يُعرّف سرطان المثانة (بالإنجليزية: Bladder Cancer)، بأنه نمو غير طبيعي لخلايا المثانة، بشكل لا يُمكن للجسم السيطرة عليه، ومع زيادة عدد الخلايا السرطانية وحجم الورم السرطاني، تزيد احتمالية انتشار السرطان إلى أجزاء الجسم الأخرى،[١] ولكن كيف يُمكن تشخيص هذا النّوع من السّرطان؟

تشخيص سرطان المثانة

أول ما يبدأ به الطبيب عادةً عند تشخيص أي مرض، هو طرح أسئلة حول التاريخ الطبي للشخص، والاستفسار حول صحته العامة، وطرح الأسئلة التي تدل على وجود عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان المثانة.[٢]


الفحي البدني

بعد أخذ التاريخ الطبي للمصاب، يبدأ الطبيب بإجراء الفحص البدني، والذي يشمل عند النساء فحص الحوض (بالإنجليزية: Pelvic Exam)، أو فحص المستقيم الرقمي (بالإنجليزية: Digital Rectal Exam)، لكلا الجنسين، والذي من خلاله يرتدي الطبيب قفازًا طبيًا، ويُدخل بعد ذلك إصبعه داخل المستقيم، ويبدأ بتحريك الإصبع حتى يشعر بالمثانة، ففي حال وجود ورم، يسمح هذا الفحص بمعرفة حجم هذا الورم، وتحديد عما إذا كان بدأ بالانتشار أم لا.[٢]


اختبارات البول

عند اشتباه الطبيب بوجود مشكلة خلال الفحص البدني، يطلب مجموعة من اختبارات البول،[٢] ومنها ما يلي:

  • تحليل البول: (بالإنجليزية: Urinalysis)، وهو اختبار بسيط للبول، يؤكد وجود الدم في البول، كما يُمكنه الكشف عن وجود العدوى فيه.[٣]
  • زراعة البول: (بالإنجليزية: Urine Culture)، تحتاج نتائجه عدة أيام للظهور، ويكشف عن وجود البكتيريا أو أي جراثيم في البول، والتي يمكن أن تكون سببًا في الإصابة بالتهاب المثانة.[٢]
  • تحليل خلايا البول: (بالإنجليزية: Urine Cytology)، ويُمكنه الكشف عن الخلايا السرطانية التي تنتقل إلى البول من الورم السرطاني، ولكن لا يُمكنه الكشف عن سرطان المثانة في مراحله الأولى والمبكرة.[٣]
  • اختبار الواسم الورمي في البول: (بالإنجليزية: Urine Tumor Marker Tests)، وهو اختبار يبحث عن موادٍ تُفرزها الخلايا السرطانية الموجودة في المثانة.[٢]


منظار المثانة

يُعد منظار المثانة (بالإنجليزية: Cystoscopy)، الإجراء التشخيصي الأساسي لسرطان المثانة، والذي يستخدم فيه الطبيب أنبوبًا رفيعًا مرنًا مضاءً، يُساعده على رؤية المثانة والكشف عن وجود أي ورمٍ فيها، وتحديد عما إذا كان الشخص يحتاج إلى إجراء خزعة أو جراحة.[٤]


الخزعة

يأخذ الطبيب الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy)، عند اكتشاف وجود نسيجًا غير طبيعي في المثانة بعد إجراء تنظير المثانة؛ والخزعة هي عينة صغيرة من الأنسجة تؤخذ من المثانة ليجري فحصها وتأكيد التشخيص، ويُطلق على هذه الإجراء استئصال ورم المثانة عبر الإحليل (بالإنجليزية: Transurethral Bladder Tumor Resection)، وتساعد الخزعة على تشخيص سرطان المثانة، وتحديد نوع الورم، ومدى عمق نموه في طبقات المثانة، وتحديد أي تغييرات سرطانية مجهرية، وفي بعض الحالات يمكن استئصال الورم كليا عبر الإحليل وشفاء المريض.[٤]


الاختبارات التصويرية

تُساعد الاختبارات التصويرية في فحص جميع أعضاء الجهاز البولي، للكشف عن وجود الخلايا السرطانية، والكشف عن انتشار الورم السرطاني إلى أجزاء الجسم الأخرى، وتحديد المرحلة التي وصل إليها سرطان المثانة،[٥] ومن أهم الاختبارات التصويرية ما يأتي:[٤]

  • التصوير المقطعي المحوسب: (بالإنجليزية: Computerized Tomography - CT Scan)، إذ يجري من خلاله التقاط مجموعة من الصور للجسم باستخدام الأشعة السينية (بالإنجليزية: X-ray).
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging - MRI)، إذ يستخدم مجالًا مغناطيسيًا قويًا لإنتاج صورًا مفصلة لأعضاء الجسم الداخلية.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: (Positron Emission Tomography Scan - PET Scan)، يحقن المصاب بكمية صغيرة من المواد المشعة للحصول على صور مفصلة لأعضاء وأنسجة الجسم.
  • الموجات فوق الصوتية: (بالإنجليزية: Ultrasound)، يستخدم الموجات فوق الصوتية لتكوين صورًا للأعضاء الداخلية في الجسم.



