غالبًا ما يشير التشخيص المبكر إلى وجود احتمالية أعلى بكثير لنجاح علاج السرطان، لذا من المهم اتّباع كافة الإجراءات اللازمة لاكتشاف السرطان في أسرع وقت ممكن، وعندما يتعلق الأمر بالاكتشاف المبكر للسرطان، فمن المهم معرفة عدد من الأمور منها تاريخ العائلة المتعلق بالسرطان، والعلامات التي يجب الانتباه إليها، كما يجب التعرف أيضًا على فحوصات السرطان التي يجب إجراؤها، والوقت الأنسب لذلك، وكيفية إجراء تغييرات في نمط الحياة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان.[١]

كيف تكتشف السرطان مبكراً؟

تُجرى فحوصات الكشف المبكر عن السرطان (بالإنجليزية: Screening Tests for Cancer) للكشف عن السرطان قبل ظهور أي أعراض أو علامات على الشخص تدل على الإصابة به، ويمكن أن تساعد هذه الفحوصات على اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة قبل ظهور الأعراض؛ فعندما يتم اكتشاف أنسجة غير طبيعية أو سرطان في وقت مبكر، يكون من الأسهل علاجها أو التعافي منها، بينما مع حلول الوقت الذي تظهر فيه الأعراض قد يكون السرطان قد نما وانتشر، وهذا بدوره قد يجعل من الصعب علاج السرطان، ومن المهم أن تتذكر أنه عندما يقترح طبيبك إجراء فحص الكشف عن السرطان، فهذا لا يعني دائمًا أنه يعتقد أنك مصاب به، وعادةً ما تُجرى هذه الفحوصات في حالة عدم ظهور أعراض السرطان،[٢] وفيما يلي توضيحًا للطرق المتبعة في الكشف عن السرطان مبكرًا:


التعرف على التاريخ الطبي

يمكن أن يساعد تثقيف النفس بشأن تاريخ العائلة المُتعلّق بفُرص الإصابة بالسرطان على تقليل مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، بالإضافة إلى المساعدة على اكتشافها في مراحلها المبكرة، ويمكن أن تزيد أنواع معينة من العوامل المُرتبطة بتاريخ العائلة من خطر الإصابة بالسرطان، كما قد تشير إلى الحاجة إلى إجراء فحص مبكر أو أكثر تواترًا للسرطان، وتشمل هذه الأنواع:[١]

  • أفراد الأسرة الذين أصيبوا بالسرطان في وقت أبكر من معظم الناس.
  • أكثر من فرد من العائلة مصاب بهذا النوع من السرطان تحديدًا.
  • مزيج من الأمراض داخل الأسرة كسرطان الثدي وسرطان المبيض.
  • الميول الوراثية تجاه بعض أنواع السرطان.



يتوجب على الشخص إقران معرفته بتاريخ عائلته الطبي بنمط حياة صحي، والفحص الذاتي المناسب لتقليل خطر الإصابة بسرطانات وراثية، ويمكن أن تساعد هذه المعلومات أيضًا على اكتشاف الإصابة بالسرطان في أقرب وقت ممكن.




إجراء الاختبارات الذاتية

من أفضل الطرق لاكتشاف السرطان مبكرًا إجراء الاختبارات الذاتية كلما أمكن ذلك، وتعد هذه الاختبارات مفيدة بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بسرطان الثدي، والخصية، والجلد، ومن السهل إجراؤها ذاتيًا وبانتظام، علمًا أنها تساعد على التعرف على السرطان مبكرًا، ونظرًا لأن الشخص على دراية بجسمه فقد يصاب بشيء ما قبل أن يفحصه طبيبه بانتظام، لذا من الجيد البحث عن أي أمور غير طبيعية تظهر على الجسم عند إجراء الفحص الذاتي، ومعرفة الحالات التي تستدعي الاتصال بالطبيب فورًا.[١]


