تتعدّد طُرق الكشف عن سرطان القولون (بالإنجليزية: Colon cancer)، والذي يُعرَف بأنه ورم خبيث يتكون في الجدار الداخلي للأمعاء الغليظة أو كما تُسمّى بالقولون،[١] ولكن ما دور تحليل CRP بالكشف عن هذا النّوع من السّرطان؟


هل تحليل CRP يكشف سرطان القولون؟

يُعد بروتين سي التفاعلي (بالإنجليزية: C-reactive protein)، واختصارًا "CRP" علامة دالّة على الالتهاب المنتشر في الدم، والذي يرتبط وجوده فعليًّا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، ويُستخدم أيضًا كوسيلة لتحديد خطر إصابة الشخص بسرطان القولون وفقًا لدراسة أجرتها جامعة جونز هوبكنز (Johns Hopkins)؛ إذ وجدت الدراسة أيضًا أن احتمالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تزداد تدريجيًا مع وجود تركيزات أعلى من بروتين سي التفاعلي.[٢]


ما هو تحليل CRP؟

يقيس تحليل بروتين سي التفاعلي (بالإنجليزية: C-reactive protein test) مستوى بروتين سي التفاعلي في الدم، ويقوم الكبد تحديدًا بتصنيع هذا البروتين ثم إرساله إلى مجرى الدم استجابةً للالتهاب، وعادةً ما تكون مستويات بروتين سي التفاعلي منخفضة في الدم، بينما قد تكون المستويات المرتفعة منه علامة على وجود عدوى خطيرة أو اضطراب آخر، وإذا أظهرت نتائج التحليل أن مستوى بروتين سي التفاعلي مرتفع، فربما يعني ذلك أن هناك نوعًا من الالتهاب في الجسم، والجدير بالذكر أن تحليل بروتين سي التفاعلي لا يوضّح سبب الالتهاب أو مكانه، لذلك إذا كانت نتائجك غير طبيعية فقد يطلب الطبيب إجراء المزيد من الاختبارات لمعرفة سبب إصابتك بالالتهاب، إضافةً إلى ذلك لا يعني ارتفاع مستوى بروتين سي التفاعلي عن المعدل الطبيعي أن لديك حالة طبية تحتاج إلى علاج؛ إذ إن هناك عوامل أخرى يمكنها أن ترفع مستوياته،[٣] وتشمل هذه العوامل كلًا من:

  • تدخين السجائر.[٣]
  • السمنة.[٣]
  • قلة ممارسة الرياضة.[٣]
  • الحمل، وخاصةً في المراحل المتأخرة منه.[٤]
  • استخدام حبوب منع الحمل، أو العلاج بالهرمونات البديلة بما في ذلك هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen).[٤]


ما هي السرطانات التي تُسبب ارتفاع CRP؟

ارتبط ارتفاع نتيجة تحليل بروتين سي التفاعلي عالي الحساسية "hs-CRP" بزيادة خطر الإصابة بالسرطان من أي نوع كسرطان الرئة (بالإنجليزية: Lung cancer)، وسرطان القولون والمستقيم (بالإنجليزية: Colorectal cancer)، وسرطان الثدي (بالإنجليزية: Breast cancer)، وسرطان المبيض (بالإنجليزية: Ovarian cancer)، ولكنه لا يرتبط بخطر الإصابة بسرطان البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate cancer).[٥]


ما هي مستويات CRP عند وجود السرطان؟

ترتبط مستويات "CRP" المرتفعة والتي تزيد عن 10 ميكروغرام / مل بمرض السرطان النشط والمتقدم، ويمكن أن تكون المستويات المرتفعة أيضًا تشخيصًا للأمراض المعقدة كالعدوى، وبشكل ملحوظ ترتبط مستويات "CRP" المرتفعة التي تتراوح بين 50 - 100 ميكروغرام / مل بمرض متقدم، أو ورم نقيليّ، أو تشخيص ضعيف الاستجابة.[٦][٧]




بالنسبة لتحليل "CRP" القياسي، فإن القراءة الطبيعية له تقل عن 10 ملليغرام لكل لتر (ملغ / لتر).




