العلاج الإشعاعي هو أحد العلاجات المُستخدمة لقتل الخلايا السرطانية، وينطوي على استخدام حزمًا من الطاقة الإشعاعية المكثّفة، ويتم عادة توجيه هذه الحزم من الطاقة إلى نقاط معينة في جسم المريض، لتصل إلى الخلايا السرطانية وتسبب تلفها، إلّا أنّه قد يدمر كذلك عددًا من خلايا الجسم السليمة، وهذا يتسبب بظهور مجموعة من الآثار الجانبية، ولحسن الحظ فإن العديد من هذه الآثار يمكن منعها أو علاجها، كما أنّها تختفي بمجرد إيقاف العلاج الإشعاعي في غالب الحالات،[١][٢] فما هي الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي؟ وما هي التدابير المساعدة على التخفيف منها؟


الآثار الجانبية العامة للعلاج الإشعاعي

من الممكن أن يتسبب العلاج الإشعاعي بمجموعة من الآثار الجانبية ومنها ما يلي:[٣]

  • الشعور بالتعب، والضعف العام، ونقص الطاقة، وقد يستمر هذا الأمر لعدة أسابيع بعد انتهاء العلاج.
  • مشاكل الجلد، فمن الممكن أن تصبح بشرة الشخص جافة، وغامقة، وأكثر احمرارًا، كما قد يعاني المريض من الحكة، والقروح، والتشققات، وقد يصبح الجلد أكثر حساسية.
  • تساقط الشعر في المنطقة الخاضعة للعلاج.
  • انخفاض عدد كريات الدم الحمراء وغيرها من خلايا الدم عن الحدّ الطبيعي.[٤]
  • فقدان الشهية.[٤]
  • تصلب المفاصل والعضلات.[٢]




لا يعاني جميع المرضى الذين يتلقون العلاج الإشعاعي من هذه الأعراض الجانبية جميعها، وقد يعتمد ذلك على جرعة العلاج الإشعاعي ونوعه، بالإضافة إلى حالة المريض.



[٥]


الآثار الجانبية المحددة للعلاج الإشعاعي التي تؤثر في أجزاء من الجسم

في الحقيقة تختلف الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي باختلاف موقع العلاج وأجزاء الجسم التي تتعرض للإشعاع، فبالإضافة إلى الآثار الجانبية العامة المذكورة سابقًا قد يعاني المريض من أعراض جانبية تختلف باختلاف موقع الإشعاع،[٥] ويمكن تفصيلها كالآتي:


الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي لمنطقة الدماغ

يمكن أن يتسبب الإشعاع لمنطقة الدماغ في حدوث الآثار الجانبية التالية، والتي غالبًا تكون قصيرة المدى:[٦]

  • الصداع.
  • تساقط الشعر.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • ضعف السمع.
  • تغيرات في الجلد وفروة الرأس.
  • مشاكل في الذاكرة والكلام.
  • نوبات تشنجية.


الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي لمنطقة الرأس أو الرقبة

من الممكن حدوث الأعراض الجانبية التالية عند الخضوع للعلاج الإشعاعي في الرقبة أو الرأس:[٧]

  • تساقط الشعر وتغيرات في الجلد.
  • تغيرات في الحلق، مثل الشعور بصعوبة بالبلع.
  • كسل الغدة الدرقية.
  • الشعور بألم داخل الفم، يشبه الألم الذي يشعر به الشخص إذا انحرق فمه بطعام أو شراب ساخن جدًا.[٨]
  • الإصابة بتقرحات الفم والتي تكون معرضة للإصابة بالعدوى.[٨]
  • الشعور بعدم الراحة عند تناول الطعام أو الشرب، أو التحدث.[٨]
  • جفاف الفم.[٨]
  • انخفاض حاسة التذوق.[٨]
  • انبعاث رائحة كريهة من الفم.[٨]
  • الشعور بألم في الأذن.[٦]
  • تسوس الأسنان.[٦]
  • تصلب الفك.[٦]
  • تورم اللثة، والحلق، والرقبة.[٦]
  • الغثيان.[٦]


الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي لمنطقة الثدي

تختفي هذه الآثار الجانبية غالبًا خلال 1-2 شهر بعد الانتهاء من العلاج،[٦] من الممكن أن يواجه المريض الآثار الجانبية التالية:[٧]

  • انتفاخ الثدي.
  • ألم الثدي عند اللمس.
  • جفاف الجلد وتغيُّر لونه.[٦]


الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي لمنطقة الصدر

قد يعاني المريض من الآثار الجانبية التالية في حال تلقي العلاج الإشعاعي في منطقة الصدر:[٦]

  • التهاب الحلق.
  • مشاكل في البلع.
  • فقدان الشهية.
  • السعال.
  • ضيق في التنفس.
  • مشاكل أخرى في القلب أو الرئتين.


الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي لمنطقة البطن أو المعدة

يواجه المريض بعض الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج الإشعاعي عند تلقيه في البطن أو المعدة،[٧] ومن هذه الآثار ما يلي:

  • الإمساك أو الإسهال،[٦] ويبدأ الإسهال عادة بعد عدة أيام قليلة من بدء العلاج، وقد يزداد سوءًا مع التقدم بالعلاج، إلا أنه في الغالب يختفي بعد انتهاء العلاج بعدة أسابيع.[٢]
  • الغثيان والتقيؤ.[٧]
  • تغيرات في البول والمثانة.[٧]
  • المغص.[٦]


الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي لمنطقة الحوض

عند التعرض للعلاج الإشعاعي في منطقة الحوض، قد يعاني المريض من بعض الآثار الجانبية، مثل التالي:[٦]

  • مشاكل في المثانة.
  • الإسهال.[٢]
  • مشاكل جنسية ومشاكل في الخصوبة،[٦] ويكون كالتالي:[٩]
  • في النساء، قد يتسبب التعرض للعلاج الإشعاعي بالآثار الجانبية التالية:
  • فقدان الرغبة الجنسية، ويتحسن ذلك عادةً بعد توقف العلاج.
  • تضيق المهبل وتيبّسه.
  • جفاف المهبل.
  • انقطاع الطمث.
  • صعوبة الحمل.
  • في الرجال، قد يتسبب العلاج الإشعاعي بالآثار الجانبية التالية:[٨]
  • فقدان الرغبة الجنسية، ويتحسن ذلك عادةً بعد توقف العلاج.
  • ضعف الانتصاب، ويتحسن مع مرور الوقت.
  • الشعور بالألم عند القذف، ويتحسن بعد انتهاء العلاج كذلك.
  • مشاكل في الخصوبة.


ما الذي يمكن فعله للتخفيف من الآثار الجانبية أثناء العلاج الإشعاعي؟

من الممكن لاتباع بعض الأمور أن تساهم في التخفيف من الآثار الجانبية المذكورة، وتكون كما يلي:[١٠]