التعرف على علامات السرطان التحذيرية

يساعد التعرف على علامات السرطان التحذيرية على اكتشافه مبكرًا، لذا إذا كان هنالك أي من العلامات الدالة على الإصابة بالسرطان فيجب استشارة الطبيب فورًا، وفيما يلي ذكرًا لأبرزها:[٣]

  • تغيُّر في عادات الأمعاء أو المثانة.
  • التّقرّحات التي لا تلتئم.
  • النزيف أو الإفرازات غير طبيعية.
  • سماكة أو تكتل في الثدي أو في أي مكان آخر في الجسم.
  • عسر الهضم أو صعوبة البلع.
  • سعال مزعج أو بحة في الصوت.




مرةً أخرى: إذا كان هنالك أي من العلامات الدالة على السرطان والمذكورة سابقًا، فيرجى مراجعة الطبيب لتحديد موعد للكشف المبكر عن المرض.





وقت إجراء فحوصات الكشف المبكر عن السرطان

تختلف الأنواع والأوقات المناسبة لإجراء فحوصات الكشف المبكر عن السرطان اعتمادًا على نوع السرطان نفسه، وفيما يلي توضيحًا لذلك:


سرطان الثدي

يعد تصوير الثدي الشعاعي (بالإنجليزية: Mammograms) أفضل طريقة للكشف عن سرطان الثدي مبكرًا حيث يسهل علاجه،[٤] ويُنصح بإجراء الفحص على النحو التالي:[٥]

  • النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40 - 44 عامًا: يمكن البدء بالفحص السنوي لسرطان الثدي باستخدام صور الثدي الشعاعية إذا رغبن في ذلك.
  • النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 45 - 54 عامًا: يُجرى تصوير الثدي الشعاعي كل عام.
  • النساء البالغات من العمر 55 عامًا فما فوق: يُجرى تصوير الثدي الشعاعي كل عامين، أو يمكنهن الاستمرار في الفحص سنويًا.


سرطان القولون والمستقيم والأورام الحميدة

يمكن إجراء فحص الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم والأورام الحميدة عن طريق إجراء اختبار حساس يبحث عن علامات السرطان في البُراز، أو باستخدام فحص بصري ينظر خلاله الطبيب إلى القولون والمستقيم، أما فيما يتعلق بالأوقات المناسبة لإجراء هذه الفحوصات، توصي جمعية السرطان الأمريكية "American Cancer Society" بالبدء بالفحص المنتظم في سن 45 عامًا للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أما إذا كان الشخص بصحة جيدة فيجب أن يستمر بإجراء الفحص المنتظم حتى سن 75 عامًا، وبالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 76 - 85 عامًا يُنصح باستشارة الطبيب حول ما إذا كان الاستمرار في إجراء الفحص أمرًا مناسبًا، وذلك يعتمد على رغبات الشخص، وصحته العامة، وسجل الفحص السابق، ويجدر التنويه هنا إلى ضرورة تجنّب إجراء الفحص للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 85 عامًا.[٥]


سرطان عنق الرحم

يُجرى فحص الكشف عن سرطان عنق الرحم من خلال التحقق من وجود فيروس الورم الحليمي البشري "HPV"، والذي يمكن أن يتسبب في جعل خلايا عنق الرحم غير طبيعية، ولإجرائه تؤخذ عينة من خلايا عنق الرحم باستخدام فرشاة ناعمة صغيرة وترسل العينة إلى المختبر، ويُعرف الاختبار باسم اللطاخة أو المسحة (بالإنجليزية: Smear Test)، ويوصى بإجراء الفحص مرة كل 3 سنوات للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 - 49 عامًا، ومرة كل 5 سنوات للنساء حتى سن 64 عامًا.[٦]


سرطان الرئة

يوصى بإجراء فحص سنوي لسرطان الرئة باستخدام جرعة مُنخفضة من التصوير المقطعي المحوسب "LDCT" للأشخاص الذين لديهم تاريخ من التدخين المفرط، أو المدخنون الحاليون، أو الذين أقلعوا عن التدخين خلال الـ 15 عامًا الماضية، والذين تتراوح أعمارهم بين 50 - 80 عامًا.[٤]


