريهة للفم، وفقدان أو تغير في حاسة التذوق في بعض الأحيان.[٥]
- فقدان الشهية: قد يؤدي ظهور بعض الأعراض الجانبية؛ مثل مشاكل الفم والأسنان، وصعوبة البلع، والغثيان، والاستفراغ، إلى فقدان الشهية لدى المريض، ويعتبر فقدان الشهية عَرَض جانبي شائع خلال الأسابيع الأولى من العلاج الإشعاعي الموجه لمنطقة الرأس والرقبة، لذا يجب على المريض الاعتناء بالتغذية قدر الإمكان أثناء وبعد العلاج الإشعاعي فهذا يساعد على تسريع التعافي.[٦]
- تغيرات في الصوت: قد تلاحظ خشونة في الصوت قليلاً خلال فترة العلاج وبعدها، وبشكلٍ عام يعود الصوت إلى طبيعته في غضون أسابيع قليلة بعد توقف العلاج.[٧]
- التهاب الجلد: تتفاوت تفاعلات الجلد تجاه الإشعاع، فقد تتضمن ظهور احمرار طفيف، وجفاف الجلد، والحكة، وتغير درجة لون الجلد لتُصبح أغمق، وتظهر هذه المشاكل في العادة بعد أسبوع إلى أسبوعين من بدء العلاج، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب في حال ظهور هذه الأعراض أو تفاقمها، فقد يُجري تعديلات على الخطة العلاجية في حال ظهور أعراض شديدة أو قد يقدم بعض النصائح للتخفيف من الأعراض.[٢]
- الإعياء: من الممكن أن يشعر المريض بالتعب والإرهاق والضعف ونقص الطاقة في معظم الأحيان، ويعد من أكثر التأثيرات الجانبية للعلاج الإشعاعي، نظراً لأن الجسم يستخدم كميات كبيرة من الطاقة خلال فترات العلاج الإشعاعي في سبيل التعامل مع تأثير الإشعاع في الخلايا الطبيعية.[٨]
- تساقط الشعر: يمكن أن يتساقط الشعر في المنطقة التي تتم معالجتها ولكن يكون تساقط الشعر مؤقتاً، ويحدث نمو جديد للشعر في غضون أسابيع قليلة بعد اكتمال عملية العلاج، وفي حالات قليلة لا يعود نمو الشعر من جديد.[٧]
- الغثيان والتقيؤ: يعد الغثيان والتقيؤ من التأثيرات الجانبية الشائعة والمصاحبة للعلاج الإشعاعي لسرطان الحنجرة، وغالباً ما تتلاشى بعد أسابيع من انتهاء العلاج.[٩]
- الصداع: قد يشكو المريض من صداع مستمر في الرأس خلال فترة العلاج وبعدها، وبشكلٍ عام فهو يتلاشى بعد أسابيع من العلاج.[٧]
آثار جانبية تظهر في وقت لاحق
معظم آثار العلاج الإشعاعي تزول بعد فترة وجيزة، ولكن بعضها يستمر أو يعود في وقت لاحق، والتي نذكر منها ما يأتي:[١٠]
- مشاكل في الغدة الدرقية والغدة النخامية.
- مشاكل الفم والأسنان؛ منها تسوس الأسنان وجفاف الفم.
- الوذمة الليمفية (بالإنجليزية: Lymphedema)؛ والتي تضمن تراكم السوائل الليمفاوية وتكون مؤلمة.
- مشاكل في الذاكرة.
- ندوب الجلد.
ليس بالضرورة أن يعاني جميع المرضى الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي من هذه الآثار الجانبية جميعها، فكما ذكرنا سابقاً أن الأمر يختلف من مريض إلى آخر.
