الخصيتان هم أحد أهم أجزاء الجهاز التناسلي الذكري، فهما مركز إنتاج الحيوانات المنوية وهرمون التستوستيرون، اللذان لهما دورًا أساسيًا في التطور الجنسي والخصوبة لدى الذكور، وكباقي أعضاء الجسم قد تُصاب الخصية بالسرطان، الذي يبدأ في معظم الحالات من الخلايا الجنسية المُنتجة للحيوانات المنوية، فتبدأ هذه الخلايا بالتكاثر والنمو بشكل غير طبيعي، ويجب الإشارة إلى أنّ علاج سرطان الخصية يعتمد على نوعه ومدى انتشاره،[١][٢] فكيف ينتشر سرطان الخصية في الجسم؟ وما إمكانية الشفاء منه؟







انتشار سرطان الخصية في الجسم

قد ينتشر سرطان الخصية كغيره من أنواع السرطانات إلى المناطق الأخرى من الجسم، ويحدث ذلك بشكل عام في حال لم يتم الكشف عن السرطان وعلاجه في المراحل المبكِّرة، فقد ينتقل إلى المناطق المجاورة له بدايةً، كما قد ينتقل إلى الأماكن البعيدة في المراحل المتقدمة.[١]


أماكن انتشار سرطان الخصية

تعد الغدد الليمفاوية والرئتين أكثر الأماكن التي قد ينتشر لها سرطان الخصية شيوعًا،[٣] وتجدر الإشارة إلى أنّ العقد الليمفاوية الموجودة حول الكليتين هي المكان الأول الذي يبدأ سرطان الخصية بالانتشار إليه عادةً،[٤] إذ تبدأ الخلايا السرطانية بالانتشار بدايةً إلى الغدد الليمفاوية القريبة الواقعة في البطن والحوض، وفي مراحل متقدمة قد تنتشر الخلايا السرطانية إلى غدد ليمفاوية أبعد كتلك الموجودة في الصدر والرقبة، كما قد تصل إلى الرئتين، والعظام، والدماغ، والكبد.[١][٣]


مراحل سرطان الخصية

يسعى الطبيب دائمًا بعد تشخيص الإصابة بسرطان الخصية إلى تحديد مرحلة السرطان؛ لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر أم لا، وإلى أي أعضاء الجسم انتشر، الأمر الذي يساعد الطبيب على تحديد شدة السرطان، ووضع الخطة العلاجية الأنسب.[٥]




مرحلة سرطان الخصية تشير إلى حجم السرطان، وفيما إذا كان انتشر إلى أماكن أخرى في الجسم، كما تشير ما إذا كان السرطان ينتج بروتينات تُعرَف باسم واسمات الورم (بالإنجليزية: Tumor marker proteins)، ومستويات هذه البروتينات في الدم، والواسم الورمي هو بروتين يتم إنتاجه من الخلايا السليمة والسرطانية أيضًا، لكن قد يشير ارتفاع مستوياته في الدم إلى احتمالية الإصابة بالسرطان، وفي الحقيقة تختلف الخطة العلاجية التي يضعها الطبيب في بعض الحالات باختلاف مستوياته.



[٦][٧]


يمكن تفصيل مراحل سرطان الخصية كالآتي:

  • المرحلة الأولى: تعرف بالسرطان الموضعي، وتتميز بمعدلات شفاء عالية، ويمكن تقسيمها إلى:[٤]
  • مرحلة (1A): يكون الورم محصورًا داخل الخصية، ولم يصل الورم إلى الأوعية الدموية والليمفاوية.
  • مرحلة (1B): يكون الورم محصورًا داخل الخصية، لكنّه يكون قد وصل إلى الأوعية الدموية أو الليمفاوية هناك، ممّا يشير إلى احتمالية انتشاره إلى أماكن أخرى من الجسم.
  • مرحلة (1S): يكون الورم محصورًا في الخصية، لكن مستوى واسمات الورم مرتفعة بعد استئصال الخصية،[٤] على عكس المراحل 1A و 1B التي تكون فيها مستويات واسمات الورم طبيعية.[٧]
  • المرحلة الثانية: حيث ينتشر السرطان إلى الأنسجة المجاورة، والغدد الليمفاوية حول الكلى،[٧][٤] وتنقسم إلى ثلاث مراحل فرعية هي:[٧]
  • مرحلة (2A): ينتشر السرطان إلى واحدة أو أكثر من العقد الليمفاوية مُسبِّبًا انتفاخها، لكن لا يتجاوز حجم أي منها 2 سنتيمتر.
  • مرحلة (2B): ينتشر السرطان إلى واحدة أو أكثر من العقد الليمفاوية، والتي يتراوح حجم أي منها 2-5 سنتيمترات.
  • مرحلة (2C): ينتشر السرطان إلى واحدة أو أكثر من العقد الليمفاوية، ويكون حجم أحدها قد تجاوز 5 سنتيمترات.
  •  المرحلة الثالثة: في هذه المرحلة ينتشر السرطان إلى عقد ليمفاوية أو أعضاء بعيدة عن الخصيتين، ويسمى بالمرض المتقدم أو النقيليّ البعيد (Distant Metastatic Disease)،[٤] ويضم ثلاث مراحل فرعية هي:[٧]
  • مرحلة (3A): حيث ينتشر السرطان في العقد الليمفاوية البعيدة والرئتين، وتكون مستويات بروتين الواسم الورمي طبيعية أو مرتفعة قليلًا.
  • مرحلة (3B): ترتفع مستويات بروتين الواسم الورمي بدرجة متوسطة، ويكون الورم منتشرًا إلى العقد الليمفاوية القريبة والبعيدة، أو إلى الرئتين.
  • مرحلة (3C): تمثل ارتفاع عالي في مستويات بروتين الواسم الورمي، مع انتشار الورم إلى الغدد الليمفاوية أو الرئتين، كما قد تشير هذه المرحلة إلى انتشار سرطان الخصية إلى أعضاء أخرى كالكبد أو الدماغ، بصرف النظر عن مستويات بروتين الواسم الورمي.


