هناك عدة فحوصات من الممكن إجراؤها للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، وتُعتبر مسحة عنق الرحم (بالإنجليزية: Pap smear)، واحدة من أبرز الإجراءات المُتبعة للكشف، وفي هذا المقال سيتم توضيح أبرز المعلومات المتعلقة بمسحةِ عنق الرحم.[١]

مسحة عنق الرحم

تُعتبر مسحة عنق الرحم إجراء سريع وغير مؤلم يتم الاستعانة به للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، حيث يتم أخذ عينة من خلايا عنق الرحم وفحصها تحت المجهر، ولا تُعتبر هذه الطريقة تشخيصية للسرطان؛ إنما يتم من خلالها الكشف عن أي تغيُّر غير طبيعي للخلايا في عنق الرحم، ولاحقاً إذا ظهر بأنّ هذه الخلايا غير طبيعية، فيتم اتباع إجراءات تشخيصية أُخرى: كالتنظير المهبلي، وأخذ خزعة لتأكيد تشخيص السرطان.[٢]


لماذا يتم عمل مسحة عنق الرحم

يتم اللجوء إلى مسحة عنق الرحم لثلاث غايات أساسية، وهي:[٣]

  • الفحص: تُستخدم مسحة عنق الرحم للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم خاصة في حال عدم ظهور أعراض، مما يُسهل عملية العلاج، ويمكن أيضاً الكشف عن الخلايا غير الطبيعية والتي قد تتحول إلى خلايا سرطانية في مراحل لاحقة.
  • التشخيص: تُستخدم مسحة عنق الرحم للمساعدة على تحديد السبب وراء بعض الأعراض والمشاكل المهبلية التي تشكو منها المرأة؛ مثل: النزيف المهبلي، والإفرازات المهبلية.
  • المراقبة والمتابعة: تُستخدم مسحة عنق الرحم من أجل تتبع نمو الخلايا غير الطبيعية لدى السيدات، ومراقبة التغييرات التي من الممكن أن تطرأ على هذه الخلايا.


متى يُوصى بعمل مسحة عنق الرحم؟

تختلف الحاجة إلى إجراء مسحة عنق الرحم من سيدة إلى أخرى،[٤] وغالباً ما يتم البدء بإجراء مسحة عنق الرحم في سن 21 عاماً، ويمكن التوقف عن إجراء مسحة عنق الرحم بعد سن 65 عاماً، مع مراعاة عوامل الخطر عند كل سيدة.[٥]


متى يجب التوقف عن إجراء مسحة عنق الرحم؟

هناك مجموعة من السيدات اللواتي لا تستلزم حالاتهنّ إجراء مسحة عنق الرحم بشكلٍ دوري، ويكون ذلك بإشراف الطبيب ووفقاً لتوصياته، ونذكر من هذه الفئات ما يلي:[٦]

  • السيدات اللواتي تجاوزن سن 65 عاماً ممن خضعن لإجراء ثلاثة مسحات على الأقل خلال العشر سنوات الماضية، بحيث تكون واحدة من هذه المسحات خلال الخمس سنوات الماضية، وقد أثبتت هذه المسحات عدم وجود أي نمو غير طبيعي لخلايا عنق الرحم.
  • السيدات اللواتي خضعن لعملية استئصال الرحم وعنق الرحم بشكلٍ كامل، أو السيدات اللواتي لا يملكن عنق رحم، ممن لا يملكن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان عنق الرحم أو لم تظهر لديهن أي تغييرات غير طبيعية أثناء إجراء المسحات سابقاً.


ما هي التوصيات المرتبطة بعدد مرات إجراء مسحة لعنق الرحم؟

يمكن إجراء مسحة عنق الرحم كل ثلاث سنوات في حال كانت نتائج المسحات طبيعية ولا تدل على أي تغيير غير طبيعي في خلايا عنق الرحم،[٤] ولكن هناك مجموعة من العوامل والظروف التي تستلزم إجراء مسحة عنق الرحم أكثر من مرة خلال ثلاث سنوات، ومنها ما يلي:[٧]

  • الحالات التي تُظهر فيها مسحة عنق الرحم وجود نمو سرطاني أو غير طبيعي لخلايا عنق الرحم.[٧]
  • الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).[٧]
  • وجود ضعف في جهاز المناعة نتيجة الخضوع لعملية زراعة الأعضاء، أو التعرُّض للعلاج الكيميائي، أو في حالات الاستخدام المزمن لعلاج الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroid).[٧]


التحضير لمسحة عنق الرحم

هناك مجموعة من النصائح والإرشادات التي يجب اتباعها للتأكد من إجراء المسحة بشكل صحيح، ومنها ما يلي:[٨]

