يحدث في بعض الحالات أن تنمو الخلايا في البشرة بشكل غير طبيعي وخارج عن السيطرة، وهذا قد يكون ناجمًا عن حدوث طفرات جينية ناتجة عن تضرُّر الحمض النووي (DNA) دون إصلاحه، فتتسبب هذا الطفرات بتكاثر خلايا البشرة بشكل سريع، وتشكّل أورام سرطانية، وتتعدّد أنواع سرطانات البشرة التي يمكن الإصابة بها، ومنها سرطان الخلايا الصبغية،[١] فما هي أهم المعلومات عن هذا السرطان؟

سرطان الخلايا الصبغية (الميلانوما)

سرطان الخلايا الصبغية أو ما يسمى بالميلانوما (بالإنجليزية: Melanoma) هو أحد أشكال سرطان الجلد، وسمّى بهذا الاسم لأنه يبدأ عادةً من الخلايا الصباغية الموجودة في الجلد، وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الصبغة التي تعطي الجلد لونه، وسرطان الخلايا الصبغية من الأورام السرطانية الجلدية غير الشائعة، إلا أنّه قادر على الانتشار إلى الأعضاء الأخرى داخل الجسم بسرعة أكبر من باقي أنواع السرطانات الجلدية، وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن علاجه خاصةً في حال تمّ الكشف عن الإصابة به مبكِّرًا.[١]


أنواع الميلانوما حسب تصنيف علماء الأمراض

هناك العديد من أنواع الميلانوما، وفيما يلي الأنواع الأربعة الأكثر شيوعًا:[٢]

  • الورم الميلانيني سطحي الانتشار: يعد هذا أكثر الأنواع شيوعًا، ويبدأ عادةً من شامة موجودة في الجلد.
  • الورم الميلانيني الخبيث النمشي: يبدأ من المناطق المتعرضة للشمس، مثل: الوجه، والذراعين، والأذنين، ويحدث عادة عند كبار السن.
  • الورم الميلانيني العقدي: يظهر بسرعة على شكل نتوء على الجلد، وعادة يكون لونه أسود، وفي بعض الحالات أحمر، أو وردي.
  • الورم الميلانيني العدسي الأكرالي: يبدأ بالظهور على راحتي اليدين، أو باطن القدمين، أو أسفل الظفر، وهو غير مرتبط بالتعرض للشمس، كما أنّه يصيب ذوي البشرة الداكنة أحيانًا.


أعراض الميلانوما

يرافق الإصابة بالميلانوما ظهور العديد من العلامات والأعراض، وقد يظهر بأنماط مختلفة، وتكون كما يلي:[٣]

  • حدوث تغيرات على الشامات أو أحدها في البشرة.
  • ظهور بقع جديدة وكأنها شامة، أو نمش، وتبدو مختلفة عن الشامات الأخرى الموجودة في البشرة.
  • ظهور بقعة ذات حواف خشنة، ولها أكثر من لون، وتكون في طور النموّ.
  • ظهور كتلة مدورة صلبة، تبدو كقرحة وقد تنزف.
  • ظهور خط عمودي بني غامق، أو أسود تحت ظفر واحد أو أكثر.
  • ظهور رباط من الجلد الداكن حول ظفر واحد أو أكثر.
  • ظهور بقعة من الجلد السميك تشبه الندبة تنمو ببطء.


متى يجب مراجعة الطبيب؟

من الممكن تمييز الشامات أو البقع الجلدية غير الطبيعية من خلال أحرف "ABCDE"، وقد تظهر التغيرات غير الطبيعية في واحدة أو أكثر من البقع أو الشامات، وعندها لا بد من مراجعة الطبيب المختصعلى الفور، وذلك لأن الكشف المبكر يزيد من فرص الشفاء، وينطوي نظام ABCDE على المواصفات التالية:[٤]

  • عدم تماثل الشكل: Asymmetry وفيه يكون نصف الشامة أو البقعة لا يتطابق مع النصف الآخر.
  • عدم انتظام الحوافّ: Border that is irregular وهذا يشير إلى أن الحواف قد تبدو مسننة، أو غير واضحة.
  • تغيرّات في اللون: Color that is uneven من الممكن أن تحتوي الشامة على ظلال من اللون الأسود أو البني، وفي بعض الحالات يمكن رؤية مناطق بيضاء، أو رمادية، أو حمراء، أو وردية، أو حتى زرقاء.
  • تغير القطر: Diameter قد يلاحظ المريض تغير في حجم الشامة أو البقعة، فتنمو ويزداد قطرها، ومعظم الأورام الميلانينية تكون أكبر من 6 ميليمترات.
  • التطور بسرعة: Evolving من الممكن أن يتغير شكلها أو حجمها بسرعة خلال أسابيع أو أشهر قليلة.

