هل التسمير (التان) يسبب السرطان؟

لا توجد طريقة آمنة من أجل الحصول على بشرة سمراء، سواء عن طريق أشعة الشمس الطبيعية أو بواسطة أجهزة التسمير الاصطناعية، وذلك بسبب الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تَصدُر عن كلا الطريقتين، لذلك؛ قد يؤدي تعريض الجلد للتسمير لإتلافه وإحداث الضرر الذي يبقى حتى عندما تبدأ السمرة بالتلاشي.^[١]

هل التسمير (التان) يسبب السرطان؟

نعم؛ وعلى عكس الاعتقاد السائد، بأنّ الحصول على التان سيحمي الجلد من التلف أو البشرة من حروق الشمس وغيرها، فوفقاً لكلًّ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية والأكاديمية الأميركية لأمراض الجلد، تشير الدلائل إلى أن التسمير يؤدي لزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة كبيرة، خاصة لدى النساء اللّواتي يحصلن على التسمير بواسطة أجهزة التسمير الاصطناعية قبل بلوغ سنّ الثلاثين، فإنهنّ أكثر عرضة بستّ مرات للإصابة بسرطان الجلد، والذي يعدّ أخطر أنواع السرطان،^[٢][٣] حيث يتراكم الضرر في كل مرة يتم فيها تسمير الجلد، مما يؤدي لحدوث المزيد من الطفرات الجينية، وبالتالي التعرض لمخاطر أكبر، ومن الجدير بالذكر أنَّ التأثير الضّار للتسمير في مادة الحمض النووي يحدث لجميع أنواع البشرة حتى للبشرة السمراء في الأصل، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، ويسرّع من الشيخوخة.^[٤]

سرطان الميلانوما وتسمير الجلد

أفادت مؤسسة سرطان الجلد بأن الحصول على جلسة تسميرٍ بواسطة أجهزة التسمير الاصطناعية واحدة فقط قبل سن الخامسة والثلاثين، يزيد من خطر الإصابة بسرطان الميلانوما المعروف باسم الورم الميلانيني بنسبة 75% -وهو أخطر أنواع سرطانات الجلد-، ويعدّ هذا النوع من السرطانات أخطر أشكال سرطانات الجلد وتهديدا لحياة الأفراد؛ لأن له القدرة على الانتشار إلى أيِّ عضوٍ آخر من الجسم، وقد ربطت العديد من الدراسات بين استخدام أجهزة التسمير وارتفاع خطر الإصابة بجميع أشكال سرطانات الجلد، حيث يمكن أن ترتفع نسبة الخطر إلى 15% لكل أربع عمليات تسمير يتم الحصول عليها عن طريق هذه الأجهزة، لكن قابلية العلاج تكون كبيرة في حال تمَّ اكتشاف سرطان الميلانوما في وقتٍ مبكرٍ، لذلك إذا ظهرت شامة مختلفة عن الشامات الأخرى في الجسم، فيجب التوجه لدى طبيب الأمراض الجلدية لفحصها، وملاحظة الأعراض الأخرى. ^[٥][٤]

كيف يزيد التسمير من فرص الإصابة بالسرطان؟

تشكل الأشعة فوق البنفسجية الحارقة للبشرة حوالي 95% من ضوء الشمس، لذلك يعدّ الاستلقاء تحت أشعة الشمس أو الأجهزة التي لها نفس هذا النوع من الأشعة الضارة بما في ذلك، أجهزة التسمير والمصابيح الشمسية ضاراّ أيضاً، حيث يمكن أن تتسبب في ظهور علامات الشيخوخة على البشرة كأن تبدو البشرة أكثر خشونةً وتجعُّدًا، وهناك أدلة تشير بقوة إلى أن التعرض لهذه الأشعة، يمكن أن يسبب سرطان الجلد بطريقتين مختلفتين: إمّا عن طريق إضعاف جهاز المناعة وإضعاف قدرة الجسم الطبيعية للتصدي للخلايا السرطانية التي تهاجمه، أو عن طريق إتلاف الحمض النووي في خلايا الجلد، ما يسبب نموّ الجلد بشكلٍ غير طبيعيٍّ ونموُّ الأورام الخبيثة أو الحميدة. ^[٢][٦]

هل التسمير بالأجهزة الاصطناعية أكثر أمانًا من التسمير في الشمس؟

في الحقيقة، لا تعدُّ هذه الأجهزة أكثر أمانًا مقارنة بالتعرض المباشر لأشعة الشمس، على الرغم أنه يتمُّ التسويق لها أحيانًا على أنها طريقة أكثر أمانًا وإحكاماً للحصول على بشرة سمراء، وقد وجدت إحدى الدراسات أن معدل ​​خطر الإصابة بسرطان الجلد من هذه الأجهزة قد يكون أكثر من ضعف معدل التعرُّض ضمن نفس الفترة الزمنية لأشعة الشمس في منطقة البحر الأبيض المتوسط خلال منتصف النهار. ^[٧]

عوامل الخطر الإصابة بسرطان الجلد

يمكن أن يصيب سرطان الجلد أي شخص، لكن خطر الإصابة سيزداد عند توافر عوامل معينة، مثل الإصابة بسرطان الجلد في وقتٍ سابق، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة به، ونظراً لأن النساء تشكّل حوالي 70% من مستخدمي أجهزة التسمير الاصطناعية، فإنهنَّ يُعتبرن أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان مقارنةً بالرجال، ويكون الفرد أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الجلد إذا توافرت عوامل الخطر أو إذا ظهرت عليه بعض المظاهر الجسدية، ومنها: ^[٨]

• امتلاك الفرد لبشرة فاتحة اللون.
• امتلاك عيون رمادية، أو زرقاء، أو خضراء اللون.
• امتلاك شعر فاتح اللون، مثل؛ الأشقر، أو البني، أو الأحمر.
• ميلان البشرة للاحتراق السريع، أو احتراقها قبل الحصول على التان.
• قضاء الكثير من الوقت في الخارج بشكل مفاجئ بعد البقاء في المنزل لمدة طويلة.
• عدم حصول البشرة على اللون الأسمر رغم التعرُّض لأشعة الشمس لأوقاتٍ طويلة.
• نمط حياة الفرد، مثل العيش في المناطق المرتفعة أو زيارتها بشكل دوريّ، حيث يزداد التعرض للأشعة فوق البنفسجية مع زيادة الارتفاع.