  • تجنب بعض الممارسات لمدة يومين على الأقل قبل إجراء المسحة؛ ويتضمن ذلك تجنب ممارسة العلاقة الزوجية، وتجنب غسل منطقة المهبل بالصابون والعطور، وتجنب استخدام الأدوية المهبلية، وتجنب استخدام الكريمات القاتلة للحيوانات المنوية، نظراً لأنّ الممارسات السابقة جميعها من الممكن أن تحجب الخلايا غير الطبيعية عن الظهور أثناء إجراء المسحة.[٩]
  • تجنب إجراء مسحة عنق الرحم خلال أيام الطمث.[١٠]
  • تجنب إجراء مسحة عنق الرحم في فترات تلقي العلاج لحل مشاكل العدوى المهبلية أو عدوى عنق الرحم، كما يجب الانتظار لمدة أسبوعين بعد انتهاء أو إيقاف العلاج لإجراء المسحة.[١١]
  • تفريغ المثانة من البول قبل البدء بإجراء مسحة عنق الرحم.[١٢]
  • إخبار الطبيب المشرف على الحالة حول جميع الأدوية التي تستخدمها، وبخاصة الأدوية المسيلة للدم؛ مثل مميعات الدم، أو أية أدوية تُستخدم في علاج مشاكل الدم، وذلك قبل البدء بإجراء المسحة.[١٣]
  • إخبار الطبيب المشرف على الحالة بجميع المستحضرات والمكملات العشبية التي يتم استخدامها، وذلك قبل البدء بإجراء المسحة.[١٤]


كيفية إجراء مسحة عنق الرحم

يتم إجراء مسحة عنق الرحم من قبل الطبيب أو الممرضة، عن طريق وضع منظار معدني أو بلاستيكي في المهبل من أجل فصل جدار المهبل، والتمكن من الوصول إلى عنق الرحم، وفيما بعد يتم أخذ عينة من خلايا عنق الرحم باستخدام أداة خاصة، ومن ثم إرسال العينة إلى المختبر ليتم فحصها، وهذه العملية تعد سريعة لا تتجاوز عدة دقائق عند إجرائها.[١٥]


نتائج مسحة عنق الرحم

عادةً ما تستغرق نتيجة مسحة عنق الرحم فترة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع لإظهار النتائج، وفيما يأتي تفسير لنتائج مسحة عنق الرحم:[٥]

  • النتائج السلبية: إذا أظهرت مسحة عنق الرحم نتيجة سلبية (سليمة)، فهذا يعني أنه لا توجد أيّ حاجة لإجراء فحوصات أخرى، ويتم تحديد موعد المسحة القادمة من قِبل الطبيب.[١٦]
  • النتائج الإيجابية: في حال أظهرت المسحة نتائج إيجابية، فهذا لا يعني حتماً وجود سرطان في عنق الرحم؛ ولكنها تُشير إلى ضرورة إجراء المزيد من الفحوصات والإجراءات اللازمة الأخرى، وبشكلٍ عام هناك مجموعة من الأسباب التي تكمن وراء ظهور نتائج إيجابية في مسحة عنق الرحم، ومنها ما يلي:[١٧]
  • التهاب خفيف في خلايا عنق الرحم، أو تحول طفيف للخلايا.
  • الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) أو عدوى أُخرى.
  • الإصابة بسرطان عنق الرحم، أو خلايا قد تتحول إلى سرطانات لاحقاً إذا لم يتم علاجها.
  • وجود خلل في الاختبار.
  • النتائج المُبهمة: قد تكون بعض نتائج مسحة عنق الرحم مُبهمة أو غير واضحة، ويلجأ الطبيب المشرف في هذه الحالة إلى طلب مجموعة من الفحوصات الإضافية للتوصل إلى النتيجة الصحيحة، أو يمكن إعادة المسحة بعد فترة معينة، وعادةً ما تكون هذه المدة الزمنية ستة أشهر.[٥]


هل يوجد أية مخاطر لمسحة عنق الرحم؟

تُعتبر مسحة عنق الرحم من وسائل الفحص الآمنة وغير المؤلمة، يمكن للسيدة أن تتعرض لنزيف سطحي بعد إجراء مسحة عنق الرحم؛ نتيجةً لإدخال وإخراج المنظار الذي يعمل على توسيع المهبل للوصول إلى عنق الرحم.[١٨]


هل مسحة عنق الرحم مؤلمة؟

تُسبب مسحة عنق الرحم شعور بعدم الراحة عند السيدات، وهذا الأمر لا يعني أنّ إجراء مسحة عنق الرحم يعد مؤلماً، ولكن قد تشعر السيدة بضغط شديد نتيجةً لإدخال المنظار في المهبل، كما يمكن للسيدات غير المتزوجات أو اللاتي يشعرن بألم أثناء إدخال المنظار في المهبل؛ أن يطلبن من الطبيب المشرف على الحالة استخدام منظار صغير الحجم، كما يمكن تخفيف الألم الناتج عن المسحة عن طريق التبول أو أخذ أي من المسكنات الدوائية قبل إجراء المسحة.[١٩]


المراجع

  1. Elizabeth Boskey, "Overview of the Pap Smear Procedure", very well health, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  2. unknown, "Pap Smear (Pap Test)", lab test online, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب unknown, "What Should I Know About Screening?", cdc, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت Lori Smith, MSN, BSN, WHNP-BC (18/2/2018), "Everything you need to know about the Pap smear", medical news today, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  5. unknown, "Pap and HPV tests", Office on Women's Health , Retrieved 29/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث unknown, "pap smear", webmd, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  7. unknown, "pap-smear", mayoclinic, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  8. unknown, "pap test", Canadian Cancer Society, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  9. unknown, "Pap Test", University of rochester medical center ., Retrieved 29/7/2021. Edited.
  10. unknown, "pap smear", planned parenthood, Retrieved 29/7/2021. Edited.