ينتمي سرطان النخاع المتعدد إلى قائمة السرطانات التي تصيب نخاع العظم؛ ويُعرَف هذا السرطان بالمتعدد لتأثيره على عدة مناطق في الجسم، كالحبل الشوكي والجمجمة الحوض وأضلاع القفص الصدري؛[١] وهو من الأمراض النّادرة.[٢]




نخاع العظم: هو عبارة عن نسيجٍ إسفنجي يقع في مركز العظام، والمسؤول عن إنتاج خلايا الدم في الجسم.




ما هو السرطان النخاعي المتعدد؟

السرطان النخاعي المتعدد (Multiple myeloma) أو ما يُعرَف الورم النقوي المتعدد، هو أحد أنواع السرطان الذي يُهاجم نوعًا محددًا من كريات الدم البيضاء المعروفة باسم خلايا البلازما، والمسؤولة في الحالة الطّبيعية عن إنتاج الأجسام المضادة للتعرّف على الميكروبات وحماية الجسم من الإصابة بالعدوى، ولكن في حال إصابتها بالسرطان فإنها ستتراكم في نخاع العظم وتزاحم الخلايا السليمة، وستتحوّل وظيفتها إلى إنتاج بروتينات غير طبيعية تسبب مشكلاتٍ عديدة في الجسم.[٣]


ما هو تصنيف السرطان النخاعي المتعدد؟

يُصنّف السرطان النخاعي المتعدد على أنه أحد سرطانات الدم، فهو يبدأ في نخاع العظم، المسؤول عن تصنيع كريات الدم، وينتهي في العظام.[٤]


أسباب وعوامل خطر الإصابة بالسرطان النخاعي المتعدد

ما زال السبب الدّقيق للإصابة بالسّرطان النخاعي المتعدد غير معروفٍ حتى الآن،[٣] ولكن يرجّح الباحثين وجود مجموعةٍ من العوامل المحفّزة للإصابة بالسرطان النخاعي المتعدد، والتي تشمل ما يلي:[٥]

  • التعرّض للمواد الكيميائية السّامة، ومن الأمثلة عليها:
  • البنزين.
  • المواد الزراعية الكيمائية.
  • الوقود.
  • المُذيبات.
  • عوادم المحركات.
  • مواد التنظيف.
  • التعرّض لفيروسات محدّدة، وهي الفيروسات المسببة لكلّ من:
  • التهاب الكبد الوبائي.
  • فيروس الإيدز.
  • العوامل الوراثية والجينية؛ فقد لُوحِظ أنّ نسبة 5-7% من الإصابات تعود إلى أفرادٍ لديهم تاريخٌ عائلي من الإصابة بسرطان النخاع المتعدد.


ما هي أعراض ومشكلات السرطان النخاعي المتعدد؟

عادًة لا يتسبب السرطان النخاعي المتعدد بظهور أيّة أعراضٍ أو علاماتٍ واضحة على المصابين به، بينما يشعر البعض الآخر بالأعراض والمشكلات التالية:

  • مشاكل في العظام: تتضمّن الشعور بالألم في أيّ عظمةٍ من عظام الجسم وهشاشتها أو تكسّرها.[٦]
  • مشاكل في الأعصاب: تسبب الشعور بالتعب والخدران والوخز في مختلف مناطق الجسم.[٦]
  • مشاكل في الجهاز العصبي: إذا أثرت الإصابة بسرطان النخاع المتعدد على عظام الحبل الشوكي، فذلك يؤدي إلى انهيارها والضّغط على الأعصاب في تلك المنطقة، متسببةً بألمٍ مُفاجئ وشديد في الظهر، والشّعور بالخدران، وضعف في العضلات.[٦]
  • مشاكل في الكلى: يتسبب هذا النوع من السرطان بمشاكل في الكلى بعد فترةٍ طويلة من الإصابة به، ولا يمكن ملاحظة هذه الأعراض إلا من قبل الطبيب عند إجراء فحوصات الدم والبراز.[٧]
  • انخفاض عدد خلايا الدم: يؤثر هذا السرطان في الخلايا المسؤولة عن تصنيع الدم في الجسم، مما يسبب الإصابة بعدّة أمراضٍ كفقر الدم، وانخفاض عدد خلايا الدم البيضاء، وانخفاض عدد الصّفائح الدموية.[٧]
  • زيادة الكالسيوم في الدم: تتسبب مشاكل العظام في تسريب كميةٍ كبيرة من الكالسيوم إلى الدم، ويظهر ذلك عبر مجموعة من الأعراض هي؛ التعب والتقيؤ، وفقدان الشهية، والإمساك، وارتعاش العضلات، وعدم الشعور بالرّاحة.[٨]
  • التعرّض المتكرر للعدوى: والذي يحدث بسبب قلّة عدد خلايا الدم البيضاء أو تراجع كفاءتها، والذي يتسبب في انخفاض مناعة الجسم وزيادة احتمالية تعرّضه للعدوى بشكلٍ متكرر.[٩]
  • متلازمة فرط لزوجة الدم: ويرتبط بها أعراض المشكلات العصبية، وتغيّر في الرؤية، ونزيفٌ في الغشاء المخاطي.[٩]


