بشكل عام يحدث السّرطان نتيجةً لنمو غير طبيعيّ للخلايا في جسم الإنسان، ومن ثم تنتشر لأجزاء الجسم الأخرى، وتجدر الإشارة إلى أنه قد ينشأ في أي جزء من أجزاء الجسم ومنها الرحم، وفي هذا المقال سنناقش أسباب، وأنواع، وأعراض، وتشخيص، وعلاج سرطان عنق الرحم.

سرطان عنق الرحم

يقع عنق الرحم في الجزء السفلي من الرحم، ويعد بمثابة حلقة وصل ما بين المهبل أو قناة الولادة، وجسم الرحم الذي ينمو فيه الجنين، وقد يتعرّض هذا العضو لأمراض متعددة، ومنها سرطان عنق الرّحم (Cervical cancer) الذي يحدث نتيجةً لنمو الخلايا بطريقة غير مسيطر عليها في البطانة، وتُنسب معظم الحالات المرتبطة به إلى عدوى فيروس الحليمي البشري (HPV) الذي ينتقل عن طريق الاتّصال الجنسي، ويجدر بالتنويه إلى أنّه لا يُرافق الإصابة بهذا المرض أي علامات أو أعراض في غالبية الأحيان.[١][٢]


أنواع سرطان عنق الرحم

يوجد نوعين من سرطان عنق الرحم هما:[٣]

  • سرطان الخلايا الحرشفية: يبدأ هذا السّرطان من الخلايا التي تغطّي السطح الخارجيّ لعنق الرّحم، وتحديداً الجزء العلويّ من المهبل، ويعد من أكثر أنواع سرطان عنق الرّحم انتشاراً أو شيوعاً، ولحُسن الحظ يمكن للطبيب إجراء فحص مبكّر للكشف عن تغيّر الخلايا الحاصل في المنطقة لتفادي الإصابة بالسرطان.
  • السرطان الغدّي: يبدأ هذا السّرطان من الخلايا الغديّة الموجودة في قناة عنق الرّحم، ويعد من الأنواع الأقل شيوعاً بين أنواع سرطان عنق الرّحم الأخرى، ويجدر بالتنويه إلى أنّه يمكن ملاحظة بعض التغيّرات الناتجة عن هذا السّرطان في بعض الأحيان، على الرّغم من صعوبة تشخيصه المبكّر.


أعراض سرطان عنق الرحم

في غالبية الأحيان لا تظهر الأعراض على جميع النّساء المصابات بسرطان عنق الرّحم، كما قد لا يرافقه أعراض مبكّرة أو تغيّرات سرطانيّة مسبقة للخلايا، لذلك لا بدّ من إجراء الفحوصات الدّورية الوقائيّة لعنق الرّحم، وفيما يلي ذكر للأعراض الأكثر شيوعاً للإصابة بسرطان عنق الرّحم:[٤]

  • الشعور بعدم الارتياح، أو الألم أثناء ممارسة العلاقة الجنسية.
  • نزيف مهبلي يترتب عليه نزول دم بشكل كثيف، وغير مألوف.
  • الشعور بألم في المنطقة الموجودة بين عظام الحوض.
  • خروج إفرازات مهبلية.




هناك العديد من الحالات المرضية الأخرى والتي تعد شائعة جدًّا مقارنةً بسرطان عنق الرحم ويرتبط بها نفس الأعراض والعلامات التي تظهر على مريضة سرطان عنق الرحم.




أسباب سرطان عنق الرحم

إنّ التغير غير الطبيعي الحاصل في أنسجة وخلايا عنق الرحم قد يكون سببه ما يلي:[٥][٦]

  • الإصابة بالسرطانات الأخرى: كالإصابة بسرطان اللوزتين، أو الشرج، أو المهبل، أو اللسان والفرج.
  • الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري: حيث ترتبط معظم حالات سرطان عنق الرحم بهذا الفيروس، الذي قد يبقى لعدة سنوات في المنطقة مما قد يؤدّي لتحوّل الخلايا الطبيعية لخلايا سرطانيّة، مع العلمّ أنّ الجهاز المناعيّ يقاوم هذا الفيروس ويمنع إلحاق الضرر بالجسم في معظم الحالات، أما بالنسبة للأعراض المرافقه للفيروس فتتضمن ظهور الثآليل في المناطق التناسليّة أو الجلد، أو الإصابة باضطرابات الجلد الأخرى.




يعتبر سرطان عنق الرحم غير وراثي لكن قد يكون هناك استعدادات وراثية عند البعض لحدوث طفرة جينية مكتسبة خصوصًا للمصابين بفيروس الورم الحليمي البشري، ولذلك في حال إصابة الأم أو الأخت بالمرض فقد يكون هناك احتمالية للإصابة بسرطان عنق الرحم.Object"/>' data-html="<div style='line-height: 0.3;'> <i class="fas fa-pencil-alt edit-ref" style='position: absolute;right:13px;top:5px;cursor: pointer;'></i> <i class="fas fa-times-circle close-ref" style='position: absolute;left: 2px;top: 2px; cursor: pointer;word-break: break-word;' data-id='3c8440bc_6eeb_4d93_9db7_cb2e7300d255'></i> <span class="reference-text"> <a rel="nofollow" class="external text" target="_blank" style='word-break: break-word;display:block;line-height: normal;' href='https://www.verywellhealth.com/cervical-cancer-4012703'>Cervical Cancer</a> <p> اسم الموقع:verywellhealth</p> <p>اطّلع عليه بتاريخ <br> 5/8/2021</p> </span></div>" data-value="[مرجع]" data-type="reuse" data-website="" data-ebook="" data-book="" data-editor-class="editor-1" contenteditable="false">[مرجع]