هل ينتشر سرطان الخصية بسرعة؟

 تعتمد سرعة انتشار سرطان الخصية على نوعه، إذ يوجد عدة أنواع من سرطان الخصية بعضها أكثر قابلية للانتشار من غيرها،[٨][١] فذُكِر سابقًا أنّ معظم سرطانات الخصية تبدأ من الخلايا الجنسية المسؤولة عن إنتاج الحيوانات المنوية، وتنقسم هذه إلى عدة أنواع هي الأورام المنوية (بالإنجليزية: Seminoma) بطيئة النمو والانتشار، والأورام غير المنوية (Non-Simenoma) التي عادةً ما تنمو وتنتشر بسرعة أكبر من الأورام المنوية، ويمكن للطبيب التمييز بين هذين النوعين عن طريق فحص طبيعة الخلايا تحت المجهر.[٩]


تشخيص سرطان الخصية

يساعد التشخيص المبكر دائمًا على زيادة فرص نجاح العلاج، لذلك عند ملاحظة انتفاخ أو تورم في الخصيتين أو إحداهما، يجب طلب المساعدة الطبية في أسرع وقت، ليقوم الطبيب بالمعاينة السريرية،[١٠] وفي حال شك في الإصابة بسرطان الخصية قد يطلب إجراء الفحوصات التشخيصية التالية:

  • الموجات فوق الصوتية: تساعد الموجات فوق الصوتية أو ما يعرف بالسونار على تحديد طبيعة الكتلة إذا كانت صلبة أم مليئة بالسوائل، وتكشف ما إذا كانت الكتل داخل الخصية أو خارجها.[١٠]
  • تحاليل الدم: يوصي الطبيب بإجراء بعض فحوصات الدم للكشف عن مستويات بروتين الواسم الورمي؛ مثل:[١١]
  • ألفا- فيتوبروتين: (بالإنجليزية: Alpha-fetoprotein) يرتفع عادةً في حالات الورم غير المنوي، أما في الأورام المنوية لا يرتفع.
  • موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية: (بالإنجليزية: Human Chorionic Gondotropin) يرتفع في حالات الأورام غير المنوية، وأحيانًا في الأورام المنوية.
  • الجراحة لاستئصال الخصية: يتم هذا الإجراء بعد تأكد الطبيب من الإجراءات التشخيصية السابقة، فيتم استئصال الخصية وتحليل كتلة منها؛ لتحديد ما إذا كانت سرطانية، وما هو نوع السرطان على وجه التحديد.[١٠]



هل يمكن الشفاء من سرطان الخصية المتفشي؟

نعم يمكن، ففي الحقيقة إنّ سرطان الخصية من السرطانات القابلة للعلاج عادةً، حتى لو تم اكتشافه بعد بدء السرطان بالانتشار خارجها،[١٢] لكن يجب الإشارة إلى أنّ ذلك يعتمد على عوامل عديدة، مثل: الحالة الصحية العامة للمُصاب، ونوع السرطان ومرحلته، ومدى استجابة جسمه للعلاج.[١٣][١٤]



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Testicular Cancer"، health.harvard، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2021.
  2. ↑ "Testicular Cancers: How They Spread", webmd, Retrieved 30/7/2021.
  3. ^ أ ب "Where Does Testicular Cancer Spread To?"، Moffitt، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Testicular Cancer Staging"، hopkinsmedicine، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2021.
  5. ↑ "Testicular Cancer Stages", cancer, Retrieved 31/7/2021.
  6. ↑ "Tumor Marker Tests", cancer, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج "Testicular cancer stages", cancercenter, Retrieved 31/7/2021.
  8. ↑ "Does Testicular Cancer Spread Quickly?", moffitt., Retrieved 31/7/2021.
  9. ↑ "TCGA's Study of Testicular Germ Cell Cancer", National Cancer Institute, Retrieved 16/8/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت "Testicular cancer"، mayoclinic، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2021.
  11. ↑ "Tests for Testicular Cancer", cancer, Retrieved 31/7/2021.
  12. ↑ "Testicular cancer", Mayo Clinic, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  13. ↑ "Together we will beat cancer", cancerresearchuk, Retrieved 31/7/2021.
  14. ↑ "Testicular Cancer Survival Rates", cancer, Retrieved 31/7/2021.