الأسباب وعوامل الخطر للإصابة بالميلانوما

تزداد فرصة الإصابة بالميلانوما في حال تواجد العوامل التالية:[٥]

  • وجود الكثير من النمش في البشرة، أو الميل إلى ظهور النمش بعد التعرض لأشعة الشمس.
  • وجود عدد كبير من الشامات على البشرة.
  • وجود 5 على الأقل من الشامات غير النمطية.
  • وجود ما يسمى ببقعة الشيخوخة أو نمش الشيخوخة، وهي بقع داكنة، وغير ضارة، تنتج عن تراكم موضعي لصبغة الميلانين داخل خلايا الجلد عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية، ويصيب عادة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، وتجدر الإشارة إلى أنّها على عكس النمش لا تخف في فصل الشتاء.[٦][٥]
  • وجود وحمات خلقية كبيرة الحجم، .[٥]
  • البشرة الفاتحة التي لا تسمرّ بسهولة، وتميل إلى الحرق.[٥]
  • العيون الفاتحة.[٥]
  • التعرض لأشعة الشمس بشكل كبير، وخاصة في حال كانت تتسبب الشمس بظهور تقرحات، أو إذا كان التعرض متقطعًا وغير منتظم.[٥]
  • الخضوع لعملية زرع عضو سابقة.[٥]
  • وجود إصابة بسرطان الجلدي في العائلة.[٧]
  • لون الشعر أحمر أو أشقر.[٧]
  • الإصابة بضرر سابق في الجلد نتيجة التعرض للعلاج الإشعاعي، أو حروق الشمس.[٧]
  • وجود أمراض أو حالات تتسبب بإضعاف وتثبيط الجهاز المناعي، مثل: السكري، أو تناول أدوية مثبطة لجهاز المناعة.[٧]
  • التشخيص المسبق بسرطان الجلد.[٧]
  • التقدم في العمر، إذ إن فرصة الإصابة بالميلانوما تزداد مع التقدم في العمر.[٧]

تشخيص الميلانوما

تساعد بعض الاختبارات والفحوصات على تشخيص سرطان الجلد، بعد ملاحظة تغير شامة، أو ظهور منطقة غير طبيعية في الجلد، ويبدأ الطبيب عادةً بالسؤال عن التاريخ الطبي للمريض، بما فيه الأمراض والعلاجات السابقة، كما يقوم بإجراء فحص بدني شامل للتحقُّق من وجود أي علامات أو أعراض غير طبيعية، بما في ذلك وجود تكتلات، أو أي شيء غير طبيعي، ومن الفحوصات التي قد تساعد على ذلك ما يلي:[٨]

  • فحص الجلد: يبحث الطبيب عن أي شامات، أو وحمات، أو أي مناطق متغير لونها، أو حجمها، أو شكلها، أو حتى لمسها.
  • الخزعة: وتعني سحب كمية قليلة من الأنسجة غير الطبيعية، والمشتبه بها، والأنسجة الطبيعية المحيطية، لفحصها في المختبر.


علاج الميلانوما

يعتمد علاج الميلانوما عادة على موقع الورم، ومرحلة المرض، والصحّة العامة للمريض،[٩] وتشمل الخيارات العلاجية ما يلي:

  • الجراحة: تعدّ الجراحة العلاج الرئيسي لمعظم حالات الميلانوما، وتعتمد على مرحلة السرطان، واحتمالية عودته، وفيها يتم استئصال الورم الميلانيني، بالإضافة إلى بعض الأنسجة الطبيعية المحيطة بالخلايا السرطانية، وأحيانًا يتم استئصال العقد الليمفاوية، أو الخلايا السرطانية المنتشرة إلى بعض أعضاء الجسم الداخلية، وفي بعض الحالات تُجرى جراحة ترميمية تهدف لإصلاح الجلد والمنطقة المجاورة بعد إزالة الخلايا السرطانية، وتنطوي على أخذ قطعة من الجلد من جزء آخر من الجسم، ووضعها مكان الورم.[١٠][١١]
  • العلاج المناعي: وهو أحد العلاجات الدوائية المستخدمة لتعزيز ودعم جهاز المناعة ليقوم بمحاربة السرطان، إذ تنتج الخلايا السرطانية بروتينات تساعدها على الاختباء من خلايا جهاز المناعي، فيؤثر العلاج لمناعي في هذه العملية، ويدعم الجهاز المناعي الطبيعي داخل الجسم على القضاء على الخلايا السرطانية، ويعد من الخيارات الموصى بها بعد الجراحة لعلاج الميلانوما المنتشر للعقد الليمفاوية، أو أي مناطق أخرى من الجسم، وتُحقَن الخلايا السرطانية بالعلاج المناعي عند تعذّر أو فشل إزالة الورم بالجراحة.[١١]
  • العلاج الموجّه: تستهدف هذه الأدوية نقاط محددة داخل الخلايا السرطانية، بهدف تدميرها، ويوصى بهذه الأدوية في حال انتشار الميلانوما، ويمكن إجراء اختبار للتحقق من مدى فعالية العلاج الموجه في علاج السرطان.[١١]
  • العلاج الكيميائي: يساعد العلاج الكيميائي على قتل الخلايا السرطانية، ويُؤخذ عن طريق الوريد، أو الفم، أو كليهما، ويعطى في بعض الحالات في الوريد بطريقة تمنع انتقال الدم الموجود في الذراع أو الساق إلى مناطق أخرى من الجسم لفترة قصيرة، الأمر الذي يسمح بانتقال العلاج الكيميائي مباشرة إلى المنطقة المحيطة بالخلايا السرطانية، دون أن يؤثر في أجزاء أخرى من الجسم.[١٢]
  • العلاج الإشعاعي: تستخدم هذه الطريقة حزمًا من الإشعاع عالي الطاقة الموجّه إلى مكان الميلانوما، لقتل الخلايا السرطانية، ويُستخدم في حال انتشار الميلانوما إلى العقد الليمفاوية، أو في حال تعذّر إزالة الميلانوما بالجراحة بشكل كامل، كما يساهم في تقليل الأعراض في حال انتشار الميلانوما إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٢]


كيف تقلل خطر الإصابة بالميلانوما؟

إليك الإرشادات التالية التي تساعدك على تقليل فرص الإصابة بالميلانوما:[١٣]

  • تجنب تعريض بشرتك لأشعة الشمس بشكل مباشر ولفترات طويلة.
  • احرص على استخدام واقي الشمس باستمرار وعلى مدار العام: وهذا يشمل الأيام الغائمة في الشتاء، ويفضل أن يكون من الواقيات واسعة الطيف (Broad-spectrum sunscreen)، بحيث لا يقل معامل حماية الشمس (SPF) عن 30، وعليك وضعه بكمية وافرة، وأعد وضعه كل ساعتين، أو أكثر إذا كنت تسبح أو تتعرق.[١٤]
  • ارتدِ ملابس واقية من الشمس، بالإضافة إلى قبعة مناسبة، ونظارات شمسيّة.[١٣]
  • تجنب أشعة الشمس عندما تكون في ذروتها: عليك أن تبحث عن الظل في منتصف النهار، أي عندما تكون أشعة الشمس شديدة.[١٣]
  • تجنب استخدام تسمير البشرة أو حمام الشمس الصناعي: (بالإنجليزية: Tanning Bed) فهذا يزيد كثيرًا من فرصة الإصابة بالميلانوما، ففي الواقع ليس هناك ما يسمّى تسميرًا صحيًّا..[١٣]
  • احم طفلك من الأشعة فوق البنفسجية: فالتعرض لحروق الشمس السيئة في الطفولة أو المراهقة يضاعف فرصة الإصابة بسرطان الجلد في وقت لاحق.[١٣]
  • تابع أي تغيرات تحدث في جسمك: وافحص جلدك باستمرار بمساعدة المرايا، وابحث عن أي نمو جديد للجلد، أو تغيرات في الشامات، أو النمش، أو الوحمات الموجودة،[١٤] وتحدث إلى طبييك فور ملاحظة أي تغيير.[١٥]

المراجع

  1. ^ أ ب "Melanoma Warning Signs", skincancer, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  2. "Melanoma: Diagnosis", cancer, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  3. "SKIN CANCER TYPES: MELANOMA SIGNS AND SYMPTOMS", aad, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  4. "What Does Melanoma Look Like?", cancer, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ "What to know about melanoma", medicalnewstoday, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  6. "Lentigo", healthjade, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح "Skin cancer (melanoma)", nhs, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  8. "Melanoma Treatment (PDQ®)", yalecancercenter, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  9. "Melanoma Treatment", skincancer, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  10. "Treatments for melanoma skin cancer", cancer, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت "Melanoma", beaconhealthsystem, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Melanoma", stclair, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث ج "Prevention", curemelanoma. Edited.
  14. ^ أ ب "Melanoma", mayoclinic, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  15. "5 simple steps to help prevent skin cancer", mayoclinichealthsystem, Retrieved 24/6/2021. Edited.