يحدث سرطان الغدة الدرقية عندما تنمو خلايا هذه الغدّة بشكل غير طبيعي وخارج عن السّيطرة، وفي بادئ الأمر قد لا يرافق هذا أي أعراض، وتدريجيًّا تبدأ الأعراض بالظهور مثل الألم والتورّم في الرقبة، وهناك خيارات علاجية متعددة تساعد على علاج الغدّة الدرقيّة والتخفيف من أعراضها،[١] فما هي هذه الخيارات؟

علاج سرطان الغدة الدرقية

لا تتطلب سرطانات الغدّة الدرقية الصغيرة جدًّا علاجًا فوريًّا، وفي هذه الحالة يقترح الطبيب خيار المراقبة المنتظمة للسرطان، وإجمالًا يمكن القول أنّ العلاجات والتوصيات تكون بالاعتماد على نوع السرطان، ومرحلته، والآثار الجانبية المحتملة، واختيارات المريض، وصحته العامّة،[٢][٣] ويمكن توضيح العلاجات الأخرى وفق التالي:



في حال الكشف عن وجود أنسجة سرطانية صغيرة في الغدة الدرقية، تبقى الحالة تحت المراقبة بحيث يتم القيام بالفحوصات الدورية مثل فحوصات الدم والفحوصات التصويرية كل 6 - 12 شهراً، ليتم الكشف مبكراً عن أي تغييرات أو تطورات مفاجئة قد تحدث لهذه الأنسجة.




الجراحة

تعتبر الجراحة أول خيارات علاج سرطان الغدة الدرقية، حيث تهدف لإزالة الغدّة الدرقيّة بشكل كامل أو جزئي، وقد تستدعي بعض الحالات إزالة العقد الليمفاوية المجاورة لها كذلك، ويجدر بالذكر أن هذه العملية تتطلب بقاء المريض في المشفى بضعة أيام، ثم إكمال فترة التعافي لعدة أسابيع في المنزل، دون القيام بأي جهود قد تؤدي لحدوث إصابة في الرقبة مثل حمل الأشياء الثقيلة،[٤][٥] وتتضمن الجراحة الإجراءات التالية:[٦][٧]

  • استئصال جزئي للدرقية: وتتضمن هذه العملية إجراء استئصال للفص الذي يحتوي على سرطان الغدّة الدرقية.
  • استئصال شبه كامل للدرقية: يتمّ استئصال الغدة الدرقية باستثناء جزء صغير منها.
  • استئصال الغدة الدرقية الكلي: هي الجراحة الأكثر شيوعًا المستخدمة لسرطان الغدة الدرقية.[٥]
  • إزالة العقد الليمفاوية في الرقبة: يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى إزالة العقد الليمفاوية القريبة عند إزالة الغدّة الدرقية، ويمكن البحث من خلالها عن علامات للسرطان بعد اختبارها.[٢]



بعد إجراء الجراحة، ستكون الغدة الدرقية قد تأثرت جزئياً أو كلياً، بحيث ينخفض إنتاج الهرمونات الخاصة بها أو تتوقف كليا، مما يجبر المريض على استخدام الأدوية لتعويض هذا النقص لمنع ظهور أعراض مثل زيادة الوزن أو الخمول الزائد، كما أنه من الممكن أن تتأثر الغدد الجار درقية نتيجة استئصال الغدة الدرقية، بحيث تختل هرموناتها المسؤولة عن امتصاص الكالسيوم في الجسم، وقد يستدعي الأمر استخدام مكملات الكالسيوم لتعويض النقص الناتج عن هذا الاختلال.




