يُستخدم العلاج الهرموني لعلاج سرطان البروستاتا وذلك عن طريق وقف إنتاج هرمون التستوستيرون الذكري (Testosterone)، أو على الأقل منع وصوله للخلايا السرطانية في البروستات؛ وذلك لأنَّ معظم الخلايا السرطانية تعتمد على هرمون التستوستيرون للنمو، وبالتالي يتسبب العلاج الهرموني بقتل الخلايا السرطانية أو إبطاء نموها، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن آثار العلاج الهرموني لسرطان البروستات بالتفصيل.[١]


الآثار الجانبية قصيرة المدى للعلاج الهرموني لسرطان البروستات

يعتمد ظهور الآثار الجانبية على عوامل عدة؛ من أبرزها: نوع العلاج الهرموني المُتبع والصحة العامة للمريض، ويمكن تقسيمها إلى آثار جانبية قصيرة أو طويلة المدى،[٢] وفيما يتعلق بالآثار قصيرة المدى فهي تظهر بعد وقت قصير من بدء العلاج، ومن أبرز الآثار الجانبية قصيرة المدى التي تظهر نتيجة العلاج الهرموني ما يأتي:[٢]


الهبّات الساخنة

يُعد حدوث الهبّات الساخنة من أبرز الآثار الجانبية للعلاج الهرموني؛ حيث يتورد وجه المصاب ويُصبح لونه أحمر فاتح أثناء حدوث الهبّة الساخنة، وقد يحدث اندفاع مفاجئ من الدفء في منطقة العنق، وأعلى الصدر والظهر أيضًا، وقد يكون مصحوباً بالتعرق أو بدونه، ويمكن أن يستمر هذا الأمر لفترةٍ تتراوح بين بضعة ثوانٍ إلى ساعة أو أكثر،[٣] وقد يشعر المريض قبل حدوث هذه الأعراض ببرد شديد، ومن الجدير ذكره أنَّها تظهر بشكلٍ شائع مع العلاجات التي تمنع إنتاج هرمون التستوستيرون؛ مثل: ناهضات الهرمون المُطلق للهرمون الملوتن (LHRH agonists)،[٢] وقد يساعد إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة على تقليل حدة الهبّات الساخنة عند تلقي العلاج بالهرمونات، ومن أبرز هذه التغييرات التي يمكن إجراؤها الآتي:[٣]

  • تجنب تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول.
  • الابتعاد عن التدخين.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • تجنب تناول الأطعمة الغنية بالتوابل.
  • تجنب تناول وجبات كبيرة.
  • الحفاظ على درجة حرارة باردة في الغرفة.
  • الإكثار من شرب الماء والمشروبات الصحية.


اضطرابات في التركيز أو الذاكرة

قد يواجه المريض الخاضع للعلاج الهرموني صعوبة في التركيز تجاه أمور معينة، أو صعوبة في التركيز بشكلٍ عام، ويطلق على هذه الحالة بضباب الدماغ (Brain fog)، فقد ذكر بعض الرجال ذو تجارب سابقة مع العلاج الهرموني؛ بأنَّهم يعانون من صعوبة عند تذكر أمور كانوا يتذكرونها بسهولة قبل تلقي العلاج الهرموني،[٤] ويمكن التعامل مع اضطرابات التركيز والذاكرة التي تحدث بسبب العلاج الهرموني من خلال اتباع الأساليب الآتية:[٤]

  • الاحتفاظ بالقوائم والملاحظات المهمة.
  • التركيز على القيام بشيء واحد في كل مرة.
  • تنشيط العقل عن طريق حل الكلمات المتقاطعة والألغاز الأخرى.
  • تناول نظام غذائي متوازن.
  • أخذ قسط كافٍ من الراحة.


الآثار الجانبية طويلة المدى للعلاج الهرموني لسرطان البروستات

تظهر الآثار الجانبية طويلة المدى عادةً بعد عدة أشهر من بدء العلاج بالهرمونات،[٢] ومن أبرز هذه الأعراض الآتي:[٤]


التغيرات الجنسية

قد تحدث العديد من التغيرات الجنسية عند البدء بالعلاج الهرموني والتي يتوجب إخبار الطبيب بشأنها للتعامل معها بشكل صحيح، ومن أبرز هذه التغيرات الآتي:[٤]

  • مشاكل الانتصاب والضعف الجنسي؛ وقد تكون المشكلة دائمة بناءً على العلاج المستخدم.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • تغيرات في القذف والنشوة.
  • تغيرات في حجم القضيب والخصية.


يمكن التغلب على هذه المشاكل من خلال التحدث مع الزوجة ومناقشتها بشأن هذه المشكلة، واستشارة الطبيب بشأن الطرق العلاجية التي يمكن اتباعها للتعامل مع هذه المشكلة.[٤]


التغيرات التي تحدث للعظام

تزداد فرص حدوث ضعف وترقق العظام أو ما يطلق عليه بهشاشة العظام لدى الأشخاص الخاضعين للعلاج الهرموني، فقد يصف الطبيب مكملات فيتامين د والكالسيوم لتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام أو للسيطرة على هذه الحالة،[٥] ويُنصح أيضًا بالقيام بفحوصات كثافة المعادن في العظام عند بدء العلاج الهرموني وخلال عام أو عامين بعد انتهاء العلاج؛ وذلك لتلقي العلاج المناسب عند الكشف المبكر عن هشاشة العظام.[٦]


آثار جانبية أخرى

قد تحدث آثار جانبية أخرى نتيجة تلقي العلاج بالهرمونات، ومنها:[٣]

