الورم الدّماغي (Brain Tumor) هُو كتلة من الخلايا غير الطبيعية المتجمعة في الدماغ، ووفقًا لتصنيف منظمة الصحة العالمية "WHO"، فإن هناك أكثر من 130 نوعًا من أورام الدماغ، والتي تختلف عن بعضها البعض من حيث نوع الخلايا التي نشأت منها، ومدى سرعة نموها وانتشارها، وجزء الدماغ الذي نمت به.[١][٢]

أورام الدماغ وأنواعها

كما أسلفنا الذكر، هناك أنواع متعددة من أورام الدماغ التي تختلف عن بعضها البعض في عدة جوانب، وفيما يلي توضيحًا لأنواع أورام الدماغ الشائعة من حيث المكان الذي نشأت منه، وطبيعة هذه الأورام.


أورام الدماغ من حيث مكان نشوئها

تُقسم أورام الدماغ بحسب المكان الذي نشأت منه لنوعين اثنين هما أورام الدماغ الأولية والثانوية، وفيما يلي توضيحًا لكليهما:[٣]

  • أورام الدماغ الأولية: تنشأ هذه الأورام في الدماغ، ويمكن أن تتطور من:
  • خلايا الدماغ.
  • الأغشية التي تحيط بالدماغ، والتي تُسمى السحايا (Meninges).
  • الخلايا العصبية.
  • الغدد.
  • أورام الدماغ الثانوية: تُشكل أورام الدماغ الثانوية غالبية سرطانات الدماغ، وتبدأ في جزء واحد من الجسم ثم تنتشر أو تنتقل إلى الدماغ، ومن أنواع السرطانات التي قد تنتشر إلى الدماغ مُسببًا الأورام الدماغية ما يلي:
  • سرطان الرئة.
  • سرطان الثدي.
  • سرطان الكلى.
  • سرطان الجلد.


أورام الدماغ من حيث طبيعتها

تُقسم أورام الدماغ من حيث طبيعتها لنوعين هما:[٤]

  • أورام الدماغ الحميدة: (Benign Brain Tumors)، لا تحتوي هذه الأورام على خلايا سرطانية، كما أنها تنمو ببطء، ويمكن إزالتها في كثير من الأحيان، ونادراً ما تنتشر إلى أنسجة الدماغ المحيطة بها، ومع ذلك يمكن أن تسبب مشاكل إذا ضغطت على مناطق معينة من الدماغ، واعتمادًا على جزء الدماغ الذي تتواجد فيه فإنها قد تكون مهددة للحياة.
  • أورام الدماغ الخبيثة: (Malignant Brain Tumors)، على عكس الأورام الحميدة، تحتوي أورام الدماغ الخبيثة على خلايا سرطانية، وينمو بعضها بسرعة وبعضها الآخر ببطء، ويمكنها غزو أنسجة الدماغ السليمة القريبة، ونادرًا ما تنتشر هذه الأورام خارج الدماغ أو النخاع الشوكي.


أعراض وعلامات أورام الدماغ

تختلف أعراض ورم الدماغ وعلاماته بشكل كبير بناءً على حجم الورم، وموقعه، ومعدل نموه وانتشاره، وقد تشمل الأعراض والعلامات الرئيسية التي تسببها أورام الدماغ ما يلي:[١]

  • صُداع الرأس، وفي بعض الأحيان يكون الصُداع غير مألوف أو لم يحدُث مُسبقًا.
  • زيادة حدّة الصُّداع تدريجيًا.
  • الغثيان أو القيء غير المبرر.
  • مشاكل في الرؤية.
  • فقدان تدريجي للإحساس أو الحركة في الذراع أو الساق.
  • مشاكل في التوازن.
  • صعوبات في الكلام.
  • الشعور بالتعب الشديد.
  • صعوبة اتخاذ القرارات.
  • عدم القدرة على اتّباع وتنفيذ الأوامر البسيطة.
  • تغيرات في الشخصية أو السلوك.


أسباب وعوامل خطر أورام الدماغ

في الحقيقة، لا يزال السبب المؤدي للإصابة بمعظم أورام الدماغ غير معروف إلى الآن، ولكن هناك العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرص الإصابة بها،[٥] وفيما يلي أبرزها:

  • تاريخ العائلة الطبي: معظم الأشخاص المصابين بأورام الدماغ ليس لديهم تاريخ عائلي لها، ولكن في حالات نادرة تكون أورام الدماغ والحبل الشوكي متوارثة في العائلات.[٦]
  • التعرّض للمواد الكيميائية والعوامل البيئية الأخرى: يشمل ذلك التعرّض لمادّة كلوريد الفينيل التي تستخدم في تصنيع البلاستيك، والمنتجات البترولية، وبعض المواد الكيميائية الأخرى.[٦]
  • التعرّض للإشعاع: في أغلب الأحيان يحدث ذلك نتيجة تلقي العلاج الإشعاعي لعلاج بعض الحالات الأخرى.[٦]
  • العمر: تزداد أورام الدماغ مع التقدم في العمر.[٣]


تشخيص أورام الدماغ

عادةً ما يتضمن تشخيص أورام الدماغ ثلاثة إجراءات، هي:[٧]

  • الفحص العصبي: (Neurological Exam)، وهو فحص يتضمّن عدّة خُطوات لتقييم الجِهاز العصبي، ولا يُسبب أي ألم أو إزعاج للشّخص الخاضِع له.[٨]
  • تصوير الرأس والدماغ: تشمل فُحوصات التّصوير كُل من:
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan).
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI Scan).
  • تصوير الأوعية الدموية (Angiogram Imaging).
  • التصوير بالأشعة السينية (X-rays Imaging).
  • الخزعة: (Biopsy)، وهي الإجراء الذي يتضمّن تحليل عينة من الأنسجة المشبوهة مخبريًا.


