عادةً ما تحتوي المكملات الغذائية في تركيبها على الفيتامينات، أو المعادن، أو الأعشاب، أو مُستخلصات النباتات، ويمكن أيضًا أن تُصنع من مواد أُخرى مثل المأكولات البحرية، والخميرة، والفطريات، والعديد من المواد أو المستخلصات الغذائية الأخرى، بالإضافة إلى الأحماض الأمينية، والإنزيمات، وغيرها.[١]


المكملات الغذائية لمرضى السرطان

قبل الحديث عن أبرز المكملات الغذائية التي يوصي بها الأطباء لمرضى السرطان، يجب أولاً معرفة أنه قد تتداخل العديد من هذه المكملات مع العلاج المستخدم لمكافحة السرطان، لذا يحظر على مرضى السرطان تناول أيًا منها دون مناقشة طبيب السرطان وفريق العلاج الخاص، وقد يكون لدى مركز علاج السرطان أو المستشفى قسم للطب التكاملي؛ وهو مكان خاص يُجيب على تساؤلات المرضى الذين يرغبون في التعرّف على الأعشاب، أو الشاي، أو المكملات الغذائية التي يمكن أن تساعدهم على البقاء أقوياء، بالإضافة إلى معرفة طرق التعامل مع الآثار الجانبية للعلاج،[٢] وفيما يلي توضيحًا للمكملات الغذائية الأكثر شيوعًا لمرضى السرطان:


أحماض أوميغا 3 الدهنية

أحماض أوميغا 3 الدهنية (Omega-3 Fatty Acids) هي أحماض دهنية غير مُشبعة توجد طبيعيًا في مجموعة متنوعة من الأطعمة بما في ذلك الأسماك كالسلمون، والماكريل، والتونة، وزيوت النباتات كتلك الموجودة في بذور الكتان، وفول الصويا، بالإضافة إلى المكسرات والبذور، وتشير بعض الأبحاث إلى أن أحماض أوميغا 3 الدهنية قد تساعد على منع بعض أنواع السرطان كسرطان الثدي.[٣]


مُستخلصات الشاي الأخضر

الشاي الأخضر (Green Tea) هو مشروب شائع غني بمركبات البوليفينول (Polyphenols)، والتي تمتلك خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، وقد تساعد المكملات الغذائية التي تحتوي على مستخلص الشاي الأخضر ومكونه النشط الرئيسي إيبيجالوكاتشين جاليت (Epigallocatechin-3 Gallate - EGCG) على مكافحة السرطان، بالإضافة لمنع أو تأخير ظهور وتكرار ونمو السرطان الثانوي.[٣]


مضادات الأكسدة

يُعتقد أن مضادات الأكسدة (Antioxidants) كفيتامين أ، وفيتامين ج، وفيتامين هـ، قادرة على الوقاية من السرطان،[٤] إذ إنّ مضادات الأكسدة مواد تثبط عملية الأكسدة وتعمل كعوامل وقائية، كما أنّها تحمي الجسم من الآثار الضارة للجذور الحرة (المنتجات الثانوية للعمليات الكيميائية الطبيعية للجسم)، إذ إنّ هذه الجذور الحرة تُهاجِم الخلايا السليمة وبالتّالي قد تغير الحمض النووي الخاص بها، مما يسمح للأورام بالنمو، وفيما يأتي توضيح لأبرز مُضادّات الأكسدة المُهمّة:[٥]

  • فيتامين ج (حمض الأسكوربيك): وفقًا للمعهد الوطني للسرطان (NCI)، قد يحمي فيتامين ج من سرطان تجويف الفم والمعدة والمريء وقد يقلل أيضًا من خطر الإصابة بسرطان المستقيم والبنكرياس وعنق الرحم، يُعرف أيضًا باسم حمض الأسكوربيك، وقد يوفر فيتامين ج الحماية ضد سرطان الثدي وسرطان الرئة.
  • بيتا كاروتين: (Beta carotene)، قد يساعد بيتا كاروتين المعروف أيضًا باسم بروفيتامين أ، على تقليل خطر الإصابة بالسرطان، ووفقًا لجمعية السرطان الأمريكية (American Cancer Society)، قد يُساهِم البيتاكاروتين في تعزيز خلايا الدم البيضاء في جهاز المناعة.
  • فيتامين هـ: فيتامين هـ ضروري للجِسم ليعمل بشكل صحيح، إذ يساعد فيتامين هـ على بناء خلايا الدم الحمراء، بالإضافة إلى العمل كمضاد للأكسدة، كما وجدت الأبحاث دليلاً على أن فيتامين هـ قد يقي من سرطان البروستاتا والقولون والمستقيم.




معلومة: ما زال البحث قائمًا فيما إذا كانت مضادات الأكسدة تلعب دورًا في تقليل خطر الإصابة بالسرطان.