  • احرص على الحصول على قسط كاف من الراحة: نظرًا لتسبب العلاج الإشعاعي بالإرهاق والتعب لدى معظم المرضى، فمن الضروري حصولك على النوم والراحة لساعات كافية، ولذلك يمكنك طلب المساعدة من عائلتك أو أصدقائك لإدارة بعض المهام عوضًا عنك.[١١]
  • اتبع نظام غذائي صحي، ومتوازن:[١٠] واحرص على تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والسعرات الحرارية.[١٢]
  • تناول من 6-8 وجبات صغيرة يوميًّا بدلًا من 3 وجبات كبيرة.[١٢]
  • تجنب الأطعمة التي تزيد من الآثار الجانبية في المعدة: بما فيها الأطعمة الحارة، أو الحامضة، أو الأطعمة المحتوية على كافيين،[١٢] وتجنب الأطعمة الغنية بالألياف، أو التوابل، والأطعمة التي تحتوي على بذور في حال كان العلاج الإشعاعي في منطقة البطن، فهذه قد تزيد من الإسهال والغثيان.[٥]
  • تناول أطعمة لينة، وطرية، ويسهل ابتلاعها في حال كنت تعاني من مشاكل في البلع: فبإمكانك تناول اللبن المخفوق، والشوربات، والمشروبات، وعصير التفاح.[١٢]
  • تجنَّب تناول الأطعمة الباردة أو الساخنة جدًا.[٦]
  • احرص على مضغ علكة خالية من السكر، أو مصّ الحلوى الخالية من السكر: وذلك للتقليل من جفاف الفم، ويمكنك أيضًا ترطيب الأطعمة باستخدام الصلصات المختلفة.[٦]
  • تجنَّب تناول الطعام قبل وبعد جلسة الإشعاع لعدة ساعات: وذلك للتخفيف من الغثيان ومنع حدوثه، أما في حال الشعور بالغثيان قبل موعد الجلسة فحاول الاسترخاء قدر الإمكان، وتناول قطعة من خبز التوست دون إضافات.[٦]
  • اعتن بالبشرة في منطقة العلاج:[١٠] فرغم أنّ مشاكل البشرة المرتبطة بالعلاج الإشعاعي قد تختفي غالبًا في غضون 2-4 أسابيع، إلّا أنها تحتاج إلى عناية خاصة،[٩] ويكون ذلك باتباع التالي:
  • نظف بشرتك يوميًّا بالماء الدافئ وصابون غير معطر.[١٣][٩]
  • ضع مرطب على بشرتك كل يوم.[٩]
  • استشر الطبيب قبل استخدام أي غسول، أو دواء، أو عطر، أو مستحضرات تجميلية، أو أي شيء آخر في المنطقة المعالَجة،[١٠] وخاصة المنتجات التي تحتوي على ألمنيوم، أو كحول.[١٣]
  • تجنب غسل العلامة المحددة الموضوعة على الجلد لتحديد مكان العلاج الإشعاعي.[١٣]
  • تجنب استخدام مصادر الحرارة أو البرودة مكان العلاج، كالقربة الساخنة أو كيس ثلج وما إلى ذلك.[١٠]
  • تجنب فرك مكان العلاج أو وضع شريط لاصق، وفي حال الحاجة لتغطية البشرة يفضل استخدام شريط ورقي أو شريط يناسب البشرة الحساسة.[١٠]
  • تجنب ارتداء ملابس ضيقة في المنطقة المعالجة، بما في ذلك المشدات، والجوارب الطويلة، والياقات الضيقة، وأربطة العنق، وأحزمة الكتف، ومن المستحسن استبدالها بملابس فضفاضة، وقطنية أو مصنوعة من ألياف طبيعية، وناعمة.[١٠][٩]
  • تجنب حلق الشعر في المنطقة المصابة، وفي حال الرغبة بالحلاقة يمكن استخدام ماكينة الحلاقة الكهربائية لا الحلاقة بشفرة الحلاقة الاعتيادية.[٩]
  • تجنب السباحة في المسابح التي تحتوي على الكلور.[٩]
  • استخدم أغطية ووسائد مصنوعة من الساتان أو القطن، فقد تكون أفضل لفروة الرأس وأكثر راحة.[٥]
  • احمي بشرتك من أشعة الشمس: فالعلاج الإشعاعي يزيد من حساسية الجلد لأشعة الشمس، فاحرص على ارتداء قبعة، أو ملابس لحماية البشرة من الشمس عند الخروج في الهواء الطلق، واحرص على استخدام واقي شمسي مناسب، بعامل حماية (SPF) 30 أو أعلى.[١٣]
  • احرص على ممارسة الرياضة والحفاظ على النشاط البدني: فهذا قد يساعد على التخفيف من التعب، والتوتر، وتغير المزاج، ويمكنك الذهاب في نزهة للمشي لعدة دقائق، لكن تجنَّب ممارسة التمارين الشاقة أو المتعبة.[١٣]
