يُقصد بسرطان الفم بأنّه نوع السَّرطان الّلذي يصيب الفم بما يحتويه، كأن يُصيب الأنسجة المبطّنة للفم، أو منطقة تحت اللّسان وفوقه، أو اللّثة، إضافةً للمنطقة الّتي تقع في الجهة الخلفية من الفم والحلق، في هذا المقال سنتحدّث عن مصدر سرطان الفم وأسبابه وطرق الوقاية منه.[١]

أسباب سرطان الفم

يحدث سرطان الفم نتيجة حدوث تغيّرات وتحوّلات في الحمض النووي وما يعرف اختصارًا بالـ DNA الخاص بخلايا الفم والشفاه، والسبب الكامن وراء ذلك غير واضح تمامًا، ولكن يوجد العديد من عوامل الخطر الّتي قد تزيد من نسب الإصابة بالمرض، وبما أنّ الحمض النووي هو المسؤول عن وظيفة الخلية وما تقوم به، فإنّ التغييرات الحاصلة فيه ستقود الخلية إلى استمراريّة النمو والانقسام، ممّا قد يؤدي لتحوّلها إلى كتل ورمية، وانتشار بعضها إلى مناطق أخرى مع مرور الوقت، مثل: الرأس والرقبة وغيرها من الأماكن.[٢]


عوامل الخطر المرتبطة بسرطان الفم

يوجد العديد من عوامل الخطر المرتبطة بسرطان الفم، منها ما هو مرتبطٌ بالجينات، أو البيئة، أو عوامل أخرى أيضًا، وذلك ما سنوضّحه هنا.


عوامل الخطر العامّة

تتعدّدُ وتتنوّع العوامل الّتي قد تزيد من احتماليّة الإصابة بسرطان الفم، منها:[٣][٤]

  • الجنس: إنّ ثلث المصابين بسرطان الفم هم من الذُّكور، وقد يكون ذلك نتيجة الاستخدام الكثير للتبغ واستهلاك الكحول مقارنةً مع الإناث.
  • العمر: يبلغ متوسط عمر الأشخاص الّذين يصابوا بسرطان الفم 62 عامًا، حيث ترتفع نسب الإصابة بشكل كبير بعد عمر 50 عامًا وتصل ذروتها في الفترة ما بين عمر 60 و70 عامًا، وأكثر من ربع الحالات تقريبًا يكونوا لأعمار أقلّ من 50 عامًا، أمّا الأطفال فهم نادروا الإصابة بسرطان الفم.
  • أشعة الشمس: تعتبر أشّعة الشمس المصدر الرّئيسي للأشعّة فوق البنفسجية، لذلك فإنّ الأشخاص الّذين يعملون في الخارج ويمضون وقتًا طويلًا تحت أشعة الشمس هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم، وخصوصًا ذلك الذي يصيب الشفاه.
  • تاريخ العائلة المرضي: ترتفع نسبة الإصابة قليلًا بسرطان الفم عند الأشخاص ممّن لديهم تاريخٌ عائليٌّ مرتبط بسرطان الفم، سواء لدى الوالدين، أو الأخوة، أو الأبناء.[٥]
  • التاريخ الشخصي للمريض: تزيد نسبة إصابة الشّخص بسرطان الفم إن كان قد أصيب بهذا المرض في السّابق، لذلك من الضروري إجراء فحص دوريٍّ منتظم عند طبيب الأنف والأذن والحنجرة حتّى ولو تعافى الفرد من المرض في الماضي.[٦]


عوامل جينيّة

هناك العديد من الحالات المرضيّة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم وسرطان البلعوم الفموي، ويعود سببها لحدوث تغيّراتٍ وتحوّلٍات في المادّة الوراثية، ومن هذه الحالات ما يلي:[٥]

  • فقر الدم اللاتنسجي: هو مرضٌ يحدث نتيجة وجود خللٍ جيني يؤثّر في النخاع العظمي.
  • خلل التقرن الخلقي: تسبّب هذه الحالة المرضية حدوث تغيُّراتٍ في النخاع العظمي، والأظافر، والجلد.


نمط وأسلوب الحياة

بالإضافة لجميع ما ذكرناه، فإنّ أسلوب ونمط الحياة المتّبع يسُاهم أيضًا في الزيادة أو التقليل من خطر الإصابة بسرطان الفم، وذلك ما سنذكره هنا:[٧][٣]