الحديد

قد تُخفف مكملات الحديد من التعب الذي يحدث نتيجةً للإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، والذي قد يكون مرتبطًا بالعلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان.[٢]


فيتامين د

يمكن لفيتامين د أن يُساعد على امتصاص الكالسيوم، ويدعم كذلك جهاز المناعة والعضلات والجهاز العصبي لأداء وظائفها بشكلٍ صحيح، ووفقًا لبعض الأبحاث التي وضّحتها إحدى مواقع جمعيّات ومُؤسّسات سرطان الثّدي، فقد أُشيرَ إلى أن بعض أنواع السرطان كسرطان الثدي يمكن أن تكون أكثر عرضة للحُدوث عند انخفاض مُستويات فيتامين د في الجسم.[٦]


الكالسيوم

يمكن أن يساعد الكالسيوم على حِماية العِظام من أن تُصبِح ضعيفة بسبب تلقّي العلاج الكيماوي، كما يلعب الكالسيوم أيضًا دورًا في الحفاظ على ضغط الدم تحت السيطرة.[٧]


حمض الفوليك

يساعد حمض الفوليك (Folic Acid) على تقليل سُميّة عقار السرطان ميثوتريكسات (Methotrexate)، الذي يُعدّ من أدوية العِلاج الكيماوي.[٢]


السيلينيوم

يساعد السيلينيوم (Selenium) على التخلّص من الجذور الحرة التي تتسبب في مهاجمة الخلايا والإصابة بالسرطان، مما يجعل منه دفاعًا محتملًا ضد المرض.[٦]


السيلليوم

يساعد السيلليوم (Psyllium) كونه أحد الألياف الغذائية على تخفيف الإمساك الذي قد يكون ناتجًا عن بعض أدوية السرطان.[٢]


مُكمّلات طبيعيّة أُخرى

  • الزنجبيل: يلعب الزنجبيل (Ginger) دورًا مهمًا في مكافحة السرطان نظرًا لخصائصه المضادة للالتهابات والغثيان.[٦]
  • الكركم: يمكن أن يكون الكركم (Turmeric) مفيدًا للغاية في مكافحة السرطان؛ إذ تشير الدراسات إلى أن مُركّب الكركمين (Curcumin) الموجود في الكركم قد يمنع الخلايا السرطانية من التكاثر والنمو، ويقتل خلايا سرطان القولون، والثدي، والبروستاتا، والجلد.[٦]
  • بذور الكتان: أظهرت بعض الأبحاث أن بذور الكتان (Flaxseed) قد تبطئ نمو سرطان القولون، والجلد، والرئة، والثدي، ولكن لم يتم تأكيد هذه النتائج على البشر، لذلك هُناك داعٍ لإجراء العديد من الدّراسات البشريّة.[٨]


دواعي استخدام المكملات الغذائية لمرضى السرطان

قد يحتاج بعض مرضى السرطان إلى تناول المكملات الغذائية للأسباب التالية:

  • إذا كان لديهم مستويات منخفضة من عناصر غذائية معينة، على سبيل المثال يمكن أن يُضعف العلاج الهرموني المستخدم غالبًا لحالات سرطان الثدي والبروستاتا من العظام، لذا قد يصف الطبيب مكملات الكالسيوم وفيتامين د.[٩]
  • إذا تسبب السرطان في تقليل امتصاص المواد الغذائية من الطعام، فإن الطبيب سيصف مكمل غذائي يومي متعدد الفيتامينات والمعادن لتعويض هذا النقص.[٩]
  • مساعدة المرضى على محاربة السرطان، أو جعلهم يشعرون بصحةٍ أفضل.[٩]
  • قد تستخدم المكملات الغذائية والأعشاب والمستخلصات بشكلٍ متزايد في الطب التكاملي من أجل المساعدة على تقوية جهاز المناعة، وتخفيف الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي والإشعاعي.[٢]


موانع التّوصية بمُكمّلات الفيتامينات لمرضى السّرطان

قد تتضمن بعض أسباب تجنّب مكملات الفيتامينات لمرضى السرطان ما يلي:[١٠]

  • التداخل المحتمل للفيتامينات مع علاجات السرطان المختلفة كالعلاج الكيميائي، والإشعاعي، والموجه، وتأثيرها السلبي على فعاليتها، على سبيل المثال قد تحمي مضادات الأكسدة الخلايا السرطانية من التلف الناتج عن العلاج الكيميائي والإشعاعي، وهو أمر غير مقبول.
  • تفاعل الفيتامينات مع الأدوية الأخرى، على سبيل المثال قد يزيد فيتامين هـ من خطر النزيف لدى الأشخاص الذين يتناولون الكومادين المميع للدم.
  • تداخل بعض الفيتامينات مع اختبارات الدم، مما قد يعطي نتائج خاطئة.


المراجع

  1. "What you need to know first about dietary supplements", American Cancer Society, 31/3/2015, Retrieved 28/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Hilary Parker (17/12/2010), "Vitamins and Supplements for Cancer Patients", webmd, Retrieved 28/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Jon Johnson (3/7/2019), "Best anti-cancer supplements", medicalnewstoday, Retrieved 29/8/2021. Edited.
  4. Melinda Ratini (30/8/2021), "Supplements in the Fight Against Cancer", webmd, Retrieved 30/8/2021. Edited.
  5. "Nutrition Services for Cancer Patients", stanfordhealthcare, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث Alex Snyder (18/9/2018), "Anti-Cancer Supplements", healthline, Retrieved 30/8/2021. Edited.
  7. "Calcium", breastcancer, Retrieved 13/9/2021. Edited.
  8. "Most Wanted Supplements", The Regents of the University of Michigan, 2009, Retrieved 30/8/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Vitamins and diet supplements", Cancer Research UK , 31/1/2019, Retrieved 30/8/2021. Edited.
  10. Lynne Eldridge (1/11/2019), "Vitamin and Mineral Supplements During Cancer Treatment", verywellhealth, Retrieved 30/8/2021. Edited.