  • التعب الشديد: قد يشعر المصاب بالتعب الشديد عند البدء بالعلاج الهرموني لعلاج سرطان البروستات؛ ويعزى حدوث ذلك إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، ويمكن التخفيف من التعب الشديد عن طريق اتباع ما يلي:[٣]
  • ممارسة الأنشطة البدنية قدر الإمكان.
  • تجنب المشروبات غير الصحية.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • أخذ قيلولة قصيرة أثناء النهار.
  • زيادة الوزن: تزداد فرص زيادة الوزن خلال فترة العلاج الهرموني، ولكن قد يساعد اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية على تقليل فرصة زيادة الوزن، ويمكن استشارة أخصائي التغذية لتلقي الإرشادات التي تساعد على تقليل ذلك.[٥]
  • التثدي: عادةً ما يسبب العلاج الهرموني ظهور أثداء لدى الرجل، إضافةً إلى الشعور بألم عند لمس منطقة الثدي لديهم، ويكون ذلك خاصة عند استخدام جرعات عالية من أدوية معينة، ويمكن تقليل احتمالية ذلك عن طريق إضافة علاج هرموني آخر، أو استخدام العلاج الإشعاعي بجرعات قليلة قبل العلاج الهرموني.[٥]
  • مشاكل القلب: يمكن أن يتسبب العلاج الهرموني بحدوث مشاكل القلب خاصة لدى الرجال الذين يعانون من حالات طبية معينة، وذلك بصورة غير مباشرة؛ فقد يتسبب بزيادة الوزن والتي قد تتسبب بزيادة احتمالية الإصابة بمشاكل القلب وتفاقمها.[٥]
  • فقر الدم: يحدث فقر الدم نتيجة انخفاض عدد كريات الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الأكسجين لكافة أنحاء الجسم، ويمكن تقليل فرصة حدوث ذلك من خلال اتباع المصاب نظام غذائي صحي، وقد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد على علاج ذلك أو تقليل احتمالية حدوثه.[٧]
  • آثار أخرى: مثل:[١]
  • قلة ظهور شعر الجسم.[١]
  • صغر حجم الأعضاء التناسلية.[١]
  • زيادة دهون الجسم.[١]
  • تفاقم فرص حدوث كسور العظام بسبب هشاشة العظام.[٨]
  • الاكتئاب؛ فقد يصف الطبيب أدوية لعلاج ذلك.[٨]
  • فقدان الكتلة العضلية؛ إذ يمكن الحفاظ عليها عند ممارسة التمارين الرياضية.[٨]
  • زيادة خطر الإصابة بمرض السكري.[٦]
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار.[٦]
  • الإسهال أو الإمساك.[٩]
  • تفاقم ألم السرطان عند البدء بالعلاج الهرموني.[٢]


متى تظهر الآثار الجانبية للعلاج الهرموني؟

قد تظهر الآثار الجانبية للعلاج الهرموني بشكلٍ حاد أو مزمن، حيث تظهر الآثار الحادة بعد مدة قصيرة من تلقي العلاج الهرموني، بينما الآثار الجانبية المزمنة تظهر عادةً بعد عدة أشهر من البدء بالعلاج الهرموني، ومن الجدير ذكره بأنَّ الآثار الجانبية الحادة تختفي من تلقاء نفسها عند وقف استخدام العلاج الهرموني.[٢]


ماذا أفعل عند ظهور آثار جانبية مع استخدام العلاج الهرموني؟

يمكن الحد من الآثار الجانبية عن طريق تغيير نمط الحياة واستخدام الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، ويمكن التعامل مع كل منها على حِدا، وفي حال استمرارية تأثيرها في الحياة اليومية للمريض فيتوجب مراجعة الطبيب لتلقي الخيارات الأكثر فعالية بناءً على حالة المريض، أو قد يلجأ الطبيب إلى إعطاء المصاب فترة راحة وذلك بالتوقف عن استخدام العلاج الهرموني،[٤] وقد يلجأ الطبيب للعلاج الهرموني لفترات معينة خاصة عند انخفاض مستوى المستضد البروستاتي النوعي (Prostate-Specific Antigen) واختصارًا (PSA).[١]




قد تختلف الآثار الجانبية باختلاف العلاج الهرموني المستخدم، فقد لا تظهر جميع الآثار الجانبية التي تم ذكرها سابقًا، وفي حال ظهور أي آثار جانبية فيتوجب مراجعة الطبيب للحصول على المشورة اللازمة.



[٥][١٠]


ما سبب ظهور الآثار الجانبية للعلاجات الهرمونية؟

يلعب هرمون التستوستيرون دورًا مهمًا في نمو الأعضاء التناسلية وتطورها بما في ذلك البروستات، ويلعب دورًا في إبراز الصفات الذكورية الأخرى؛ كالانتصاب وقوة العضلات، وقد يؤثر هرمون التستوستيرون في طرق التفكير والإحساس والشعور لدى الرجل، وبالتالي فإنَّ انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون أو توقف إنتاجه بسبب العلاجات الهرمونية سيؤثر في كل ما سبق ذكره من وظائف لهرمون التستوستيرون.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "Hormone therapy for prostate cancer", mayoclinic, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Hormone Therapy and Prostate Cancer", uclahealth, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Hormonal Therapy: Managing Side Effects in Women", urmc.rochester, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "How hormone therapy affects you", prostatecanceruk, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Side effects of hormone therapy in men", cancerresearchuk, Retrieved 19/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Hormone Therapy Side Effects", pcf, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  7. "Anemia", cancer, Retrieved 14/9/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Hormone Therapy for Prostate Cancer", cancer, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  9. "Hormone Therapy", zerocancer, Retrieved 20/8/2021. Edited.
  10. "Hormone Therapy for Prostate Cancer", hopkinsmedicine, Retrieved 20/8/2021. Edited.