سرطان البروستاتا

بالنسبة للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 55 - 69 عامًا، يجب أن يكون قرار الخضوع للفحص الدوري القائم على مستضد البروستاتا النوعي "PSA" لسرطان البروستاتا قرارًا فرديًا غير إلزاميًا، أما الرجال الذين يبلغون من العمر 70 عامًا فما فوق فيوصى بعدم إجرائهم للفحص.[٧]


سرطان بطانة الرحم

عادةً ما تبدأ فحوصات الكشف عن سرطان بطانة الرحم عند الوصول إلى سن اليأس، ويجب على جميع النساء التعرف على مخاطر وأعراض سرطان بطانة الرحم، والإبلاغ عن أي نزيف غير متوقع أو شيء غير طبيعي، ومع ذلك لا يوجد دليل يدعم فحص النساء اللواتي لا تظهر عليهن أعراض، كما أن بعض الأدلة تعارض ذلك، ويجب أن يتم فحص النساء المصابات أو المعرضات لخطر الإصابة بالمرض سنويًا بحلول سن 35،[٨] وتشمل هذه الفحوصات:[٩]

  • مسحة عنق الرحم، أو كما تُعرف باختبار بابانيكولاو (بالإنجليزية: Pap Test).
  • الموجات فوق الصوتية عبر المهبل.
  • خزعة بطانة الرحم.


نصائح وإرشادات لتقليل خطر الإصابة بالسرطان

يمكن أن تساعد بعض الإجراءات الوقائية على تقليل خطر الإصابة بالسرطان، وفيما يلي بعضها:[١٠]

  • الإقلاع عن التدخين، وتجنُّب التّعرض للتّدخين السلبي.
  • اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن، ويشمل ذلك الإكثار من تناول الفواكه والخضروات، والحبوب الكاملة، والفاصولياء، والحدّ من تناول اللحوم المصنعة.
  • الحفاظ على وزن الجسم صحي من خلال اختيار عدد أقل من الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة، بما في ذلك السكريات المكررة، والدهون من مصادر حيوانية، وممارسة الرياضة بانتظام.
  • الامتناع عن شرب الكحول.
  • حماية الجلد من التعرض لأشعة الشمس من خلال:
  • تجنّب شمس الظهيرة بين الساعة 10 صباحًا و4 مساءً.
  • البقاء في الظل أثناء التواجد في الخارج، ويمكن أن تساعد النظارات الشمسية والقبعة ذات الحواف العريضة على الحماية من أضرار أشعّة الشمس.
  • ارتداء ملابس فضفاضة.
  • استخدام واقي الشمس واسع الطيف مع عامل حماية لا يقل عن 30.
  • تجنّب استخدام أسرّة التسمير.
  • الحصول على اللقاحات المُوصى بها ضد بعض أنواع العدوى الفيروسية.
  • الحصول على رعاية طبية منتظمة، بما في ذلك إجراء الفحوصات الذاتية وفحوصات الكشف المبكر عن المرض بانتظام.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Tips for Detecting Cancer Early", gopedal, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  2. "Cancer Screening Overview", cancer, 19/8/2020, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  3. "Symptoms & Warning Signs of Cancer", clevelandclinic, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Screening Tests", cdc, 29/7/2020, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "American Cancer Society Guidelines for the Early Detection of Cancer", cancer, 30/7/2020, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  6. "About cervical screening", cancerresearchuk, 3/3/2020, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  7. "Prostate Cancer: Screening", uspreventiveservicestaskforce, 8/5/2018, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  8. "Endometrial Cancer Screening Guidelines", cancer, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  9. "Endometrial Cancer Screening", cancer, 14/4/2021, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  10. "Cancer prevention: 7 tips to reduce your risk", mayoclinic, 17/2/2021, Retrieved 29/7/2021. Edited.