كيف يتم تشخيص السرطان النخاعي المتعدد؟

عادةً ما يتمّ تشخيص السرطان النخاعي المتعدد خلال فحوصات الدم الرّوتينية (CBC) لمشاكل أخرى لا علاقة لها بالسّرطان، كما يعتمد الأطباء في تشخيص الإصابة بالسرطان النخاعي المتعدد على مجموعة الفحوصات التالية:[١٠][١١]

  • الفحص البدني: وتقييم الأعراض الظّاهرة على المريض، وتفحّص مظهر الجلد، كأن تبدو عليه علامات فقر الدم، أو الكدمات، إلى جانب فحص العضلات والأعصاب، وفحص البطن، للتحقق من أيّ اعتلالٍ عصبي، أو تضخّم في الكبد أو الطّحال، بالإضافة إلى تقييم سلامة القلب والأوعية الدّموية.
  • تحاليل الدم: للتحقق من مستوى بروتينات الدم، ومعدّل ترسّب الدم، والكالسيوم، وفحوصات وظائف الكلى.
  • تحليل عينة البول التي يتمّ جمعها خلال مدة 24 ساعة: وقياس مستوى بروتين بنس جونز، والكرياتينين؛ والتحقق من وجود الدم في البول من عدمه.
  • الفحوصات التّصويرية: كتصوير الأشعّة السينية، أو التصوير بالرّنين المغناطيسي، أو التصوير النووي.


ما هي خيارات العلاج المتاحة للسرطان النخاعي المتعدد؟

يهدف علاج السرطان النخاعي المتعدد إلى التحكّم بالمرض والسيطرة على انتشاره وتحسين نوعية حياة المريض بتخفيف الأعراض التي يواجهها،[١٢] إذ يمكن تفصيل الخطّة العلاجية لمريض السرطان النخاعي المتعدد على النحو التالي:


العلاج بالأدوية

بحسب شبكة السرطان الوطنية الشاملة فإن الأدوية التي يمكن استخدامها في علاج هذا السرطان هي:[١٢][١٣]

  • العلاج الكيميائي: كالميلفالان (Melphalan).
  • العلاج الموجه وذلك باستخدم مثبطات البروتزوم كالبورتيزوميب.
  • أدوية مُنظّمات الاستجابة المناعية: كالثاليدوميد (Thalidomide)، والليناليدوميد (Lenalidomide)، والبوماليدوميد (Pomalidomide).
  • أدوية لعلاج مشاكل العظام كالبايفوسفونيت (Bisphosphonate).
  • الكورتيزون.


نقل الخلايا الجذعية أو نخاع العظم

هو علاجٌ فعّال للسرطان النخاعي المتعدد، يتمّ فيه استخدام خلايا جذعية مطابقة لخلايا المريض من نخاع العظم الخاصّ بأحد الأقارب أو غيرهم، إذ تساعد هذه الخلايا على إنتاج جميع خلايا الدم البيضاء والحمراء والصّفائح الدّموية.[١٤]


العلاج الإشعاعي

العلاج الإشعاعي هو العلاج الوحيد المتخصص في علاج هذا النوع من السرطان، وفيه يتم استخدام أشعة إكس ذات مستوى مرتفع الطّاقة لقتل الخلايا لسرطانية وللغايات التالية:[١٥]

  • علاج مشاكل العظام التي لم تستجب للعلاجات الأخرى.
  • منع تكسر العظام.
  • منع تكسر عظام الحبل الشوكي.