  • احصل على الحصول على الدعم من أفراد أسرتك أو أصدقائك المقربين: قد يكون هذا بالتحدث معهم عن مخاوفك ومشاعرك، كما يمكنك استشارة أخصائي نفسي عن مشاعر القلق، والاكتئاب، والخوف التي تواجهها، وتواصل مع طببك للحديث عن أي أعراض تواجهك.[١٣]
  • حافظ على نظافة فمك: وذلك لمنع الإصابة بالعدوى، ولذلك اتبع التالي:[١٢]
  • استخدم فرشاة أسنان ناعمة.
  • استخدم غسول الفم عدة مرات في اليوم،[١٢] واستشر طبيبك حول غسول الفم الأفضل، فبعضها قد يحتوي على الكحول الذي يزيد من جفاف الفم.[٦]
  • اغسل فمك بغسول مكوّن من الملح وصودا الخبز وفق تعليمات الطبيب.[١٢]
  • تجنب التدخين أو المنتجات المحتوي على نيكوتين.[١٢]
  • أكثر من شرب السوائل: ومن الممكن أن تحتاج لمحلول معالجة الجفاف عن طريق الفم (ORS)؛ لتعويض السوائل المفقودة من التقيؤ أو الإسهال، ويمكنك الحصول عليه من الصيدليات.[١٢]
  • ارتد غطاء الرأس، أو باروكة، أو قبعة لتغطية الرأس في حال تساقط الشعر: بإمكانك سؤال الطبيب عن مكان للحصول على شعر مستعار مناسب.[١٢]
  • اتبع تعليمات الطبيب بدقة: فقد يخبرك الطبيب بضرورة مراجعته عند إصابتك بالحمى، لذلك احرص على الاستماع إلى التعليمات بدقة واتباعها،[١١] وتجنب تناول الأدوية التي لا تؤخذ دون وصفة طبية، أو العلاجات الطبيعية، أو أي نوع من المكملات الغذائية، إلا بعد استشارة الطبيب.[٥]
  • احرص على زيارة طبيب الأسنان باستمرار: ويفضل أن يكون ذلك قبل، وأثناء، وبعد العلاج الإشعاعي للتعامل بشكل أفضل مع أي مشكلة مع الأسنان.[٥]
  • استشر الطبيب في حال وجود ضرورة لتجميد الحيوانات المنوية الذكرية أو البويضات الأنثوية: وذلك في حال كان من الممكِّن أن يؤثر العلاج في الخصوبة.[٩][٨]
  • احرصي على استخدام المرطبات المهبلية: وذلك للتخفيف من جفاف المهبل في حال كان العلاج الإشعاعي لمنطقة الحوض، وذلك بعد استشارة الطبيب، كما استشيري طبيبك حول استخدام الموسعات المهبلية في حال كنت تعانين من تضيُّق المهبل، وتجدر الإشارة إلى أنّ ممارسة الجماع بانتظام يساعد أيضًا على توسيعه.[٩]

المراجع

  1. "Radiation therapy", mayoclinic, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Radiotherapy", nhs, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  3. "General side effects of radiotherapy", cancerresearchuk, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Side effects of radiotherapy", macmillan, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح "Cancer treatments - radiotherapy", betterhealth, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ظ ع غ "Radiation Therapy Side Effects", cancer, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج "Radiation Therapy Side Effects", cancer, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Side effects", api-bridge.azurewebsites, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Radiotherapy", wales.nhs, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج ح خ "How to Cope with the Side Effects of Radiation Therapy", rogelcancercenter, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Frequently Asked Questions (FAQs) - Radiation Therapy and Cancer", uclahealth, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "Side Effects of Radiation Therapy", drugs, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث ج ح "Radiation therapy side effects: 5 tips to cope", mdanderson, Retrieved 19/6/2021. Edited.