علاج أورام الدماغ

تعتمد خيارات علاج أورام الدماغ والتوصيات على مجموعة من العوامل منها حجم الورم، ونوعه، ودرجته، وما إذا كان الورم يضغط على أجزاء حيوية من الدماغ، وما إذا انتشر الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم أو الجِهاز العصبيّ، والآثار الجانبية المحتملة له، وتفضيلات المصاب ورغباته وصحته العامة،[٩] وفيما يلي توضيحًا للعلاجات الشائعة لأورام الدماغ:


الجراحة

عادةً ما تكون الجراحة الخيار العلاجي الأول لأورام الدماغ، وغالبًا ما تكون العلاج الوحيد المطلوب للورم الدماغي منخفض الدرجة، ويمكن أن يكون لإزالة الورم آثار إيجابيّة واضحة تتضمّن تحسين الأعراض العصبية، وتوفير الأنسجة اللازمة للتشخيص والتحليل الجيني، والمساعدة على جعل علاجات أورام الدماغ الأخرى أكثر فعالية، وفي كثير من الحالات تحسين التنبؤ والتكهن بحالة المصاب بورم في الدماغ.[٩]


العلاج الإشعاعي

إنّ العلاج الإشعاعي (Radiation Therapy) الذي يستخدم الأشعة السينية من العِلاجات التّقليديّة، إلا أن الشكل الأحدث منه هو ذلك الذي يستخدم أشعة البروتون، ويسمح العلاج الإشعاعي بالبروتونات للأطباء بالتحكم في الإشعاع بشكل أكثر دقة، وقد يكون مفيدًا في علاج أورام الدماغ عند الأطفال، والأورام القريبة جدًا من المناطق الحساسة في الدماغ، ولكن مع الأسف فإن العلاج الإشعاعي بالبروتونات غير متاح على نطاق واسع كالعلاج الإشعاعي التقليدي بالأشعة السينية.[١٠]


الجراحة الإشعاعية

تستخدم الجراحة الإشعاعية (Radiosurgery) حزمًا متعددة من الإشعاع؛ وذلك لإعطاء شكل شديد التركيز من العلاج الإشعاعي لقتل خلايا الورم في منطقة صغيرة جدًا.[١٠]


العلاج الكيميائي

كثيرًا ما يستخدم العلاج الكيميائي (Chemotherapy) لعلاج سرطان الدماغ عالي الدرجة.[١١]


العلاج الموجه

صُممت الأدوية المستخدمة في العلاج الموجه (Targeted Therapy) لاستهداف مسارات محددة أو تشوهات في الخلايا المشاركة في نمو ورم الدماغ.[١١]


هل هناك حاجة للرعاية المستمرة بعد علاج أورام الدماغ؟

نعم، يحتاج المصابون بأورام الدماغ إلى إجراء فحوصات منتظمة بعد تلقيهم العلاج، على سبيل المثال تتطلب أنواع معينة من أورام الدماغ إجراء الفحوصات كل 3 أشهر، إذ تساعد الفحوصات عمومًا على التأكد من حدوث أي تغيّرات في صحة المصاب وعلاجها إذا لزم الأمر، وإذا كان هناك أي مشاكل صحية بين الفحوصات فإنه يجب مراجعة الطبيب فورًا، ويتحقق الطبيب آنذاك من عودة الورم مجددًا، كما تساعد الفحوصات على اكتشاف المشكلات الصحية التي يمكن أن تنجم عن علاج السرطان، وقد تشمل هذه الفحوصات فحوصات جسدية وعصبية دقيقة، بالإضافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي المحوسب، وإذا كان لدى المصاب تحويلة فسيقوم الطبيب بفحصها ليرى أنها تعمل بشكل جيد.[١٢]




تُعرف التحويلة (Shunt)، بأنها أنبوب طويل ورفيع يضعه الجرّاح في بطين الدماغ، وبالنسبة لبعض الأشخاص توضع التحويلة قبل إجراء الجراحة على ورم الدماغ؛ إذ يُمرر الطبيب الأنبوب تحت الجلد إلى جزء آخر من الجسم عادةً ما يكون البطن، ويساعد هذا الإجراء على نقل السوائل الزائدة من الدماغ وتصريفها إلى البطن، وفي بعض الأحيان يتم تصريف السائل إلى القلب بدلاً من ذلك.




المراجع

  1. ^ أ ب "Brain tumor", mayoclinic, 6/8/2021, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  2. "Adult brain tumour types", The Brain Tumour Charity , Retrieved 8/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Verneda Lights (6/6/2017), "Brain Tumor", healthline, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  4. Camille Peri (4/9/2020), "Types of Brain Cancer", webmd, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  5. "Brain tumours", NHS, 3/2/2020, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Risk Factors for Brain and Spinal Cord Tumors", American Cancer Society, 5/5/2020, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  7. "Diagnosing Brain Tumors", hopkinsmedicine, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  8. neurological exam, also called,any pain to the patient. "What is a neurological exam?", hopkinsmedicine, Retrieved 31/8/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Brain Tumor: Types of Treatment", American Society of Clinical Oncology, 1/1/2020, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Brain tumor", mayoclinic, 6/8/2021, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  11. ^ أ ب Maurie Markman (14/7/2021), "Brain cancer", Cancer Treatment Centers of America , Retrieved 8/8/2021. Edited.
  12. Melissa Conrad Stoppler (29/1/2020), "Brain Tumors", medicinenet, Retrieved 8/8/2021. Edited.