العلاج الجراحي

لا تعدّ الجراحة خيارًا مباشرًا لعلاج السرطان النخاعي المتعدد، لكن يمكن اللجوء إليها للتخفيف من الأعراض المرافقة له، وتستخدم الجراحة لعلاج مشاكل العظام.[١٢]


كيف يمكن دعم مريض السرطان النخاعي المتعدد؟

يعاني مرضى السرطان النخاعي من الإرهاق النفسي خلال مرحلة التشخيص والعلاج بالتالي فإنهم يحتاجون للدعم والمساندة، ومن الممكن إظهار الدعم لهم بالطرق التالية:[١٦]

  • التعرف على طبيعة المرض وطرق العلاج والذي من شأنه مساعدة المريض في اتخاذ القرارات، بالتالي التخفيف من الضغوطات التي يعاني منها.
  • المساعدة على تنظيم خطة العلاج، وذلك بوضع جداولٍ لمواعيد أخذ جرعات الأدوية ومواعيد مراجعة الطبيب والمساعدة في توفير الأدوية بشكلٍ شهري.
  • توفير المساعدة الفعلية لهم في المنزل، وذلك بتحضير الطعام والتنظيف والعناية بالأطفال.
  • الاستماع للمريض والسماح له بالتعبير عن مشاعره ومخاوفه التي يواجهها.
  • دعم قرارات المريض وتقليل مرات مخالفته في الرأي.


هل السرطان النخاعي المتعدد قاتل؟

ليس دائمًا. مع تقدّم العلاجات والتدخّلات الطّبية فإن الكثير من المُصابين بالسّرطان النّخاعي المتعدد يستطيعون مواصلة حياتهم بشكلٍ أقرب إلى الطّبيعي، لكن إهمال العلاج، يتسبب بتطوّر مشكلات السّرطان النخاعي المتعدد، والتي قد تهدد الحياة أحيانًا.[١٧]


ما هي سرعة تقدّم السرطان النخاعي المتعدد في الجسم؟

تختلف سرعة تقدّم السّرطان النّخاعي المتعدد بين الأشخاص، لكن وبحسب دراسةٍ أُجريَت عام 2007 ميلادي على 276 شخص، خَلَصت إلى وجود احتماليةٍ بنسبة 10% لتقدّم السرطان النخاعي المتعدد خلال السنوات الأولى الخمس من المرض.[١٨][١٩]

المراجع

  1. ↑ "Multiple myeloma", nhs, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  2. ↑ "Key Statistics About Multiple Myeloma", cancer, Retrieved 5/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Multiple myeloma", mayoclinic, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  4. ↑ myeloma is a type,ones in your bone marrow. "What Is Multiple Myeloma?", www.webmd.com, Retrieved 4/10/2021. Edited.
  5. ↑ "Do You Have Myeloma?", myeloma, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Signs and Symptoms of Multiple Myeloma", cancer, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Could You Have Multiple Myeloma?", webmd, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  8. ↑ "Signs and symptoms of multiple myeloma", cancercenter, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Multiple Myeloma", rarediseases, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  10. ↑ "How Is Multiple Myeloma Diagnosed?", myelomacrowd, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  11. ↑ "Multiple Myeloma", emedicine.medscape.com, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت "Multiple Myeloma: Types of Treatment", cancer, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  13. ↑ "Multiple Myeloma", cancerquest, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  14. ↑ "Stem Cell Transplant for Multiple Myeloma", mskcc, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  15. ↑ "Multiple Myeloma: Radiation Therapy", urmc.rochester, Retrieved 2/8/2021. Edited.
  16. ↑ "Ways to Help Your Loved One Manage Their Multiple Myeloma", healthline, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  17. ↑ "Multiple Myeloma: What Is It? What Can I Expect? and More", www.griswoldhomecare.com, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  18. ↑ "What are the stages of multiple myeloma?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  19. ↑ "Clinical Course and Prognosis of Smoldering (Asymptomatic) Multiple Myeloma", www.nejm.org, Retrieved 3/10/2021. Edited.