العلاج الإشعاعي باليود

يوصي الطبيب باستخدام اليود المشعّ لتدمير أي أنسجة سرطانية متبقية في الغدة الدرقية أو ما حولها بعد الجراحة، أو لعلاج السرطان في حال عودته أو انتشاره، حيث يترتب عليه التحضيرات التالية:[٨][٩]

  • إلزام المريض باتباع حمية منخفضة باليود لمدة أسبوع - أسبوعين قبل العلاج: بحيث يمنع عنه الأطعمة الغنية باليود مثل السمك، والفواكه البحرية، ومنتجات الألبان، والبيض والمنتجات التي تحتوي عليه، والوجبات السريعة، والشوكولاتة البيضاء أو بالحليب، كما يمنع من الملح المضاف له اليود، أو ملح الهيمالايا، إضافة لبعض الفيتامينات والمكملات التي قد تحتوي على اليود مثل فيتامين دال، وأدوية السعال.
  • رفع الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH) ويتم هذا بطريقتين:
  • إعطاء المريض إبرة واحدة يوميا من هذا الهرمون لمدة يومين ثم إجراء العلاج باليود المشع في اليوم الثالث.
  • الطلب من المريض التوقف عن استخدام أدوية الغدة الدرقية الموصوفة له بعد إجراء العملية لمدة أسبوع - أسبوعين قبل إجراء العلاج الإشعاعي باليود.

وفي يوم العلاج، يتم إجراؤه على مرحلتين:[٧]

  • يُعطى المريض جرعة من اليود المشع وإبقائه في المشفى لمدة 1 - 4 أيام يتم فيها القيام بالفحوصات اللازمة، ثم يتم تصوير المريض للتحقق من وجود أي أنسجة سرطانية في منطقة الغدة الدرقية وما حولها.
  • في حال تم إيجاد أنسجة سرطانية في تلك المنطقة يُعطى المريض جرعة أكبر من اليود المشع بنفس اليوم أو خلال أسبوع التصوير وذلك للقضاء على تلك الأنسجة التي تم إيجادها، وبذلك يتم العلاج.



يجب على النساء الخاضعات للعلاج تجنب حدوث حمل قبل مرور 6 أشهر من الإجراء، كما يجب على زوجات الرجال الخاضعين للعلاج تجنب حدوث حمل قبل مرور 4 أشهر من إجرائه، وفي حال كانت المرأة الخاضعة للعلاج مرضعة، يجب عليها إيقاف الرضاعة الطبيعية لعدة أسابيع بعد الإجراء.




العلاج الإشعاعي الخارجي

يساعد العلاج الإشعاعي الخارجي على منع الخلايا السرطانية من النمو أو قتلها، ويتضمّن استخدام أشعّة سينية عالية الطاقة أو أشكال أخرى من الإشعاع، ويتميز هذا النوع من العلاج بحفاظه على الأنسجة الطبيعية المحيطة بالخلايا السرطانية ولا يقترب منها، حيث يوصي به الطبيب للمرضى غير القادرين على العلاج باليود المشعّ أو العمليات الجراحية، أو بعد الجراحة لضمان القضاء على كل الأنسجة السرطانية، ويتم إجراؤه عادة 5 أيام في الأسبوع لمدة 4-6 أسابيع.[١٠]


العلاج الكيميائي

يتضمن العلاج الكيميائي بعض الأدوية التي تعمل على منع الخلايا السرطانية من النمو والانقسام، وبالتالي منعها من التكاثر، ويُستخدم إلى جانب علاجات أخرى، حيث إنه لا يعالج السرطان عند استخدامه لوحده، ويعطى على شكل جرعات خلال فترة زمنية محدّدة، ومن الممكن أن يتم اختيار أحد أدوية العلاج الكيميائي بمفردها أو يتم الجمع بين مجموعة منها.[٣][١١]