عوامل الخطر المرتبطة بسرطان عنق الرحم

هناك العديد من عوامل الخطر التي قد ترتبط بسرطان عنق الرحم:[٧][٥]

  • ضعف في جهاز المناعة.
  • التدخين.
  • وجود تاريخ عائلي مرتبط بالإصابة بالمرض.
  • عدم إجراء فحص مسحة عنق الرحم (Pap tests) بانتظام؛ حيث يلجأ الطبيب إلى هذا الفحص للكشف عن الخلايا غير الطبيعية في عنق الرحم، ويساهم الكشف عنها في وقت مبكّر بإزالتها ومنع تحولها إلى خلايا سرطانية، ولذلك نجد أنّ المرض شائع عند النساء اللواتي لا يُجرين الفحص بانتظام.
  • تناول حبوب منع الحمل لمدة خمس سنوات أو أكثر، إذ قد يزيد ذلك من نسبة خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم لكنّ النسبة قليلة.
  • تناول أدوية منع الإجهاض.
  • ممارسة الجنس قبل بلوغ سن 18 عام.
  • ولادة 3 أطفال أو أكثر مع الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
  • الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًّا إلى جانب فيروس الورم الحليمي البشري، مثل الزهري، والمتدثّرة الحثرية، والسيلان، وغيرها.
  • زيادة الوزن مع اتّباع نظام غذائي يفتقر إلى الخضروات والفواكه.


تشخيص سرطان عنق الرحم

يمكن تلخيص مراحل تشخيص المرض في الخطوات التالية:[٨][٣]

  • إجراء الفحص العام للمريضة، وإرسالها إلى المشفى لإجراء الفحوصات الخاصّة وإجراء تقييم من قبل المختصّين، حيث يرسل الطبيب العام المريضة إلى المستشفى بشكل عاجل في حال الشكّ في وجود شيء غير طبيعي.
  • إجراء فحص عنق الرحم.
  • فحص تنظير المهبل (Colposcopy) في حال كانت نتيجة مسحة عنق الرحم غير طبيعيّة، ويجدر بالذكر بأنّه عند تنظير المهبل يتم فحص عنق الرحم عن قرب باستخدام أداة خاصة تسمّى منظار المهبل وذلك للكشف عن الخلايا غير الطبيعيّة وإزالتها.
  • أخذ عينة من الخلايا والأنسجة لفحصها وهذا ما يسمّى فحص الخزعة.


علاج سرطان عنق الرحم

يمكن علاج سرطان عنق الرحم في حال الكشف عنه في وقت مبكّر، وتكمن طرق العلاج فيما يلي:[٩]

  • العلاج الإشعاعي: يتم اللجوء إليه في حالات الكشف المبكّر عن المرض.
  • العلاج الكيميائي مع الإشعاعي: يتم اللجوء إليه في الحالات الصعبة والمتقدمة من سرطان عنق الرحم، في بعض الأحيان أيضًا يتم استخدام العلاج الكيميائي مع الجراحة جنبًا إلى جنب.
  • الجراحة: حيث يتم إزالة الخلايا غير الطبيعية من عنق الرحم، وقد تكون هناك حاجة لإزالة الرحم ضمن عملية تسمّى استئصال الرحم لكن في بعض الحالات يتم إبقاؤه.


هل يمكن الشفاء من سرطان عنق الرحم بشكل كلي

في بعض الأحيان يكون سرطان عنق الرحم غير قابل للعلاج التام ولذلك يلجأ الأطباء إلى إبطاء نمو وتطور المرض وذلك للتخفيف من الأعراض الناتجة مثل النزيف المهبلي والألم، ولكن لحسن الحظ في حالة تشخيص المرض بشكلٍ مبكرٍ فإنّه يكون قابلاً للعلاج في غالبية الأحيان.[٩]


الوقاية من سرطان عنق الرحم

توجد العديد من التدابيرالتي يمكنك القيام بها للوقاية من سرطان عنق الرحم:[١٠]

  • توقفي عن التدخين.
  • احرصي على تلقي على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري.
  • احرصي على إجراء فحص عنق الرحم بانتظام.
  • احرصي على ممارسة الجنس الآمن.
  • تجنّبي ممارسة الجنس قبول بلوغ سن 18 عام.


مراجعة الطبيب

هناك العديد من الحالات والأعراض التي تستدعي الاتّصال بالطبيب، واستشارته للتأكد من أنّ الأمر مرتبط بسرطان عنق الرحم أم لا، وفيما يأتي أبرز هذه الحالات:[٦]

  • تدفق الدم بغزارة أثناء الدورة الشهرية، أو مواجهة نزيفاً بين فترات الدورة.
  • حدوث نزيف بعد انقطاع الطمث، حيث يعتبر هذا غير طبيعي ويستوجب استشارة الطبيب.
  • حدوث نزيف بعد ممارسة الجنس وخاصة بعد الجماع العنيف، مع ضرورة الإشارة إلى أنه قد لا يستدعي للقلق في معظم الأحيان، ولكن لا بد من استشارة الطبيب.
  • حدوث نزيف مهبلي مع شعور المرأة بالتعب أو الدخول في حالات دوخة وإغماء.


المراجع

  1. "What Is Cervical Cancer?", cancer, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  2. "Cervical Cancer", verywellhealth, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Cervical cancer", betterhealth, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  4. "Together we will beat cancer", cancerresearchuk, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Cervical cancer", mayoclinic, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Cervical Cancer", webmd, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  7. "Cervical Cancer", hopkinsmedicine, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  8. "Cervical cancer", macmillan, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Cervical cancer", nhs, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  10. "What you need to know about cervical cancer", medicalnewstoday, Retrieved 5/8/2021. Edited.