كيف يتم تشخيص سرطان القولون؟

هناك العديد من الاختبارات التي تساعد الطبيب على تشخيص الإصابة بسرطان القولون، إلا أنها لا تُستخدم جميعها لكل شخص، ويعتمد اختيار الأنسب منها على عوامل عدة منها نوع السرطان، وأعراضه، وعمر المُصاب وصحته العامة، وتاريخه الطبي والعائلي، ونتائج الفحوصات الطبية السابقة، وفيما يلي توضيحًا لأهمها:[٨]

  • تنظير القولون: (بالإنجليزية: Colonoscopy)، يسمح هذا الإجراء للطبيب بالنظر داخل المستقيم والقولون عندما يكون المُصاب تحت تأثير التّخدير، وإذا عُثر على السرطان فقد لا يكون التشخيص الكامل الذي يُحدد بدقة مكان وانتشار السرطان ممكنًا إلى أن تتم إزالة الورم جراحيًا.
  • الخزعة: (بالإنجليزية: Biopsy)، إجراء يتم خلاله إزالة كمية صغيرة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر، وعلى الرغم من قدرة الاختبارات الأخرى في العثور على السرطان إلا أن الخزعة فقط هي التي يمكن أن تُقدم تشخيصًا واضحًا للسرطان، ويمكن إجراؤها أثناء تنظير القولون أو على أي نسيج يتم إزالته أثناء الجراحة.
  • تحاليل الدم: تشمل تحاليل الدّم تعداد الدم الشامل "CBC"، وتحليل بروتين مستضد السرطانات المضغية "CEA"، والتي تشير مستوياته المرتفعة إلى أن السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  • الاختبارات التصويرية: كالتصوير المقطعي المحوسب "CT scan"، والتصوير بالرنين المغناطيسي "MRI".


الكشف المبكر عن سرطان القولون

يوصي الأطباء بإجراء اختبارات فحص معينة للأشخاص الأصحاء الذين ليس لديهم علامات أو أعراض للبحث عن علامات سرطان القولون، أو سلائل القولون غير السرطانية، ويوفر اكتشاف سرطان القولون في مراحله الأولى أكبر فرصة للشفاء من المرض، ويوصي الأطباء عمومًا أن يبدأ الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بسرطان القولون بالفحص في سن الـ 50 تقريبًا.[٩]




هناك خيارات عدة يمكنها أن تكشف مُبكرًا عن سرطان القولون، وللتعرف على الأنسب لك تحدّث مع طبيبك.




المراجع

  1. Melissa Conrad Stoppler (24/7/2019), "Colon Cancer (Colorectal Cancer)", MedicineNet, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  2. "Inflammation Marker Predicts Colon Cancer", hopkinsmedicine, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "C-Reactive Protein (CRP) Test", medlineplus, 3/12/2020, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "C-Reactive Protein (CRP)", labtestsonline, 18/6/2021, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  5. Seounghee Lee, Jae-Won Choe, Hong-Kyu Kim and Joohon Sung (5/5/2011), "High-Sensitivity C-Reactive Protein and Cancer", Journal of Epidemiology , Issue 3, Folder 21, Page 161-168. Edited.
  6. Peter C. Hart, Ibraheem M. Rajab, May Alebraheem, and Lawrence A. Potempa (19/11/2020), "C-Reactive Protein and Cancer—Diagnostic and Therapeutic Insights", Frontiers in Immunology, Issue 2020, Folder 11, Page 595835. Edited.
  7. "C-reactive protein test", mayoclinic, 25/6/2021, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  8. "Colorectal Cancer: Diagnosis", American Society of Clinical Oncology, 1/1/2021, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  9. "Colon cancer", mayoclinic, 11/6/2021, Retrieved 26/6/2021. Edited.