  • التبغ ودخان السجائر: يوجد العديد من حالات سرطان الفم المرتبطة بأشخاصٍ سبق لهم استخدام التّبغ أو لا يزالون يستخدمونه بشكلٍ أو بآخر، فالّذين يمضغون التبغ ترتفع لديهم نسبة الإصابة بسرطان الفم في مناطق اللّثة والشفاه والخدود، أمّا مدخني الغليون فتكون الإصابة لديهم في الشفاه وسقف الحلق الرخو، كما أنّ أصحاب التدخين السلبي- كالأشخاص اللّذين يتعرّضون لدخّان السّجائر فقط دون استخدامه بأنفسهم- معرّضين لخطر الإصابة أيضًا، حيث تختلف خطورة الأمر تبعًا لمدّة التدخين ونوع التّبغ.
  • استهلاك كميّةٍ كبيرةٍ من الكحول: ترتفع نسبة الإصابة بسرطان الفم حوالي 6 مراتٍ لدى الأشخاص ممّن يشربون الكحول مقارنةً بغيرهم.[٨]
  • النّظام الغذائي المتبع: يزيد تناول الطّعام غير صحّي من فرص الإصابة ببعض أنواع سرطان الفم، لذلك لا بدّ من اتّباع نظامٍ غذائيٍّ متوازن يحتوي على كميّاتٍ وفيرةٍ من الخضراوات والفواكه.[٩]
  • صحّة الأسنان والفم: يوجد احتمالٌ بسيط لزيادة خطر الإصابة بسرطان الفم لدى الأشخاص ممّن لديهم أسنان مكسورة وحادّة، بحيث تسبّب لهم جروحًا وتقرحاتً دائمة في اللسان قد تبقى لفتراتٍ طويلةٍ، وقد ترتبط بسرطان الفم.[٩]
  • السمنة: تزيد نسب الإصابة بسرطان البلعوم الفموي وسرطان الحنجرة عند الأشخاص الّذين لديهم زيادةً كبيرة في الوزن.[٤]
  • استخدام غسول الفم: وجد الباحثون زيادة احتماليّة تطوّر سرطان الفم لدى الأشخاص الّذين تزيد أعمارهم عن 35 عام وممّن يستخدمون غسول الفم بشكلٍ متكرر-أكثر من مرة في اليوم- ولمدة طويلة، وذلك لأنّ معظم مكوّناته تحتوي على الكحول.[٦]


أسباب أخرى

نذكر فيما يأتي بعض الأمراض التي تزيد الإصابة بها من احتمالية الإصابة بسرطان الفم:[٤][١٠]

  • عدوى فيروس الورم الحليمي البشري: والمعروف اختصاراً بـHPV ويندرج تحته العديد من أنواع الفيروسات الّتي قد تصل إلى أكثر من 150 نوع، ويُعتبر النّوع المسمّى HPV16، وهو النّوع المرتبط بسرطان البلعوم الفموي، الّذي قد يصيب المريض في مناطق قاعدة اللسان واللّوزتين، كما توجد أنواعٌ أخرى من الفيروس قد تسبّب أشكال أخرى من السرطانات، مثل سرطان المهبل، وسرطان عنق الرحم، وسرطان الشرج، وسرطان القضيب وسرطان الفرج.
  • الحزاز المسطّح: ترتفع نسب الإصابة بسرطان الفم عند الأشخاص الّذين يعانون من حالات شديدة وصعبة من الحزاز المسطح والّذي يظهر عادةً على شكل طفحٍ جلدي يصاحبه حكّة مع خطوطٍ وبقعٍ بيضاء في مناطق الفم والحلق.
  • مرض الطعم ضد المضيف الحاد: عبارةٌ عن حالةٍ مرضيّة تحدث نتيجة استبدال نخاع العظم بخلايا جذعيّة أخرى بعد الإصابة بالسّرطان وتلقي العلاج، وقد ترتبط هذه الحالة بسرطان الفم بحيث يصاب الشُّخص به بعد مرور سنتين من الإصابة بداء الطعم ضد الثوي الحاد.
  • ضعف جهاز المناعة: تكمن وظيفة جهاز المناعة الأساسية في محاربة العدوى والالتهاب، لكن قد يضعُف هذا الجهاز نتيجة الإصابة بالأمراض أو تناول أدويةٍ معينة، مثل تلقّي العلاج الخاص بفيروس نقص المناعة الخاصِّ بمرض الإيدز أو الأدوية التي يتم تناولها بعد زراعة الأعضاء والّتي تعمل على تثبيط المناعة.[٥]


الوقاية من سرطان الفم

لا توجد طُرقٌ مضمونة للوقاية من الإصابة بسرطان الفم، لكن يُمكن اللُّجوء لبعض الأمور الّتي قد تخفّف من خطر الإصابة به ذلك، فيما يلي نذكر بعض هذه النّصائح:[١١]

  • امتنع عن شرب الكحول.
  • تجنّب الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري.
  • امتنع عن استخدام جميع أنواع التبغ.
  • تجنب التعرض للتدخين السلبي.
  • تناول كميّاتٍ كبيرة من الخضار والفواكه.
  • حاول حماية جسمك من التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
  • اهتم برعاية فمك وأسنانك.
  • ضع أطقم الأسنان في مكانها المناسب والصحيح.


المراجع

  1. "Oral Cancer", nidcr.nih, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  2. "Mouth cancer", mayoclinic, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "What Is Oral Cancer? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Risk Factors for Oral Cavity and Oropharyngeal Cancers", cancer, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Risks and causes", cancerresearchuk., Retrieved 16/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Causes and Risk Factors of Oral Cancer", verywellhealth, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  7. "Secondhand Smoke: Dangers", clevelandclinic, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  8. "Oral Cancer", webmd, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Mouth cancer", nhs, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  10. "Risk factors for oral cancer", cancercenter, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  11. "Oral Cancer: Overview", urmc.rochester, Retrieved 16/8/2021. Edited.