علامات وأعراض سرطان المثانة

تتعدد العلامات والأعراض التي تُشير للإصابة بسرطان المثانة، ومنها ما يأتي:[٦]

  • وجود دم في البول، إذ يعد من أول وأكثر أعراض سرطان المثانة شيوعًا، ويظهر البول باللون الأحمر الداكن، أو البرتقالي، أو الوردي.
  • التبول أكثر من المعتاد.
  • ألم أو حرقة أثناء التبول.
  • الشعور بالحاجة المتكررة للتبول، وكأن المثانة ممتلئة.
  • عدم القدرة على التبول، أو التبول بكمية قليلة جدًا.




في حال وجود أي من الأعراض السابقة، يفضل زيارة الطبيب في أسرع وقت والحصول على استشارته، كما أن وجود أي من هذه الأعراض لا يعني حتما الإصابة بسرطان المثانة، إذ يمكن أن تكون هذه العلامات والأعراض ناتجة عن وجود أمراض أخرى، مثل التهابات المسالك البولية، أو التهابات المثانة.




عوامل خطر الإصابة بسرطان المثانة

تعرف عوامل خطر الإصابة بسرطان المثانة بأنها مجموعة من العوامل التي يدل وجودها على زيادة فرص الإصابة بسرطان المثانة، ومنها ما يأتي:[٧]

  • التدخين.
  • التعرض للمواد الكيميائية، كالزرنيخ مثلًا الموجود في مياه الآبار.
  • الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل حصوات المثانة (بالإنجليزية: Bladder Calculi)، وعدوى المثانة المزمنة (بالإنجليزية: Chronic Bladder Infection)، والسل البولي التناسلي (بالإنجليزية: Genitourinary Tuberculosis)، والبلهارسيا (بالإنجليزية: Schistosomiasis)، وتركيب قسطرة في المثانة لفترة زمنية طويلة.
  • التعرض للعلاج الإشعاعي لمنطقة الحوض.
  • تناول بعض الأدوية التي تؤثر على المثانة، كالسيكلوفوسفاميد (بالإنجليزية: Cyclophosphamide).
  • التعرض لمركبات الأمينات العطرية (بالإنجليزية: Aromatic Amines)، التي تُستخدم في صناعة الدهانات، والمستحضرات الصيدلانية، ومحطات معالجة الغاز.
  • العمل في أماكن تحتوي على مواد كيميائية مثل العمل في مصانع الزجاج، أو الدهانات، أو البترول، أو الإطارات، أو المطاط، أو العمل في مهنٍ أخرى، مثل مصففي الشعر، أو الرسامين، أو سائقي الشاحنات، أو عمال الأسفلت.




عند الكشف عن سرطان المثانة مبكرًا، تكون فرصة نجاح العلاج والتعافي منه أكبر وأفضل، إلّا أنه حتى اللحظة لا يوجد فحص دقيق يمكن إجراؤه لكافة الناس للكشف عن وجود سرطان المثانة، إذ أن أغلب المصابين يُكتشف المرض عندهم بعد ظهور الأعراض، وبالتالي يكون المرض وصل إلى مراحل متقدمة ويصعب علاجه.




درجة سرطان المثانة

تُصنف درجة سرطان المثانة اعتمادًا على كيفية ظهور الخلايا السرطانية تحت المجهر عند فحصها، ويمكن تقسيم درجات سرطان المثانة إلى ما يأتي:[٥]

  • سرطان المثانة منخفض الدرجة: (بالإنجليزية: Low-grade Bladder Cancer)، وفي هذا النوع تظهر خلايا الورم السرطاني تحت المجهر على أنها قريبة في الشكل والتنظيم من الخلايا الطبيعية، وعادةً ما يكون نمو هذا الورم بطيئًا، كما وتكون احتمالية انتشاره عبر الجدار العضلي للمثانة قليلة جدًا مقارنة بالنوع الآخر لسرطان المثانة.
  • سرطان المثانة عالي الدرجة: (بالإنجليزية: High-grade Bladder Cancer)، وفي هذا النوع تظهر خلايا الورم السرطاني تحت المجهر بشكل غير طبيعي، إذ لا يوجد أي تشابه بينها وبين الخلايا الطبيعية، كما أن نمو هذا الورم أسرع من نمو سرطان المثانة منخفض الدرجة، وغالبًا ما ينتشر عبر الجدار العضلي للمثانة، والأنسجة والأعضاء الأخرى في الجسم.

المراجع

  1. "What Is Bladder Cancer?", cancer, 30/1/2019, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Kumar Shital (18/3/2021), "How Do I Know If I Have Bladder Cancer?", webmd, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Charles Patrick Davis, Kevin C. Zorn, Gagan Gautam, "Bladder Cancer (Cancer of the Urinary Bladder)", medicinenet, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Bladder Cancer: Diagnosis", cancer, 9/2020, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Bladder cancer", mayoclinic, 8/8/2020, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  6. "What Are the Symptoms of Bladder Cancer?", webmd, 18/11/2020, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  7. SANJEEV SHARMA, PANKAJ KSHEERSAGAR, POONAM SHARMA (1/10/2009), "Diagnosis and Treatment of Bladder Cancer", aafp, Retrieved 30/7/2021. Edited.