التعامل مع آثار العلاج الإشعاعي لسرطان الحنجرة والوقاية منها
هناك مجموعة من النصائح التي يتوجب اتباعها من قبل مرضى سرطان الحنجرة اللذين يخضعون للعلاج الإشعاعي في سبيل تخفيف الأعراض الجانبية لديهم والوقاية منها، ومنها ما يأتي:[١١]
- الالتزام بأخذ مسكنات الألم والنظام الصحي الذي يُوصي به الطبيب للمساعدة على البلع وتخفيف الآثار الجانبية الهضمية.[٤]
- الالتزام بممارسة التمارين التي قد تعزز القدرة على البلع وتشمل هذه التمارين؛ تمارين لحركة اللسان والفك تعرف بتمارين نطاق حركة اللسان (ROM).[١١]
- شرب السوائل بشكل متكرر، ومضغ لبان خالية من السكر فهذا يمكن أن يزيد من تدفق اللعاب.[١١]
- غسل البشرة وترطيبها بشكل يومي.[٢]
- تجنب استخدام العطور أو الصابون المعطر.[٢]
- تجنب السباحة في الماء المضاف إليه الكلور.[٢]
- تجنب فرك البشرة الجافة.[٢]
- تجنب حلق الشعر في المنطقة المُعرضة للإشعاع قدر المستطاع، والاستعاضة بماكينة الحلاقة الكهربائية عوضاً عن شفرة الحلاقة.[٢]
- استخدام واقي الشمس على البشرة قبل الخروج من المنزل للحماية من أشعة الشمس.[٢]
- تجنب المشروبات الكحولية.[٨]
- تجنب القهوة والمنبهات بشكل عام.[٨]
- زيادة معدلات الراحة والاسترخاء.[٨]
- ممارسة الرياضة بشكل مستمر؛ مثل رياضة المشي.[٨]
- تناول الغذاء الصحي بكميات كافية، فإن هذا سيرفع من طاقة الجسم.[٨]
- إجراء الفحص الدوري للأسنان واللثة، وإبلاغ الطبيب عن أي من هذه المشاكل فور حدوثها.[٥]
- تناول مسكنات الألم لتخفيف الصداع.[٧]
- تجنب الصراخ والانفعال بشكل مفاجئ، والتوقف عن التدخين والابتعاد عن أماكن التدخين.[٧]
متى تختفي هذه الآثار الجانبية؟
بشكلٍ عام يعتمد استمرار ظهور الأعراض الجانبية على عوامل عدة؛ أبرزها الجرعة المحددة للعلاج، ولكن أغلب تلك الآثار تنتهي بعد مرور أسبوعين إلى 4 أسابيع من نهاية العلاج، مع الأخذ بالاعتبار أن هناك بعض الآثار قد تكون طويلة الأمد وتستمر لفتراتٍ أطول.[١٢]
المراجع
- ↑ "What is throat cancer?", cancer council .., Retrieved 5/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "radiotherapy side effects ..", nhs, Retrieved 5/7/2021.
- ↑ "Head and neck radiotherapy side effects", cancerresearchuk, Retrieved 5/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "Difficulty swallowing", cancerresearchuk, Retrieved 6/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "Mouth and throat problems", cancercouncil, Retrieved 6/7/2021. Edited.
- ↑ "Side effects of radiation therapy", Canadian cancer society, Retrieved 5/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Side effects of radiotherapy for head and neck cancer ...", macmillan cancer center, Retrieved 5/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Fatigue", cancercouncil, Retrieved 6/7/2021. Edited.
- ↑ "Side effects of radiation therapy", canadian cancer society, Retrieved 5/7/2021. Edited.
- ↑ "late side effects of radiation treatment for head and neck cancer ", radiation oncology journal, 2020, Page 84-92. Edited.
- ^ أ ب ت "Radiation Therapy to Your Head and Neck: What You Need to Know About Swallowing"، mskcc، اطّلع عليه بتاريخ 5/7/2021. Edited.
- ↑ "Does radiation increase risk of cancer?", mvorganizing, Retrieved 6/7/2021. Edited.