لا يسبّب سرطان البروستات (Prostate cancer) عادةً بأيّ أعراض في المراحل المبكرة، إلى أن يصبح حجم السرطان كبير بدرجة كافية للضغط على الإحليل الذي يعمل على نقل البول من المثانة إلى خارج الجسم عبر القضيب، فما هي الفحوصات الدورية لسرطان البروستات؟ ومن هم أكثر الرجال عرضة للإصابة بسرطان البروستات؟[١]


تشخيص الإصابة بسرطان البروستات

الفحص الدوري لسرطان البروستات

يتم اكتشاف الغالبية العظمى من حالات سرطان البروستات عند إجراء الفحوصات الدورية قبل ظهور أي من العلامات أو الأعراض، ويتضمن الفحص الدوري نوعين رئيسيين من الفحوصات هما: اختبار المُستضد المُعيَّن الخاص بالبروستات، والفحص الرقمي للمستقيم، ويفضل استخدام الفحصين معًا؛ ولا ينبغي استخدام أي منها لوحده،[٢] ويتم إجراء هذه الفحوصات أيضاً في حال الاشتباه بالإصابة بسرطان البروستات؛ بالإضافة إلى إجراء فحص بدني شامل لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء المزيد من الفحوصات التشخيصية، كما تؤخذ بالاعتبار أي أعراض أو علامات يشكو منها الشخص، والتاريخ الصحي الشخصي والعائلي له، وفيما يلي بعض المعلومات عن الفحوصات الدورية لسرطان البروستات:[٣][٢]

  • اختبار مستضد البروستاتا النوعي: (Prostate specific antigen)، واختصاراً PSA، وهو نوع من البروتينات التي تفرزها أنسجة البروستات، ويمكن أن ترتفع مستوياته في الدم عند وجود نشاط غير طبيعي في البروستات، مثل: سرطان البروستات، أو تضخم البروستات الحميد، أو التهاب البروستات.
  • الفحص الرقمي للمستقيم: (Digital rectal exam)، واختصاراً (DRE)، ويستخدم الطبيب هذا الفحص للكشف عن أيّ أجزاء غير طبيعية من البروستات؛ عن طريق تحسس المنطقة من خلال إدخال أصبع مغطى بقفاز وعليه مادة مزلقة في منطقة المستقيم؛ في محاولة لتحسس غدة البروستات والتأكد من وجود أي كتل، أو تصلب، أو إحساس بالألم عند تحسس المنطقة، ولا تعتبر هذه التقنية دقيقة للغاية، ولا يوجد لدى جميع الأطباء الخبرة اللازمة لاتباع هذا الإجراء؛ لذلك فهي غير قادرة على الكشف عن سرطان البروستات في مراحله المبكرة عادةً.
  • اختبارات الدلالات الحيوية: (Biomarker)، ويتم من خلاله الكشف عن مواد مُعينة موجودة في الدم، أو البول، أو أنسجة جسم الشخص المصاب بالسرطان، إذ إنّ هذه المواد يتم تصنيعها عن طريق الورم نفسه، أو عن طريق الجسم كاستجابة لوجود السرطان.


تأكيد التشخيص لسرطان البروستات

إذا كشفت الفحوصات الدورية لسرطان البروستات عن وجود أي خلل غير طبيعي، يقوم الطبيب المختص بإجراء المزيد من الاختبارات لتحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بسرطان البروستات، وتتضمن هذه الفحوصات ما يلي:[٤]

  • التصوير بالرنين المغناطيسي: (MRI) حيث يمنح الطبيب صورة واضحة عن أي أورام غير طبيعية موجودة في البروستات.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المستقيم: (TRUS)، إذ يعتمد هذا الاختبار على استخدام الموجات الصوتية للحصول على صورة للبروستات باللونين الأبيض والأسود، ويقوم الطبيب بإدخال مجس رفيع من خلال منطقة الأرداف لالتقاط صدى الصوت.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: (PET)، ويقوم هذا الفحص على حقن الجسم بمادة مشعة قليلاً تسمى المتتبع، ومن ثم يظهر المتتبع على كاميرا خاصة للمساعدة على تحديد الخلايا السرطانية.
  • التصوير المقطعي المحوسب: (CT scan)، يستخدم هذا التصوير الأشعة السينية لالتقاط الصورة، وقد يلجأ الطبيب إلى إجراء هذا الفحص في حال احتمالية انتشار السرطان إلى أماكن أخرى في الجسم.
  • الخزعة: والتي تتمثل بأخذ كميات قليلة من أنسجة البروستات باستخدام إبرة خاصّة، ومن ثم يتم إرسال العينات إلى المختبر، حيث يقوم أخصائي علم الأمراض بتحديد ما إذا كانت الخلايا السرطانية موجودة أم لا، وعادةً ما يستغرق ظهور نتائج الخزعة فترة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين.[٥]