العلاج الموجه

يعد العلاج الموجّه من الأدوية الجديدة التي تستهدف جزيئات مثل البروتينات توجد داخل الخلايا السرطانية، بحيث تمنع عملها وتسبب موت الخلايا السرطانية، إذ إنّ هذه الجزيئات المتواجدة في الخلايا السرطانية هي التي ترسل إشارات تدفع الخلايا السرطانية للنمو والانقسام، وتتميز هذه الأدوية بقدرتها على تحديد الخلايا السرطانية واستهدافها بمفردها دون إلحاق ضرر بالخلايا الطبيعية المحيطة بها، ويمكن أن يوصي به الطبيب في حال انتشار السرطان وعدم استجابته للعلاج الإشعاعي.[١٢]


حقن الكحول

تعالج حقن الكحول أورام الغدّة الدرقية التي يتعذّر إزالتها بالجراحة، أو في حال عودة السرطان بعد العلاج، وينطوي على حقن مادة الكحول في أورام سرطان الغدّة الدرقية الصغيرة بتوجيه من الموجات فوق الصوتية أثناء الإجراء.[١٠]


العلاج المناعي

يعدّ العلاج المناعي من العلاجات الجديدة البيولوجية التي تساعد على محاربة السرطان من خلال تعزيز جهاز المناعة، إذ إنها تعزز وتوجه استعادة دفاعات الجسم الطبيعية ضد السرطان.[٦]


الرعاية التلطيفية لمرضى سرطان الدرقية

تعمل الرعاية التلطيفيّة على توفير الدعم للمريض وأسرته، وتكون أثناء العلاجات القوية، مثل العلاج الكيميائي، أو الإشعاعي، أو الجراحة، وتركّز هذه الرعاية على علاج أعراض المريض، وتوفير الراحة له، وتخفيف ألمه، وتحسين جودة حياته، وحديثًا بدأ تقديم هذه الرعاية في وقت مبكّر من علاج السرطان على نحو متزايد، وتتضمّن هذه الرعاية عادة فريق من الأطباء، والممرضين، والأخصائيين المدربين تدريبًا خاصًّا.[١٣]


المتابعة بعد علاج سرطان الغدة الدرقية

يتطلب الأمر زيارة أخصائي الغدد الصمّاء كل 6-12 شهراً، بهدف التحقق من جرعة هرمون الغدّة الدرقية اليومية إذا كانت كافية، ويكون هذا بإجراء فحوصات الدم، بالإضافة إلى ضرورة التأكد من عدم عودة سرطان الغدّة الدرقية بإجراء الفحوصات التصويرية باستخدام الموجات تحت الصوتية (Ultrasound) أو التصوير الإشعاعي، وعادة ما تكون المتابعة مع الطبيب طويلة الأمد.[١٤]


هل يمكن الشفاء من سرطان الغدة الدرقية؟

نعم، يمكن ذلك، وخاصة في مراحله المبكرة، وفي حال لم ينتشر خارج الغدّة الدرقية، وفي هذه الحال يمكن إزالة السرطان بالكامل عن طريق الجراحة.[١٥]

المراجع

  1. "Thyroid cancer", mayoclinic, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Thyroid cancer", mayoclinic, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Thyroid Cancer: Types of Treatment", cancer, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  4. "Treatment", nhs, Retrieved 9/11/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "How Thyroid Cancer Is Treated", verywellhealth, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Thyroid Cancer Treatment (Adult) (PDQ®)–Patient Version", cancer, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Treatment", nhs, Retrieved 9/11/2021. Edited.
  8. "How Is Thyroid Cancer Treated?", roswellpark, Retrieved 9/11/2021. Edited.
  9. "Preparing for radioactive iodine treatment for thyroid cancer", cancerresearchuk, Retrieved 9/11/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Thyroid Cancer Treatment", radiologyinfo, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  11. "How Thyroid Cancer Is Treated", verywellhealth, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  12. "Targeted therapy for thyroid cancer", cancer, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  13. "Thyroid cancer treatment", iraniansurgery, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  14. "Thyroid Cancer", endocrineweb, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  15. "How Thyroid Cancer Is Treated", verywellhealth, Retrieved 14/9/2021. Edited.