كيف يتم تحديد ما إذا كان سرطان البروستات عدائياً أم لا؟

عندما يتم تأكيد وجود السرطان عن طريق الخزعة، فإن الخطوة التالية هي تحديد مستوى عدائية الخلايا السرطانية ودرجة السرطان، حيث يقوم الطبيب بفحص عينة من الخلايا السرطانية في المختبر لتحديد مدى اختلاف الخلايا السرطانية عن الخلايا السليمة، ومن ثم يقوم بإعطائها رقم، وكلما تقدم الرقم زادت عدائية الخلايا السرطانية، بحيث تشير الدرجة الأعلى إلى وجود سرطان أكثر عدائية ومن المرجح أن ينتشر بسرعة في الجسم،[٦] ومن أشهر الأدوات التي تستخدم في تحديد درجة السرطان هي: مقياس غليسون (Gleason score)، والذي يستخدم لتحديد ما إذا كانت خلايا البروستات سرطانية أم لا، كما أنّه يُستخدم أيضاً في تحديد مدى خطورة ودرجة السرطان، حيث يتم فحص قسمين من الخلايا المأخوذة من الخزعة، ومن ثم يتم تصنيف كل قسم منهما على مقياس من 1 إلى 5؛ اعتماداً على مدى اختلافه عن الطبيعي إلى جانب عدائية الخلايا السرطانية، ومن ثم يتم جمع الدرجتين معًا، وكلما زادت النتيجة، زادت خطورة السرطان.[٢]


ما هي الطرق التي يمكن استخدامها لتحديد انتشار السرطان في الجسم؟

بمجرد أن يتم تشخيص الإصابة بسرطان البروستات، فإن الطبيب يعمل على تحديد مرحلة ومدى انتشار السرطان في الجسم، وفي حال تراود الشكوك حول انتشار السرطان خارج البروستات، فإنه يوصى بإجراء إحدى فحوصات التصوير التالية:[٦]

  • فحص العظام.
  • الفحص بالموجات فوق الصوتية.
  • التصوير المقطعي المحوسب.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.


لا ينبغي أن يخضع كل شخص لجميع الاختبارات السابقة، فالطبيب قادر على تحديد الفحوصات التي يحتاجها الشخص لإتمام تشخيصه.[٦]


من هم الأشخاص اللذين يجب أن يخضعوا للفحص الدوري لسرطان البروستات؟

يمكن أن تساعد معرفة العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات على تحديد فئات الأشخاص الذين يجب إجراء الفحص الدوري لهم، ومتى يجب إجراؤه، وفيما يلي ذكر لأهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات:[٧]

  • التقدم في العمر: يصيب سرطان البروستات بشكلٍ رئيسي الرجال فوق عمر 50 سنة، ويزداد خطر الإصابة مع التقدم في السن، إذ يُعتبر السن الأكثر شيوعًا لتشخيص إصابة الرجال بسرطان البروستات هو بين 65 و69 عامًا.[٨]
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستات: يمتلك أفراد العائلة الواحدة العديد من العوامل المشتركة، مثل: الجينات، والبيئة، وأسلوب الحياة، ويمكن أن تساعد هذه العوامل معًا في جعل عائلات معينة أكثر عرضة للإصابة ببعض الحالات الصحية؛ مثل سرطان البروستات.[٨]
  • العِرق: فالرجال الأمريكيون من أصل أفريقي لديهم أعلى معدل للإصابة بسرطان البروستات.[٩]
  • التعرّض لأنواع معينة من المواد الكيميائية: مثل رجال الإطفاء الذي يتعرضون بانتظام لمشتقات الاحتراق، والمزارعون الذين يتعرضون للمواد الكيميائية الزراعية.[٩]
  • السمنة المفرطة: توصلت معظم الدراسات إلى أن السمنة لا تؤثر في زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات، ولكن الرجال الذين يعانون من السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بأنواع أكثر عدائية من سرطان البروستات.[٩]


المراجع

  1. "Prostate cancer", nhs, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "How Prostate Cancer Is Diagnosed", verywellhealth, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  3. "Prostate Cancer: Diagnosis", cancer.net, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  4. "Diagnosing Prostate Cancer", webmd, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  5. "Prostate cancer", cancervic, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Prostate cancer", mayoclinic, Retrieved 17/8/2021.
  7. "Prostate cancer screening: Should you get a PSA test?", mayoclinic, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Am I at risk of prostate cancer?", prostatecanceruk, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Prostate Cancer Risk Factors", hopkinsmedicine, Retrieved 17/8/2021. Edited.